الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إرهاصات الثورة في عامودا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:03:10

مع انطلاق" الربيع العربي" في عدة دول عربية كتونس ومصر، كانت أنظار جميع شرائح الشعب السوري تتجه نحو الكرد ونحو مناطق العاصمة بالدرجة الأساسية، ولكن لأن النظام اعتمد سياسة التفرقة؛ كان هناك قناعة لدى الكرد السوريين بأنَّ البداية يجب أن تكون من المكون الأكبر في سورية، وبالتحديد من مناطق شكلت أهمية بالنسبة للنظام، مثل: دمشق، وحمص، وحلب. وكان قد حصل الحدث الأهم عندما بدأت الثورة من درعا. والشباب الكردي في عامودا وقواعد الأحزاب الكردية كانوا متهيئين، وكانت روح الثورة وحماس الثورة مازالا متقدين من أحداث انتفاضة القامشلي (2004) تجاه هذا النظام. كان هناك قناعة مترسخة لدى الحركة السياسية الكردية ولدى الشباب: بأنَّ هذا النظام دموي، وهذا النظام قمعي، وسيستخدم شتى الوسائل والاستراتيجيات لتفكيك المجتمع السوري، وتحوير الثورة عن مساراتها؛ لذلك كان هناك نوع من الترقب حتى [بدأت] الثورة تتصاعد في مناطق كثيرة. وكان هناك تأييد كبير لحراك الشعوب في الدول العربية، في رسم مستقبلها، وفي الإزاحة والإطاحة بالأنظمة الاستبدادية. وكان التواصل من خلال منتديات موجودة في دمشق أو في القامشلي، وبين شباب الجامعات أنفسهم أيضًا. الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كان لهما دور بارز وكبير في انخراط الشباب الكردي مع بقية الشباب في سورية؛ للتواصل والتمهيد لحراك منظم وشعبي. وما حصل في الحريقة في شهر شباط، وشعار "الشعب السوري ما بينذل"، وما لحقها فيما بعد من اعتقال لليافعين من أبناء درعا وأطفال درعا، وزجهم في السجون من قبل أفرع أمنية بقيادة عاطف نجيب.

وكان بعدها دعوات ضمن الأوساط الكردية للتحضير والانخراط في الحراك الشعبي. ظهر نوع من المؤشرات أنَّ المجتمع الكردي- وخاصة في عامودا- يغلي ويتصاعد حماسه في إعلان المطالب في الحرية، والظهور على النظام في مظاهرات تدعو للحرية والديمقراطية. وكنت موجودًا في عامودا، وكان لدينا مناسبات وذكريات لأحداث مؤلمة في تاريخنا، مثل: ذكرى انتفاضة القامشلي، وتخليد ذكرى شهدائها. في 12 آذار/ مارس 2011، كان هناك وقفة تخليدية ودقيقة صمت على أرواح شهداء القامشلي، وكان الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض، وكان هناك عناصر أمن منتشرون فرادى، وسيارة لمديرية الناحية في أطراف السوق، ولكن لم يحصل شيء.

وفي 16 آذار/ مارس عام 2011، في الوقفة الصامتة لتخليد ذكرى شهداء حلبجة، كان هناك دقيقة صمت، ونتيجة ترقب أهالي عامودا للحدث، ولما سيحدث؛ لأن سورية تعيش بدايات انطلاق حراك شعبي ضد النظام؛ تحولت الدقيقة إلى 5 دقائق، وهذه الدقائق الخمس كانت مفعمة بالحماس جدًا، وبدموع في الأعين أيضًا، وكان هناك حماس يتقد في الصدور، وكنت أحد الناس الموجودين، وأحد الناشطين بعد انتهاء الخمس دقائق قام بترديد عبارة: "بالروح بالدم نفديك يا دمشق" وهذه أول رسالة من شباب عامودا كتضامن وجهوزية للانخراط في الثورة السورية، ودعم معنوي للحراك الذي حصل في الجامع الأموي، وفي الحميدية، وفي مناطق متفرقة من اللاذقية.

[بخصوص] عامودا، كرست المدينة نقطة مهمة لدى النظام: أنَّ هذه المدينة تشكل صمام أمان المنطقة الكردية كلها؛ لما تمثله من قيمة لدى المناطق الكردية الأخرى، ولما حصل في عام 2004 أيضًا، ودعمها للقامشلي ولأهاليها. وكانت الشرارة والمحفز لمناطق كردية أخرى: كعفرين، وكوباني، وديريك، وحتى مناطق حي الأكراد، وركن الدين في دمشق، وحي زورآبة، ووادي المشاريع في دمشق، والطلاب الأكراد في جامعات حلب ودمشق أيضًا. وكل هذه الأمور كان النظام يدركها: أن عامودا مدينة مهمة ونوعية، وربما تؤثر على بقية المناطق الكردية، وتكون عاملًا محفزًا وداعمًا لهذه المناطق للانخراط في الحراك الثوري.

وكان نوع التكتيك الذي اتبعه النظام، والاستراتيجية مغايرين للاستراتيجية [والتكتيك] المتبعين في مناطق دمشق وحمص ودرعا وغيرها من المحافظات السورية، [حيث] كان يتبع في تلك المحافظات استراتيجيات: القمع، والاعتقال المكثف، وإرسال الشبيحة، وقمع المظاهرات، وإطلاق الرصاص الحي. ولكن في المناطق الكردية وبالتحديد في عامودا والقامشلي اتبع تكتيكًا مغايرًا، وهو: تكتيك تحييد الحركة السياسية الكردية: المجتمعات المحلية، الشخصيات المجتمعية، أعيان البلدة عن الانخراط في الثورة. فكان عبارة عن إرسال موفدين من دمشق، ومن قبل محافظ الحسكة أيضًا إلى المنطقة، وأبرز هذه الشخصيات والذي شاركني بها أحد الأصدقاء المؤسسين لتنسيقة عامودا كان هناك ضابط برتبة عقيد، قيل: إنه من المقربين لماهر الأسد، ومن المقربين لزوجته (منال جدعان)، والتقى مع أعيان من عامودا، والتقى مع شخصيات ومثقفين من عامودا. وكانت أبرز مطالب هذه الشخصية العسكرية والأمنية، على حد سواء، إقناع الكرد بعدم انخداعهم بما يحصل في سورية؛ لأنَّه ليس من مصلحة الكرد الانخراط في هذه الاحتجاجات، وأنَّ المكون الذي يشكل الأغلبية يحمل طابعًا طائفيًا. وكان متوقعًا من [دعاية] النظام: ألا تعتمدوا ولا تراهنوا على العرب السنة، الإخوان والسلفيون سيقومون بإقصائكم، وسيقومون بالتعدي عليكم، ولن يعطوكم أيًا من حقوقكم. والقيادة في دمشق جاهزة للاستماع إلى مطالبكم، ولكن المطلب الأبرز: ضرورة إقناع شبابكم بعدم الانخراط في الثورة السورية.

ولكن كانت الردود من قبل الأعيان ومن قبل الشخصيات الاجتماعية: أنَّ النظام -على مدار هذه العقود- جُرِّب، وهو نفسه الذي رسخ لسياسة الإقصاء والتهميش وفرض القوانين الاستثنائية والتمييزية بحق الكرد، وإفقادهم لأبرز حقوقهم، مثل: إعادة الجنسية إلى الكرد، والحقوق السياسية، وترخيص الأحزاب، والانخراط في الحياة السياسية، وإلغاء قوانين الطوارئ، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، وبعض المطالب المتعلقة بالقطاع الزراعي والواقع الاقتصادي في المنطقة. هذه كانت مبادرة هذا العقيد (موفد النظام)، ولكن هذا (العرض) لم يؤثر على إرادة وعزيمة الشباب والشخصيات الفاعلة في عامودا، وإنما كان هناك تحضير للانخراط بشكل فعال في الثورة السورية. وكان هناك مبادرة من المحافظ وأعضاء مجلس الشعب، حتى وصل الأمر إلى حضور شخصيات من المنطقة، وكان هناك شخصيات من عامودا حضرت لقاء بشار الأسد، في القصر الجمهوري، وتحدث إليهم، وكان يطالبهم بالخروج في مظاهرات مؤيدة له، وعدم المراهنة على هذه الاحتجاجات وعلى المعارضة الخارجية، وحاول أن يسطح العقول، ويستخف بعقول الحاضرين: بأنَّه يحب أن يتعلم الكردية! رغم أنه ووالده رسخوا لمعاداة اللغة الكردية وحقوق الشعب الكردي في سورية بشكل عام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/07

الموضوع الرئیس

  الحراك السلمي في مدينة عامودا

كود الشهادة

SMI/OH/24-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011/01/01

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-عامودا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تنسيقية عامودا

تنسيقية عامودا

الشهادات المرتبطة