الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أثر أحداث الثمانينات والقبضة الأمنية على تأخر انخراط حلب في الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:20:06

كلنا متأكدون أنَّ النظام مستحيل أن يتغير، أو يصلح نفسه، ومستحيل أن يفعل هذا الشيء، حتى لو أراد بشار الأسد أن يفعل ذلك كنا على ثقة أنَّ هناك من سيقوم بقتله وتصفيته من أبناء الطائفة ومن أجهزة الأمن وربما من بعض الدول كإيران وغيرها، فنحن مدركون أنه ليس هناك تغيير إيجابي، ولكن مع ذلك بصراحة هناك تخوف شديد من الأيام القادمة، فأنت مقدم على مجهول، لاشك أنني أنظر إلى كل الشباب الذين قاموا بالثورة أنهم جميعاً من خيرة الناس ومن زهور سورية، ولكننا بصراحة لأننا رأينا ونحن صغار بطش النظام في الثمانينات، فربما جعلنا ذلك كما يقولون: نعدّ للألف قبل أن نخطو خطوة من هذا القبيل؛ لأننا مدركون وحشية وهمجية النظام وماذا بإمكانه أن يفعل، وحتى الدكتور إبراهيم سلقيني أيضاً كنا دائماً -رحمه الله- نتشاور معه في هذا الموضوع، وهو أيضاً كان لديه هذا الخوف، فهو صعّد في خطب يوم الجمعة ضد النظام، ولكن لديه خوف مما ستؤول إليه الأمور، فنحن نشعر أنَّنا لسنا مهيئين للمواجهة، وثورة اليوم ليس لها قيادة واحدة يأتمر بها الناس، وهناك حالة من ضعف الثقة بين الناس، وهناك شيء من التشتت، ولكن حصل زلزال في المنطقة العربية كلها (ثورات الربيع العربي وفي تونس) ولآخر مرحلة الكثير من الناس  في الشارع السوري يقولون: لا يمكن أن يحصل في سورية كما حصل في تونس ومصر وليبيا، لم يتوقعوا حدوث هذا الشيء، وهو فعلاً زلزال حصل، فنحن لدينا تخوّف، وكنت أقول: ليتها تتأخر قليلاً في سورية؛ كي نستطيع أن نقوم بالمزيد من تنظيم الصفوف والتجهيز لهذا الأمر؛ لأنَّك عندما تخرج بدون تجهيز فستواجه نظاماً متمرساً بالبطش والقمع، ودعمته أجهزة مخابرات دولية قامت بتزويده وتدريبه، و لديه خبرة تراكمية طويلة في القمع والمراقبة وضبط هذه الأمور، فهذا احتمال وارد أن يحصل مثل باقي الدول؛ لأن النظام التونسي لا يقل بطشاً في عهد زين العابدين، كان البطش شديداً في تونس، والتونسيون غير متوقعين أن تقوم ثورة في تونس أو في ليبيا أو في مصر، لا أحد كان يتوقع، وصحيح أنَّ النظام السوري كان أكثر بطشاً من النظام المصري، وربما هو قريب من النظام الليبي، ولكن هذا وارد والسيناريو قائم، وربما يحدث.

ومن يقول: إن الثورة لم تخرج في حلب، فهي من أول يوم و في يوم الجمعة الأول صارت صيحات الله أكبر في مساجد حلب (في الجامع الكبير وجامع الرضوان)، وكانت هناك محاولات للتظاهرات، ولكنها قُمعت بشدة، وأذكر أنني  كنت أذهب إلى الجامع الكبير (الجامع الأموي في حلب)، وأصلي الجمعة في مدينة حلب، كانت قطعان الشبيحة الواقفين أمام الجامع كبيرة جداً، فهذا الأمر لا يعني بأن حلب تأخرت باللحاق بالثورة، ولكن كان واضحاً أنَّ تركيز النظام على المدن الكبرى في البداية بأعداد أكبر بكثير [الأمن/الشبيحة]؛ لأنهم يخافون من مشاركة دمشق وحلب في الثورة بشكل أكبر، لا أنفي حتماً إذا أردنا أن ننظر إلى هذا الأمر، وهناك أيضاً قطاعات كبيرة في المدينة وفي المدن الكبرى عموماً، استطاع النظام على مدى عشرات السنين أن يبني شراكات [معها]، سواء اقتصادية أو مع العشائر، وهي شراكات قائمة على المصالح، وهناك فئة من الناس ربما وجدت مصلحتها مع النظام، وعادة أبناء المدن الكبرى ربما يخافون أكثر من المدن الأخرى، وأنا أتكلم كناحية اجتماعية، ولكن دائماً لا نستطيع [أن نعمم]...فهذا التعميم أنَّ هذه المدينة كذا وهذه المدينة كذا هو كلام متسرع، في كل مكان، المدن كلها متشابهة، والناس متشابهون، في كل مكان، هناك الصالح والطالح، وكل مدينة تمر بظروف أحياناً، لاشك بأن مدينة مثل حلب مرت بظروف غاية في الصعوبة بعد 1980، الكثير من البيوت نُكبت، أنا في الحي الذي كنت أعيش فيه (حي الأندلس) والمجاور لحي الروضة، في هذه المنطقة -ومن يعرف مدينة حلب- لا تكاد بناية تخلو من شهيد و معتقل، وكانت منطقة ثورية بامتياز (حي الروضة).

الشيخ طاهر خير الله خطيب جامع الروضة الذي خرجت من جامعه أول مظاهرة بعد اعتقاله، واستشهد فيها مازن عنبر، ونحن كنا صغاراً في المدارس، خرجنا بمظاهرات في الصف السابع والثامن، فعايشنا هذه الأمور، فالناس لديها خوف وتوجس وخائفون من تكرار تجربة عام 1980، وتربى كثير من الأبناء على تخويف الكبار، والكبار أصبحوا يخافون أن يتكلموا أمام أبنائهم الصغار؛ لأن قصص سجن تدمر والسجون موجودة في أذهان السوريين بكثرة، فربما في مدينة مثل حلب سمعوا هذه القصص بشكل كبير جداً، والقصص موجودة بكثرة، وهي فعلًا رعب، وهذه الأمور كلها جعلت المدينة تتأخر عن الالتحاق بركب الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/66-10/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/03/18

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-الجامع الأموي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة