تعامل نظام الأسد مع الأحزاب الكردية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:19:06
حتى نُوضح الأمر بانهيار الثورة الكردية في 1975 كان لها أثر سلبي على كل الكرد في كل العالم، ومنها على أكراد سورية، كانت الثورة الكردية بقيادة مصطفى البرزاني بمثابة أمل للكرد في العالم في كل العالم، في انهيار الثورة 1975 ظهرت مواقف بعض الأحزاب الكردية ومنها الحزب الديمقراطي الكردي في سورية الذي كنت عضوًا فيه، أبدت موقفًا لم يكن موضع ارتياح أرسلت برقيةً إلى مجلس قيادة الثورة في العراق، الحكومة العراقية تأسفت على انهيار الثورة وما أدت الأمور بالعراق، و العلاقة الكردية العربية الحكومية في انهيار اتفاقية آذار، بدأت الحرب، كانت البرقية مضمونها سياسيًا كنا نتمنى القبول بالحكم الذاتي رغم النواقص، فأنا كشاب صغير متحمس لماذا البرقية ليست على الطرفين؟ ولماذا البرقية ليست على مجلس على قيادة الثورة الكردية؟ لماذا على قيادة مجلس قيادة الثورة بالعراق؟ برقية للحكومة العراقية فعلى هذا الموقف التزمت الصمت، ومثلما يقولون جلست في البيت، جمدت نشاطي السياسي بالحزب.
طبعًا تم اعتقال قيادة البارتي الجناح الثاني أغلبية القيادة صاروا بالسجن، وتركوا من ورائهم أثرًا سلبيًا جدًا، حالة اليأس والإحباط التي أصابت المجتمع الكردي باعتقال قيادات من الصف الأول والثاني، و انهيار الثورة الكردية كان له أثر سلبي جدًا على نفسية الناس على مشاعر الناس على معنويات الناس، فكادت المنطقة منطقة كوباني وصلت إلى درجة أنه لم يعد هناك نشاط سياسي حزبي إطلاقًا، انهار النشاط الحزبي بشكل كامل مجموعة صغيرة جدًا من قيادات الحزب كانت مُلاحقة، منهم الأستاذ القدير والمحترم والشخص الواعي المحامي مصطفى إبراهيم كان واحدًا منهم، فأرسلنا له خبر، التقينا معه فيما بعد، ونحن مجموعة شباب منهم أحمد عبدي، ومنهم شاب اسمه عمر ومنهم أجمدين مصطفى ومنهم بديع شده ومنهم عبد القادر حامي منهم شيخ مسلم شخص اسمه شيخ مسلم هو محمود نوح، فهذه المجموعة نحن تواصلنا، وكان لي دور بارز في العملية، تواصلنا مع الأخ المحامي مصطفى إبراهيم، شخصية واعية جدًا ومتزنة جدًا ومناضلة جدًا، شخص جسور وشجاع، التقينا معه سرًا في بيت أحد الرفاق، منهم عبد القادر القطوان شخصية مناضلة كردية سورية، موضع احترام كل الناس، توفى - الله يرحمه- التقينا معه، وقلنا: أخي طالما الحركة وصلت إلى حد الانهيار نحن شباب مستعدون نُجدد العزم ونشتغل بالحزب، وشكلنا فرعًا للحزب وبدأنا نعمل إلى أن صرنا نواة، فصرنا نتصل بالرفاق القدامى في القرى وفي جميع الأماكن، شكلنا تنظيمًا قويًا جدًا تجاوز عدد الأعضاء فيه بالمنطقة حوالي 300-200 شخصًا، تعرف كل واحد عائلته مرتبطة فيه، وكل واحد له أثره على قريته وكل واحد له أثره على الشارع، ردينا الاعتبار لوجود البارتي الحزب الديمقراطي البارتي في المجتمع الكردي في كوباني، و استمرينا على هذا الشكل إلى أن انتقلت لحلب، كعائلة انتقلت لحلب، ناس استلموا زمام الأمور بالمنطقة، وأنا انتقلت لحلب انضممت إلى التنظيم في حلب.
البارتي حزب عنيد وحزب شجاع وحزب وطني سوري كردي، تصدى لمنهج النظام ولعنصرية البعث ولطبيعة النظام الديكتاتوري، البارتي كان لا يُساوم، فيه أحزاب أخرى إلى حد ما كان من خلال قناعتهم السياسية يُمارسون بطريقة معتدلة العمل السياسي، البارتي والحزب اليساري أيضًا، الحقيقة للتاريخ كان موقفهم شجاعًا وموقفهم سلبيًا تجاه الدولة والبعث، في محاربة البعث وعنصرية البعث، والمطالبة بالحياة الديمقراطية لسورية، وبحقوق الكرد وبحقوق المكونات وبدولة المواطنة بدولة الحق والعدل والإنسان.
فاستمرت البارتي بهذا الشكل في 1976 حدث فيها انشقاق بسيط جدًا قاد الإنشقاق شخص اسمه محمد الشيخ باقي، واستمر باسم الحزب الديمقراطي مع مجموعة صغيرة جدًا مع الأسف.
لكن البارتي كجسم تابع للقيادة الحقيقية الذين كانوا بالسجون ظلت مستمرةً بجهود شخصيات كردية معروفة ومناضلة، منهم الأستاذ مصطفى إبراهيم المحامي ومنهم مناضل شرس جدًا خريج إحدى الجامعات الأوروبية الأستاذ حميد سينو أبو أحمد هوريك من عفرين، زكريا مصطفى من عفرين، قيادة البارتي لما خرجوا من السجن التزموا كل واحد رجع إلى بيته، والأغلب لم يرجعوا على الحزب نتيجة المعاناة التي لاقوها، عشر سنوات ثمانية سنوات وتسع سنوات.
وكنعان عقيد الشخصية الوطنية الكردية المعروفة وهو من ديريك من منطقة المالكية بديريك قضى ثلاثة سنوات ونصف في زنزانة واحدة طولها متر بمتر، أثر السجن على نفوسهم وعلى وضعهم الصحي.
البارتي في 1977 تجاوزوا الحالة المأساوية للتنظيم التي وصلت إلى التنظيم نتيجة اعتقال القيادة، عقدت مؤتمرها الثاني في 1977 انتُخب فيها قيادة جديدة تُضاف إلى بعض القيادات القديمة، واستمرت بالنضال، ومسيرة البارتي طويلة جدًا، وحدثت فيها انشقاقات كثيرة، منها انشقاق في 1981 وتلتها انشقاقات 1999 وهكذا، المعسكرات لحزب العمال الكردستاني ما كانت موجودةً في المناطق الكردية كمعسكرات لكن وجودهم في المناطق الكردية كانت الدولة تغض النظر عنهم وعن تصرفاتهم وعن حركاتهم، أصبحت يدهم طويلةً في المجتمع الكردي في جزء من المجتمع الكردي، بيوت كثيرة من الناس في أغلب المناطق كانت عبارةً عن مقر لهم، فمن خلال وجود بعض الكوادر قالوا كوادر من أكراد تركيا الذين كانوا موزعين بكل المناطق، نشأ الحزب وقام بدور منظم تنظيم جيد كانوا يعتمدون على التنظيم الحديدي، كل كادر في أي منطقة يتبعه الناس يتبعه شباب من خلال أوامر صارمة، كانوا يقومون بعملهم مما خلق لدى الناس قناعة أنهم أناس جديون، بينما الأحزاب الأخرى الموجودة ليست كذلك، لعبت على هذا الوتر مع أن الأحزاب الأخرى أحزاب سياسية تفهم بالأمور وتفهم بالسياسة وتمارس السياسة بما هي، حقيقة سبق وأن قلت لك: حزب العمال الكردستاني وجدوا في الساحة الكردية السورية خزانًا بشريًا وماديًا لهم، واستغلوها بشكل فظيع جدًا باعتبار أن النشاط أصبح علنيًا وغير محظور نتيجة العلاقة مع النظام مع الأجهزة الأمنية في النظام.
وجود عبد الله أوجلان في دمشق بينما الأحزاب الكردية كانت لها حدود سقف معينة للحركة، فاستغلوا مشاعر الناس وخاصة البسطاء، إذا قلنا عدد أكراد تركيا 20 مليون في سورية مليونين وثلاثة، كان أغلب المقاتلين لحزب العمال الكردستاني في الجبال سوريين، قلت لك: استغلوها كخزان بشري وكخزان مادي وعلى حساب الحركة الكردية.
الأحزاب الكردية في سورية تقدموا في مرات كثيرة على المشهد بغية التخريب على الأحزاب بغية تشويه مسيرة الأحزاب من خلال الشعارات، كردستان الكبرى ولا أعلم من أين لأين؟؟ إصلاحيون يُريدون حقوقًا بسيطة، فأنت مقراتك في سورية وعند النظام وعند الأمن وتُريد كردستان الكبرى!! ولا أحد يقترب منك؟ ولا أحد يُحاربك! بينما نحن نُطالب ببعض الحقوق البسيطة ضمن الدولة التي نحن فيها التي هي سورية، نُزج بالسجون ونُعتقل! ويُمارس بحقنا كل الاضطهاد وكل العذابات وإلى آخره.
بعد اعتقال أوجلان طبعًا أوجلان اعتقال أوجلان عملية معروفة، ضغط تركي على النظام وتحشد تركيا على الحدود، والتدخل المصري بوقتها، أنا أتذكر جاء الرئيس المصري إلى دمشق، أبلغ رئيس النظام حافظ الأسد أنه في حال عدم تسليم أوجلان أو إخراج أوجلان من سورية، الجيش التركي سيقتحم الحدود السورية، وحافظ الأسد كان ديكتاتورًا ذكيًا استوعب الرسالة وأبلغ الجهات الأمنية أن هذا الرجل لازم يفتح له و خروجه معروف باتجاه أوروبا وبالطيارة وباتجاه روسيا أول شيء من روسيا إلى إيطاليا، وإيطاليا صار فيها ضجة عليه، وبالنتيجة لم يستقبله أحد سواءً كانت سمعة الحزب إرهابية سواءً كان بضغوطات تركية، وجهوه بطريقة ذكية صارت اللعبة في يد المخابرات العالمية، اشتركت فيها عدة جهات دولية، وجهوه لكينيا باعتبارها دولة إفريقية متخلفة لا احد يُحاسب أحد، تسليمه يكون سهلًا هناك، سلموه لتركيا وأحضروه.
بعد اعتقال أوجلان أنا هنا أحكي عن أنصار أوجلان داخل المجتمع الكردي في سورية، صار معنا حالة إحباط وحالة يأس، وأغلب الناس التزمت بيوتها ولم تعد الحركة زيادة، وصلوا لقناعة قسم كبير جدًا منهم وصلوا لقناعة أن سياسة حزب العمال الكردستاني سياسة خاطئة وسياسة مغامرة وسياسة لا تعتمد على الأسس السياسية في النضال القومي كمشروع للأكراد، خلق حالة من اليأس أغلب الناس صاروا يبتعدون عن هذا الحزب وكوادرهم صار عددها قليلًا جدًا في الساحة.
إذا نقدر نسميها عملية تسليم أوجلان وتبعتها أعمال أخرى من الدولة تجاه الحزب في إلقاء القبض على كوادر الحزب وتسليمهم إلى تركيا، مضايقتهم بالساحة وصلت الأمور أنهم غابوا عن الساحة بشكل تقريبي بشكل كلي ، فيبدو بعدما النظام أخذ النفس وبعد وفاة حافظ الأسد في 2003 هم لم يتركوا الساحة التي كانت غنية بالإمكانيات المادية غنية بإرسال المقاتلين للجبال، أرادوا يرجعوا عليها بطريقة ذكية، شكلوا حزبًا اسمه حزب الاتحاد الديمقراطي بدون تسمية كردية، بعض الكوادر منهم يدخلون سورية ويتجولون في المناطق الكردية بشكل سري باعتبار لهم عناوين وكيف يحافظون على أنفسهم لهم أصدقاء لهم مؤيدون، فالحزب نشأ قليلًا قليلًا وفي بدايته بدأت الدولة تضرب بهم تعتقلهم في السجون تحاربهم، عدد كبير منهم، أنا كنت بالسجن فترة من الفترات قبل الثورة بفترة بقيت شهرين ثلاثة، رأيت الكثير منهم في السجن، الدولة كانت تحاربهم إرضاءً لتركيا.
طبعًا الأحزاب الكردية صاروا شقين حين استلم بشار الأسد الحكم، وبداية الربيع العربي إعلان دمشق وهيئة التنسيق والمعارضة، شعرت أنه يوجد إمكانية للتنفس إمكانية للحركة، ما أشار إليه بشار الأسد في خطاباته شُكل إعلان دمشق وشُكلت هيئة التنسيق، وأطر أخرى للمعارضة السلمية.
فهنا الأحزاب الكردية كانت موجودة بالساحة، وموجودة بالحدث، منهم من صار داخل إعلان دمشق، ومنهم في هيئة التنسيق، استمروا بهذا الشكل، صارت عدة مظاهرات أمام البرلمان (مجلس الشعب) وأمام المحاكم وصارت اعتقالات ومنهم الشهيد مشعل تمو والأخ مصطفى جمعة رئيس حزب آزادي، ومناضلين فعلًا ناس مناضلون ناس معروفون من حزب اليكيتي الكردي جماعة فؤاد عليكو إبراهيم برو كثير منهم قضوا في السجن سنوات طويلة ثلاث سنوات وأربع سنوات وخمس سنوات جيل كامل تقريبًا، تقريبًا 60% 70% من قيادة هذا الحزب دخلوا السجون ليس أقل من ثلاث أو أربع سنوات.
بعد سقوط النظام في العراق كان له ارتدادات عكسية بشكل عام على المنطقة، صار شيء جديد بالعراق، والمنطقة تتغير باتجاه الدولة الديمقراطية، وصار سقوط بغداد طوفانًا وهزةً هزت المنطقة، نحن توقعنا لا بد من تغيير في المنطقة، الأمر لن يتوقف بسقوط بغداد وسقوط نظام صدام حسين، فكان رد الفعل بالنسبة لنا أنه إيجابي العراق ستكون دولة ديمقراطية وستعطي تأثيرها على حدود المنطقة كلها على المنطقة المجاورة كسورية وغيرها، فاعتبرناها رغم التدخل الدولي، لكن لا بد ستكون لها نتائج إيجابية على شعوب المنطقة ودول المنطقة من ناحية التوجه إلى الديمقراطية، وأن الأنظمة الموجودة ستحسب ألف حساب، وستحاول تصلح حالها تُحاول تُعطي فرصًا للحرية فرصًا للحركة داخل مجتمعاتها داخل دولها، مع الأسف يبدو الدول أخذت موقفًا عكسيًا ممارسة الضغط وممارسة الإرهاب بحق الشعوب يكون الطريقة الأفضل ومنها النظام السوري، ففي 2004 نتيجة وجود مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي بين فريق الفتوة من دير الزور وفريق الجهاد في القامشلي، فريق الجهاد فريق مشهور ومعروف، وفريق الفتوة فريق معروف وله جماهيره وله ناسه، وتعرف كرة القدم ومن دخول الناس إلى مدينة القامشلي في الشوارع بدأوا يهتفون بحياة صدام حسين ويهتفون بحياة رموز في العراق وتوجيه المسبات إلى القيادات الكردية خارج سورية، جلال الطالباني مسعود البرزاني شكل استفزازًا للناس في الشارع، هذه كرة قدم يا أخي أنتم أتيتم للعب كرة القدم، لمَ هذا الأمر؟ فالأصوات في الشارع حركت الناس باتجاه الملعب بأعداد ضخمة، ما القصة التي تحدث في الشارع؟ و الناس ستحضر الملعب، فلولا العملية يجوز الملعب مثلا كان يحضر فيه 5000 في هذه العملية حضر 15000 فيصلون للملعب بدأوا أيضًا بالشعارات شعارات استفزازية مشجعين وناس بسطاء وشباب بدأوا ضرب بعضهم ويرمون بعضهم بالقناني يرمون الأشياء المتوفرة بأيديهم فصارت المواجهة، الأمن استغل المواجهة وتدخل في الميدان ووجه الرصاص إلى الأكراد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/08
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي الكرديأحداث القامشلي 2004كود الشهادة
SMI/OH/9-03/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
1975 - 2004
updatedAt
2024/09/24
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-مدينة القامشليمحافظة حلب-مدينة عين العربشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب آزادي الكردي - مصطفى جمعة
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
مجلس الشعب - نظام
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي - يكيتي – محي الدين شيخ آلي
حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)
الحزب الديمقراطي الكردي في سورية البارتي - عبد الحكيم بشار