الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حراك طلابي في جامعة تشرين وأثر الربيع العربي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:36:07

السلام عليكم أنا مصطفى أبو عرب من جبل شحشبو تحديدًا قرية شهرناز بريف حماة الغربي، طبعًا نحن اليوم إذا أردنا الحديث عن شيء اسمه ثورة، ربما نحتاج إلى كتب بل مجلدات تروي تاريخ 11 سنة، وعدة أشهر أخرى، وطبعًا لو تحدثنا بالأشياء قبل الثورة ولو تحدثنا بجزئيات معينة، دعونا نقل عنها الإرهاصات، الشيء الذي حصل ممكن نحن كسوريين وأنا أحدهم لم يكن يوجد وعي سياسي أبدًا وحاول نظام الأسد جاهدًا أن يغيب السوريين بشكل عام، ولا سيما طبقة المثقفين، وهنا أنا لا أدرج نفسي منهم، هنا أقصد السياسيين- ألا يكون هناك وعي سياسي في سورية. 

طبعًا في 2009 أنا كنت أدرس في جامعة تشرين في اللاذقية في كلية التربية الرياضية، وآنذاك حدث شيء ما زلت أذكره إلى يومنا هذا، كان شيئًا عظيمًا حقيقىة، شيء جميل، ولكن إذا سميناه بالمفهوم الذي حصل في عام 2011 ما بعد ثورات الربيع العربي مظاهرة، أنا لم أكن أعلم أن اسمها مظاهرة ويمكن أن أسميها تجمعًا ويمكن أن أسميها حشدًا، ويمكن أن تسميها أي شيء تحب أن تطلق اللقب عليه، ولكن مصطلح "مظاهرة" أصبح مفهومًا حديثًا في 2011. الذي حصل بالضبط بُعَيد المغرب تمامًا كنت أجلس أنا ورفاقي أبناء قريتي، تناولنا طعام العشاء، وبعد العشاء كنّا نشرب الشاي، سمعنا أصواتًا، هناك نحل (تشبيه زخم الأصوات بطنين النحل)، هناك أصواتًا تأتي وكان شيئًا غريبًا يحصل ولكن لا نعرف ما هو، شباب دعونا نخرج لتحري ماذا يحدث، فخرجنا من السكن الجامعي، طبعًا في وحدات السكن الجامعي يوجد شيء اسمه مرتبة (شرفة) في الطابق الأول، وقفنا هناك وسألنا: خيرًا يا شباب ماذا يحصل؟ وإذ بشخص يقول: يوجد مشكلة بين شباب من درعا وشباب من طرطوس، طبعًا بهذا المفهوم، أنت يصلك هذا المفهوم بأنه مفهوم طائفي ويمكن أن تكون مشكلة طائفية وليست مشكلة كما فهمناها فيما بعد، فشخص إلى الآن أتذكر ماذا كان يلبس، كان يرتدي جلابية (لباس محلي)، سأله شخص من الخارج من سور حي الزراعة وقال له: "شو في شو في شو صاير عندكن جوا؟" (سؤال ماذا يحصل عندكم باللهجة العلوية) يعني بهذه اللهجة، وأنا أسمعه، هو تحتنا بالضبط (أسفل الشرفة)، فقال له: يوجد شخص صفته كذا وكذا وشتم سيدنا عمر (عمر بن الخطاب)، فأنت يوحي لك هذا الكلام أنه لماذا نحن اليوم وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ولماذا أنت اليوم تسيء إلى رمز ديني؟ أو تسيء لمعتقداتي، يمكنك أن تشتمني ويكون الأمر شخصيًا بيني وبينك. 

الأمر الذي حصل هو عبارة عن شخص؛ ونحن نعرف شبان الجامعة هم دائمًا في حالة طيش بعمر 18 سنة أو عمر 20 أو 22 سنة، ممكن أن يرى بنتًا اليوم على سبيل المثال يُعجب فيها، وعلى ما يبدو أنه يوجد أحد الشبان -أعتقد وربما أجزم أنه من محافظة درعا- رأى بنتًا في الجامعة وعلى ما يبدو أنه تكلم معها وممكن أنه يريد التعرف عليها أو التقرب منها، فحصلت مشكلة بينه وبين حارس السكن الجامعي وضربوا هذا الشاب، فاجتمع شبان درعا واجتمع شبان المحافظات السورية ككل، وأصبح هذا التجمع الحاشد كبيرًا، وأصبحت الهتافات يومها أننا لن نتحرك حتى يأتي "طالب الطالب"، طالب الطالب كان يستلم في ذلك الوقت شيءٌ اسمه اتحاد الطلبة في سورية (الاتحاد الوطني لطلبة سورية) ويقولون: لا نتحرك إلا أن يأتي طالب الطالب، وطبعًا أنت دائمًا تعرف شيئًا اسمه اتحاد الطلبة في سورية أو هكذا مفاصل مهمة يعني يدخل فيها شيء من الأمن والاستخبارات، لماذا؟ لأنك أنت اليوم تتعامل مع طلاب هم ليسوا في المرحلة الثانوية، أو في المرحلة الإعدادية، أنت اليوم تتعامل مع طبقة عليا، تفكيرهم مختلف وهم طلاب الجامعة، فأصبح يوجد حشد كبير وأصبح يوجد ضجة يعني يمكن أن تكون هذه على سبيل المثال هي شرارة لثورة في سورية، ولكننا لم نكن نعرف شيئًا اسمه ثورة، ولكنهم كانوا يحسبون لشيء فعلًا سيكون اسمه انتفاضة، وفعلًا جاء طالب الطالب ووقف بين الطلاب وصعد إلى مرتبة عالية، وقال: يا جماعة كل شيء حصل عندي، والحقوق ترد، والطالب ستعود له كرامته وهيبته -طبعًا هذا بمعنى الكلام وليس حرفيًا- [وأضاف] نحن اليوم مشكلتنا مع العدو الصهيوني، ومشكلتنا اليوم مع العدو الإسرائيلي، كان حديثه بهذه اللهجة. وفعلًا فضوا التجمع وخرجت عبارة عن مظاهرة أو مسيرة مؤيدة لأهلنا في فلسطين "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" وخرجت المسيرة أو المظاهرة من باب السكن الجامعي باتجاه حي الزراعة، ومباشرة بدأ الأمن يأتي، طبعًا لماذا بدأ الأمن يأتي بالسيارات ويقف ويحاول أن يفرّق؟، لأنه من المستحيل أن يجعلك تصل إلى كلمة تمس السلطة، لأنه يمكن لهذه الكلمة أن تكون شرارة كما حدث في تونس وليبيا واليمن ومصر وسورية، وهذا كان الموقف ونحن يمكننا أن نعتبره موقفًا، ربما حدثت مواقف أخرى كثيرة ولكن الإعلام لم يكن موجودًا بهذا الشكل، أنت في تلك الأيام إذا كنت تكتب على الإنترنت يوجد كلمات كثيرة لم تكن تظهر لك، لأن النظام يحجبها على الموقع وأنت لا يمكنك أن تكتبها وإذا استطعت أن تكتب كلمات معينة، فسوف تذهب بتهمة مباشرة أنك من خلايا تنظيم القاعدة، أو ربما تابع للإخوان المسلمين، تلقائيًا ربما في تلك الأيام كان يوجد الكثير من المواقف، ولكن نحن كسوريين لم نكن نعرفها، ولكن أنا كشخص كنت شاهدًا على هذا الموقف.

بعدها راحت الأيام وجاءت الأيام، أنا انتقلت من السنة الأولى إلى حماة وترفعت وأصبحت في مدينة حماة ودرست السنة الثانية ووصلنا إلى السنة الثالثة، وتقريبًا بالشهر الثاني أعتقد، كنا نجتمع عند صديق وهو ابن عمي، وكنا مجموعة من الشباب وكنا متأثرين بشيء اسمه الشيخ عدنان العرعور، ربما نتيجة الكبت ونتيجة الضغط كنا نتابعه من العام 2009، كان يخرج على قناة صفا وقناة وصال، كان ربما يتحدث بمواضيع عن الطوائف وعن السنّة والشيعة، ونحن في فطرتنا أو ربما رأينا أن هذا المكان هو متسع لنا أو هذا المكان نشعر أننا موجودون فيه لماذا؟؛ لأننا نسمع شيئًا مختلفًا لا نسمعه هنا اليوم، ربما لو أننا كنا نسمعه بشكل يومي ودائم لم نكن لنراه شيئًا مختلفًا، فلو أنه كان يظهر على القنوات السورية، على قنوات التلفزة التابعة للنظام السوري، ربما لم يحصل لدينا هذا الشعور، ولكنه يظهر على قنوات هي أصلًا لا تُبث من سورية، على قمر "النايل سات"، تبث من السعودية ومصر، فكنا نراه شيئًا غريبًا، كنا نتابع الشيخ عدنان العرعور حتى تقريبًا شهر شباط/ فبراير، كان يوجد شيء اسمه الثورة المصرية العظيمة (ثورة 25 كانون الثاني/ يناير) التي أطاحت بنظام حسني مبارك، في أيامها كنا نجتمع عند علاء أنا ومجموعة من الشبان أنا وقاسم وحيان ومحمد وخالد، المهم أننا كنا نجلس هكذا، ربما نحن لا نعرف ماذا يجري داخلنا ولا نستطيع التعبير ولا نعرف ماذا سوف يحصل في سورية، لماذا؟ لأننا كنا نشعر بأن سورية هي دولة خارج كل الكرة الأرضية، هي مختلفة لأنه في 1982 حصلت ثورة داخلية ووأدها نظام حافظ الأسد بحجة الإخوان المسلمين وبحجة الإرهاب، نحن لا نتخيل أنه في سورية يمكن أن يحصل شيء اسمه شرارة أو ثورة، وفي أحد الأيام خرجنا من الغرفة، كنا نتابع الثورة المصرية، يوجد شابان محمد وعلاء بدأوا يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام" (بصوت أقرب للهمس) فقلنا لهم: لا لا دخيلكم طولوا بالكم (اهدؤوا) شو الشعب يريد إسقاط النظام؟ يعني تكلموا عن البطاطا وعن أي شيء فالجدران لها آذان (مثل شعبي بمعنى الأخبار تتسرب)، حتى هنا وكفى هذا شيء فوق طاقتنا، ولكن يوجد شيء جميل من الداخل يحركك، يعني يوجد شيء يجعلك تقول: ربما سيحدث شيء، ولكن هل هذا الشيء هو ثورة؟ هل هي مظاهرات؟ وهل هو إطاحة بالسلطة الحاكمة عسكريًا؟ الله أعلم، ولكن سيحصل شيء جميل في سورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/04

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السوريةأوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/148-01/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 قبل

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل شحشبومحافظة حماة-مدينة حماةمحافظة اللاذقية-جامعة تشرينمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة وصال

قناة وصال

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

جامعة تشرين

جامعة تشرين

الشهادات المرتبطة