الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الأوضاع الأمنية في عهد حافظ وبشار الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:40:10

أنا محمد صالح أحمدو بن إبراهيم ابن مدينة أريحا السورية، وطبعًا مدينة أريحا تبعد عن محافظة إدلب 12 كيلو متر في جنوب محافظة إدلب وتقع على خط يسمى الآن "إم 4"، ودرست المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة أريحا ثم تخرجت عام 1989 من تلك المدينة من الفرع العلمي، وتوجهت إلى حلب وانتسبت لجامعة حلب فرع الرياضيات كلية العلوم وتخرجت منها عام 1993 من فرع العلوم الرياضية البحتة، وانتقلت بعدها باعتبار أنني حصلت على الترتيب الثاني على جامعة حلب، انتقلت إلى دبلوم الاختصاص وسجلت في دبلوم الاختصاص ومعروف عندنا في سورية أي شيء تسجل فيه يجب أن يكون بعده تحقيق أمني، وقاموا بدراسة أمنية عني ووصل التقرير بعد 15 يومًا إلى جامعة حلب، وتم فصلي من دبلوم الاختصاص لأسباب أمنية وهي أن والدي ينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" وهو استشهد تحت التعذيب في سجون الأسد عام 1980، وفصلت من دبلوم الاختصاص وكانت توجد إمكانية أن أسجل دبلوم تأهيل تربوي، وفي نفس العام سجلت على دبلوم التأهيل التربوي في كلية الآداب في جامعة حلب وتخرجت منه عام 1994 والحمد لله، وأيضًا كنت من المتفوقين ثم جرت هناك مسابقة للتعيين في المدارس السورية التابعة لوزارة التربية، وتمت هذه المسابقة في دمشق، وتقدمت إلى الامتحانات ونجحت، ولكن مع الأسف تم رفضي من التعيين لنفس الأسباب ولجأت بعدها لطريقة واحدة وهي الخروج من سورية من أجل العمل بنفس التخصص الذي درسته وأمضيت حياتي في الدراسة [فيه] وخاصة أنني من المتفوقين في الرياضيات والحمد لله حاولت الخروج إلى المملكة العربية السعودية وحصلت على عقد عمل، ولكنني تفاجأت عندما قدمت عقد العمل لإدارة الهجرة، كانوا قد وضعوا لي منع سفر من مغادرة سورية، وتفاجأت أن هذا المنع لأنه لم يكن عندي انتماء حزبي (انتماء لحزب البعث) في ذلك الوقت، وسألت عن السبب فكان سبب المنع ليس الانتماء الحزبي وليس له علاقة بالوالد رحمه الله، وكان السبب شيئًا مفاجئًا وهو أن القيادة القطرية بقيادة حافظ الأسد كانوا قد أخذوا قرارًا أن يتم منع خروج أي مواطن أو أي طالب كان من الخمسة الأوائل على الجامعة، وأنا كنت من الخمسة الأوائل وكان ترتيبي الثاني فتم منعي من القيادة القطرية، وحاولت كثيرًا إزالة هذا الاسم عن طريق تقديم معروض لوزيرة التعليم صالحة سنقر، ولكن بصراحة رئيس مكتبها قال لي بالحرف الواحد: لا يمكن لوزير أن يزيل هذا الاسم والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تزيل فيها الاسم هي مقابلة حافظ الأسد. فقلت.. وقال لي: هذا مستحيل فلذلك يا بني عليك أن تلتزم بالبلد. فقلت له: البلد رفضني وأنا من الأوائل. فقال: لا توجد إلا طريقة واحدة وهمس بأذني وقال لي: طالما معك عقد عمل حاول أن تدبر رأسك مع الأفرع الأمنية بحيث تخرج؛ لأن الأفرع الأمنية لها سلطة أكثر من إدارة الهجرة ولها سلطة لأنه كل [شيء يُحل] بالمال.

 وفي هذه الأثناء أنا توجهت إلى أحد أصدقائي الذي كان معي في جامعة حلب، وذكرت له هذا الأمر وقال لي: أنا سوف أساعدك إن شاء الله. وبصراحة هم كانوا شخصين أحدهما كان من القصير والثاني كان من نفس مدينة حلب، وأحدهما بدأ يعمل على رفع اسمي من إدارة الهجرة، والثاني بدأ يعمل على تسوية وضعي أمنيًا ريثما أخرج خارج سورية يعني كان الاتفاق ألا يكون رفع الاسم نهائيًا، وسوف يكون فقط لفترة زمنية محددة، وطبعًا تم الاتفاق على أن تكون الفترة الزمنية بعد أن أحصل على جواز السفر، وحصلت على جواز السفر من دمشق ثم بعدها حصلت على الموافقة للخروج خارج سورية أيضًا من دمشق من فرع دمشق من فرع الهجرة والجوازات في دمشق دون المرور "بفرع 293"، وهذه كان لها قصة أنه أي مدرس يريد أن يسافر خارج القطر العربي السوري يجب أن يأخذ في البداية موافقة أو يجب على المدرسين الذين معهم شهادات جامعية الذين يريدون الذهاب إلى دول الخليج أو يخرجون من أجل التدريس يجب أن يزوروا فرع الأمن وطبعًا فرع الأمن حتى يوظفهم ويجندهم لصالحهم وهذا الشيء قاله لي الملازم الذي أخذ مبلغًا من المال من أجل التغاضي عن هذه الورقة؛ لأنني بصراحة لم أذهب يعني عندما أخذت الموافقة لم تكن وقت خروج المدرسين وكانت في منتصف العام الدراسي مع نهاية الفصل الدراسي الأول ولم يتوقعوا أن أكون مدرسًا، وعندما فتح الجواز ووضع الختم نظر إلى الصفحة الأولى بعد أن وضع الختم لإمكانية خروجي لأنه في البداية كان يجب أن تأخذ موافقة لخروجك خارج القطر وهذه تكون في معلومات الختم فوضع الختم (الملازم أول) وبعدها عندما أعطاني الجواز انتبه إلى المهنة وأنني مدرس فسألني: كيف تريد أن تخرج؟ وأين موافقة الفرع 293؟ فقلت له: لا أعرف الفرع 293. فقال لي: هذا يجب أن يكون عن طريقه وهو يعطيك الموافقة ويجب أن تزوره. وطبعًا في سورية أي شيء يمشي بالمال ومباشرة أعطيته مبلغًا من المال وقال لي: إن شاء الله أمورك يسيرة، ولكن لا تنسانا. فقلت له: لن أنساك. وأخذ المبلغ وترك لي الختم وقال لي: مباشرة إلى حلب احجز طيرانًا (للسفر بالطائرة) حتى تذهب إلى السعودية. وفي هذه الأثناء صديقي الذي في حلب وعن طريق عمه الذي كان في أحد الافرع الأمنية قام بحذف اسمي كمطلوب من مطار حلب لمدة ثلاثة أيام وقال لي: معك.. لأنهم قد يعيدونك من المطار لأسباب لا تعرفها. فقال لي: سوف أزيله لمدة ثلاثة أيام. وأنا أخذت الأمر.. وقلت له: إنني لا آمن جانب الأفرع الأمنية وقد يعتقلونني في المطار وقلت له: شرط أساسي أن المبلغ تأخذه عند ركوبي في الطائرة وعند إقلاع الطائرة. فقال لي: سوف يكون معك كل هؤلاء الأشخاص الذين كانوا واسطة لخروجك سوف يذهبون إلى المطار. فذهبنا إلى المطار وسلمته الجواز وكانت لحظة رهيبة هذه اللحظة أنني سلمته الجواز وأنا أعرف أنه في أي لحظة يمكن أن يتم اعتقالي لأنه كيف حصلت على تأشيرة الخروج بدون موافقة يعني كانت توجد عدة أمور أمنية كانت تلاحقني أو أنا أهدس (أحدث نفسي) بها وربما لم يكن لها تأثير، ولكن أنا نتيجة الخوف الذي عشناه وأن والدي كان من "الإخوان المسلمين" وكنا كما يقولون: الفئة المنبوذة في المجتمع.

أعطيت الجواز الذي سيختم لموظف الهجرة والجوازات -وسبحان الله- كل الذين كانوا أمامي يضع لهم الختم بدون أن يتوقف كثيرًا، وأنا توقف عندي ثلاث دقائق وهو يمسك الجواز ويفتح الصفحة الأولى وينظر إلي ثم يفتح الصفحة الثانية وينظر، وأنا هنا خفت كثيرًا وبدأت أتصبب عرقًا، وكان وضعي سيئ جدًا، وفي النهاية قال لي: إلى أين مسافر؟ فقلت له: ذاهب إلى السعودية. فقال: وماذا سوف تفعل في السعودية؟ فقلت له: حتى أدرس. فقال لي: ألست من الخمسة الأوائل؟ فقلت في نفسي: آخ.. ظهر عنده على الكمبيوتر أنه توجد مشكلة. فقلت له: نعم. فقال: أليست بلدك أولى؟ فقلت له: أنا تقدمت وشرحت جزءًا من وضعي أنني تقدمت للمسابقة ونجحت ورفضوني لأسباب أمنية. فسألني: ما هي الأسباب الأمنية؟ فقلت له: والدي من "الإخوان مسلمين". فقال لي: وهكذا تقولها مباشرة! فقلت له: ماذا سوف أقول لك هل تريد أن أكذب عليك؟ أنا والدي من "الإخوان المسلمين" فسألني: وماذا أنت؟ فقلت له: إذا وجدتم لي انتماء حزبيًا يمكنكم تقييمي، ولكن أنا ليس لي انتماء حزبي. فقال: نحن مضطرون. وأثناء قوله ذلك قلت في نفسي: إن الأمر انتهى. فأمسك قبضة الاتصال وفجأة رأيت شخصين من أصحابي دخلوا إليه وقالوا له: لماذا تأخرت عليه ألم نقل لك امزح معه ربع ساعة وهو لم يستحمل مزاحًا لدقيقتين. وأنا هنا عرفت أنها كانت بالتنسيق مع أصدقائي حتى يُحدثوا لي فيلم (نكتة) قبل أن أخرج، الأمر قبل أن أخرج فوضع لي الختم، وصعدت إلى الطائرة، ومنذ ذلك الوقت ذهبت إلى السعودية في تاريخ 7 نيسان/ أبريل 1995، ولم أعد وطبعًا لم يراني أحد إلا وكان يقول لي: إياك والعودة إلى هذا البلد لأنك هناك يمكنك متابعة تعليمك. فذهبت إلى المملكة العربية السعودية واستلمت التعليم في المرحلة الثانوية ثم الحمد لله كان [هناك] رضا [من] الجهات المختصة في التعليم كانت جدًا راضية عن عملي واستلمت ملفات الامتحانات في المملكة العربية السعودية وبقيت فيها حتى غاية 2009 وطبعًا كمدير عام للامتحانات، وفي هذه الفترة طورت نفسي وهنا ظهر الكمبيوتر والعمل على الكمبيوتر وبرامج الكمبيوتر وطورت نفسي في برامج الحاسب وأكثر شيء كان هو أنه بما أنني أستلم ملفات الامتحانات كنت مستلمًا برنامج الامتحانات وأنا نقلت هذه التجربة من المملكة العربية السعودية إلى المعارضة السورية عندما استلمت بعدها كمسؤول في الامتحانات.

طبعًا في عام 2009 عدت حتى أخدم بلدي وأنا كنت حاصلًا على شهادات، وكان عندي 65 شهادة تدريبية تدربت فيها في المملكة العربية السعودية على كل طرق التعليم ووسائل المحادثات والاتصال والتواصل مع الناس، وكل هذه الدورات حصلت عليها ودخلت سورية في عام 2009 في 15 أيلول/ سبتمبر 2009  ومباشرة بعد استراحتي لعدة أيام أخذت ملفًا بالذي أعتبره ملفًا حافلًا بالإنجازات ومنها كان أهم إنجاز حققته في المملكة العربية السعودية وهو وضع مناهج المملكة العربية السعودية لمدارس الملك فهد المتطورة [وهي] مناهج الرياضيات في المرحلة الثانوية التي هي [مناهج] الصف العاشر والحادي عشر والبكالوريا (الثالث الثانوي)، وأخذت فيها شهادة أنني واضع هذه المناهج ومن أحد مؤسسي المناهج، وطبعًا كان معنا شاب أردني وأخ مصري وهذا الإنجاز أنا أعتبره لسورية لبلدي التي احتضنتني التي علمتني وتخرجت منها وتخرجت من جامعتها وأخذت هذا الملف وانطلقت به إلى مدير تربية إدلب آنذاك وسلمته الملف وقلت له: أنا تحت تصرف مديرية التربية. ظنًا مني أن الأمور تغيرت عن وضع [عهد] حافظ الأسد الأب فكان الابن أسوأ منه، وفي عام 2009 كان يوجد انفتاح على الناس ويوجد قبول لكل من هو متفوق أو من لديه لمسة إبداعية، وأنا ظننت هذا الشيء وأسرعت وأعطيته الملف وقلته له: أنا لا أريد أن أتوظف لأنني أعرف أن الأمور فيها مسابقة ورغم أنني ناجح في مسابقة عام 1994 التي قدمتها في الشام (دمشق)، ولكنني ذهبت إلى السعودية والآن هذا ملفي ويمكن أن تدرسه وتراه وأنا يمكنني أن أطور المعلمين وأعطيهم الدورات التدريبية. فقال لي: تعال بعد عدة أيام حتى أعطيك خبرًا. وطبعًا هو في البداية قال: كل هذه الدورات أنت أخذتها ويمكن أن تفيدنا فيها؟ وهو لم يكن لديه فكرة أنه أولًا يجب أن تكون هناك دراسة أمنية وسلم الملف لمدير المكتب ومدير المكتب لا أعرف لمن سلمه بعدها قال لي: تعال بعد أسبوع فعدت بعد أسبوع حتى آخذ النتيجة أنه هل يوجد إمكانية لجمع مجموعة من المعلمين ويقولون لهم: اليوم لديكم تدريب في المكان الفلاني أو اليوم لديكم تدريب في المكان الفلاني، ولكن تفاجأت بعد أن عدت إليه فنظر إلي وقال: نحن نتأسف لأننا أخذنا منك الملف. وأنا كنت أظن أنه سوف يتأسف مني فقال: نحن نتأسف لأننا أخذنا منك الملف وكنا نظن أننا انتهينا من والدك فجئتنا أنت. وأنا تفاجأت بهذا الكلام فقلت له: عفوًا ما الذي فعلته أنا؟ فقال لي: نحن في الثمانينات تخلصنا من والدك ثم تأتينا أنت وأيضًا تريد أن تربي جيلًا! فقلت له: أنا أعطيكم خبراتي التعليمية. فقال لي: نحن لسنا بحاجتك ومديرية التربية ليست بحاجتك. وقال: هل فهمت الواقع أم لم تفهمه؟ فقلت له: يعني من أجل والدي. فقال: بالتأكيد. وأنا هنا تفاجأت جدًا يعني نحن في عام 2009 وأنت لا تزال تتكلم عن والدي الذي توفي منذ 30 سنة وهو صحيح أنه توفي تحت التعذيب يعني نحن الذين يجب ألا ننسى وليس أنتم ونحن الذي نسيناه أنتم تذكروننا به. فقال: لا يوجد قبول. وقال: لا يوجد لك مجال في العمل في التربية نهائيًا. ثم اقترحت عليه أنني سوف أفتح روضة فقال: هذه أسوأ. وقال: يعني تريد تربية الجيل منذ بداية نشأته أليس كذلك؟ فقلت له: وما هو العمل؟ فقال: خذ ملفك واخرج، وحتى الملف أعاده ولم يتركه عنده. وطبعًا أخذت الملف وذهبت إلى حلب وقلت: عسى أن تكون حلب مختلفة عن إدلب فوجدت أنه في أي مكان تقدم في أي مديرية تربية سوف يعودون إلى أصلك وإلى أين كنت تعيش فكانت نفس القصة، وأخذوا الملف في حلب وذهبوا إلى الأمن ومن أمن حلب مباشرةً [حوله] لأمن إدلب، وأمن إدلب قام بدراسة أمنية فكانت الدراسة الأمنية جاهزة عندهم لأنهم قاموا بها على الملف الذي سلمته لمحافظة إدلب فجاءني بالرفض وفي هذه الأثناء لم يبق أمامي روضة أو مدرسة تعليمية أو مدرسة خاصة، وحتى المدارس الخاصة الموجودة في حلب أيضًا كان يوجد أشخاص من الأمن مدسوسون بحيث يرفعون تقارير عما يتحدث به المعلمون ومن هم المعلمون؟ وطبعًا السيرة الذاتية سوف يزودون بها مديرية التربية في حلب، وهنا انقطع الأمل أمامي بالمتابعة في المجال التعليمي واضطررت في هذه الأثناء للبحث عن عمل ثان، ونحن كنا أثناء عملنا في السعودية قد حسبنا حساب أن يتم رفضي لأن الوضع لم يتغير وتمت إزالة الأسد ووضع "ذيل الأسد ذيل الكلب" الذي هو بشار [الأسد] يعني نفس القصة؛ لذلك قمت بالعمل من أجل فتح مستودع للأدوية الذي كان مديره أخي الكبير عبد الله واضطررت في ذلك الوقت أن أترك العمل في المجال التعليمي وأتحول للعمل في مجال الأدوية.

بقيت لأشهر أراقب الوضع في مستودع الأدوية حتى أتعلم على الأسماء وطريقة كتابة الفواتير، وهذا عمل جديد بالنسبة لي وخاصة أنني كنت أجيد [العمل على] الكمبيوتر وفي حلب لم يكن هذا التطور وخاصة في مستودع أدوية مثل مستودع أخي وكان أغلبه يعتمد على الكتابات الورقية فاضطررت أن أعمل في المستودع وصحيح الصفة مدير، ولكن بطبيعة الحال هي صفة تشغيلية، ولكن العمل باليد كان أكثر وتعبنا فيه وأصبحنا نعمل في إيصال الأدوية إلى المحافظات السورية وطبعًا المحافظات كانت هي محافظة إدلب بشكل رئيسي وشمال حلب وجنوب حلب وأيضًا شمال غرب حلب.

في عام 2011 كانت أول انطلاقة للثورة السورية.

طبعًا أنا عندما سافرت إلى المملكة العربية السعودية بقيت هناك ثماني سنوات ولم أزر سورية لسببين: أولًا- لأنه كانت عندي [خدمة] الجيش التي كانت عائقًا أساسيًا ودفعت البدل وأنا في عام 1999 دفعت البدل وأصبح بإمكاني النزول إلى سورية، ولكن كان لا يزال حافظ الأسد موجودًا على رأس السلطة، وفي عام 2000 عندما "فطس" قلنا: إنه سوف يتغير الوضع فاستلم ابنه فتابع المسيرة الأمنية أو القبضة الأمنية بقيت على حالها، وفي عام 2001 وعام 2002 وعام 2003 لم أستطع النزول، وفي عام 2002 أو في عام 2003 صدر قرار من بشار الأسد أنه يحق للمغتربين زيارة سورية بدون مراجعة أمنية لمدة 30 يومًا يعني أنت إذا أردت زيارة سورية ضمن 30 يومًا لا يوجد لك مراجعة أمنية، وهذا القرار لا أعرف إذا طُبق أم لم يتم تطبيقه، ولكن أنا على اعتبار أنني من أحد المؤسسين المعنيين في هذا الأمر أو المشمولين في هذا الأمر فكرت -وأعتقد هذا في عام 2002- لأنني فكرت بالنزول في عام 2002، ولكن قلت: إنه يجب أن ينزل أشخاص قبلي حتى أرى ما هو الوضع وأنا سألت أصدقائي أنفسهم الذين ساهموا معي في خروجي إلى المملكة العربية السعودية سألتهم: ما هو الوضع؟ فقالوا: نحن لا نعرف يعني حتى هو في الأمن لم يكن يعرف هل يا ترى هذا القرار صادق؟ وهل هو قرار فقط حتى يدخل الناس ويلقون القبض عليهم أم ما هو الوضع؟ فقال لي: الذي صبر سبع سنوات يمكنه أن يصبر سنة ثامنة وقال لي: اصبر هذه السنة. وطبعًا السنة اللاحقة التي هي 2003 اضطررت أن أنسق أموري قبل وقلت: لا أريد أن أعتمد على قرار رئيس ولا أريد أن أعتمد على أحد والذي تمكن من الخروج عام 1995 [من سورية] بالأمور المادية وبالمال يمكنه أن يعود في عام 2003 بالمال (يدخل بالمال ويخرج بالمال) ولا يوجد عندي مشكلة لأنه هنا أصبح يوجد معي [مالًا كافيًا].

 وطبعًا أنا في عام 1995 الشيء الذي دفعته كان كله بالدين وحتى ذهبت إلى السعودية أوفيته وقلت: إنني الآن الحمد لله مقتدر وأستطيع أن أدفع من جيبي الخاص وأدخل سورية. وفي هذه الأثناء تواصلت معهم أنفسهم وقلت لهم، المملكة العربية السعودية والرياض في شهر تموز/ يوليو وآب/ أغسطس شيء لا يطاق يعني حر شديد وأغلب الناس سافروا لقضاء إجازتهم، وكنا نحن نجلس وبقينا ثماني سنوات ونحن نجلس فقط في الرياض نحن والعمال الهنود والباكستانيون يعني الإخوة الذين كانوا غير مسؤولين والذين لا يوجد لديهم عمل ولا يوجد عندنا شيء بطبيعة الحال، وفي الصيف لا يوجد عمل للمدرسين وهذا الشيء شجعني أكثر أن أزور سورية؛ لأنني اشتقت لأهلي وبلدي واشتقت ليس فقط للتراب وإنما اشتقت لأي شيء في سورية فتواصلت مع الشباب الذين خرجت عن طريقهم وقلت: بشتى الوسائل أنا أريد أن أدخل سورية وأنا لم أعد أتحمل. وفي هذه الأثناء وطبعًا لم تكن المكالمة واضحة بمعنى: اسأل الأفرع الأمنية. وإنما كان يوجد لغز بيننا ولم تكن توجد الجوالات ووسائل الاتصال و"الواتساب" فاتصلت به اتصالًا وأيضًا الاتصال لم يكن من هاتف المنزل وإنما من كابينة (حجرة) هاتف فاتصلت به وقلت له: أريدك أن ترى لي المواد في الجامعة هل نجحت أم لم أنجح؟ وكلمة المواد في الجامعة تعني الأفرع الأمنية وإذا نجحت فهذا يعني هل لي اسم أم لا يوجد لي اسم؟ والمفاجأة أنه بعد أسبوع -وهو كان يعمل في الأمن السياسي- وبعد أسبوع اتصل معي وقال لي: يا أبا إبراهيم أنت رسبت في كل المواد. وهذه كانت مفاجأة صاعقة فقلت له: لماذا؟ فقال؟ كل المواد عندك لم تكتب بها شيئًا، ولكن يوجد الكثير من الأشياء مكتوبة ويجب أن نتناقش فيها، وهذه لم تأخذ عليها درجات، فكانت هذه الأشياء المكتوبة يعني تقارير مكتوبة وهذه التقارير أنا ذكرت أنه لا يوجد مدرس يذهب إلى الخليج إلا بعد أن يمر على الفرع 293 فرع دمشق، وأعتقد كان اسمه فرع فلسطين [هو فرع شؤون الضباط في المخابرات العسكرية - المحرر] ومع الأسف كان عندنا من المدرسين الذين كانوا معنا في نفس المدرسة كانوا هم الذين يكتبون التقارير بي وبكل المدرسين طبعًا، وحتى أريد أن أذكر حادثة أنه في إحدى المرات كنا نسهر مع شلة (مجموعة) المدرسين السوريين وكان معنا الأستاذ محمد الحداقي من اليمن وهذا الأستاذ كان يكره حافظ الأسد إلى أبعد الحدود يعني يتصور إبليس ولا يتصور أمامه حافظ الأسد، وفي هذه الأثناء وأعتقد هذا في عام 1998 وكنا جالسين في مجلس في حديقة وذكرت سيرة حافظ الأسد وبدأ الأستاذ محمد الحداقي يتكلم عنه وتصور أن هذا التقرير مكتوب كما هو يعني أنا أثناء عودتي إلى سورية في عام 2003 تم استجوابي بطريقة ما إلى فرع الأمن، ولكن لم أذهب إلى فرع الأمن، ولكن شخصًا من فرع الأمن جاء إلي وقال لي: لماذا حتى تتكلم وتطول لسانك أثناء حديث محمد الحداقي على حافظ الأسد؟ فقلت له: ولكنني لم أتكلم بشيء وهذا رئيسنا. فقال: كان يجب أن تدافع عنه ولا يجب أن تبقى ساكتًا أو تترك المجلس. فقلت له: أنا إذا تركت المجلس سوف تقولون: لم أدافع عنه وإذا لم أتركه.. فقال: على كل حال… وطبعًا هنا لأنهم أخذوا المال فسكت وكتب تقريرًا أنها إشاعات مغرضة. وهذه كانت أول زيارة في عام 2003 وطبعًا لم أتحمل الوضع لأنه شخص من فرع الأمن... وطبعًا أنا لم أكن مطلوبًا؛ لأنني أعطيتهم المال، ولكنهم يريدون مالًا يعني بخشيشًا (إكرامية) جانبيًا، وكان تقريبًا كل يوم يأتي إلي شخص من فرع الأمن السياسي ومرة من فرع أمن الدولة ومرة من فرع الأمن العسكري مع أنه ليس لي علاقة بفرع الأمن العسكري وهم ليس لهم علاقة بي، ولكنهم يريدون المال وأنا هنا لم أعد أتحمل الوضع فقال لي أحد الأشخاص: عليك السفر ولماذا أنت جالس هنا؟ وأنا بقيت 17 يومًا في سورية ثم عدت إلى المملكة [العربية السعودية]. 

في السنة التي بعدها جلست 23 يومًا، وأيضًا جاءني تقرير وأنا جئت بسيارة سعودية وكانت هذه السيارة عليها القيمة (غالية) وهي كانت من نوع "جيمس"، فجاءني خبر من صديقي وقال لي: إن الأمن يضع عينه على سيارتك وعليك الخروج وعدم البقاء في سورية. فقلت له: ولكن لا يزال معي شهر ولم أمض هذا الشهر. فقال لي: إما أن تبقى شهرًا أو تفقد السيارة. فقلت له: لا أريد أن أفقد السيارة وسوف أغادر. وهو في الليل أعطاني الخبر وفي اليوم الثاني صباحًا سافرت إلى المملكة العربية السعودية وأصبحت كل سنة آتي لأيام معدودة ثم أعود.

 وفي عام 2009 كنت قد رتبت أموري وهنا خفت القبضة الأمنية قليلًا وأصبحت أعرف أنه عندما أعود يجب أن أدفع المال فدخلت عن طريق أحد الأمنيين وقابلت مدير جوازات حلب أنا وزوجتي وهنا زوجتي لم تكن تنزل معي لا هي ولا الأولاد؛ لأنهم أيضًا كانوا مطلوبين؛ لأن والدها كان من "الإخوان المسلمين"، وفي مطار حلب قابلني رئيس مفارز الأمن في المطار وأجرى معي تحقيقًا ومع زوجتي وقال لي: أدخل. وهنا كان قد أخذ نصيبه بالإضافة إلى الهدايا التي أحضرتها له أثناء عودتي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/03

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةأوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/64-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-محافظة إدلبمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

فرع شؤون الضباط في المخابرات العسكرية 293

فرع شؤون الضباط في المخابرات العسكرية 293

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

وزارة التعليم العالي - النظام

وزارة التعليم العالي - النظام

فرع الأمن السياسي في حلب

فرع الأمن السياسي في حلب

إدارة الهجرة والجوازات - النظام

إدارة الهجرة والجوازات - النظام

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

مطار حلب الدولي

مطار حلب الدولي

فرع الأمن السياسي في إدلب

فرع الأمن السياسي في إدلب

الشهادات المرتبطة