الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سياسات النظام ضد الأكراد وخاصة في مدينة عامودا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:05:23

هذه الحادثة كانت مقدمة لمجموعة من القوانين الاستثنائية والتمييزية التي مورست بحق الكرد السوريين بشكل عام، وليست بحق عامودا فقط، فكان هناك مرسوم الإحصاء في عام 1962، وبعدها كان مشروع الحزام العربي، ونتج عن مرسوم الإحصاء حرمان عشرات الآلاف من الكرد السوريين من الجنسية السورية وأبسط حقوقهم المدنية، وبرز في وقتها 3 أصناف من الكرد الحاملين للجنسية السورية والأجانب والمكتومين الذين ليس لديهم حتى أبسط القيود الرسمية. وفيما بعد، أتى حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة حزب البعث في السبعينات، والذي رسّخ بدوره مع حكوماته ما تم تثبيته من قوانين تمييزية وإقصائية بحق الشعب الكردي في سورية بشكل خاص، وكان الظلم مركّبًا؛ لأنهم سوريون أولًا، ولأنهم كرد ثانيًا، وكان ذلك الظلم يعيشه كل السوريين على امتداد الأراضي السورية. وكان هناك استهداف وسياسات ممنهجة تجاه الكرد السوريين، ومنها مشروع إعادة توزيع الملكية والقرارات التي كانت في نهاية الستينات، والتي من خلالها قام حافظ الأسد وحكوماته بترسيخ هذا القانون. والحزام العربي هو: مصطلح يشير إلى سلب الأراضي والأملاك من أصحابها الأصليين، سواء كانوا أكرادًا -وكانوا هم الغالبية- أو كانوا من عرب المنطقة، فهناك قسم سُلبت الأراضي منهم، وكان المستهدفون هم أهالي حوض الفرات، وفيما بعد تم بناء سد الفرات وغمر أراضيهم، فكان هناك شرائح تم الإضرار بها في الرقة، ولكن قاموا بمنح أراضي المُلاك الكرد وقسم من أراضي المُلاك العرب في المنطقة إلى هؤلاء. وكانت أحد أبرز المشاريع التي تدعو إلى تفكيك البنية الاجتماعية، وتُحدث التغيير الديموغرافي، كان هذا كله ضمانًا لبقاء الأسد وفق سياسة "فرق تسد". فيما بعد، كانت هذه أبرز القضايا وأبرز المشاكل التي شكلّت المسألة الكردية في سورية والقضية الكردية في سورية.

في نهاية الخمسينات، في عام 1957، كان هناك أول حزب كردي، وهو حزب البارتي الكردي في سورية، والذي طالب بحلّ عادل وديمقراطي للقضية الكردية في سورية، وطالب بالحقوق القومية والسياسية والثقافية للكرد السوريين إلى جانب الشخصيات المستقلة والشخصيات الأدبية والدينية في المناطق الكردية في سورية. حظيت عامودا بمكانة منارة الحرية في هذه المنطقة، والتي فيما بعد ظهرت في انتفاضة قامشلي التي كانت في عام 2004، والتي وقفت إلى جانب شقيقتها قامشلي، ولبت نداء أهالي القامشلي في الوقوف ضد مشاريع النظام التي كان هدفها استهداف التركيبة الاجتماعية للمنطقة نفسها ولمحافظة الحسكة ومحافظة دير الزور بين الكرد والعرب، لكن بقيت الحركة السياسية الكردية رغم تعرضها لكثير من الانشقاقات والاستهدافات من قبل أجهزة النظام.

حصل هذا كله مع وصول بشار الأسد بن حافظ الأسد إلى سدة الحكم، و كان هناك أيضًا تغيّر النظام العراقي في 2003، في العراق، وكل هذه الأمور والمشاريع التي سعى النظام لترسيخها -سواء الأسد الأب أو الابن- كان الكرد فيها مثل [جميع] السوريين مستهدفين من كل هذه السياسات والقوانين التي تتعامل مع الكرد بدونية، وتُفرض عليهم القيود والتضييق الأمني، كان هناك غياب للحياة السياسية، وكان هناك انعدام للحياة السياسية، وكانت تمارس بشكل سري، وتم تعريب مئات القرى الكردية، وتم منع الكرد من إطلاق الأسماء الكردية على أطفالهم من البنات والذكور، حتى وصلوا للقانون رقم 10 في نهاية عام 2000. كان الكرد ممنوعين من بناء كوخ في حَوشهم، ويتم منعهم من بناء منازل في أراضيهم وممتلكاتهم، وهذا بالإضافة إلى حرمان أكثر من مائة ألف من الجنسية ومن أبسط الحقوق المدنية، وكان لعامودا بصمة مميزة، وعُرفت بأنها بلد إسقاط أصنام حافظ الأسد الذي طالما عمل على ترسيخها، وظلت جاثمة على صدور السوريين، وكانت عامودا سبّاقة في إسقاط الصنم ورفع شعارات الثورة والانتفاض ضد طغيان نظام البعث، وكانت جاهزة لتكون منخرطة في الثورة السورية بشكل عام.

وكان أبرز التيارات السياسية في عامودا اليسارية والقومية وكان قسم منها اشتراكيين، وكان هناك أيضًا تيار ديني وسطي، كان هناك تيار صوفي وتيار وسطي، وبرزت من خلاله الشخصيات الدينية، وكان أبرزها: الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي، وغيرها من الشخصيات الدينية التي برزت على مستوى المنطقة بشكل عام، مثل: الملا إبراهيم النقشبندي. فكان المجتمع بشكل عام يحبّ قوميته ووطنيته، ويسعى لأن يكون جزءًا عزيزًا في الذاكرة السورية، وكانوا مواكبين حراك الثورة السورية بقوة. تميزت عامودا بشعرائها، وتميزت عامودا بمجانينها على مستوى الساحة الكردية والساحة السورية بشكل عام.

المجتمع في عامودا والجماهير في عامودا -أكثر من النصف- يكنّون الحب لنهج البرزاني والبرزانية؛ لأنه يمثل الشخصية القيمية والشخصية الخالدة في ذاكرة الكرد السوريين كشخص قارع الاستبداد في العراق، فكان هناك ولاء لفكر ونهج البرزاني، لكن لا يعني هذا أنَّ أكثر من النصف منظَّمين ضمن الحزب الديمقراطي الكردي الذي يعتمد النهج ذاته، أغلبهم ينتمون إلى أحزاب أخرى "كـ يكيتي" و"التقدمي" و"الوحدة" إلى جانب "البارتي" و"تيار المستقبل" و"آزادي" الذين شكّلوا فيما بعد المجلس الوطني الكردي، وأكثر من النصف هم مستقلون وطنيون، ويحبون خدمة قضيتهم الكردية وخدمة بلدهم سورية، وأن تكون أيديهم ممدودة لكل الأحرار، ليس في سورية فقط، وإنما في كل العالم، ولكن بالدرجة الأساسية كانت الروح الوطنية في عامودا موجودة من ثلاثينات القرن الماضي.

استهدف النظام المنطقة بشكل كبير، استهدف المنطقة الكردية، واستهدف عامودا بشكل خاص، وحتى مشاريع المرافق العامة وإنشاء المستشفى العام حرمت منه عامودا نتيجة مواقفها المعهودة من شبابها وحراكها السياسي تجاه النظام، حرمت من أبسط ميزانيات البلديات، وكانت البلديات تُفرض دائمًا من قبل قائمة الظلم التابعة لحزب البعث، وموجات الجفاف في المنطقة بشكل عام جعلت عشرات العوائل تهاجر إلى دمشق وحلب بحثًا عن الرزق، وكان هناك العشرات من أبناء عامودا قد اضطروا إلى الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي أو العمل في دول الخليج، كان رجال ونساء عامودا يدعمون أبناءهم ليلتحقوا بالمدارس، وكان حب العلم موجودًا في عامودا، وكانت جميع الطبقات الفقيرة أو الغنية يدعمون ويعززون حب العلم ومواصلة تعليمهم الجامعي، وكان لشباب عامودا دور كبير في الحراك الجامعي الطلابي في حلب ودمشق ضد النظام والمطالبة بالحرية والكرامة.

[يجب] التأكيد على أنَّ عامودا كانت تحوي مجتمعًا نوعيًا يحمل الروح الوطنية العالية، كان يملك شخصيات نوعية شاركت في بواكير الدولة السورية الحديثة في الكتلة الوطنية السورية، وهي شخصيات بارزة كان لها دور في إنشاء برلمان سورية، وكان هناك رئيس لسورية ليوم واحد فقط وهو: الشخصية الوطنية سعيد إسحاق. وتميزت عامودا بأنَّها مجتمع مثقف معروف بكثرة الشعراء والفنانين، ومجتمع عامودا معروف بروح الفكاهة، بالإضافة إلى أنها تتميز بوجود العيش المشترك والانفتاح على بقية المناطق، وكان همّ شبابهم هو بناء الجسور مع أبناء سورية من غير المناطق، وكان ذلك يحصل في فترة الدراسة الجامعية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/10

الموضوع الرئیس

أحداث القامشلي 2004  الحراك السلمي في مدينة عاموداالنشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/24-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/03/18

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-عامودا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب الوحدة الديمقراطي الكردي  - يكيتي – محي الدين شيخ آلي

حزب الوحدة الديمقراطي الكردي - يكيتي – محي الدين شيخ آلي

حزب آزادي الكردي - مصطفى أوسو

حزب آزادي الكردي - مصطفى أوسو

الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

الشهادات المرتبطة