الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ردة فعل "الطليعة المقاتلة" على إجرام نظام الأسد

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:21:23

بشكل عام الشعب السوري -قلت لك- حين تصدر هذا المجرم إلى الرئاسة، -وينبغي أن أذكر فقرة هنا نسيتها- أنَّه حين تصدَّر إلى الرئاسة، ففي النظام الرئاسي لا يمكن أن يعتلي رئاسة جمهورية سورية إلا مسلم، وبالتالي كان هذ البند عائقًا أمام تصدره، واضُطر لتغيير الدستور، وحشد من طائفته الكثير من المشايخ العلويين حوالي 70 شيخًا، وأصدروا بيانًا لهم أنَّهم مسلمون علويون يدينون بالمذهب الجعفري، وبالتالي يؤمنون بالإسلام دينًا وبالله ربًّا وبمحمد نبيًّا ورسولًا وبمذهبهم الجعفري، وهذا مخرجًا له لأن يبقى في الرئاسة، بالإضافة لبعض الأمور التي قام بها كتقربه من الشارع على أنَّه سيكون حامي الحمى والبطل المفدى والإمام العادل،

 وهكذا غافل الناس وخدعهم وتسلم السلطة ووضع القوانين التي جيرها لصالحه، ومارس الضغوط في كل مجالاتها من تسريح الضباط وإقالة المدرسين، ومن ضغط واعتقال للشباب المثقفين من جميع الكليات الجامعية من أطباء ومهندسين وأساتذة ومعلمين ومن جميع طبقات الشعب وخاصة المثقفة منهم، وزجهم في السجون بالمئات، ولم يستطع أحد الآن أن يذهب إلى الصلاة أو يجتمع في حلقة قرآن أو يستضيف نخبًا علمية، لا يستطيع هذا الأمر، فكل تلك الأمور تجمعت إضافة إلى التعذيب الذي قام به في السجون، والذي كان دومًا يأتي منهم موتى تحت التعذيب.

 وكل تلك الأمور تضافرت مع بعضها لتكون ردات الفعل من الناس وخاصة الطليعة (الطليعة المقاتلة) التي استهدفت بعض الشخصيات المجرمة التي ثبت أذاها للشعب، ولكنها لم تدخل في صراع مدني أو تنتقم من طائفتها، ولكنها تنتقم من الشخصيات المجرمة التي ثبت إجرامها بحق الشعب السوري، فتفاعلت كل تلك الأمور عند الشعب، لكنَّه داهمهم أو عالجهم بقضية الاعتقالات والقانون 49 والذي من خلاله تم اعتقال عشرات الآلاف من الشباب دون أن يكون هناك مظاهر للثورة -كما هو حالنا اليوم، أو المظاهرات تملأ الشوارع-، وفي سنة الثمانين لم يكن هكذا، لأنَّه ليس هناك مجال لهذا، ولم يترك لهم مجالًا أو فرصة وهو عاجلهم بالاعتقالات والقتل والقمع والانتهاكات والخضوع وكل تلك الأساليب التي أرعبت الناس وأدخلت الهلع إلى قلوبهم. 

هذه الحادثة لم تأتِ من فراغ -كما قلت لك-، وإنما ردات فعل ودروس ورسائل على التعامل القمعي لهذا النظام المجرم من اعتقالاته وتعذيبه وإقالته للمدرسين وتسريحه للضباط، وتعامله الطائفي العنصري مع أهل السنة الذين هم الأكثرية، والعلوية هم الأقلية في الساحة السورية، وكانت الطليعة (الطليعة المقاتلة) تمارس بعض الاغتيالات لشخصيات ثبت تورطها في قضية الأذية للشعب السوري، والإجرام والقتل للشعب السوري.

 وهذه الحادثة قام بها شباب في 1979 ولم أكن في السجن بعد، وإنما ذاع صيتها وسمعنا حتى ممن نجوا منها كيف حصلت، وكانت هي ردة فعل من إبراهيم اليوسف -رحمه الله- وكان نقيبًا، وهو ضابط في الكلية (كلية المدفعية) ولكن استطاع أن يأخذ شخصية بعثية، واستطاع أن يخترقهم وأن ينفذ تلك العملية، ويقتل العشرات منهم انتقامًا من أساليبهم وليس حقدًا منه على تلك الطائفة بشكل عام، ولكن انتقامًا أنَّكم إذا كنتم تقتلون منا فنحن ممكن أن نقتل العشرات، لعلكم ترتدعون وتراجعون [أنفسكم] وكل تلك الرسائل، طبعًا على أثر تلك العملية لم يسكت النظام المجرم وهو بادلها بالكثير من الاعتقالات، وازدادت الاعتقالات بشكل كبير جدًّا، وبدأت المعركة تأخذ طابع المعارك الضارية بين الطرفين، في وقت لا يملك الشعب من السلاح إلا القليل جدًّا، ولا يمكن له أن يظهر هذا الأمر إلا ما كان مع الطليعة، ومهما كان معها لا يمكن أن تواجه النظام، ولا يمكن أن تخوض معه معارك يمكن أن ينتج عنها قتل للمدنيين فلم يكونوا يتعرضون للمدنيين نهائيًّا، وإنما تتعرص للقوى الأمنية والعسكرية التي ثبت ضررها، إلَّا أنَّ النظام المجرم لم يكن يأبه بالمدنيين وكانت اعتقالاته كلها تطال المدنيين، وليس لديه عسكريون فكلهم سرحهم، وبالتالي [طالت] المدنيين من النخب والأطباء والمهندسين والأطباء.

 وما كان يقال أنَّ هذا التنظيم كان عمله إجراميًّا، وأعتقد هذا الكلام حين ترى هذه النخب تدحض كل تلك الأكاذيب، طبيب ومعلم ومهندس ومربٍّ ومدرس فلا يمكن لهذه الفئات الفكرية والثقافية والعلمية والمربين أن يكونوا مجرمين أو قتلة أبدًا نهائيًّا، وإنما طبقة مثقفة وهي تنشر العلم والثقافة والتصويب والإرشاد في المجتمع، ولكن ما ينتج عن عمل هؤلاء هو تربية جيل قوي ناشئ ممكن أن يطيح بهذا النظام الفاجر، وبالتالي كان لا بد من العمل على الإطاحة بهؤلاء، وبحجة تلك العمليات التي يمكن أن تكون ذريعة لهم ليقوموا بإجرامهم بكل الأساليب والأدوات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/08

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورةأحداث الثمانينيات

كود الشهادة

SMI/OH/159-04/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الطليعة المقاتلة

الطليعة المقاتلة

الشهادات المرتبطة