إسقاط تمثال حافظ الأسد في عامودا خلال تشييع مشعل تمو
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:23:05
خرجنا من المستشفى باتجاه مسجد قاسمو، ولم يكن هناك أي مشاكل وبعد الصلاة على الشهيد في المسجد، و أدى الصلاة الكثير من الناس، حتى داخل المسجد وخارجه، ونحن قررنا أن نخرج من المسجد مشيًا باتجاه السوق ثم إلى حي الآشوريين إلى منزل مشعل، ووصلنا إلى الحديقة العامة بالقرب من نادي الشباب، وعندما وصلنا إلى هناك كان هناك أكثر من 10 آلاف عسكري منتشرين، وبين العسكري والآخر متر واحد، كانوا من حفظ النظام والجيش وأجهزة الأمن ومنتشرين على الأسطح، وبدؤوا أولًا بإطلاق الغاز المسيل للدموع؛ حتى يغير الناس خط سيرهم، ولكن الشباب استمروا، وعائلتنا كانت تحمل الجثمان، وكان معنا أكرم حسين وريزان شيخموس والمقربين من مشعل من جماعة تيار المستقبل، وكان معنا إمام مسجد قاسمو الملا أحمد يحمل الجثمان، وكنا نتناوب على حمل الجثمان، وهناك حصل إطلاق رصاص بشكل عشوائي على الناس، وأحد الشباب كان يتناوب معنا على حمل الجثمان فأصيب، ومباشرة نحن العائلة قلنا: لا نريد تعريض حياة الناس للخطر ويجب علينا العودة إلى مستشفى فرمان والذهاب بالسيارة، ولا نريد الاستمرار مشيًا. لأنه حصل إطلاق نار بشكل كثيف، وأُصيب 7 أشخاص، واستُشهد منهم 3 أشخاص بسبب إطلاق النار، استُشهد شابان وامرأة، ونحن عدنا إلى مستشفى فرمان.
[النظام] لم يكن فقط يخاف [أن يسقط] التمثال، وإنما كان يخاف أن يفعل الناس كما فعلوا في عام 2004 [في انتفاضة القامشلي]، وأن يقتحموا الفروع الأمنية، وكان لدى النظام حسابات كثيرة، وكان عدد المشيعين 250 ألف مشيع، [فالعدد كبير] مثل الموج، ولو أنه ذهب فقط 5000 باتجاه الأمن السياسي أو أمن الدولة فسيسقطون. والنظام حسب حسابه، ونشر أكثر من 10 ألاف عسكري على دفعات، ونحن رأيناهم بالعين المجردة.
نحن عدنا إلى مستشفى فرمان، وجهّزنا السيارات، وذهبنا بالسيارة إلى منزل الأستاذ مشعل لمدة 10 دقائق وبعدها خرجنا، ونحن أخبرنا، كان يوجد تنسيق، وهذا الخبر كان سريًا وغير منشور، وكان المنشور أننا سوف نستخدم الطريق الدولي باتجاه القرية، ولكن الشيء السري الذي هو بين بعضنا وبين المقربين يعني جماعة تيار المستقبل وتنسيقية شمس الحرية وتنسيقية القامشلي وتنسيقية عامودا وتنسيقية أحرار الدرباسية كان عندهم خبر بأننا سوف نأتي عن طريق عامودا الدرباسية إلى القرية، وأما باقي الحركة السياسية الكردية وكل الناس المشيعين كانوا يعرفون أننا سوف نذهب باتجاه الطريق الدولي.
الناس من أمام المنزل ومن أمام مستشفى فرمان انطلقوا باتجاه الطريق الدولي، ونحن الذين ذهبنا إلى طريق الدرباسية عامودا كنا بحدود 500 سيارة.
أثناء وصولنا إلى عامودا، شباب تنسيقية عامودا أصروا على حمل الجثمان من مدخل عامودا إلى مخرج عامودا إلى طريق الدرباسية. وفي هذه الأثناء، عندما حملوا الجثمان فإن بقية الشباب من التنسيقية أسقطوا تمثال حافظ الأسد للمرة الثانية، والمرة الأولى كانت في عام 2004، والمرة الثانية كانت بتاريخ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وأسقطوا التمثال في هذه المرة بدون جرار، يعني وضعوا الحبل في رأس التمثال، وأسقطوه، وحملوا نعش الشهيد مشعل، ووضعوه مكان التمثال،وقاموا بتصوير فيديو ونشره على "الجزيرة". وطبعًا نحن لم نتدخل، وأعطينا الشباب كامل حريتهم؛ لأن موضوع مشعل لا يتعلق فقط بالعائلة، وإنما هو أصبح رمزًا وطنيًا سوريًا، فكانت لهم كامل الحرية أن يفعلوا ما يريدون. وفعلًا بعد أن صوروا، ونشروا الفيديو بشكل مباشر على قنوات الإعلام قام الشباب بحمل النعش، ومشينا معهم حتى وصلنا إلى طريق الدرباسية.
وصلنا إلى مفرق الدرباسية، ثم ركبنا السيارات، وأكملنا طريقنا باتجاه الدرباسية، وفي الحقيقة هذا المشهد لا أنساه، ومررنا من كل قرية سواء كانت قرى عربية أو كردية، وحتى قرى "عرب الغمر"، وأنا لا أنسى منظر النساء وهن يهلهلن، ويرمين الورود في قرى "عرب الغمر" على طريق الدرباسية عامودا، وهذا الشيء يُذكر للتاريخ.
عند وصولنا إلى الدرباسية كانت الحركة السياسية الكردية منزعجة كثيرًا، ووجهوا جماعتهم أنه لماذا لم يخبرونا عن طريق السير؟ وأنه كان من المفترض أن يكون التنسيق معنا ونحن الحركة السياسية ونحن من كان يجب أن يقوم بكل هذا الأمر، فعلى مدخل الدرباسية، تقريبًا كل الأحزاب الكردية أوصوا جماعتهم بعدم المشاركة، ومع ذلك تنسيقية أحرار الدرباسية -الدرباسية هي بلدنا ومسقط رأسنا وتاريخنا- كان يوجد أكثر من 60 ألف شخص في الاستقبال على مدخل الدرباسية، وهناك أنزلوا النعش من السيارة، وبدؤوا يمشون بالنعش بحدود 5 كيلو متر.
بمرورنا في الدرباسية مررنا من أمام مفارز الأمن، ورأينا المفارز مغلقة، ولا يوجد أحد نهائيًا في مفرزة الأمن العسكري والسياسي ومديرية الناحية، وجميع المديريات مغلقة، لم يدخل أحد، ولم تحصل اقتحامات باتجاه المفارز.
حصل إطلاق نار في الدرباسية عندما مررنا من أمام صيدلية مشعل، وكان هناك شباب، ونحن لم نكن نظن بأنهم من جماعتنا، وعلى ما يبدو أن الشباب كانوا موجودين على سطح الصيدلية وهم من جماعتنا ومبتهجون بتشييع الشهيد؛ فأطلقوا الكثير من النار، ونحن بعدها قلنا: نرفض موضوع إطلاق النار نهائيًا.
في الحقيقة، وصلنا إلى القرية، وكان يجب علينا المرور من الطريق العام، حتى نصل إلى القرية والمسافة كانت 600 متر، ولكن لا يوجد طريق، والطريق كان مغلقًا بالكامل، وحتى إن السيارات كانت متوقفة في الأراضي الزراعية، فاضطررنا أن نكمل الطريق سيرًا على الأقدام، ووصلنا إلى القرية، وكان العدد أكثر من القامشلي بكثير.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/19
الموضوع الرئیس
اغتيال مشعل تموكود الشهادة
SMI/OH/2-20/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
10/2011
updatedAt
2024/10/12
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-الدرباسيةمحافظة الحسكة-عامودامحافظة الحسكة-مدينة القامشليشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة
تنسيقية عامودا
تنسيقية القامشلي
تنسيقية الدرباسية
حركة شمس الحرية
مفرزة الأمن السياسي في الدرباسية
مفرزة الأمن العسكري في الدرباسية