انقضاض حافظ الأسد على السلطة وأحداث الثمانينات
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:17:49:10
طبعًا نحن تحدثنا عن جامعة دمشق ومكانتها التي كانت قبل استلام حافظ الأسد سلطة الحكم، كان لها مكانتها وكانت راقية جدًا وحتى كان لها مكانة باليونسكو ولها ترتيب، لها ترتيبها الخاص، والدكاترة يتخرجون منها حكوا لنا نحن عندما دخلنا الجامعة يعني كان الواحد منهم حريصًا على الجانب العلمي بجانب التعليم بشكل كبير جدًا، حتى جانب اللغة العربية؛ يعني أنا مثلًا مدرس علم أحياء كانوا دقيقين جدًا على اللغة العربية مثلًا معهم، في أذكر كان هناك دكتور وقتها بالجامعة حكى لنا هذا الكلام بالثمانينات أظن اسمه كان غسان عياش، الدكتور غسان عياش رحمة الله عليه، فيزيولوجيا نباتية كان أو وراثة نباتية كان يعطينا، فكان أثناءها يتكلم مع الدكتورة: أنا لماذا وضعت لي -وكان طالب جامعة- لماذا وضعت لي علامة منخفضة، يعني بمادتي كان وقتها قد قدم مادة علم الحيوان، فردت لأنك أنت بهذه الجملة فيها خطأ إعرابي يعني بدلًا من أن ترفع المرفوع نصبت المرفوع أنت، فهذا الخطأ الإعرابي سوف ينقص العلامة فأنا أتذكر كان يجب أن أحصل على 100 درجة وضع لي 98، يعني كانوا حريصين جدًا على موضوع اللغة وموضوع الدقة بالنسبة للتعليم سابقًا، التعليم حاليًا اللهم سلم الله يكون في عونهم، وقت أن جاء حافظ الأسد واستلم التعليم وقال التعليم للجميع وصار يريد أن يفتح باب التعليم، الحقيقة كان المستهدف فيه هم العلويون، أخذوا شهادات بكالوريا وأين سيذهبون؟، دخلوا جامعة ما استقبلتهم الجامعة لماذا؛ لأن علاماتهم منخفضة، وطلاب ما عندهم علامات عالية فأشعلوا ما يسمى فكرة الطلاب المظليين، هذه [فكرة] الطلاب المظليين ارتبطت مع طلاب الشبيبة، طلاب الشبيبة ارتبطت مع أحداث حماة ووقت ثورة الإخوان المسلمين التي قامت بحلب وبإدلب وبحماة وبدمشق وبدير الزور تقريبًا هذا عصر الثمانينات بداية الثمانينات الأحداث، بالنسبة لتلك الفترة؛ الإخوان المسلمون، طبعًا كانوا يعيشون جو حزب البعث عندما استلم السلطة وكيف سلبهم السلطة للحقيقة في 1963 وكيف تغول على السلطة وكانوا هم كحركة إسلامية سياسية موجودة في الساحة أيام مصطفى السباعي وغيره بعصر الخمسينات ذاك، المهم الإخوان المسلمون لهم تاريخهم السياسي أيضًا والنضالي الموجود في سورية مر عليه فترة طويلة من النضال، أذكر ربما بالخمسينات كانوا هم وجودهم كحركة إخوان مسلمين، طبعًا كانوا على خلاف مع عبد الناصر (جمال عبد الناصر)، عبد الناصر أعدم رموزهم في السجون، عبد الناصر الآخر له كدولة ثانية لها سياستها ولها تاريخها ومنهجها، المهم فالإخوان المسلمون فقط أنا أحكي الفكرة بأنهم هم لهم تاريخ وجذور سياسية موجودة في الساحة، في 19963 صار هناك تنافس على نطاق الحكم وقام واستلموا البعثيون في 1963 وعملوا ثورة يسمونها (ثورة 8 آذار) الحقيقة ليست ثورة قدرما هي سلب لسلطة الحكم الموجودة في سورية، وتغول البعثيون على الحكم، استلموا الحكم خلال فترة الستينات كلها المهم ظل الإخوان المسلمون يعيشون في مفاصل الدولة وموجودين بمجلس الشعب موجودين بالجيش، كانوا موجودين في كل منطقة بكل مناطق النظام والدولة، يعني إلى أن جاء حافظ الأسد بدأ يقوض الاتجاهات السياسية الثانية، بدأ يقوضها بدأ يحاصرها بدأ يلاحق شخصياتها، هناك الكثير من السجون السياسية الموجودة إلى الآن، أنت منذ قليل كنت تحدثت عن فرع فلسطين هذا فرع فلسطين هو أصلًا أسس للخونة الذين يتعاملون مع إسرائيل، سموه فرع فلسطين، لكن حقيقة المساجين الذين فيه هم المخالفون سياسيًا لحافظ الأسد والمختلفون معه سياسيًا، أفكار الفكر السياسي المناوئ لفكر حزب البعث ويا ليت لفكر حزب البعث بل المناوئ لفكر حافظ الأسد بالذات، يعني للعلويين بالذات، هؤلاء السجون مليئة سجن صيدنايا أو سجن فرع فلسطين ولا فرع أمن الدولة فرع المخابرات الأفرع المعروفة بالنسبة إلى نظام البعث، لذلك الإخوان المسلمون بالثمانينات وجدوا أنه من الأنسب أن يقوموا بثورة يقتلعوا جذور النظام هذا ويعيدوا مجد الأمة من جديد ونشاطها من جديد، انطلقت ثورتهم لكن ما كتب لها النصر بسبب قد يكون هناك أخطاء سياسية قد يكون الوقت كان غير مناسب لقيام الثورة، ربما لها أسبابها، يعني سبب عدم نجاح ثورة الإخوان المسلمين لها أسبابها، فكان هذا انعكس انعكاسات رهيبة جدًا على الساحة، حقيقة يعني أنصاف الثورات قال أحدهم : أنصاف الثورات هي مقابر الشعوب يعني وقت أن الثورة لا تنجح أو تترك الثورة من نصف [الطريق] وتمشي معنى ذلك قضيت على الشعب الذي يمشي وراءك قضيت على الأمة، فأنصاف الثورات مقابر للشعوب هذي مقولة سمعتها من أحد السياسيين خلال فترة الثورة، الحقيقة بالفعل يعني إذا تذكرنا فترة الإخوان المسلمين فترة انطفاء الثورة الإسلامية التي قامت بها حركة الإخوان المسلمين فأدت إلى مقتل عدد كبير من الناس وأدت إلى تغييب عدد كبير من الناس في السجون، هناك أناس ماتوا بالسجون وبغير محاكمة وأناس حُكِموا بالإعدام وأناس بقوا 15 أو 20 سنة خرجوا من السجن لا يعرفون طريقهم أين، يعني كثيرًا ما التقينا مع أحد الإخوة الذين خرجوا من السجون وحكوا لنا قصصًا وعبرًا عما حدث في السجون، نحن بالثمانينات كنا ببداية شبابنا أنا بكالوريتي تقريبًا أعدت البكالوريا في 1980، في 1979 كنت طالب بكالوريا نظامي، في 1980 و1981هي فترة ثورة الإخوان المسلمين، يعني عشناها تقريبًا بشيء من التفاصيل بحركاتها ولكن ما كنا منظمين مع الإخوان المسلمين ولا منظمين مع حزب البعث، يعني كنا شبابًا لكن نراقب الوضع الخارجي الذي نعيشه بتلك الفترة، دوما لها تاريخ بالنسبة للإخوان المسلمين، يعني كان في حركة الإخوان المسلمين كانت موجودة، وبنفس الوقت ذكرت مرة لك أن هنالك ناصريون، فلذلك كان يوجد نزاع بين الإخوان المسلمين والناصريين كحركة كون عبد الناصر قاتل الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمون بسورية دائمًا على خلاف مع الناصريين بين بعضهم فكان يوجد مشاكل قائمة، ولكن رغم هذا الشيء تلاحظ أنه إن اختلفت أنا وإياك سياسيًا برأي معين تشاجرت أنا وأنت، علت أصواتنا ولكن بعد قليل نلتقي بحياة اجتماعية عادية ما لنا خلاف، يعني الفكر شيء يعني تستطيع أن تقول: رقي حضاري؛ رقي حضاري، أنا أعبر عن رأيي وأنت تعبر رأيك أختلف أنا وأنت لكن لا نتعادى يعني لا أضربك ضربًا لأقضي عليك، البعثيون عملوا عكس ذلك تمامًا كمّوا الأفواه أطلقوا عبارة "لا تحكي يا إنسان الحيطان لها أذان" قال له: كيف الحيطان لها أذان؟ قال له: ليس الحيطان لها أذان الذين وراء الحيطان لهم أذان، فصار حافظ الأسد زرع المخابرات بين الناس، فترة الثمانينات فترة كانت حقيقة عصيبة جدًا على الإخوان المسلمين وعلى الشعب وعلى الشعب بالذات، أنت إذا أردت الحديث مع أخيك لا تتجرأ أن تحكي معه، تقول له: والله حافظ الأسد أجرم بحق فلان لا تجرؤ، لماذا؛ تخشى من أخيك أن يذهب ويحكي أمام شخص ثانٍ خارجًا وذاك يذهب فيكتب بك تقريرًا يودي بك 15- 20 سنة، ملف الإخوان المسلمين، على طاولة حافظ الأسد صباحَ مساءَ خلال فترة حكمه، الموجودون بالسجون موقوفون تحت محكمة عرفية الحكم العرفي لا أحد يحكم فيها غير رئيس الدولة، القاضي لا يستطيع أن يتدخل فيها، ومتى ينتهي حكمه لا أحد يعرف ما الآلية التي يُعمَل عليها لا أحد يعرف، حكم عرفي سوف يقضي فيه حافظ الأسد بالذات، سمعنا من بعض الذين كانوا موجودين بالقصر الجمهوري وكذا وتتسرب أقاويل أن ملف معتقلي الإخوان المسلمين على طاولة حافظ صباح مساء معروفين فلان وفلان وفلان ومعروفين ومسجونين فلذلك كانت فترة عصيبة جدًا.
في 1982 كان لنا زميل معنا بالجامعة بدون ذكر اسمه من حماة، غاب عن الجامعة شهرًا أو شهرين، نحن بصراحة في تلك الفترة قلنا ربما راح (قُتِل) مع الناس التي راحت، بعدها التقينا فيه فقال: لا، لا شيء فقط الإنسان كأنه خارج من القبر، ضعيف أصفر مرعوب أحداث، يعني عاشوا أحداثًا مميتة، مرت بنا الأيام والزمان، هكذا التقيت فيه بعد ما تخرجنا بعد أن أنهينا الجيش بعد ما كذا قعدنا حكيت معه التقيت فيه بحماة أثناء فترة التعليم نمت عنده ليلة حكى لي قصصًا تبكي القلوب دمًا، قال لي: مرة يريدون الدخول ليفتشوا البيوت، كان هناك دوريات تدخل على البيت تفتش البيوت وتسحب الشباب من البيوت ويعدمون الشباب، هذه مجزرة حماة المعروفة التي ارتكبها رفعت الأسد وبسياسة حافظ الأسد والسياسة الحقيرة التي قتلت الشعب السوري قتلت نقول ثلث الشعب السوري ممكن نقول ثلث الشعب السوري قُتِل بهمجيتهم وعنفوانهم (طغيانهم)، المهم هذا الأخ حكى لي قال: مرة أتتنا دورية تفتش البيوت جاء أبي وأخرجنا ليضعنا بغرفتين على السطح اسمها "الفرنجة" إذا سمعتم بها، وهي [عبارة عن] غرفتين تكونان على السطح ما لهم درج لهم سلم ينصبون السلم فيصعدون ليضعوا فيهما المؤونة ويضعوا فيهما الأغراض التي لا يريدونها على السطح، قال: فجعلنا نصعد ووضعنا في الغرفتين، هو وأخوه طلاب جامعة يعني بريعان الشباب، عمرهم 20- 21 سنة عمر الواحد منهما، قال لي: وضعنا بغرفتين وخبأنا خلف أكياس البصل ونزل وأزاح السلم نهائيًا، فتشوا البيت فما وجدوا شبابًا، كانوا يسحبون الشباب من البيوت فما وجدوا الشباب، جاء الرقيب أول نظر هكذا وجد الغرفتين موجودتين على السطح، قال: هاتان الغرفتان ماذا فيهما؟ قال أبي: ابني هاتان الغرفتان من زمن ما دخل عليهما أحد وهما للمؤونة نضعها، قال: أريد أن أصعد لأفتش فيهما، قال: يا فلان، قال أريد أن أصعد لأفتش فيهما قال له: اطلع، وبحثوا عن السلم، أحضروا السلم نصبوا السلم وطلع السطح بحث في أول غرفة ما وجد، بحث بالثانية وجد اثنين قاعدين وراء أكياس البصل سحبهما ونزل، حلف يمينًا قال لي: والدتي تقبل رجل الرقيب أول وتقول له: لأجل الله خذ الذي تريده كذا ولكن الشباب لا تأخذهما، دفعها وأخذ الأولاد ومشى، يعني أين يأخذهم أخذهم لعند الملعب البلدي لكي يعدمهم هذا الظاهر، وكان الرقيب أول ابن حلال قال لهم: أنا الآن سأتظاهر أني لم أنتبه وأنتم اهربوا أنت وأخوك اهربوا حتى لا تأتي دورية ثانية تأتي وتأخذهم تعدمهم، قال لي: وكيف، غافلناه وهو غير منتبه انسللنا وهربنا واختبأنا، أين فلان أين هربوا قال لي: ركضوا دخلوا بين الحارات ما وجدونا ونحن اختبأنا وقفت أنا وأخي بمكان نراقب ما يجري عند الملعب البلدي قال لي: والله يصفونهم على حائط الملعب البلدي شباب زهرة الشباب لا مطمشين ولا أي شيء أبدًا، ونصب الرشاش ورشهم أسقطهم تسقيطًا على الأرض، أنت منظر مثل هذا ما الذي سيزرعه في ذاكرتك؟ حب للبعثيين؟ أم حقد وكراهية؟ والله حقد وكراهية ليس فقط للبعثيين بل كل من شد على يدهم.
إذًا كان التاريخ تاريخًا عصيبًا جدًا فالإخوان المسلمون كانت معركتهم انتهت بفشلها ولم تستمر هي أتصور لو كان هناك استمرار كانت ربما نجحت، ولكن يبدو أنه وقتها ما كانت ناضجة، الشعب ما كان ناضجًا حتى يقوم بثورة، ثورة حقيقية، أنا أتمنى أن ثورتنا هذه لا تقف لا تنتهي وتستمر لأنه إذا توقفت لن يبقى شيء اسمه ثورة، كل شخص منا خرج بالثورة قال لا للبعثيين سوف يُعدم ويعدمهم فلذلك أنصاف الثورات مقابر الشعوب مقابر الشعوب، فبفترتها ظهرت فرسان الشبيبة وظهرت الصاعقة وظهرت الشبيبة شبيبة الثورة وصاروا يعطون علامات لكل منتسب للشبيبة، هذه العلامات تساعده بدخوله الجامعة، وهناك أناس مجموعهم 130 دخلوا كلية طب على الصاعقة والقفز المظلي وألماظة خليل وما ألماظة خليل إذا سمعت فيها هذه الطالبة هي أول قافزة مظلية رمت نفسها بالطيارة عملت ثلاث قفزات مظلية القفزة الثالثة ماتت فسموا دورتها باسم دورة ألماظة خليل، هذه من الدورات وكثر الذين وضعوا بأسمائهم الدورات الذين ماتوا أثناء عمليات الصاعقة وأثناء القفزة المظلية، المهم كان يعطون علامات للطلاب أول دورات المظليين، كان الطالب مخيرًا أينما تريد أن تدرس، بعدها حددوها بعلامات، يتاح لك علامة كذا، فيضيفون له عشر علامات أو 15 علامة حسب الدورة وحسب قربه من البعثيين، حقيقة منهم من دخلوا الطب منهم من دخلوا صيدلة منهم دخلوا هندسة منهم دخلوا العلوم، أنا أعرف في كليتي كان معنا نحو عشرة من المظليين هؤلاء، وفيهم من لا يستحق أن يدرس لا يستحق أن يدرس أبدًا نهائيًا لكن دخّلوه.
فبدأ تغول العلويين، يتغولون على العملية التعليمية، وبدأت تنهار العملية التعليمية، حقيقة ظلت جامعة دمشق متماسكة بقوتها التعليمية لحد تقريبًا التسعينات، بعد التسعينات بدأت تتراجع جامعة دمشق بسبب انتشار الدكاترة العلويين وبدؤوا بيع الأسئلة وبيع الامتحانات فوقتها نحن دخلنا الجامعة ودخل المظليون معنا للجامعة، كان هناك أناس لم يتخرجوا لا يتسحقون النجاح نهائيًا وكان وقتها حاولوا أن يساعدوهم لاحظ أن العلويين كان لهم الدور الأكبر يعني تواجدهم ويضغطون ليدخلونهم على الجامعة ويأخذوا مراكز أو كراسٍ في الجامعة، لذلك كان هناك قانون اسمه قانون الاستيعاب الجامعي، لأنه إذا سوف يدخل العلويون وحدهم على الجامعة سوف يقومون ضده، سوف يقومون ضد حافظ الأسد، فأصدر قانون الاستيعاب الجامعي، الذي عنده واسطة دخل جامعات عالية والذي ما عنده واسطة دخل جامعات أقل وهكذا بدأت رحلة التعليم الجامعي ومشاكلها في العملية الجامعية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/11/11
الموضوع الرئیس
التعليم قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/214-03/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/22
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-مدينة حماةعموم سورية-عموم سوريةمحافظة ريف دمشق-مدينة دوماشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235
إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة
جامعة دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي