ما جرى في الملعب في القامشلي بدليل أن النظام كان وراء العملية وجه الرصاص إلى الطرف الكردي، إلى الطرف الكردي وليس إلى الطرف الآخر، طبعًا نتمنى دائمًا ألا توجه الرصاص إلى أي طرف فهو الطرف البادئ بشعاراته وإلى حدٍ ما نقدر نُسميها الاعتداء على الطرف الآخر واستفزاز للطرف الآخر، إنما الرصاص وجهوه عبر الشرطة وجهاز الأمن، أدوات الأمن عندها أدوات كثيرة فروع وما فروع إلى الطرف الكردي، استشهد أكثر من سبعة شباب وانجرح ناس وصارت ضجة في مدينة القامشلي ليست بالحجم الكبير جدًا مدينة اعتيادية قتل ستة أو سبعة أشخاص وجرح الناس بهذه الطريقة الوحشية، يستخدمون فيها الرصاص الحي ضد الناس، ليست متوقعة الأمر بسيط لأمر لا يستدعي الرصاص، فصارت ردة فعل الناس قويةً جدًا، واستنفرت الناس ومشاعر الناس.

 في اليوم الثاني عند تشييع الشباب الذين استشهدوا حملوا شعارات وتقدم فيها قيادات الكردية صفوف الناس والحشد الكبير من الناس بالآلاف لتشييع الشهداء والإدانة إدانة العملية، وحملوا المسؤولية على النظام مما كان من رد فعل النظام لم يكن ردًا مسؤولًا، النظام كان رده بالرصاص على حشد الناس على المسيرة الضخمة التي كانت تُشيع الشهداء، قُتل فيها عشرات الناس وعشرات الجرحى، وتسببت بأزمة كبيرة في البلد، و وطلعت مظاهرات وامتدت لديريك المالكية لجميع المدن الكردية، أنا بوقتها كنت في كوباني، بعد عملية الملعب بأربعة أيام أو خمسة أيام أعتقد كانت 17 آذار/ مارس ما حصل في القامشلي كان في 12 آذار.

بكوباني اعتقد 16 أو 17 كان هناك تحضير للانتفاضة جميع الأحزاب الكردية اجتمعوا سرًا، غدًا يكون البلد مغلق بالكامل، و اعتبارًا من الساعة 8:30 يجب أن تكون هناك جهوزية للانتفاضة، فمجموعة من الشباب الوطنيين الشباب المثقفون كنا منسقين التقينا الساعة 8:00 صباحًا وضع البلد مغلق بالكامل حتى الأفران حتى إذا كشك ليس مفتوحًا لتشتري باكيت تدخل لتشتري سيجارة ما في، البلد مغلق بالكامل، والناس كلها بالشارع ناس في الشوارع الرئيسية كلها في الشارع، فشعرنا أنه تمت الاستجابة الكاملة، وبدأت الناس من ساحة اسمها ساحة السلام قسم من الناس من هناك وقسم من الناس في منطقة أخرى شرقي البلد في الأحياء الشرقية، فالتقى الطرفان مظاهرة من غرب البلد مظاهرة من شرق البلد، التقوا في المنطقة الأمنية المنطقة الأمنية في كوباني منطقة مثل دائرة كل الجهات الأمنية ودوائر الدولة موجودة فيها، فالناس هجمت على المراكز الأمنية وعلى السجن وعلى المخافر وعلى المكاتب الحزبية حزب البعث أحرقوا كل شيء وهجموا على كل شيء باستثناء البلدية شوف وعي الناس البلدية باعتبار هي في خدمة الناس، سيارات البلدية مركز البلدية مبنى البلدية ظلت هي محافظة لم يقترب منها أحد، و الناس حموها، لكن الضرر الأكبر لحق المراكز الأمنية حتى المخفر ليس بمعنى الإساءة له، فأطلقوا الرصاص على جماهير الشعب، أنا أمامي رأيت كيف يرمون الرصاص على مجموعات الناس، فلحسن الحظ كان اندفاع الناس وشجاعة الناس أعطوا المجال فهربوا و لم يُكملوا إطلاق النار بشكل كثيف، لأنهم كانوا يطلقون النار والناس جانبهم الناس لم يتراجعوا تقدموا، وحين تقدموا شعروا بالرعب والخوف بالفزع من تقدم الناس بشكل كتل ألقوا أنفسهم من فوق الجدران وركبوا بسيارتهم وهربوا.

 مظاهرة وانتفاضة تعرف صار فيها قتل وجرحى بالأرض، الناس تحمسوا فحرقوا مكاتب الأمن أغلب مكاتب الأمن، و إلى حد ما دخلوا بيت مدير المنطقة، كان رجلًا طيبًا، رجل وللتاريخ لم يُسئ للناس، استخدم أسلوب العقل وأسلوب المنطق في معالجة الأمور سواء كان أثناء الانتفاضة أو بعد الانتفاضة، الرجل كان حكيمًا إلى حد ما.

 دخل الناس على بيت مدير المنطقة وجدوا كمية من النقود مبلغ بحدود 600-500 ألف الناس لم يسرقوا المبلغ على الفيديو حرقوه على الفيديو صوروا كيف حرقوه، فبعد أن استتب الوضع مدير المنطقة كان يقول: يا أخي والله لست منزعجًا ربطات النقود كلها تحترق بدون أن يسرقها أحد، هذه شجاعة وأخلاق.

رد الفعل نتيجة القتل والشهداء ونتيجة الجرحى من الطبيعي تصير هذه العملية، لكن الغريب في الأمر لم يسرقه أو وضعه في جيبه الناس رجعت لبيوتها، الدولة خرجت بالكامل من المدينة لمدة 27 يوم لا مدير منطقة يداوم ولا قائد الشرطة ولا قاضي ولا أي مسؤول بالدولة يداوم في دوائر الدولة، لأن أغلب الدوائر احترقت الأمنية خاصة أما غير الأمنية لا يُداوم فيها أحد، الدولة غير موجودة لم يبقَ شيء اسمه دولة في البلد.

 عن طريق العقلاء وعن طريق ميكروفونات الجامع يُرشدون الناس لا يسرق أحد – سبحان الله - خلال 27 يوم لم تُسجل في هذه المدينة الكبيرة التي يبلغ عدد سكانها 100000 لم يُسجل حادث واحد سرقة أو مخالفات بأي شكل من الأشكال، بالتدريج صارت اعتقالات مداهمات، المداهمات كانت من خارج المدينة وليس من داخلها، الدولة ليست موجودة بالمدينة، تأتي سيارات مدججة بالسلاح وتقتحم بيت محدد أو مكان محدد تُلقي القبض على الناس، كان عدد الذين قبضوا عليهم في مدينة كوباني تحديدًا قليل ليس مثل الجزيرة، الجزيرة بالآلاف

 في كوباني لماذا أوقفو مداهمة البيوت؟

صارت مقاومة يعني داهموا بيت واحد يطلع على السطح يرمي عليهم بالرصاص، فتجربة تجربتين من هذا النوع أذكياء الأمن، ستكون عملية مواجهة بالسلاح يبدو اتاهم أمر سيحصل أمر ما تريثوا قليلًا.

 لأنه صارت حادثة قُتل فيها مساعد أول بالأمن العسكري، دخلت جماعة على البيت أنا أعرفهم جماعة طيبين اعتدوا على والد الشاب المطلوب، فجاء شاب ضربه في بطنه بالسكين وأرداه قتيلًا فورًا، أكتر من مكان صارت فيه مقاومة بالسلاح لما يقتحموا المنطقة شباب يطلعون على السطح أو إلى بيت الجيران إذا واحد يصيح بهم قف يُطلق عليهم الرصاص، فيبدو هذا أزعجهم كثيرًا الذين يُقاومون ممكن من حزب الاتحاد الديمقراطي، لكن الذي قتل المساعد أول من الأمن العسكري ليس من الحزب، طبيعة المنطقة لدينا فيها نوع من الجسارة والتحدي.

 كانت مقاومة نقول للناس ليس لحزب معين محدد، أما الأحزاب الكردية استمرت الأمور ووصلت لحلب ولعفرين ولدمشق، والأحياء الكردية في دمشق والأحياء الكردية في حلب ومدينة عفرين وضواحيها استمرت الانتفاضة تقريبًا أقدر أقول لك أسبوعين، انتقلت من مدينة إلى مدينة حتى وصلت لدمشق لمنطقة اسمها زورافاب [زورافا - المحرر]، ألقوا القبض على الناس بالمئات تجاوزت الألف هناك. فموقف الأحزاب الكردية إدانة النظام وتصرفات النظام وتصرفات الأمن، وعدد من القيادات الحزبية كانت في الخارج احتياطًا، أنه في حال صارت المداهمات يبقى قسم منهم في خارج الاعتقال، فصارت أزمة أتذكر صارت أزمة على مستوى سورية وتقريبًا صارت أزمة بالمنطقة بشكل عام ما كان في تجرؤ من الأجهزة الأمنية أو التي تمثل الأجهزة الأمنية والمدير المنطقة يستدعون الناس ويهددوهم لأنهم رأوا الأمر خطيرًا عليهم.

 كانت الانتفاضة قويةً جدًا هزت كيانهم هزت أركانهم، فتوسط فيها بعض الوجهاء بالمنطقة أحضروا مدير منطقة مبدئيًا على مكتبه بعد ذلك قائد شرطة وشرطة المخفر، وبالتدريج عن طريق تدخل الوسطاء والوجهاء بالمنطقة ناس كبار بالعمر رؤساء عشائر. بالنتيجة أخي دولة يجب أن تحضر لعملها، أعمال الناس واقفة، الدولة تتحمل المسؤولية، بهذا الشكل التدريجي رجعوا بعد 28-27 يوم رجعوا بشكل تدريجي.

 بقيت قصة المعتقلين الذين تجاوزوا الآلاف عبر الوساطات وعبر التدخلات الشخصية، بعض الناس أخرجوا أولادهم بشكل إفرادي، لكن الجسم الأساسي يظل بالمعتقل، بعد سنة صدر مرسوم عفو عن الناس من أحداث القامشلي بما يتعلق بأحداث القامشلي، كل الناس رجعوا بعد سنة، وخلال هذه السنة كانت مواجهة سياسية، الأحزاب الكردية تُصدر بيانات تصدر مواقف تجاه النظام وبخصوص المعتقلين وبخصوص ما تعرضت له عدد من العوائل الكردية في الجزيرة، أنت تعرف من حرق مكاتبهم من السرقات التي صارت بالحسكة والقامشلي ورأس العين، أحداث رأس العين معروفة قُتل فيها ناس وخلق وضعًا غير طبيعي، الدولة لعبت دورًا قذرًا جدًا، الجهات الأمنية كأنها معركة بين الكرد والعرب، وتعرف الكرد أغلبية الكرد بسطاء وأغلبية العرب مع الأسف أكثر من الكرد، بسطاء أيضًا فأراد يخلق فتنة خلاف عربي كردي، وبالأساس الحركة الكردية كانت واعيةً أرسلت الرسائل المباشرة وغير المباشرة لكل الناس، أنه خلاف يا أخي ليس بين العربي والكردي، الخلاف مع النظام نحن قضيتنا مع النظام وليس مع الأخوة العرب، بالعكس تمامًا نشكر العوائل العربية والشخصيات العربية التي لعبت دورًا إيجابيًا جدًا في أحداث رأس العين وفي أحداث الحسكة، أهم شيء برأس العين سمعنا نماذج من الشخصيات العربية التي تدخلت وطالبت بقطع دابر الفتنة بين العربي والكردي اتركوها بين الأكراد والنظام، شخصيات يسجل لها التاريخ دخلت في إحباط المؤامرة وفي وقف المواجهة التي كانت متوقعةً، وستصير فيها كارثة إنسانية للطرفين.

 بعد 2007-2006 صار نوع من الجمود وعادت الأمور إلى طبيعتها، صارت الحياة عادية إلى حد ما، إلا أن الوضع في سورية كان في اتجاه تدهور تجاه الأسوأ، جميع الوعود التي قطعتها الدولة على الناس من خلال رئيس النظام يُعطي مساحة من الديمقراطية للشعب السوري وللأحزاب.

 تعرف إعلان دمشق وهيئة التنسيق -[هيئة التنسيق لم تكن قد تأسست بعد، وقد تأسست في عام 2011 - المحرر]- ويسموها ربيع دمشق صار نوع من الحراك نشط فيها نشطاء سياسيين إلا أن نية الدولة والنظام لم تكن تتوجه للإصلاح بالعكس بدأت المدينة التي فيها مفرزة أمنية أو مفرزتين أو ثلاثة عملها خمسة وستة، حتى بالقرى صارت مفارز أمنية.

 صارت الضغوط على الشعب السوري بكامله من درعا يعيش تحت كابوس من الخوف والرعب، عيد النيروز عيد قومي كردي نعتبره عيدًا قوميًا كرديًا منذ آلاف السنين، الكرد يحتفلون بهذا العيد والفرس يحتفلون بهذا العيد وشعوب أخرى أقسام كثيرة من شرائح المجتمع الباكستاني يحتفلون فيه، إنه عيد الربيع وعيد الحرية، نحن نحتفل فيه كيوم جديد في تاريخ المنطقة في تاريخ الكرد والمنطقة بشكل عام جديد، كيف جديد؟ جديد صار فيه حدث تاريخي متعلق بالحرية متعلق بقتل حاكم ظالم كان يستدعي الناس للقتل ويستعمل دماغهم كدواء لجرح جسمه، فكاوا الحداد قتل الحاكم، نحن نعتبره بداية الفصل الجديد والربيع وبداية عهد جديد في القضاء على الظالم، وبداية شروق الشمس شروق الحرية، أسطورة تاريخية تحتفل فيها شعوب عدة، مناسبة نطلع فيها للاحتفال والتمتع بالجو الجميل والاحتفال واستذكار هذا اليوم كيوم تاريخي في حياة الشعب الكردي، يوم الحرية من خلال هذا اليوم ومن خلال هذه اللحظات نُعبر عن طموحنا في الحرية وفي الكرامة، ونُطالب فيها بحقوقنا، إذا كان ضحاك راح في غير ضحاك جاي سنستمر بمحاربة كل حاكم ظالم كل حاكم يمنع الحرية عن الناس، بشكل عام ليس الأكراد إن كان كردي أو غير كردي عيد اسمه عيد مواجهة الظلم، عيد الابتهاج بالحرية ومواجهة الظلم والطغيان والجبروت، أينما كان رد فعل النظام كان الأكراد يطلعوا على العيد ويحتفلون بالعيد.

 حافظ الأسد كان ديكتاتورًا ذكيًا بأيامه رأى إما صدام مع الأكراد وإما الأكراد يطلعون على العيد، فاللعبة أمنية لعبة مدروسة، أنه أخي نعمله عيد الأم يكون عطلة رسمية في البلاد في هذه المناسبة و يتحاشون الناس لا تصطدموا معهم، وتحت مراقبة الدولة كانت الناس تُمارس حقوقها في العيد بشكل جماعات تجمع بشري يعملون مسرحًا للأغاني وأناشيد و..، ورغم ذلك كانت الاعتقالات والمضايقات والتهجم على المسارح والتهجم على الناس وعلى الكوادر كنا نمضيها بشكل مريح نمضيها مثلما يقولون عبر نوع من التحديات.