الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تخريب النظام للتركيبة المشيخية والاقتصادية والاجتماعية في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:57:15

أولاً- مدينة حلب بعد عام 1980: خرج كبار علماء حلب من مدينة حلب، وهؤلاء إما استشهدوا أو أصبحوا خارج سورية، وهذا له دور كبير أيضاً، وقيادات اجتماعية كبيرة في المدينة خرجت، وجاءت طبقة جديدة من المشايخ وجزء كبير منهم كان قريباً جداً من النظام، مثل: أحمد حسون ومن حوله، وصهيب الشامي، وصهيب بدرجة أقل، فإذا قارنا بين صهيب الشامي وأحمد حسون فإنني أرى فرقاً كبيراً، لكن صهيب الشامي أيضاً كانت صلته بالنظام قوية، ولكن يُحسب له أنَّه في بداية الثورة ترك، وسافر إلى خارج البلد، فهذا الشيء يُحسب له، وله مواقف قوية في مواضيع الشيعة وإيران، وله مواقف قوية في الصدام مع رجالات الأمن السوري، وكان في انبطاحه معهم فارق كبير بينه وبين أحمد حسون، فخلق جيلاً جديداً، سار النظام بخطة ممنهجة، ليست عبثية أبداً، وقطعاً وراءها علماء اجتماع وعلماء نفس من رجالات المخابرات الدولية، وأصبح يعمل على تفكيك المجتمع السوري. [مثلًا] أنت حتى تسيطر على المجتمع يجب أن تفسده، هكذا نهج النظام في سورية عموماً، وكانت حلب نموذجاً، وهي الأكثر، فأنت [مثلًا] حين تمر بتجربة في مكان ما، وتمر بها مرة ثانية فتتذكر التجربة القديمة، فتجربة الثمانينات دائماً ماثلة أمامهم؛ لذلك أوفدوا حثالة الأنظمة الأمنية لهذه المدينة، ودرسوها علمياً من علم الاجتماع وعلم النفس، فيدرس نفوس الناس بحيث يستطيع أن يغير، فأشاعوا الفساد، فعليك أن تفسد البلد حتى تحكمه بشكل جيد، لأنه حين يكون البلد والناس فيه أعزة وكراماً ومتماسكين مع بعضهم فصعب أن تحكمهم؛ فلذلك بدأ بالإفساد من خلال المال وأشياء كثيرة، وخرج الكثير من مشايخ حلب الكبار، وحتى من القيادات التجارية ووجهاء قيادات اجتماعية عمل على تفكيكهم، ولا يريد أي كبير في البلد، وأي كبير يكون محل توافق غير مرغوب من قبل النظام.

فتمت المراقبة في المدينة بشكل كبير ومستمر خلال الفترة الطويلة من 1980 إلى 2011 ، ولك أن تتصور ما سيحصل في مدينة كهذه، هذه المدينة التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء والمعتقلين والمهجرين، وأسر بكاملها نزحت عن المدينة [في أحداث الثمانينات]، وحتماً سيكون هناك تغيير مجتمعي كبير، بالإضافة إلى أن أي رجل أعمال إذا أراد أن يقوم بمشروع مميز لا يستطيع أن يقوم بالمشروع المميز إلا إذا دخل في شراكات مع جماعة النظام، وأي محافظ يأتي إلى حلب وغالبيتهم هكذا، فكان هو قادم إلى  "شيراتون سورية" كما يسمونها، وهنا يوجد أموال، وسيذهب المحافظ الذي لا يعرف أن يسرق، ويضغط على الناس، ويبتزهم فهو لا يستطيع أن يدبر أموره، فمورس أكبر ضغط اقتصادي، وهذه المدينة معروفة منذ زمن أنها مدينة صناعية وتجارية واقتصادية، وتدمر الاقتصاد، وتدمرت الصناعة والتجارة، والمعامل التي كانت موجودة من عصر التأميم الأول والثاني ومن ثم عهد البعث انتهت الصناعة فيها، وأكثر الله خير الصناعيين الموجودين الذين بقوا أشرافاً، و استطاعوا البقاء، وأغلب الصناعيين ليسوا من الدرجات الكبيرة، واستطاعوا أن يستمروا في صناعتهم، وهذا الوضع الذي حصل في المدينة عبر هذه السنوات الطويلة، وأظن أن [هذا الوضع] له دور كبير في تأخر الثورة إلى حد ما عن الانطلاق  في مدينة حلب.

ونحن في تلك المرحلة (في بداية الثورة) فكرنا ملياً في هذه القضية، فأنت الآن تشاهد انطلاقة الثورة، ولا نعرف كيف ستصير الأمور، ولا نريد أن نخسر أي شاب من الشباب، ويؤلمنا جداً أن يستشهد أي شاب، فهو ثروة حقيقية لسورية، وخسارته خسارة كبيرة. وقلت لك: التضحية حين تكون في مكانها ليست خسارة، ولكن إذا فقدناه، وفي النهاية، لم نصل إلى النتيجة المرجوة فهذه مشكلة كبيرة، فأي تضحية يجب أن تُوضع في مكانها.

والنقطة الثانية: نحن نعرف أنَّنا موضوعون تحت المراقبة بشكل كبير جداً، فموضوع التظاهر السلمي وبقاء الثورة سلمية متفق عليه أصلاً دائماً بين كل الثوار، ولم يكن أحد من الثوار لديه رغبة أن تكون ثورة مسلحة، وعندما نلتقي أغلب الثوار كان هذا حديثنا، لا نريد سلاحاً، ولكن لاحقاً ضغط النظام أجبر الناس، بدأ الشهداء يسقطون، وكثر عدد الشهداء في المظاهرات السلمية، وفي تلك المرحلة، كان دعمنا...، وحتى [عند] الشباب كان هناك توجهان، كان بعض الإخوة، مثل: حكيم حلبوني، والدكتور نور مكتبي، وسعد وفائي، والدكتور نور كان من "مجموعة الـ "36" ،إذا كان يجوز تسميتها بذلك، وكانوا مندفعين بقوة للعمل والدفع نحو التظاهر، ولا يفكرون أبداً بالكلام الذي قلته، وبعض الشباب الآخرين مثلي أنا وفراس المصري كانوا متخوفين؛ لأننا بحاجة إلى شيء من الترتيب ورصّ الصفوف بشكل أقوى وأفضل، ولكن الله يعلم أنَّه من أول يوم لم يكن لدينا أي تردد في الانخراط في صفوف الثورة، وأن نضحي بحياتنا إذا كانت التضحية في الطريق الصحيح، وكانت هناك لقاءات يومية مع عدد من الشباب، وعندها كان بعض شباب من "الـ 36"، وهم قليلون، بقوا في مدينة حلب، ولم ينخرطوا في الثورة، ولكن الغالبية انخرطوا في الثورة، وكان لهم دور ريادي.

بصراحة، كنا نجتمع في البيوت أكثر، أو نخرج بالسيارة إلى المحلق الرابع في مدينة حلب، ونتمشى، وكان الناس هناك يمارسون الرياضة، ويمشون، فكنا نستغل الفرصة، ونمشي هناك، ونتكلم، ونكون شخصين وأحياناً ثلاثة وهكذا، ونتكلم بهذه الأمور، وإذا كان هناك اجتماع بحاجة إلى عدد أكبر يكون في البيوت غالباً. كان بعض الشباب يحضرون في المقهى (مقهى الأستاذ محمود حمام) القريب من السياحي، وأنا لم أكن من الأشخاص الذين يرتادون المقهى كثيراً، ولكن تواصلنا جيد مع الشباب، وكان أخونا حكيم حلبوني والدكتور سعد (وفائي) لهما دور كبير في العمل وتقديم دعم للمتظاهرين من كاميرات وغيرها من هذه الأشياء باستمرار، وكان هنا دائماً الكلام (السؤال): كيف نجعل حلب ملتهبة؟ وهذا همّ بما أنَّ الثورة انطلقت، ونحن كنا في البداية نقول: نريد رصّ الصفوف، ولكن حين رأينا أنَّ الأمور لن تكون فيها عودة إلى الوراء، فحتماً وبدون تردد نحن مع أهلنا وناسنا، وهذا الشعور الذي كنا ننتظره بأن يطالب الناس بحقوقهم، وإيجاد ثقافة المطالبة، وجاء اليوم المطلوب والموعود.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/23

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/66-11/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1980-2011

updatedAt

2024/05/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة