الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مشاهدات في الكلية الحربية يوم موت حافظ الأسد وتوريث السلطة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:55:09

الساعة 3 بتاريخ 10 حزيران/ يونيو عام 2000 أُعلن خبر موت حافظ الأسد، وفي البداية كان صمتًا مطبقًا في الكلية الحربية، ولم يكن يعلم جميع الطلاب الضباط بالخبر، وكان من المفروض أن يتوجه الطلاب الضباط إلى درس الرياضة، وضابط الرياضة شاهد الخبر على التلفزيون، فوقف صامتًا أو باكيًا؛ لأنهم يبكون على من يعتقدون أنه إلى الأبد، ولكن بعد انتشار خبر موت حافظ الأسد، بدأ الطلاب الضباط العلوية ينادون بعضهم: هيا إلى السلاح، يجب حمل السلاح، أين البواريد؟ أين البنادق؟ بهذا الشكل العجيب. ونحن كطلاب ضباط مات حافظ الأسد، لماذا يجب أن نحمل البنادق؟ هل إسرائيل هاجمت سورية مثلًا بموت حافظ الأسد حتى دبت النخوة عند الطلاب الضباط العلويين حتى أنهم يريدون حمل البنادق! لماذا نحن لم نحمل البنادق؟ ما هو الموضوع؟ ومباشرةً قادة الدورات توجهوا إلى مستودعات السلاح، وتم قفل مستودعات السلاح، وكان كل مستودع سلاح لدورة من الدورات باستلام طالب ضابط، وتم مباشرةً إخراج الطالب الضابط وتفتيشه وسحب المفتاح منه وتغيير الأقفال، وتم قفل كل مستودع بقفلين، وكل قفل عند ضابط؛ حتى لا يتم فتح القفل، ومباشرةً دعا ضابط أمن الكلية إلى اجتماع كامل للكلية الحربية، وأن القائد الرئيس الخالد، القائد إلى الأبد إلى آخره... وبدأ بخطاب طويل عريض، وأننا نحن في مؤسسة عسكرية، وثابتون وفق الأوامر العسكرية، ووفق ما تأتي من المستوى الأعلى، ونوّه إلى أن حافظ الأسد موجود دائمًا، وبشار الأسد موجود، وبهذا الشكل قبل أن يكون هناك اجتماع للبرلمان، وقبل أن يكون هناك قرار رسمي.

طبعًا عندما مات حافظ الأسد أنا كنت أقول: كنت أتمنى أن يكون الانقلاب على حافظ الأسد، ولكن طالما أنه تسلم العقيد بشار الأسد، فإن العقيد سيكون القضاء عليه والانقلاب عليه أسهل من حافظ الأسد. وبنفس الوقت كنت أتحدث مع أحد أصدقائي من الطلاب الضباط السنة: أنه الحمد لله انتهينا من حافظ الأسد، وأمور بشار الأسد ستكون أفضل.

طبعًا الساعة 6:00 مساءً أصدر عبد الحليم خدام قرارًا بترفيع بشار الأسد من [رتبة] عقيد إلى فريق، وهنا أادركنا أن الوضع سيبقى على ما هو، وأن بشار سيكون وريثًا لحافظ الأسد.

في عام 2004 قبل وفاة والدي -رحمه الله- كان يوصيني دائمًا أنه يا ابني، الشعب لم يستطع عزل حافظ الأسد في الثمانينات؛ نتيجة عدم التخطيط الكامل، وعدم الثورة الكاملة؛ لأن الثورة لم تقم في كل سورية عام 1982، ولم يستطيعوا القضاء على حافظ الأسد، ها هو بشار الأسد موجود، أتمنى إذا متّ أن لا يرث حافظ بن بشار ويصبح أيضًا قائدًا لكم، أتمنى أن لا يستلم، فكان يوصيني دائمًا أنه يجب أن تكون نهاية النظام عند بشار الأسد، وبالتالي بقيت فكرة الانقلاب على بشار الأسد موجودةً منذ أن كنت صغيرًا، ومنذ أن تطوعت، ومنذ أيضًا أن أوصاني والدي -رحمه الله- بأن لا يكون هناك وريث حافظ بن بشار بن حافظ لسورية؛ لذلك عندما بدأت الثورة سأتحدث كيف قمنا؟ وكيف تحركنا في ذلك [الأمر]؟

في الجيش كان الوحيد الذي يتكلم على بشار الأسد هو مجد عيسى شاليش، طالب ضابط موجود معنا في الكلية من دورتنا، كان يرينا صوره هو وبشار الأسد، وصوره هو وباسل الأسد، وطبعًا مجد عيسى شاليش هو ابن أخ ذو الهمة شاليش، و[سبق أن] ضرب مدير كلية المدرعات، ولم يسأل عنه مع أنه طالب ضابط، وسيارته موجودة في الخارج مرسيدس، ويوجد فيها قنابل، وفيها روسية وفيها مسدسات، ومجد عيسى شاليش لم يكن يستلم راتبه الذي كان 1800 إلى 2000 ليرة [سورية]؛ لأنه كان مصروفه اليومي 1800 إلى 2000 ليرة [سورية]، وعندما ينادون عليه حتى يستلم راتبه يبدأ بالضحك، ويقول لنا: انظروا، ينادون علي حتى أستلم الراتب الخاص بي. الراتب الشهري الذي نحن ننتظره يعني 1800 أو 2000 ليرة [سورية] عندما تطوعنا في الكلية الحربية، كان مصروف مجد 2000 ليرة في اليوم أو 1000 أو 500 ليرة في اليوم، فقد كان مصروفه كبيرًا جدًّا جدًّا، وأكبر من مصروف مدير الكلية. وكان هذا الشخص بحكم أنه ابن أخ ذو الهمة [شاليش] كان يرينا صورًا لبشار الأسد كيف كان هو والبنات على البحر، وكيف هو وهنّ على الدراجات النارية، وطبعًا هذه الصور من يراها لا يستطيع أن يقول: إنني رأيت هذه الصور، بشار الأسد بالنسبة للمؤسسة العسكرية عدا هذا الشخص، هو نفس حافظ الأسد، ولا يمكن الحديث عنه إلا بالاحترام، والأمور الثانية. ولم يكن يوجد غير مجد عيسى شاليش يتكلم عنه، ويتكلم أيضًا فكاهات على باسل حافظ الأسد، وكيف عندما مات باسل، وجاء يوم الحساب، فوضعوا حسنات باسل الأسد لم يكن يوجد حسنات، ووضعوا السيئات وضعوا السيئات، ولكن بقيت الحسنات هي الأكثر، وعندما نظروا وجدوا أن المخابرات كانت تمسك الميزان من الأسفل حتى ترجح الحسنات، هكذا كان يتكلم دائمًا على باسل أو بشار، أما بقية الناس لا يجرؤ أحد على التحدث بأي كلمة في هذا الموضوع.

عندما دخلت إلى مدرسة الاستطلاع كان الرائد مصعب النهار موجودًا، وكان يقول إنه تمّت إحالته إلى التحقيق؛ لأنه عندما سمع ووصل خبر موت حافظ الأسد إلى مدرسة الاستطلاع، وكان مصعب موجودًا، بانت عليه ملامح الابتسامة فقط، ولم يبتسم، ولكن ظهر على مصعب النهار ملامح الابتسامة، فتم تحويله إلى التحقيق، من مكان إلى مكان، وكان سيُقرر تسريحه لولا والده عميد رئيس المصالح العقارية في سورية، وعلي النهار، وتدخلت كل الشخصيات العسكرية لحماية مصعب النهار، ولم يضحك، ولكن عندما وصل الخبر (خبر موت حافظ الأسد) نظر الضابط العلوي إلى ملامح مصعب النهار، فظهر أن وجهه بشوش وسعيد بموت حافظ الأسد -لعنة الله على حافظ الأسد ولعنة الله على بشار الأسد-.

بدأت الثورات في تونس، وكانت الثورة في تونس سريعةً وصاعقةً بالنسبة حتى للشعوب؛ لأنها خرجت بشكل مبدئي، وتوسعت بشكل كامل، وهرب زين العابدين بن علي، وسقط الحكم -حكم الاستبداد الكامل في تونس- وتحولت [الثورة] أيضًا إلى مصر وليبيا، وكان هناك دائمًا في اللقاءات بالنسبة للتوجيه السياسي، وبقية الضباط أنه الحمد لله نحن والشعب والقائد والقيادة الحكيمة واحد، والأمور بخير، وأن ما يجري في الدول العربية ليس لنا به شأن، وهو شأن داخلي، وأننا أقوياء، كان دائمًا يُنوه أن النظام موجود وثابت، ولا يمكن أن يحدث في سورية ما يحدث في بقية الدول.

طبعًا الخوف كان موجودًا لدى النظام العلوي، ولدى الضباط العلويين، منذ ليس [فقط] منذ عام 1981، والخوف موجود منذ عام 1979 عندما قام ابراهيم اليوسف بمجزرة المدفعية في حلب، وفي عام 2005 وبتاريخ 20 حزيران/ يوليو 2005 كان عندي دورة في كلية المدفعية في حلب، والضباط العلويين الموجودون في كلية المدفعية كل يوم يحلمون خوفًا طبعًا أن يظهر لهم إبراهيم اليوسف، فكان هناك رعب كبير جدًّا جدًّا، وكل دورة تأتي إلى كلية المدفعية ينبغي على أحد الطلاب الذين نجوا من عملية المدفعية ليتحدث كيف قام إبراهيم اليوسف بالتخطيط للعملية وكيف تم قتلهم، ومن هذه الأمور. فكان الخوف دائمًا ليس فقط في مدرسة المدفعية، ولكن في كل مكان، والحقيقة: هم يعلمون أنهم سلبوا السلطة، ويعلمون أن هذه التصرفات هي ليست من حقهم، وأن هذا الحكم ليس من حقهم، لذلك لديهم خوف حقيقي، وهذا الخوف يمارسونه فعلًا على الشعب من ناحية القهر والإذلال والسرقة، ومن ناحية التصرفات الكاملة، ومن ناحيتهم لا يعلمون في أي لحظة من الممكن أن ينتفض الشعب، فعليهم أن يقوموا بتأمين حياتهم في المستقبل.

النظام، وخاصةً المؤسسة العسكرية، مؤسسة تم تصنيعها تصنيعًا كاملًا بالنسبة لحافظ الأسد [على] أن تكون تابعةً فقط لقرارات وحماية حافظ الأسد والسلطة التي يتربع عليها، وليست لشيء آخر، ومسموح لقادة الفرق وقادة الألوية مع إعطائهم كافة الصلاحيات والسيارات والمصروف، مسموح لهم أن يتصرفوا بما يشاؤون في سبيل أن يكون هذا الجيش يتبع فقط لحكم وسلطة وسيادة الرئيس شخصيًّا وحمايته.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/26

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/48-05/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2000-2004-2005

updatedAt

2024/05/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

كلية المدفعية

كلية المدفعية

الشهادات المرتبطة