الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية وواقع حمص وانطلاقة الثورة فيها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:02:06

أسامة سايح جنيدي من أبناء محافظة حمص من قرية تدعى تل الشور بالقرب من بحيرة قطينة، درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس حمص وحصلت على الشهادة الثانوية من ثانوية الشهيد عبد الحميد الزهراوي ودخلت كلية الحقوق في حلب إلا أن تخرجي كان من دمشق، وبعدها أديت الخدمة الإلزامية كسائر السوريين ثم ذهبت باتجاه مهنة المحاماة كعمل مستقل وبعد انتهاء فترة التدريب التي امتدت إلى عامين حصلت على درجة أستاذ في المهنة ومارست عملي في القصر العدلي في محافظة حمص، وأنا متزوج وأب لأربعة أولاد ومن عائلة متعلمة والوالد حاصل على شهادة دكتوراه بالأدب العربي ومحاضر في جامعة حمص وفي جامعة رجب طيب أروغان هنا في تركيا أيضًا. أنا كنت مشاركًا بالثورة بسلميتها ثم أسست مع بعض الإخوة كتائب الفاروق التي تطورت تدريجيًا وانتشرت في معظم المناطق السورية وصولًا إلى مؤتمر أنطاليا، وتم انتخابي في هذا المؤتمر قائدًا لجبهة حمص ثوريًا ومن ثم اختارني الإخوة حتى أكون شريكًا لهم في مجلس القيادة العسكرية العليا الذي كان يمارس دورًا رقابيًا وإشرافيًا على عمل الهيئة العامة للأركان، وفي هذه الأثناء وبسبب تردي الأوضاع وانحراف البعض عن قيم الثورة وعن نهج الثورة وعما رغبناه جميعًا كحالة شعبية من هذه الثورة آثرت في العام 2016 أن أعود خطوة إلى الوراء، أعود إلى دراستي، وسجلت منحة دكتوراه في إحدى الجامعات الأمريكية وأنا الآن أتابع هذا الأمر للحصول عليه.

محافظة حمص تعتبر مركز سورية الحيوي وهي محافظة وديعة تحتوي على كافة أطياف الشعب السوري، فيها المسلم وفيها المسيحي وحتى بين المسلمين يوجد عدة طوائف ومنها الطائفة العلوية، وعاشت حمص على مدار العقود الماضية حياة اجتماعية متناغمة ومتناسقة وآمنة، وكان العلويون والمسلمون يمارسون كافة أنواع التبادل والتعامل بينهم كأبناء شعب واحد، وتشاركوا في العديد من القرى وتشاركوا في العديد من الأحياء داخل مدينة حمص أيضًا، ومنهم من نزل بوقت مبكر إلى مدينة حمص ولمع اسمه في الأدب ولمع اسمه في السياسة ولمع اسمه في الثقافة مستفيدًا من الجو العام الذي توفره كل المدن لأبنائها أو لمن قدموا إليها لنيل هذه الحالة المعرفية إن صحت التسمية. 

والحقيقة لم يكن لدينا أية إشكاليات طائفية قبل قدوم نظام حافظ الأسد وبعد قدوم نظام حافظ الأسد وقيام الخلاف بين حافظ الأسد والإخوان المسلمين، وانتهاء هذا الخلاف بشكل أو بآخر ولا نريد أن ندخل بالتفاصيل استثمر حافظ الأسد في هذا الخلاف لتأجيج الحالة الطائفية وإبقائها مذكاة داخل نفوس الناس في محافظة حمص، وعمل حافظ الأسد بهذا الأسلوب على إذكاء روح التفرقة بين أبناء المجتمع في حمص، مما يعزز وجوده ويعزز انتماءه لهذه الطائفة أو انتماء هذه الطائفة له وربطه بالطائفة وربط الطائفة به باعتباره مخرجًا لها، وقد يكون هذا المخرج إيجابيًا وقد يكون سلبيًا، وأنا أجزم أنه بدون علم أبناء الطائفة إلا أن حافظ الأسد كان يعلم مآلات الأمور ونهاياتها ونتائجها المأساوية فعمل على إذكاء هذه الحالة وبشكل كبير، وفرض عدة عوامل في حمص كان منها - طبعًا نحن هنا سنتعرض لبعض الأمثلة- كان منها المجيء بضابط برتبة عميد سلمه رئاسة فرع أمن الدولة في حمص، وكان اسمه مصطفى أيوب وهو من بصرى في درعا، وهذا الرجل كان من أبناء الطائفة الشيعية فعزز تواجد الشيعة الذين لا يذكرون في حمص أبدًا، حتى ضمن النسب هم ليسوا أقلية والحقيقة أنهم غير موجودين، وقام هذا الرجل الذي استمر في منصبه 15 عامًا بإحضار أبناء الطائفة الشيعية من حدود سورية- لبنان إلى مدينة حمص وريفها، وبدأ بإنشاء طوق حول مدينة حمص يقطنه أبناء هذه الطائفة بشكل ملفت للانتباه، ساعدهم في شراء الأراضي ومكّنهم من وضع أيديهم على أملاك الدولة والأراضي التي تعود منفعتها وملكيتها للدولة نفسها، ساعدهم بذلك متحديًا كل المسؤولين في حمص وكان أمرًا غريبًا ملفتًا للنظر وسهّل لهم الكثير وأقام لهم ما لم يُقِمه أحد لأهله وبدأوا بالتوسع والانتشار، وبدأت بالمزرعة بجانب مصفاة حمص، وبدأ الطوق باتجاه الشمال والشمال الشرقي في حمص، واكتمل بعدة قرى منها "المزرعة ومزرعة الأمين والكم والأشرفية والمختارية" وغيرها وصولًا إلى إيجاد نقطة أو بؤرة توتر لهم داخل مدينة حمص في منطقة "دير بعلبة" فيما عُرف فيما بعد بـ"وادي إيران"، وأنشأ ملحقية ثقافية لجمهورية إيران وعزز تواجدهم وأنشأ لهم رحلات إلى لبنان ورحلات من لبنان إليهم وإلى ايران، فيما بعد وبعد أن استلم الخميني إيران، كانت هذه الظاهرة حالة مريبة وحالة استفزاز للعنصر الآخر أو العناصر الأخرى مجتمعة في حمص، وكانوا يتساءلون ما هو السبب؟ ومن هؤلاء القوم؟ ومن أين يأتون؟ ولماذا تقوم الدولة بتمكينهم؟ كان هناك بعد طائفي وهذا البعد لم يتبين إلا بعد أن قامت الثورة في حمص. وهذا الأمر قد أرخى بظلاله على المجتمع في حمص، بعض أبناء محافظة حمص ريفًا أو مدينة؛ انخرطوا في هذا الجو واحتكوا بهؤلاء الناس، ومنهم من أخذ منهم المال ومنهم من أخذ منهم بعض الامتيازات عند الدولة ومنهم من تشيّع وحتى من تشيّع منهم للأسف أساء للمجتمع في حمص وفي سورية عمومًا، وكان من هؤلاء على سبيل المثال نبيل فياض وهو من أبناء القريتين الذي ذهب إلى نشر كتاب خاص به بعنوان "عندما انحدر الجمل من السقيفة" وهذا الكتاب الذي حمل في طياته عشرات أو مئات الإساءات لأبي بكر الصديق رضوان الله عليه وذهب نبيل فياض مرى أخرى إلى نشر كتاب باسمه تحت عنوان "أم المؤمنين تأكل أبناءها" في إساءة واضحة جلية لأم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها، وهذا الأمر لم يكن عبثًا ولم يكن حالة من الثقافة تدعى من شخص كنبيل فياض وإنما كان حالة من التوجه عند النظام السوري عند القائمين على إذكاء روح التفرقة والشحن الطائفي والطائفية بشكل عام وبكافة أنواعها في المجتمع السوري.

ومن باب آخر ذهب حافظ الأسد إلى مصادرة القرار في محافظة حمص، فحصره بأبناء طائفة معينة، فكان رجالات الأمن من هذه الطائفة ورجالات الحزب من هذه الطائفة ورجالات الإدارات والمؤسسات من هذه الطائفة، وصلنا في محافظة حمص إلى مرحلة بات أحدنا يدخل إلى أحد الدوائر الحكومية فلا يجد إلا موظفين من أبناء طائفة واحدة، وإن كان من غيرها فهم قلة قليلة؛ مسلمين أو مسيحيين، فعزز أيضًا وبجرعة مدروسة حالة الشحن الطائفي عند باقي الطوائف تجاه هذه الطائفة، وحافظ الأسد صادر في حمص كل شيء بدون استثناء وأذكى روح الطائفية في كافة مرافق ومؤسسات الدولة، فأصبح للجيش عنوان عريض: إن كنت تريد أن تكون ضابطًا في جيش سورية يجب أن تكون علويًا وإن كنت تريد أن تكون رجل أمن في سورية يجب أن تكون علويًا، وذهب إلى أبعد من ذلك حتى الوظائف الاعتيادية أصبحت حكرًا على بعض أبناء أو على معظم أبناء الطائفة العلوية، وأُبعِد أبناء باقي الطوائف عن الوظائف في حالة أدت إلى إذكاء روح الطائفية والتشنجات الطائفية في حمص عمومًا.

هذا الجيش وهذه الأجهزة الأمنية وتلك المؤسسات صادرت بعضًا من الأراضي للناس، وهنا أذكر في "شنشار وفي شمسين وفي الديبة وفي حسياء وفي البريج" وفي مناطق متفرقة من حمص وفي "الفرقلس" وفي "مران الفواعرة" وفي غيرها كثير جدًا دون وجه حق، كان العنوان العريض لهذا الأمر الاستيلاء، ومن مارس هذا الاستيلاء ومن استفاد من هذا الاستيلاء -وأتحدث هنا كرجل قانون- خارج دوائر الاستملاك التي تتم بشكل قانوني وأصولي وأتحدث عن عمليات استيلاء منظمة لأراضي الناس، ومن مارس هذا الاستيلاء واستفاد واستثمر في هذا الاستيلاء كان أولئك الضباط وأولئك المسؤولون المحسوبون على هذه الطائفة مما أضاف حالة جديدة لإذكاء التشنج في نفوس الناس في حمص تجاه الطائفة إلا أنه لم يصدر أية ردة فعل حتى الآن مع أن الكثيرين حاولوا تقويم الوضع وإيصال أصواتهم إلى ما يسمى باسم "المحافظ" وإلى ما يسمى باسم المسؤولين في الحزب (حزب البعث) وإلى دمشق حكومة وقيادة قطرية ومجلس شعب وغيرها من مؤسسات الدولة، إلا أنه لا صدى يُسمع لأصواتهم.

أعود وأكرر هذه بعض العوامل التي أدت إلى إذكاء روح التشنج التي كانت الطائفية التي عززها حافظ الأسد بهذا الأسلوب عنوانًا عريضًا لها، ويوجد أمثلة كثيرة عن هذا الباب ونريد أن نتخطى هذا الموضوع ونصل إلى المرحلة التي عشناها قبل الثورة في سورية.

الحكومة عندما تضع يدها على أراضي الناس أو عقارات الناس تضعه أصولًا، القانون يكون بموجب قانون الاستملاك ويصدر به مرسوم من رئاسة الحكومة، ولكن عندما يأتي قائد الفرقة 11 توفيق الجهني ويضع يده على 10,000 دونم في "شمسين" ولا يوجد قرار ولا يوجد مرسوم ولا يوجد مقترح ولا يوجد شيء، وأنا وضعت يدي على الأرض واذهبوا وبلطوا البحر (افعلوا أقصى ما بوسعكم)، وأعطاها لابن أخته ضابط عنده في الفرقة وزرعها زيتون ووضع فيها مناحل وأغنام وضمّن قسمًا منها لأصحابها، هذه الدعوى أنا أخذتها واشتغلت فيها وأخذت فيها قرارًا على وزارة الدفاع.

تسلم السلطة في حمص المهندس إياد غزال الذي كان سابقًا مديرًا عامًا لمؤسسة السكك الحديدية في سورية وكان مقر عمله في حلب، وتم تسليمه محافظة حمص كمحافظ لها فانفرد إياد غزال بالسلطة في حمص كاملة، حتى إنه أبعد المسؤولين في الحزب والإدارات والمؤسسات وحتى إنه طغى بشخصيته على أجهزة الأمن المتنفذة في سورية وفي حمص تحديدًا، وكان حالة خاصة متميزة، شرسًا وحقودًا ويمتلك شخصية قوية جدًا ومدعومًا من رأس النظام بشكل مباشر، وكان لا يحترم وزيرًا أو رئيسًا لمجلس الوزراء، وحتى إنه كان ينادي باجتماعات الوزراء بأسمائهم، وإياد غزال من الأمور التي عمل عليها في حمص ما يسمى باسم "حلم حمص" وأوجد في حمص ما يسمى باسم "حلم حمص" ويقتضي هذا الحلم وضع يده على بعض الأراضي في مدينة حمص وتسخيرها لمشاريع أخرى اقتصادية واستثمارات سياحية وخلافها داخل مدينة حمص وخارجها في منطقة البساتين.

من يسمع بمشروع "حلم حمص" ويتابع دراساته واللقاءات التي حدثت مع بعض المسؤولين من أجله ومنهم إياد غزال نفسه؛ يعتقد أن هذا الحلم هذا المشروع المتمثل بحلم حمص هو حالة تطويرية، حالة لانتشال الناس من واقع متردٍ والوصول بهم إلى مصافي الدول المتقدمة وهذا المشروع يقتضي وضع اليد على جزء كبير من السوق في داخل مدينة حمص وعلى الأراضي الواقعة بين حمص كمدينة ووعرها (حي الوعر) حمص الجديدة وصولًا إلى بساتين "بابا عمرو"، وهذه الرغبة لدى المحافظ منعت الناس من التصرف بأملاكها سواء محلات أو أبنية أو أراض زراعية أو عقارات مبنية في هذه الأراضي، منعتهم من أجارها ومنعتهم من بيعها ومنعتهم من الشراء ومنعتهم من زراعتها ومنعتهم من تربية حيوانات فيها، وبدأ يأخذ الأمر منحى مضطربًا، وتبين فيما بعد أن هذا المشروع هو جزء من مشروع قد نُفِّذَ في حمص على ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى وهي إحداث التغيير الديموغرافي في مدينة حمص، فتم استقطاب الكثير من أبناء الطائفة العلوية من خارج حمص وهنا أؤكد من خارج حمص إليها، من مصياف ومن جبلة ومن بانياس ومن طرطوس عمومًا ومن كل مناطق تواجد أبناء الطائفة العلوية في سورية، أصبح لديهم حلم أن يكون لديهم منزل في حمص ولم يكن ذلك فحسب وإنما تم الاعتداء على مقابر المسلمين في حمص وإزالتها، وأنا وأنتم تعلمون بأن المقابر شواهد تاريخية على أهلها وعلى أولئك الأقوام الذين عاشوا في تلك المناطق فقد أزال نظام حافظ الأسد ثلاثة مقابر كبرى داخل مدينة حمص بحجة إنشاء حدائق وإلى ما هنالك.

بداية النظام منع الدفن فيها لمدة ثلاث سنوات، ثم بدأ بإزالة القبور بعد أن أخطر الأهالي بأن من يرغب بإزالة قبر يعود لأهله أو لذويه ممن هم مدفونون في هذه المقابر فليتفضل ويزيله، وبالفعل قام الكثيرون بإزالة جثث أو ما تبقى من عظام في هذه القبور، ليقوم النظام السوري فيما بعد باكتساح هذه المقابر بالتركس والباكر بالآليات الثقيلة ولم يكن الأمر عبثيًا وإنما كان ضمن خطة تغيير ديموغرافي وهذا التغيير الديموغرافي أفضى بشكل أو بآخر فيما بعد إلى السيطرة على حمص ومفاصلها، وهنا تبدأ المرحلة الثانية من رحلة النظام السوري في حمص.

المقابر لا تفصل بين أية أحياء، المقابر هي مقابر موجودة في بعض الأحياء وهي عامة لكل حمص، إلا إن إزالة المقابر لا يهدف إلا لأمر واحد هو إزالة من هم أهل هذه المنطقة إن حدث التغيير فيما بعد، وهو ما وصلنا له الآن، والمقابر هي شواهد تاريخية على أولئك الأقوام الذين يقطنون في تلك المدن، فإزالتها تفضي إلى محو بعض ذكرى أولئك الأقوام.

لتبدأ المرحلة الثانية وهي المرحلة التي فرض فيها النظام السوري سيطرة أبناء هذه الطائفة على كل مفاصل الحياة في حمص اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وكانت هذه المرحلة هي المرحلة التي أتى فيها إياد غزال وهو خلق مشروعًا يحمل اسم "حلم حمص"، ولكن من يسيطر على هذا المشروع وعلى إدارة هذا المشروع هم مخلوف وشاليش وغيرهم من أبناء الطائفة العلوية في حمص وفي سورية، ولم يكن المستفيد الأكبر إن لم نقل الوحيد من هذا المشروع إلا أبناء الطائفة العلوية التي ينحدر منها إياد غزال نفسه.

تصرفات إياد غزال وما أساء فيه في هذه المنطقة وفي غيرها من ادعائه إزالة المخالفات في بعض المناطق مبتعدًا عن مناطق تواجد أبناء الطائفة العلوية ومتوجهًا بحقده على أبناء الطوائف الأخرى ومنهم المسلمون في "القريتين"، حيث أحدث إياد غزال عام 2010 إشكالًا كبيرًا بهدم بيوت بعض الناس في مدينة "القريتين" وكاد الأمر أن يصل إلى انتفاضة شعبية كبرى في "القريتين" إلا أن النظام آنذاك عمد إلى احتواء الأمر وأنهاه في مهده.

تصرفات كثيرة قام بها إياد غزال ضاربًا بعرض الحائط الوجهاء في حمص ورغبتهم والشيوخ وشيوخ العشائر والوجهاء والمثقفين وباقي المسؤولين من أبناء الطوائف الأخرى وأعيانهم وأعيان هذه الطوائف من مسيحيين وغيرهم، ضرب إياد غزال بعرض الحائط كرامات الناس بالأرض، فوصل الأمر مع الناس إلى لقمة عيشهم التي لم تكن سببًا في الثورة، وإنما كان ما تصرف به إياد غزال وما جاء متناسقًا متناغمًا مع الجو العام الذي عاشته سورية بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام إيذانًا بانفجار الثورة في سورية، فكانت حمص إحدى المدن السباقة في هذا الأمر وخرجت أولى المظاهرات في حمص يوم 18 آذار/ مارس 2011، وكانت مظاهرة رائعة صغيرة هتفت هذه المظاهرة بإسقاط النظام في البداية، هتفت بإسقاط النظام وحاول الشبيحة وحاول البعثيون تحديدًا وعناصر الأمن الإساءة للناس في هذه المظاهرة إلا إنهم لم يفلحوا، وخرج صوت الناس من تحت التراب وانفضت المظاهرة لتعود الناس مرة أخرى إلى تلك المظاهرة التي شاهدناها مظاهرة مدوية كبيرة في حمص يوم 25 آذار/ مارس. وأنا شخصيًا لم أشارك في المظاهرة الأولى التي خرجت في مدينة حمص، وأنا كنت في المنزل عند والدي وكان لدينا بعض من الإخوة الضيوف من أهلنا من عشيرة بني خالد إلا إنني تشرفت بالمشاركة في المظاهرة الثانية يوم 25 آذار/ مارس، وهذه المظاهرة التي أخذت بعدًا خاصًا عندما طلبت إحدى الفتيات من أبناء الطائفة المسيحية أن يقوم أحد الشباب برفعها على كتفيه، فقام شاب اسمه عبيدة جنيدي برفعها على كتفيه فصاحت في الجموع: لمَ تطالبون بإسقاط المحافظ؟ الشعب يريد إسقاط النظام، فكانت الصرخة المدوية في حمص التي امتد لهيبها على كافة أرجاء المظاهرة وشاهدتم جميعًا ما قام به ذلك الشاب المغوار البطل عندما تسلق سور نادي الضباط العسكري في حمص وضرب صورة ذلك المجرم بقدمه لتنتشر المظاهرات في كافة أحياء حمص.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/27

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةأوضاع ما قبل الثورةالتركيبة الاجتماعية

كود الشهادة

SMI/OH/97-01/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة- 2011

updatedAt

2024/07/23

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-محافظة حمصمحافظة حمص-القريتينمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-دير بعلبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

كتائب الفاروق

كتائب الفاروق

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

فرع أمن الدولة في حمص 318

فرع أمن الدولة في حمص 318

الشهادات المرتبطة