سيرة ذاتية والتعامل الأمني والمحسوبيات قبل الثورة - 1
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:26:07
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمي محمد مصطفى، بدأت بتدريس اللغة العربية عام 1991 درست في في محافظة حلب في عين العرب وشاطئ الفرات ثم بعد ذلك في منبج ثم أخترين وأخيرًا في مدينة حلب درست المرحلة الأطول بالنسبة لي في ثانوية الشهداء في حلب تدريس اللغة العربية، بعد ذلك سافرت إلى السعودية درست هناك اللغة العربية لأربع سنوات ورجعت مرة أخرى إلى حلب.
في 2007 انتقلت من التدريس إلى التوجيه التربوي صرت أعمل موجهًا تربويا في ريف حلب الغربي، بقيت كذلك إلى أن قامت "الثورة السورية" المباركة والتحقت بالثورة وتركت العمل الوظيفي مع النظام، خلال الثورة من البدايات بدأت بالعمل التربوي في مجالي نفسه، ساهمت بتأسيس بعض المدارس والمؤسسات التربوية الخاصة.
بعد ذلك انتقلت إلى مديرية التربية والتعليم في حلب ساهمت في تأسيس المديرية، وبقيت مديرًا للتربية ست سنوات، بعد انتهاء عملي في مديرية التربية والتعليم الحرة في حلب انتقلت إلى تدريب المعلمين، عملت في تدريب المعلمين، وعملت في مركز للدراسات والبحوث التربوية مركز مداد في الإشراف العلمي في المركز مع استمرار عملي في تدريب المعلمين، وما أزال أعمل في تدريب المعلمين حتى الآن.
أنا من مواليد حلب من ريف حلب الغربي من قرية التوامة التابعة لمنطقة الأتارب، ومنذ بداية نشأتي كنت في مدينة حلب، درست في حي السكري في مدرسة الثورة المرحلة الإبتدائية ثم أكملتها في عين جالوت.
في مرحلة ثورة "الإخوان المسلمين" في الثمانينات انتقل الوالد إلى القرية بقينا فيها سنتين قبل أن نعود مرة أخرى إلى المدينة، في هذه المرحلة كنت في الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية، وبعد ذلك درست الإعدادية والثانوية في ثانوية الشهداء في حلب في حي الفردوس، وعندما حصلت على شهادة الثانوية قررت أن أدرس في معهد إعداد المدرسين بدلًا من دراسة الجامعة، والسبب كان سببًا اقتصاديًا في الحقيقة، لأن أيام حافظ الأسد من يحمل شهادة جامعية ليس له أمل بالتوظيف تقريبًا، تمر عدة سنوات دون أن تُصدر الدولة مسابقة لحملة الشهادات الجامعية، بينما المعاهد المتوسطة قسم من هذه المعاهد كان يُعد الطالب موظفًا منذ دخوله المعهد، فهذا الأمر بسبب الوضع الاقتصادي السيء للأسرة والدي كان يعمل عاملًا في البناء، ووضعنا الاقتصادي بسيط للغاية، كنت حريصًا أن أدرس معهد إعداد المدرسين لأحصل على الوظيفة التعليمية وأُصبح موظفًا، وفعلًا درست في معهد المدرسين لسنتين في حلب قسم اللغة العربية وتخرجت وعُينت، كنت من الأوائل كان ترتيبي الثاني على المعهد، كانت إحدى زميلاتنا ترتيبها الأول وأنا الثاني، ومن المعروف في المعاهد أن الأوائل يُعينون في أماكن قريبة وحلب محافظة ممتدة وشاسعة، كان ترتيبي الثاني وعُينت في عين العرب، وعين العرب أبعد نقطة تقريبًا في محافظة حلب عن المدينة، وأما الذين عُينوا قرب المدينة فهم أبناء المسؤولين.
حاولت أن أسأل عن الموضوع وكانت الصدمة كل الجهات أي مسؤول في التربية يقول: هذا تعينك والله معك التحق بالمدرسة، وفعلًا درست في عين العرب ثم بعد انتقلت بدأت أقترب شيئًا فشيئًا، في عين العرب حصلت معي إشكالية عُينت في عين العرب في عام 1992 كانت مسيرة البيعة لحافظ الأسد أنا من أسرة والدي - رحمه الله - لم يكن من أصحاب حملة الشهادات أو من المثقفين، لكنه كان يكره الظلم وكان ألد أعدائه حافظ الأسد وحزب البعث ونشأت على ذلك، قررت أن أذهب إلى مدينة حلب زيارة لأهلي في يوم مسيرات البيعة، نصحني زملائي قالوا لي: لا تذهب، والموضوع ليس بسيطًا، قلت: ؟أنا ذاهب لبيتي لبيت أهلي، وبعد رجوعي مباشرة استُدعيت للتحقيق، أول من حقق معي شعبة الحزب التي كان لها باع طويل في النواحي الأمنية، وكانت جانب المدرسة في إعدادية عين العرب، استدعيت وحققوا معي وهددوني أن النتائج ستكون سيئة.
عندما ذهبت إلى حلب التقيت بشخص يعمل في الأمن سائقًا، أخبرته بما حصل، لأنني شعرت بالخشية، فسألته، قال لي: كيف ذهبت بيوم مثل هذا، و قال لي: سلم على المساعد في السياسية، قل له: يُسلم عليك أبو محمد السائق، وعندما استدعيت إلى شعبة الحزب قلت لهم: ذهبت لأحضر المسيرة في حلب، قالوا لي: هذا الكلام لا بُفيدك، خرجت من عندهم لأبحث عن المساعد، قلت له: يُسلم عليك فلان الفلاني، فقال لي: ما القصة، قلت له: اضطررت أن أذهب لحلب حالة ضرورية، ألف وأدور لأن الموضوع خطير، تكلم معهم ومر الأمر على خير.
استدعوني مرة أخرى وقالوا لي: أنت تُصلي في المدرسة، عندما كنت في عين العرب لم نستطع أن نستأجر أخذنا غرفة في المدرسة جميع المعلمين المعينين حديثًا، وكنا نُصلي، فسألني أبو بدر أمين الشعبة يُقال له: أبو بدر، سألني: أنت تُصلي في المدرسة، قلت له: أنت لا تصلي!! الصلاة أمر طبيعي، فقال: صلوا لكن لا تُصلوا جماعة، هذا الموقف نفسه فيما بعد تكرر معي في العسكرية نفسه موضوع الصلاة، المهم انتقلت من عين العرب إلى مكان أقرب ضمن هذه المسيرة التعليمية، وكوني كنت موظفًا كانوا في كل مناسبة يُرسلون الباصات لتُحضر الموظفين من الأرياف ولمؤسسات ليعملوا مسيرات عفوية، وعندما نصل لمركز المسيرة كان هناك تفقد اسمي والشخص الذي يثبت عليه أنه لم يذهب ولم يُشارك يُستدعى إلى فروع الأمن ويُحقق معه، وممكن أن يتعرض للسجن ويتعرض للفصل من الوظيفة، وبالنسبة لهم هذا الأمر مهم جدُا حشد الناس والتعبير عن الولاء، لأنهم يعرفون أن حلب ضدهم، بشكل واضح كانت تجربة الثمانينات بالنسبة لهم كانت حلب وإدلب وحماة ومحافظات سورية أخرى كانت ضدهم، فحلب كانت من المحافظات المهمشة خدميًا، كان عليها رقابة شديدة فيما يتعلق مثلًا بدروس العلم في المساجد على سبيل المثال ممنوعة، كنت أذهب إلى دمشق لما كنت عسكري في الخدمة الإلزامية أسمع في المكان الفلاني الشيخ فلان يُعطي درسًا، وفي المكان الفلاني الشيخ فلان يُعطي درسه، يمكن أن أذهب وأحضر بكل بساطة، لكن في حلب هذا الأمر غير موجود، في حلب كان درس التجويد الذي يُعقد في المسجد يحتاج إلى موافقة أكثر من فرع الأمن، ويطلبون الأسماء ويُدونونها، وعندما قامت الثورة ودخل الثائرون إلى فرع الأمن السياسي في إدلب شاهدنا سجلًا بأسماء الذين يصلون الفجر في المسجد.
كانت مراقبة الجانب الديني بالنسبة لهم ،لأنهم كانوا خائفين من أي شيء يحصل ضدهم، فمراقبة الجانب الديني من ناحية ومراقبة جانب الولاء وأن يكون الموظف مواليًا لهم، وبالتالي كانوا حريصين على التدقيق في الحضور، وهذا أمر شائع وليس متعلقًا بي فقط، بل لكل الذين لم يحضروا، كل الناس كانت تحضر بصراحة والذي لا يحضر كان يندم أشد الندامة، كان بودي ألا أتعرض لهذا التحقيق والمخاطرة أصلًا لأنني حين أحضر هذه المسيرات أحضرها مثلي مثل الآخرين أحضرها مُكرهًا، وليس لتكثير سوادهم أو للتعبير عن الولاء، وهذا الأمر يعرفونه جيدًا، لكن كانوا يُدققون على هذه الأمور كثيرًا.
في بدايات الثورة أتذكر كانوا يُلاحقون المظاهرات فأتذكر مظاهرة مؤيدة للنظام عند جسر تشرين في حي الزهور في سريان الجديدة في حلب مظاهرة مؤيدة للنظام فطوقوها واعتقلوهم، قالوا: نحن مؤيدون، قالوا لهم: إذا مؤيدين يجب أن تخرجوا بناءً على تعليمات لأن من يُؤيد دون موافقة بإمكانه يأخذ قرار المعارضة.
بعد ذلك انتقلت من عين العرب إلى قرية على ريف الفرات قرية جميلة اسمها القبة، هذه القرية غُمرت فيما بعد بالبحيرة بحيرة على جسر قراقوزاق كنا نمر وندخل إليها مرحلة قصيرة، ثم بعد ذلك انتقلت إلى منبج، هذه المرحلة كانت مرحلة تعليم اعتيادية، وهناك أمر ينبغي أن يُذكر هنا: الرواتب في ذلك الوقت، كنت في عين العرب أذهب لعين العرب يومين ثلاثة وأرجع في العطلة إلى أسرتي ثم أعود مرة أخرى على الدوام، وحين صرت في منبج أذهب وأعود كل يوم في باص البلدية فتقريبًا نصف الراتب أجور نقل، كنت أشتري اللبن ومنبج مشهورة بالألبان والأجبان، أشتري أحيانًا قوالب جبنة، وأخذهم معي لبيعها في حلب ليساعدني هذا الفارق البسيط في أجرة الطريق، لأن الرواتب كانت زهيدة للغاية.
بعد ذلك وأنا في الريف صار وقت الخدمة الإلزامية وذهبت إلى الخدمة الإلزامية، وبعد انتهاء الخدمة الإلزامية عُينت في مدينة حلب، وحتى أُعين في حلب أنا ما زلت على شهادة معهد إعداد المدرسين، أعدت البكالوريا في السنة التي درست فيها في عين العرب هذه السنة وسجلت الأدب العربي في الجامعة، أنهيت الجامعة في 1997 وانتقلت من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي، لكن قبل ذلك بعد أن أنهيت العسكرية صار من حقي أن أُدرس في مدينة حلب وذهبت إلى مديرية التربية والتعليم في حلب وطلبت منهم هذا التعيين لكن قالوا لي: هذا ليس من حقك، وفُوجئت إن الأمر يحتاج إلى واسطة، وبدأت أسعى هنا وهناك أسأل الذين أعرفهم إلى أن توصلت إلى شخص عن طريق نقابة المعلمين -مع أن هذا حقي الطبيعي- أحد المهندسين -أخي كان مهندسًا- مهندس في نقابة المهندسين تكلم مع واحد في نقابة المعلمين من أجل أن أحصل على حقي في التعيين و عُينت في مدينة حلب، ثم انتقلت الى التعليم الثانوي وبهذا الوقت بدأت أدرس في الجامعة في دبلوم الدراسات العليا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/11/18
الموضوع الرئیس
الفساد في مؤسسات نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/234-01/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-منطقة عين العرب (كوباني)محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي