الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتماد النظام على حزب الاتحاد الديمقراطي في قمع الحراك الكردي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:15:15

هنا كانت اللحظة الفاصلة بين موقف حزبي رسمي وموقف حراك شعبي مع موقف ومحاولات النظام إقناع الحركة السياسية الكردية بالوقوف إلى صفها، حتى إننا فيما بعد سمعنا، وأخبرنا بعض قادة الأحزاب بأنَّ النظام وحتى إيران عرضت على قيادات المجلس الوطني الكردي أنَّهم سيقدمون كامل الدعم بشرط وقوفهم إلى جانب النظام والوقوف ضد الحراك الشعبي وإقناعهم بالابتعاد عن المظاهرات. ولكن كان هناك موقف واضح من القيادات بعدم الانخراط [في النظام]، وهذا العرض قبلته "بي واي دي"، واتضح أنه كان هناك اتفاق سريّ أمني بين الأجهزة الأمنية في نيسان/ أبريل [2011]، بين جهاز أمن النظام (المخابرات السورية) بقيادة علي مملوك وآصف شوكت وقياديين من قنديل بقيادة جميل باييك ورضا ألتون وحيدر قرسو وقياديين من حزب الاتحاد الكردستاني بقيادة جلال طالباني، والاجتماع الذي حصل في دوكان في نيسان/ أبريل عام 2011، ويبدو أن هذا الاجتماع أفضى فيما بعد -وشهدنا نتائجه لاحقًا- إلى أن يستخدم النظام، ويستجلب ال "بي كي كي" وكوادر قنديل، سواء كانت من عناصر غير الأكراد السوريين مع القياديين من حزب الاتحاد الديمقراطي العناصر السورية ضمن حزب العمال الكردستاني الذين كانوا ضمن حزب الاتحاد الديمقراطي، ووجدنا أنَّ الأحكام التي كانت على صالح مسلم وعلى آل دار خليل وغيره من قيادات قنديل تساهل النظام بها، وقدّم لهم وسائل لوجستية، مثل: جواز السفر. وقام بتسليحهم على المستوى الفردي، وقاموا بتسهيل الإجراءات الأمنية لدخول أكثر من 700 كادر من كوادر قنديل، وهذا ما وجدناه في الشارع الكردي، **حيث وجدنا عناصرًا يرتدون زيّ "الغاريلا"،** كانوا منتشرين في مناطق عامودا والقامشلي والحسكة والمالكية (ديريك) والقحطانية (الدرباسية) والجوادية (تشل آغا) وعفرين ورأس العين، وحتى في الشيخ مقصود ضمن مدينة حلب.

النظام كان لديه استراتيجيات على مراحل في كيفية تحوير وتحريف مسار الحراك الشعبي الجماهيري في المناطق الكردية، كنا قد ذكرناها بما فيها التكتيك المستخدم في قمع المظاهرات واعتقال الناشطين والإفراج عن ناشطين ومعالجة بعض القوانين التمييزية كإعادة الجنسية وبعض الخطابات التي تدغدغ المشاعر والرهان على موقف الأحزاب، وكان أحد مراحلها مرحلة الاعتماد على "بي كي كي". كان الاتفاق في نيسان/ أبريل، لكن المرحلة التنفيذية كانت في بداية شهر أيار/ مايو وبداية شهر حزيران/ يونيو، وكان يبدو أن رهان النظام الأكبر يعتمد على حزب العمال الكردستاني واستجلاب هؤلاء القادة والكوادر من قنديل، وكانت البنود الرئيسية هي الرهان على إخماد الحراك الشعبي في المناطق الكردية، وحماية المنشآت الأمنية والعسكرية والنفطية، والوقوف ضد المعارضة الثورية المسلحة والسياسية، وبالمقابل كان النظام قد تعهّد بأن يخصص لهم ميزانية وجزءًا من مخصصات عائدات النفط وتسليمهم مقرّات المخافر وتسليحهم.

في الحركة السياسية الكردية، كان قسم من الأحزاب يخاف أو يخشى أن يتبلور الحراك الشبابي، ولا نقصد بالحراك الشبابي فئة عمرية معينة، وإنما هو الذي يحمل روح التغيير وروح الشباب، وكان هناك قياديون تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، وكانوا موجودين ومنخرطين في الحراك الثوري، منهم من كان من التيارات القومية أو العلمانية  أو الليبرالية أو الإسلامية، وحتى من [حزب] العمل الشيوعي نفسه، وكانت هناك خشية لدى البعض من أنَّ الحراك الشبابي قد يسحب البساط من الحركة السياسية التقليدية، فكان هناك تناقض واضح بين أحزاب الحركة السياسية الكردية بمعزل عن موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الذي كان يرسل كوادره، ويستخدم عناصر سيئة السمعة في عامودا والقامشلي، ويتقصّد تحشيدها أمام المظاهرات التي كانت تخرج من المساجد، وتلتزم بشعارات الثورة، وكانت أعدادهم لا تتجاوز 50 شخصًا، وكانوا أشخاصًا معروفين بأنهم يتعاطون المخدرات أو لديهم سمعة سيئة أومن أصحاب السوابق، وكل هؤلاء العناصر تحت إمرة شخصين أو 3 من كوادر قنديل، ومعظمهم من كوادر كردية غير سورية أو حتى غير كردية، كان معظمهم من تركيا، وكانوا يرفعون أعلام أوجلان، وهو شخص كردي تركي، ويقود حزب "بي كي كي" المصنَّف ضمن اللوائح العالمية على أنه حزب إرهابي، وكان لهذا الحزب ذاكرة سيئة عند الكرد السوريين؛ حيث ألغى أي وجود أصلي لأكراد سورية أو وجود قضية للكرد السوريين، وهو متّهم بالتعامل مع نظام حافظ الأسد الذي احتضنه في الثمانينيات، وهذا ما رفضه بقية الثوار والسياسيين الذين قَدِموا من تركيا في حينها، في صراعاتهم مع الحكومات العسكرية سابقًا، رفضوا أن يكونوا في صفّ النظام على حساب إخوتهم الكرد السوريين الذين فتحوا لهم أبوابهم، وقدّموا لهم كل ما يلزم، واحتضنوهم، وقاموا باستقبالهم كإخوة لجؤوا إليهم. لكن قيادات حزب العمال الكردستاني وعلى رأسهم عبد الله أوجلان التزموا مع حافظ الأسد ضمن سياساتهم القمعية والأمنية السيئة، وهم أنفسهم كانوا يتعاملون مع كرد سورية وشبابها وبناتها كوقود في حروبهم العبثية مع تركيا في ذلك الحين، وكانوا يستخدمون الشباب الأكراد تحت شعارات قومية، لكن هذه الشعارات كانت كشعارات النظام البعثي في قضية فلسطين أو القضايا العربية، وكذلك كان حزب العمال الكردستاني، وهو تنظيم ماركسي سرّي منغلق على نفسه، تقوده كوادر غير معروفة للساحة الكردية، وكان واضحًا أنَّ هذا الحزب سيقف إلى جانب النظام، وكان موقفنا كتنسيقية عامودا وحراك شبابي موجود في القامشلي وغيرها يقوم على رفض ممارسات وسياسات وكل أعمال "بي واي دي" وكوادر قنديل، وكان واضحًا في مظاهرة عامودا في نهاية شهر أيار/مايو وبداية حزيران/ يونيو أنَّ هناك رفضًا لانخراط هؤلاء ضمن المظاهرة؛ حتى اضطررنا إلى تغيير مسار المظاهرة كي لا ينخرطوا فيها لأن شعاراتهم وأعلامهم لا تنتمي لكرد سورية، ولا تنتمي إلى الثورة السورية ككل. وعندها وجدت الحركة السياسية الكردية -قسم من هذه الأحزاب- أنَّ الفرصة مواتية لاستيعاب الحراك الشبابي الذي يمكن أن يشكل منافسًا أو خصمًا سياسيًا لهم، وبذلك تُبلوِر رؤية سياسية أو تنظم نفسها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/08

الموضوع الرئیس

  الحراك السلمي في مدينة عاموداالحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/24-13/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/03/19

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-عامودا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني الكردي

المجلس الوطني الكردي

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة