الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

البوكمال وبدء التمدد الشيعي الإيراني والمعارك مع داعش

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:32:06

أنا عبد الله صبار عجاج، من دير الزور - البوكمال أو ريف البوكمال، وطبعًا لا بد أن أذكر نبذة عامة عن تاريخ المنطقة القديم والحديث، تاريخ المنطقة مشهود برجالاته منذ 1918، عندما قامت بريطانيا باحتلال دير الزور وتصدّى لها أحد القادة الذين تدرّبوا أيام الجيش العثماني، وكان قائدًا عسكريًا ومسؤولًا عن منطقة الرقة في ذلك الوقت، فتصدّى للحملة البريطانية وحرّر منطقة دير الزور والميادين والبوكمال، حتى أرسل له أيام الثورة العربية الشريف حسين وابنه فيصل أن هؤلاء الأشخاص حلفاؤنا، ويجب عدم التعرّض لهم، وهو ردّ على الشريف حسين أو على الملك فيصل بن الشريف حسين، وقال له: الأرض هي أرضنا وليست ملك أبيك، وهذه الكلمة شهيرة لهذا القائد المغوار البطل، ومن ثم جاء الاحتلال الفرنسي وشارك الثوار بعد معركة ميسلون في الغوطة وحرروا وسيطروا على أجزاء من مناطق القلمون، ثم أصبح مسؤولًا عن المنطقة الشرقية وشارك.. وطبعًا اعتُقل من قبل فرنسا في عام 1926 وبقي معتقلًا لمدة عشر سنوات حتى عام 1936، وأُفرج عنه وجلس في قريته الشميطية (ريف دير الزور الغربي)، إلى أن تحرّك رجال دير الزور، ومنهم جماعة الحسون الدندل، مشرف الدندل، أبو سارة الجراح، وتحرك معهم، وهو كان له وقع (تأثير)، أو كان سببًا رئيسيًا في تحرير المنطقة من الفرنسيين، وأول منطقة تحررت في سورية من الفرنسيين هي في البداية مدينة البوكمال ومن ثم دير الزور، وطبعًا نحن لا نريد أن نقتصر على إنسان واحد ولا نريد إضاعة جهد أشخاص آخرين، وكانت جماعة دير الزور مجتمعًا عشائريًا مدنيًا، مدينة وريفًا، متكاملًا من جميع النواحي، وكانت قد حملت رسالة الثورة قبيلة العكيدات مع قبائل أخرى، مثل المشاهدة وشمّر والبكارة والعبيد، وكان نسيجًا متكاملًا مع بعضه ولا يوجد هذا ابن العشيرة الفلانية، وجميعهم متعاقدون مع بعضهم ضد أي احتلال كان، ولا ننسى أنه من رجالات المدينة من البوكمال.. وطبعًا تاريخ سورية 1960 برز أحد رجال البوكمال، وهو طبيب فقد ذهب إلى الجزائر للجهاد في منظمة تحرير الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وجاب صحراء تونس وليبيا والجزائر وبيده سلاح و[في] اليد الثانية كان يحمل الدواء لمعالجة الجرحى، ومن ثم جاء إلى سورية ودخل في الحكومة السورية آنذاك ووصل إلى منصب وزير الإصلاح في عام 1963، ومن ثم انتُدب سفيرًا في بريطانيا في عام 1965، وأخيرًا انتُدب من القيادة القطرية وأصبح رئيس الوزراء في ظل حكومة الدكتور الطبيب نور الدين الأتاسي، وفي انقلاب البعث تم سجنه وحاله حال رفاقه الذين سُجنوا أيام حافظ الأسد، وبقي في السجن وكان يوجد مرض خبيث سرطان في رأسه، فاستعطفه جلاده (عطف عليه)، وذهب وطبعًا خرج من السجن وذهب إلى بريطانيا ثم إلى السويد للعلاج، وهذا تاريخ مشرّف للمنطقة الشرقية قديمًا وجديدًا.

[الصفويون] لم يطالوا مناطقنا (لم يَصِلوها) لأنها مناطق سنّية إلا بعض المناطق في منطقة البكارة وهي حطلة، وكان يوجد فيها تشيّع وهي تقريبًا مناطق نائية ومن يتشيّع [كان] يتم إعطاؤه راتب 5000 ليرة سورية في ذلك الوقت، وأوهموهم بأن أصلكم شيعة من جماعة علي (بن أبي طالب)، وأنتم من البكارة، وتشيّع قسم من هذه العشيرة فقط، ثم جاءت حركة المرتضى وأوهموا الناس بأن هذه الحركة هي نصيرة لحزب البعث، وطبعًا اكتشفها بعض الناس الملمّين بالثقافة الدينية، و[اكتشفوا] أنها حركة شيعية وهدفها تشييع المنطقة، وتم مقابلتها بالرفض الكامل.

لم يكن الدخول من إيران بشكل مباشر ولكن من جهة النظام، ولا يوجد فرق بين الشيعة والسنّة وهذا ضحك على الذقون، وقديمًا الناس لا يعلمون "وساخة" الشيعة أو شتمهم للصحابة، والنظام علوي ولا يقبل أن نعرف حقيقة هؤلاء، وبنفس الوقت لا يقبل أن نقرأ كتبًا إسلامية، مثل: ابن تيمية أو ابن باز أو الوهابية، وهذه كانت محظورة، ولكن قامت الثورة وكشفت كل الحقائق التي كانت تُحاك، حتى إنهم قاموا  بـ[إنشاء] سكة قطار تربط العراق مع ايران، وكنا نظن أن هذا الأمر هو أمر يجلب المصلحة الاقتصادية للمنطقة، إلا أنه كان مشروعًا سياسيًا عقائديًا في سبيل تغيير المنطقة.

منطقة البوكمال حالها حال أي منطقة في سورية وقامت بمظاهرات سلمية لا يُستهان بها، إن كان البوكمال أو دير الزور أو الميادين، وبالأخص منطقة القورية (ريف دير الزور الشرقي)، التي ضحّت وقامت بها مظاهرات قوية أزعجت النظام لأن المنطقة هي منطقة عشائرية ومن المفترض أن يكونوا جميعهم معنا، ونحن لم نقصّر معهم، وطبعًا هم بالتأكيد قصّروا لأن الثروة مسلوبة وتذهب إلى النظام والناس لا يعرفون النفط ولا الآبار الموجودة، وممنوع على المدني الاقتراب والنظر إلى بئر النفط في ذلك الوقت، والمجتمع هو مجتمع عشائري ولم يكن همه الأول الوظيفة لأن أكثر أهل منطقة البوكمال ودير الزور خصوصًا مغتربون في الخليج والميزان الاقتصادي رابح تجاريًا.

إدارة المنطقة على موجب المجالس المحلية والعرف العشائري حصلت فيها بعض الأخطاء، علمًا أنه لم يكن يوجد عند الجيش الحر أو الثوار مشروع دولة، يعني بقيت المدارس تعمل والري يعمل والأمور الخدمية مستمرة.

قبل أن تدخل ["داعش"] البوكمال كانت لهم أعمال خارجية، يأتون من الصحراء وكانوا يأتون براية جبهة النصرة وقَتلوا من منطقة المجاودة (ريف البوكمال) ثلاثة أشخاص كانوا متّجهين من قريتهم إلى البوكمال من أجل إسعاف امرأة بحالة ولادة، فأطلقوا عليهم النار وهم بالسيارة وقتلوهم وجرحوا المرأة، وهو إرهاب للمنطقة، وحتى الشباب ليسوا ثوارًا ولكنهم مناصرون للثورة، وهذا في البدايات، وبدأت الفتنة بين الثوار وبين جبهة النصرة، وطبعًا انشق من جبهة النصرة الناس الذين كان لديهم فكر تكفيري أو غلوّ، وذهبوا مع "داعش".

تصدّت لهم [المنطقة] في البداية وعرفوا (الأهالي) المشروع، وبدأت الاغتيالات، وقام الثوار مع جبهة النصرة بعمل عسكري وقيادة العمليات في مدينة أو منطقة الشحيل (ريف دير الزور الشرقي) لترتيب صد هجوم "داعش"، وطبعًا كان لديهم علم بأنه سوف تهجم "داعش" على المنطقة، لأنه كان يوجد عمل للثوار على مطار دير الزور (العسكري)، وإذا سقط المطار فستسقط المنطقة، والمنطقة هي بعيدة عن النظام السوري، فيصبح صعب المنال على النظام إعادتها، وطبعًا أمر نوري المالكي بانسحاب الجيش العراقي من الحدود ومن المنطقة الغربية من الأنبار ومن ثم من الموصل، وأصبح الثوار في دير الزور بين [فكّي] كماشة من جهة العراق ومن جهة الرقة. 

وطبعًا كان يوجد جماعات كانوا يحسبون أنفسهم من الجيش الحر انضمّوا إلى "داعش" ومنهم صدام الجمل، وصدام الجمل قام بحملة عن طريق البادية السورية أو بادية حمص السخنة على المحطة الثانية الـ "T2" "الكم"، وحتى إنه وجد خمسة عناصر حراس في المنطقة لجيش أهل السنة والجماعة وأسروهم واحتلوا "الكم"، ومن ثم تقدموا إلى البوكمال فجرًا وكان عددهم تقريبًا، وهذا قبل الهجوم من الرقة إلى المنطقة الشمالية من دير الزور، وكان عددهم 450 شخصًا تقريبًا بقيادة صدام وجماعة شيشانيين من جميع أنحاء العالم، الذين جاؤوا للسيطرة على البوكمال، علمًا أن الأمر كان فجأة ولكن الثوار الموجودين في البوكمال والمدنيين قاموا بملحمة بطولية قوية واشتباكات عنيفة دارت ليوم كامل من الفجر حتى الساعة السابعة مساء، وذهب ضحيتها من البوكمال 26 شهيدًا بين مدني وجيش حر، وأما قتلى "داعش" في ذلك الهجوم فوصلوا إلى 138 قتيلًا وهذا الذي أحصاه الثوار الموجودون في البوكمال وتراجعوا (داعش) بعد أن وجدوا مقاومة عنيفة ولم يسيطروا على البوكمال، وعندما دخلوا البوكمال لم تكن الموصل محررة أو [لنقل] تسليم النظام الإيراني الموصل لـ "داعش"، وهنا أصبح موقف الثوار ضعيفًا في دير الزور، وجاء أمر لـ "داعش"، ولا أعرف الذي أمرهم، أن يحصل الهجوم عن طريق مرقدة (ريف الحسكة الجنوبي) وقاتلتهم جبهة النصرة مع الثوار ولم يفلحوا، ثم حصلت معركة ثانية في منطقة جديد عكيدات (شمال شرق دير الزور)، وتم صدّهم في البداية واستشهد من الثوار ومن جبهة النصرة تقريبًا 700 شخص، يعني إذا رأينا القتلى الذين قتلتهم داعش أكثر من السنوات الثلاثة الذين استشهدوا مع النظام، وهذا فقط في الهجمة الأولى والثانية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/13

الموضوع الرئیس

المعركة ضد داعشالمشروع الإيراني ونشر المذهب الشيعي

كود الشهادة

SMI/OH/184-01/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

قبل الثورة حتى 2014

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-جديد عكيداتمحافظة حمص-السخنةمحافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة النصرة

جبهة النصرة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

جيش أهل السنة والجماعة

جيش أهل السنة والجماعة

الجيش العراقي

الجيش العراقي

مطار دير الزور العسكري

مطار دير الزور العسكري

الشهادات المرتبطة