الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تاريخ العلاقة بين السنة والشيعة في ريف حلب الشمالي وبداية الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:31:16

انا اسمي عبد الرزاق مصطفى مصطفى من قرية رتيان في ريف حلب الشمالي، وأنا من مواليد 1986، وطبعًا ماجد عبد النور هو الاسم الحركي الذي اخترته في بداية الثورة، وأنا كنت أدرس قبل الثورة حقوقًا، ولم أكمل، ولكن أثناء الثورة أكملت علومًا سياسية وتخرجت، وأنا من مواليد ريف حلب الشمالي من قرية رتيان التابعة لمنطقة اعزاز.

أنا من مواليد رتيان وأنا لم أخرج من رتيان وبقيت فيها رتيان طوال فترة حياتي، وطبعًا هذا قبل الثورة واشتغلت قبل الثورة في مجال تصنيع الجينز (نوع من الأقشمة) وكانت المصلحة جديدة على البلد فتعلمتها من عمي، وكان مردودها عاليًا ومن أجل ذلك تركت الدراسة لأجلها وذهبت باتجاه سوق العمل، وأنا تزوجت في الثورة في 2013 في شهر آب/ أغسطس، وحاليًّا عندي ولدان وبنت، وحاليًّا بعد رحلة نزوح وتهجير طويلة استقريت في بلدة دير حسان في ريف ادلب الشمالي القريبة من بلدة الدانا.

في ريف حلب الشمالي نعم كان يوجد نشاط للإخوان (الإخوان المسلمون)، بشكل عام وكان نشاط الإخوان في عندان نشاطًا كبيرًا في تلك الفترة، وحتى في رتيان كان [موجودًا] وطبعًا ليس على نطاق واسع في رتيان، فكانت عائلة أو عائلتان تقريبًا كان لديهما نشاط مع الإخوان، وفي ريف حلب الشمالي بشكل عام تل رفعت ومارع كان فيهما أيضًا نشاطات للإخوان المسلمين في فترة الثمانينات، وطبعًا عندان ذهب منها ضحايا شهداء في تلك الفترة.

وبشكل عام كان يوجد نوع من الميول باتجاه مظلومية الإخوان بعد أحداث الثمانينات فلذلك نوعًا ما الريف الشمالي كانت القاعدة الشعبية عندها حقد تجاه النظام بسبب ما ارتكبه من أحداث، ويمكن أن تكون الغالبية العظمى ليست من الإخوان ولكن أصبح لديهم نقمة على هذا النظام بحكم أنه ارتكب الفظائع في الثمانينات بحق الإخوان او الطليعة المقاتلة في تلك الفترة، وهذا الأمر أعتقد أنه انعكس على مشاركة الريف الشمالي الواسعة في بداية الثورة 2011.

لم تكن توجد نشاطات سياسية، يعني منظومة البعث (حزب البعث) كما نعرف لم تكن تسمح بشيء اسمه نشاط سياسي، وحتى كنشاط مدني لا يسمحون فما بالك سياسي! ولكن الإرث الذي تركته مجزرة الثمانينات هي التي تراكمت بحقد على هذا النظام، وطبعًا بالإضافة ولن أذكر مسببات الثورة التالية التي هي أسباب اقتصادية واجتماعية وأمور أخرى أدت لانطلاق الثورة في 2011، ولكن الناس بشكل عام كان لديهم حقد تجاه هذا النظام يعني إذا تكلمنا من وجهة نظر سياسية محقونين (ممتعضين) باتجاه ما حصل في الثمانينات مع الإخوان وكانوا متعاطفين جدًّا مع الإخوان.

طبعًا عندان لها طابع خاص دائمًا في الريف الشمالي، وكما ذكرت في الثمانينات كان لها حضور قوي جدًّا في الإخوان ولديها تيار نشط؛ تيار سلفي نشط في المدينة وطبعًا توارثته العائلات، وهذا التيار كان من عام 2004 أو عام 2005 أو 2006، ولكن ظهر شيء اسمه "غرباء الشام"؛ فصيل "غرباء الشام" وأتذكر عندما طوقوا المنطقة كلها عندما هاجموهم في منطقة اسمها الطامورة غربي عندان، وطبعًا كان يوجد قيادات من عندان في هذا التنظيم وكان يوجد قيادات أيضًا من الريف الشمالي، ولكن بشكل عام الغالبية العظمى كانت من عندان، ويوجد أشخاص اعتُقلوا في تلك الفترة من عندان وخرجوا في أول الثورة ومن بينهم شاب من عائلة عفش خرج في أول الثورة، وهو اعتُقل في الحملة التي قام بها الأمن، وطبعًا في تلك الفترة جاءت حملة ضخمة مكونة من كل فروع الأمن، وجاء معهم فرع الإطفاء والإسعاف والجيش، وأذكر أنهم وضعوا طوقًا أمنيًّا حول الريف الشمالي واستمرت الاشتباكات فترة بسيطة، وبعدها قُتل الذي قُتل واستسلم الذي استسلم، وكان اسمهم "غرباء الشام" والغالبية من عندان.

العلاقة على مراحل، وبشكل عام أريد أن أفصل قبل حرب العراق وبعد حرب العراق، وحتى بعد حرب العراق أيضًا توجد لها تفاصيل ثانية، ولكن قبل حرب العراق لم يكن يوجد بيننا هذه الحساسيات أبدًا بالمطلق، وحتى لم يكن يوجد شيء اسمه موضوع طائفي ولا أحد يعرف أن هذا شيعي وهذا سني وأن أبناء نبل شيعة ويجب ألا نحتك بهم، على العكس كانت العلاقات قوية جدًّا ولا يوجد شيء بيننا وحتى يوجد علاقات مصاهرة، وحتى استمرت علاقات المصاهرة بعد حرب العراق، ولكن قبل حرب العراق كانت توجد علاقات جيدة جدًّا بين القرى باعتبار أننا أبناء ريف ونتكلم لغة واحدة ويجمعنا جغرافيًا واحدة، وحتى على مستوى الزراعة فإن أراضينا الزراعية كانت متاخمة لبعضها ولا توجد بيننا أية مشكلات، وبدأت تظهر المشكلات وأنا أتكلم عن الشيعة السياسية وبدأت تظهر الشيعة السياسية، وبدأ الحنق والحقد يتنامى ويتغذى من بعد احتلال العراق، وبعد احتلال العراق من قِبل إيران واصطفاف الشيعة السياسية إلى جانب الإيرانيين في احتلال بغداد وطبعًا إعدام صدام في يوم العيد كانت رسالة أيضًا وبشكل عام أخذها كل أهل السنة أنها رسالة لأهل السنة، ومن الطبيعي مجتمع الريف الشمالي كمكون صغير من مكون السنة الضخم على امتداد سورية وحتى الوطن العربي أصبح يشعر بالحقد تجاه شيء اسمه شيعة؛ يعني بدأت تظهر وهنا بدأت إيران في هذه الفترة أيضًا تنشط في سورية، وبعد أن مات حافظ الأسد يعني حافظ كان نوعًا ما تياره وبغض النظر إن كان مجرمًا وسفاحًا وديكتاتوريًّا ولكن كان نوعًا ما يميل للعروبة يعني يعطي للعروبة طابعًا خاصًّا، وقد تكون علاقاته قوية مع إيران، ولكن كان يعطي توازنًا بين العروبة وبين علاقته مع إيران.

وعندما استلم بشار، وطبعًا بشار مباشرة توجه باتجاه إيران بشكل فعلي، وهنا بدأ يظهر عندنا في الريف الشمالي شيء اسمه الحسينيات، يعني لأول مرة يظهر شيء اسمه الحسينيات خارج نبل والزهراء، وحتى في مناهج الدراسة أصبح الأساتذة في نبل والزهراء عندما يصلون إلى درس عمر بن الخطاب في الديانة لا يعطونه، والطلاب يقولون لأهلهم [ذلك]، وأصبح هذا الأمر ينتشر ويكبر، وبناء الحسينيات والتشييع، وأصبح يوجد أشخاص يدعون للتشيع علنًا وأصبحت مظاهر التطبير (طقوس الإدماء) في نبل والزهراء تطغى بشكل نظامي، وطبعًا نبل أكثر من الزهراء ونبل كانت تتبنى أكثر الشيعة السياسية لمرجعية قم (مدينة في إيران) وهنا بدأت تظهر علاقات التوتر وأصبح يظهر شيء أننا -أنا وأنت- يوجد شيء لا يجمعنا وأنت شيء وأنا شيء وأنت تحاول أن تفرض علي أيديولوجيا جديدة التي هي التشيع -التي هي إيران- التي هي التاريخ واذا عدنا العرب سوف يعودون إلى التاريخ مباشرة ونحن مشهورون وذاكرتنا لوحدها تعود الى الفرس والقادسية وإلى التسلسل الزمني الطويل حتى تصل الى حرب الخليج إلى عام 2003 إلى سقوط بغداد.

 وكل هذا فإن العرب يعرفون ماذا تعني إيران والفرس، وهذا المصطلح أصبح يطغى أنه شيعة وفرس وإيران وحسينيات يتم بناؤها، ويوجد مشروع بدأ يتمدد وبالمقابل على الإعلام العربي أصبحت هناك تحذيرات من مشروع التشيع في المنطقة العربية بشكل خاص، والناس كانت تتابع البرامج والمناظرات التي تحصل بين الشيعة وعلماء السنة التي تحصل على التلفزيون، وهذه التراكمات قد يظنها الناس أحداثًا صغيرة ولكن هذه الأحداث كلها مع بعضها شكلت فيما بعد نوعًا من خلق الحساسية بين هذه القرى ولكن لم نصل إلى مرحلة الصدام وبقيت العلاقات جيدة، ولكن على حذر وبقينا حذرين من بعضنا وحتى في تلك الفترة بقيت المصاهرة ولكن مع نوع من الحذر.

الزهراء لها وضع خاص و[أهل] الزهراء هم أشخاص بطبعهم يميلون باتجاه العشائرية العربية وهم أشخاص نوعًا ما لا دينيون يعني ليس مثل نبل، ونبل كان شبابهم مثقفين، وأغلب دراستهم في إيران ويذهبون إلى إيران حتى يدرسوا هناك ويعودوا، فكان لديهم مرجعية دينية وأيديولوجيا مصنعة في قم بشكل كبير، وانعكس هذا الشيء في تصرفات أهل نبل التي كانت تميل إلى التشدد أكثر وهم الذين تبنوا مشروع إيران في بداية الثورة، وكان لديهم مرجعيات لها تواصل مباشر مع مرجعيات قم على مستوى عال، وبالمقابل الزهراء انجرت إلى الثورة جرًّا، وهم أشخاص كانوا لا يهمهم الشيعة وهم ليسوا متدينين وأقرب إلى العشائر العربية، وكانت طباعهم قريبة جدًّا من طباعنا وجدًّا يحبون الاختلاط معنا -أهل الزهراء بشكل خاص- ولكن في الثورة أُجبروا أن يكونوا [ضدنا]، وطبعًا بأخطاء من الطرفين إن كانت أخطاء منهم او أخطاء من طرفنا يصعب ذكرها، ولكن أجبروا أن يدخلوا في مشروع إيران ويكونوا جزءًا من منظومة بشار الأسد.

في هذه الفترة بدأت تظهر الحسينيات وبدأوا بإعمار الحسينيات على طريق غازي عينتاب، وعلى طريق غازي عينتاب يوجد مدن سنيّة يعني حريتان وعندان، وتخيل أن عندان بؤرة السلفية وكانوا يقولون لهم الوهابية كمصطلح عام قبل الثورة، وعندان التي يطغى عليها الطابع السلفي تخيل أن يعمروا جامعًا، وطبعًا كان سوف يحصل حسينية على مفرق عندان ثم ذهبوا وبنوا حسينية في حريتان، وحريتان هي مدينة ضخمة وسنية بشكل مطلق ولا يوجد فيها أي شيعي، وهذا الطريق الذي حاولت إيران كثيرًا السيطرة عليه حتى تصله مع حلب، وكان لديها مآرب أخرى أن تشيع حلب وتعيدها إلى العهد الحمداني وهذا الشيء ظهر بعد الثورة، وحتى إنه بدأ شيء اسمه أساتذتهم الذين كانوا يدرسون عندنا، وكان لديهم الكثير من الأساتذة ويدرسون في قرانا، وأنا على مستوى قريتي في إحدى المرات جاءت أختي واشتكت أنه لا يعطينا درس أبي بكر وعمر في الديانة، وذهب والدي وحصلت بلبلة وتكلم مع المدير، وطبعًا المدير ذهب إلى الأستاذ وتكلم معه وفي النهاية تم حلها بشكل ودي.

وطبعًا هذه القصة لم تحصل معنا فقط، وإنما حصلت في عدة قرًى ولكنها حصلت معنا بالتحديد، وأختي كانت في الصف الخامس وهي لا تدرك موضوع الشيعة، ولكنها جاءت وقالت: يا والدي عندما وصل الأستاذ إلى أبي بكر وعمر لم يعطنا الأستاذ الدرسين وانتقل مباشرة إلى درس علي، ولكن والدي لا إراديا سألها: من هو الأستاذ؟ ومن أين هو؟ فقالت له: من نبل، ومباشرة والدي [تكلم مع المدير].

وهنا الناس كانوا يعرفون أنه يوجد تشيع، وطبعًا كان يوجد دفع أموال وفي تلك الايام "تشيع ولك 6 آلاف ليرة في الشهر" وطبعًا في الريف الشمالي لم يتشيع أحد في تلك الفترة وحتى الذي تشيع لم يكن ظاهرًا، وبعض الاقوال تقول أن فلانًا تشيع ولكن لم يظهر على العلن، وفي المنطقة الشرقية يقولون: إنه ظهر كثيرًا في الرقة وريف الرقة ولكن عندنا لم يظهر وحاولوا بناء حسينيات تمهيدًا للتشيع، وأنا بحسب رأيي أنهم كانوا سوف يصلون إلى هدفهم وهم يمشون بشكل بطيء.

رتيان وضعها الاقتصادي أستطيع أن أقول طبقة متوسطة وتحت المتوسطة وهم عمال بشكل عام، وقريتي والقرى التي حولنا مشهورة أنهم لا يحبون الدراسة ويحبون العمل، وعندما يصبح الشاب جاهزًا للعمل مباشرة يذهب إلى سوق العمل ويتعلم مهنة أو يذهب إلى المعامل، ويحبون العمل كثيرًا ويحبون أيضًا الزواج باكرًا، فكان بشكل عام الطابع الطاغي على القرية أنه شعب يحب العمل، ولكن لم يكن لدينا نسبة أغنياء في القرية، ولكن هذا حصل في القرى التي بجانبنا أصبح فيها أثرياء بشكل كبير جدًّا بسبب ارتفاع أسعار الأراضي في عندان وكفر حمرة والقبر الإنجليزي وحيان، وإذا تكلمنا بشكل عام عن الريف الشمالي كان يوجد نوع من الاقتصاد جيد والناس تعيش في تلك الفترة ولكن يوجد طبقة متوسطة وتحت المتوسطة أيضًا.

بدأت العائلات تتكلم أنه يمكن أن يحصل عندنا ولماذا لا نخرج في ثورة؟ ونحن أولى من تونس ونحن قمة القهر والقمع والظلم والاستبداد عندنا ولماذا لا نخرج ثورة، وطالما رئيس تونس سقط ومبارك سقط فعندنا أيضًا سوف يسقط، وطبعًا هذه النظرية، ولو لم يسقط بن علي وحسني مبارك نحن -السوريين- أنا متيقن أنه لا أحد سوف يخرج ثورة، لأن تجربتنا سيئة مع هذا النظام، وهو في الثمانينات دمر الطليعة المقاتلة بحجة الإخوان قتل، ومعروفة النقابات والأحزاب الثانية التي كانت نوعًا ما أخذت هامشًا بسيطًا من الحرية في تلك الفترة وبحجة الإخوان قضى على الجميع، واستبد في الدولة ولكن بشكل عام إذا نظرت في وجوه الناس تجد أنه يوجد شيء يدل أنه يجب علينا أن نخرج ثورة؛ يعني هذا البلد أكثر ما يحتاج إلى الثورة، وإذا يوجد بلد في العالم يحتاج إلى ثورة فهو سورية التي هي مملكة الاستبداد والظلم، وسقوط بن علي ومبارك شجع الناس وأنا برأيي هو الذي أعطى الدافع للناس حتى تخرج، ولو لم يسقطوا ما خرج أحد وأنا متأكد أنه لن نخرج في الثورة.

حصلت كتابات على الجدران، وممكن انشهر أطفال درعا، ولكن للعلم كُتب على الجدران في الريف الشمالي وأنا أتوقع قبل درعا وكُتب على جدران الريف الشمالي ومنهم مارع في شهر شباط/ فبراير، والجميع علم بهذا الامر وطبعًا الناس بين سعيد ومصدوم وأنه ممكن أن تقوم ثورة، وبدأ الناس يتكلمون في تلك الفترة، ولكن الأمر يحتاج إلى شرارة والشرارة حصلت في مرحلة ثانية، وبعدها الناس تشجعوا ونزلوا وحصلت الثورة.

نحن في عائلتنا عندنا شاب اسمه جعفر -ابن عمي- وهو كان مثقفًا سياسيًّا، وهذا الشاب نحن بالأساس كعائلة نجتمع كأبناء عم ونسهر، وجعفر من الناس الذين كانوا متحمسين جدًّا للربيع العربي وطبعًا من قبل أن يُسمى الربيع العربي وكان متحمسًا جدًّا للثورة، وأصبح حديثنا كل يوم أنه يمكن أن تحصل ثورة في سورية، ويمكن أن تتحرك ولكنها تحتاج إلى شرارة والناس كلها تقول: إن هذا البلد إذا حصلت فيه شرارة فسوف تشتعل ومن المستحيل أن تبقى جالسة ويوجد بركان يغلي، وطبعًا هو شعور جمعي لدى الجميع وقد لا أحد يتكلم ولكن إذا نظرت في وجوه الناس فأنت تحس أن هؤلاء الناس يريدون الخروج في الثورة والمشاركة.

كجلسات أبناء عم وأقرباء عندما سقط رئيس تونس بالذات بدأنا نتكلم بالثورة وأنه يجب أن تخرج ثورة في سورية، وإذا خرجت ثورة فسوف نكون أول المشاركين فيها ومع سقوط بن علي أنا بالنسبة لي أعتبره أكثر شيء شجعنا على الخروج في الثورة.

لو أن شخصًا غريبًا يجلس بيننا، أو ابن عم بعيد قليلًا بصلة القرابة فنحن لن نتكلم وهذه الدائرة الضيقة التي تربينا [فيها] سوية، ونحن تربينا سوية ونعرف طبيعة بعضنا ونعرف كل شيء عن بعضنا وهذه الدائرة الضيقة التي هي أبناء العم ونسهر مع بعضنا ونلعب الشدة مع بعضنا وحياتنا وعملنا سوية، وهذه الدائرة الضيقة يعني بغض النظر عن كل شيء فإن الإنسان يعرف بمن يثق وأنا لا أنكر أن مملكة الرعب التي صنعها كانت موجودة، وأنا لا أثق بقرابة من درجة ثانية، ولكن بصلة قرابة درجة أولى وتربطنا علاقات من الطفولة حتى كبرنا أكيد خبرته وخبرني ولا يوجد أي خوف على العكس كنا نتناقش بكل أريحية، وجعفر كان جدًّا يحمسنا وحتى عندما انطلقت الثورة في أول مظاهرة قال: سقط، **ونحن نقول له الآن: أبا سقط**، وأهل القرية كلها تقول له عندما يتحدثون عن الثورة أنه أصبح لها 10 سنوات ويقولون: سقط، وهو طبعًا لديه نفس الحماس حتى اليوم، وحتى اليوم يقول: سقط.

قبل أن تخرج في ريف حلب الشمالي أصبحت توجد زيارات إلى حلب، ونحن كنا نذهب إلى حلب وأول محاولة للتظاهر كانت في الجامع الأموي، وطبعًا أنا لم أكن فيها وخرج فيها شباب من قريتنا وطبعًا من دون أن نحس أنهم ذاهبون إلى التظاهر، والذين ذهبوا هم أولاد عمي الدائرة الضيقة، وأعرف أنه ذهب منهم 3 أو 4 ومن بينهم جعفر، وذهبوا إلى الجامع الأموي وكانت محاولة فاشلة، ولم يستطيعوا التظاهر ولم يكبر أحد ولم يخرج أحد، وهي كانت دعوة عامة ولم يخرج أحد في تلك الفترة.

وأما أول محاولة للتظاهر بالنسبة لي كانت في بداية شهر نيسان/ أبريل وكنت في معهد الكهرباء في ميسلون، واتصل بي صديقي من كلية الآداب، وطبعًا هذا صديق من الأشخاص المقربين كصديق وهنا هو أصبح يعرف، وبدأنا نبحث ونسأل: من يذهب إلى حلب؟ وأصبحنا نعرف من القرى من الذي ذهب، ولماذا، وأصبحنا نعرف من الذي لديه نية حتى يخرج في ثورة أو يتظاهر، وهذا الشاب كان دائمًا يجلس عندي في محل الحاسوب فاتصل بي وقال: إنه يوجد أشخاص من درعا سوف يخرجون مظاهرة في الجامعة، واذا لديك فكر حتى تشارك وأنا كنت في معهد ميسلون فتركت وذهبت إلى الجامعة، وهذا في بداية شهر نيسان/ أبريل، وذهبت إلى هناك وكان يوجد محشر من الناس عند كلية الآداب عند نزلة أدونيس وهناك رأيت محشرًا من الناس، والذي تفاجأت به أنني رأيت أشخاصًا من قريتي، ويوجد أشخاص لم يدرسوا الصف الأول ويوجد أشخاص طلاب جامعة من أهل قريتي، ولكن أنا لا أعرف من أين علموا؟ وقد يكون محمود أخبر أحدهم وانتشر الخبر وأنا لا أعرف كيف هذه الشبكة كلها تواصلت مع بعضها، ورأيت عددًا كبيرًا من أهالي قريتي هناك وليس لهم علاقة بالدراسة في الجامعة ولكن العدد الضخم الذي رأيته هو لأشخاص جاؤوا للتظاهر ولكن يمكن أن يكون بينهم أمن، وأنا أعتقد أنه يوجد الكثير لأن الباصات الخضراء التي توقفت بعد ساعة أعتقد أكثر من 1 كيلو متر من الباصات التابعة للشرطة، وطبعًا كان موعد المظاهرة أعتقد الساعة 12:30 أو 12:45 وعندما اقترب الموعد بدأت الشرطة تنزل من الباصات وبدأ حصر الناس في الشوارع، وأنا مباشرة بدأت أركض ثم أخذت تاكسي وذهبت إلى دوار الليرمون مباشرة، يعني هربت ولكن الشيء الذي لاحظناه في تلك الأيام في شهر نيسان/ أبريل في بداية شهر نيسان/ أبريل أنه كان يوجد قناصون، وكان يوجد أشخاص على الأسطح مسلحون، وطبعًا في آخر النزلة (الشارع) كانت توجد حديقة ممتلئة بالناس وأنا متأكد أن هؤلاء الناس الذين كانوا يجلسون في الحديقة أغلبهم من الأمن، وطبعًا المظاهرة علم بها الأمن و[هو] مخترق بشكل ضخم ولم نستطع التظاهر وكانت هذه أول محاولة للتظاهر.

بعدها بدأت أول مظاهرة خرجت أعتقد في تل رفعت أو مارع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/18

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في حلبأوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/84-01/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-رتيانمحافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-الزهراء

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الطليعة المقاتلة

الطليعة المقاتلة

الشهادات المرتبطة