الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تعريف اجتماعي وسياسي بمنطقة جبل الزاوية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:36:04

في البداية أترحم على شهداء الثورة السورية المباركة، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالنصر القريب وأن يفرج عن المعتقلين والمعتقلات.

أنا مثلي مثل أي مواطن سوري، نشأت في بيئة ريفية، من مواليد 1975، من قرية أبديتا في جبل الزاوية ناحية إحسم، أنا عائلتي من قرية دير سنبل ولكن كنا مقيمين في أبديتا، وبلغت من العمر ست سنوات ثم انتقلت إلى قريتي الأساسية دير سنبل.

عندي أخ أصغر مني استُشهد في الثورة، وأخ ثالث أصغر منه، يعني نحن ثلاثة أخوة.

طبعًا دير سنبل قرية ريفية لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، وتقع تقريبًا في القسم الشرقي من جبل الزاوية، وجبل الزاوية يتكون من حوالي 36 قرية وبلدة ضمن محافظة إدلب، وإداريًا يتبع إلى منطقة معرة النعمان ومنطقة أريحا في محافظة إدلب، وأهالي قرى جبل الزاوية الأغلبية يعملون في تربية المواشي والأراضي الزراعية، وقسم منهم موظف، إما وظائف مدنية مثل الهندسة أو التعليم، أو ما تبقى من الوظائف في سلك الدولة والشرطة والجيش -طبعًا هذا قبل الثورة- وجزء أيضًا كان يذهب إلى لبنان من أجل العمل، يعني جبل الزاوية حياة ريفية مثل باقي أرياف سورية.

بالتأكيد بالنسبة للخدمات كانت الخدمات دون السيئة في القرى والبلدات والنواحي التابعة لمحافظة إدلب، وطبعًا بعد حكم المقبور حافظ الأسد تعرض هو نفسه للضرب بالأحذية في محافظة إدلب في منطقة أريحا، وكانت هذه إحدى النقمات التي نقم فيها على محافظة إدلب وريف إدلب ومن ثم أحداث الثمانينيات وأغلب المعارضين لنظام حافظ الأسد المقبور جُلُّهم من إدلب وريف إدلب، يعني في أحداث 1980 وعام 1981 كان أغلب الذين اعتُقلوا واستشهدوا من محافظة إدلب وريفها، ولا يمكن أن تخلو عائلة في محافظة إدلب في الريف أو المدن إلا ولها صلة قرابة مع من شارك في أحداث الثمانينيات، يعني إما من صلة الأخ أو الخال أو العم أو الجد، يعني لا يخلو بيت من صلة قرابة، يعني أنا بالنسبة لي يوجد صلة قرابة من والدي، وكان عندي أكثر من 10 أشخاص، منهم من استُشهد تقبله الله، ومنهم من مات في [سجن] تدمر في معتقلات حافظ الأسد.

حتى عام 2010 كل مَن له صلة قرابة مع الإخوان المسلمين أو مَن خرج ضد نظام المقبور حافظ الأسد كان محرومًا من أبسط حقوقه، يعني منهم مَن لا يحق له السفر، ومنهم لا يستطيع مزاولة أي وظيفة ضمن الدولة، وكان يوجد بجانب اسمه نقاط حمراء كثيرة، وكان يوجد أشخاص يحاسَبون على اسم العائلة والكنية.. نظام قمعي واستبدادي واستخباراتي بشكل كبير.

عندما بلغت من العمر 17 و18 سنة ودخلنا في الجيش الإجباري ورأينا وجه النظام وقذارته بصورتها الحقيقية، كنت فعلًا أتمنى لو أنني كنت شابًا في أيام الثمانينيات حتى أكون من أوائل المشاركين، والحمد لله الله سبحانه وتعالى أكرمنا في عام 2011 وكنا فعلًا من الأوائل الحمد لله.

طبعًا أنا درست الإعدادي في ناحية إحسم، والثانوي لم أكمله، وصلت إلى البكالوريا (الشهادة الثانوية) ولم أكمل، ومن ثم ذهبت إلى لبنان في عام 1991، وفي بداية ذهابي إلى لبنان كان عمري 18 سنة، كنت أعمل عامل عادي، وبعد تقريبًا سنه تعلمت مهنة العَمَار، وأصبحت أمارس مهنة العَمَار، يعني كمعلم عَمَار، وكنا نتعهد أعمال بناء، واستمريت في هذا العمل حتى فترة الجيش لسنتين ونصف، وأثناء ذهابي إلى خدمة العلم (الخدمة العسكرية الإلزامية) عاودت الذهاب إلى لبنان وبقيت مستمرًا حتى نهاية عام 2010.

في بداية أحداث الربيع العربي -وهي كانت في نهاية 2010 أنا كنت أنتظر الفرصة حتى تحصل شرارة الثورة عندنا في سورية حتى نكون من الناس السباقين المشاركين فيها، وحصل ذلك، وفعلًا أنهيت جميع علاقاتي في لبنان وتركت لبنان في الشهر العاشر (تشرين الأول/ أكتوبر) 2010 وعدت إلى سورية ولم أرجع.

وكل إنسان خدم الخدمة الإلزامية في سورية يعرف الممارسات والأخلاق الساقطة التي يمارسها ضباط النظام، والنظام هو الذي يفرض على ضباطه ممارسة هذه الأفعال، وهي كانت سياسة متبعة من النظام، وبدلًا من أن يكون الشاب سعيدًا لتأدية خدمة العلم في بلده والدفاع عن حدود بلده وخدمة قضية بلده، يكون وكأنه ذاهب إلى الموت فعلًا، يعني إذا خيروه بين الموت والذهاب إلى خدمة العلم فإنه يختار الموت وكأنك في سجن، وأي شاب يأتي إجازة ويرى الأقارب والأصدقاء يعني كان وقت الإجازة هو فرحة، ويوم التسريح كل شخص يتسرح من الجيش من جيش حافظ الأسد أو جيش بشار الأسد -لعنة الله عليهم- يقام له حفل، وكأنه مولود من جديد، والكثير من الشباب يذهبون إلى خارج القطر من أجل العمل والغياب خمس سنوات حتى يدفعوا البدل (بدل الخدمة العسكرية) وكان البدل -بحسب ما أعتقد- 5 آلاف دولار، يعني 250 ألف ليرة سورية .

أنا كان اختصاصي ميكانيك دبابات، وأنا خدمت في كلية الشؤون الفنية في حمص، ومن ثم في الفرقة 11 دبابات.

طبعًا إذا أراد الشخص التعلم فإنه يتعلم ويستفيد، وكان لدينا دروس نظرية ودروس عملية، يعني أنا خدمت في رحبة قَطِّينة رحبة الإصلاح والتصليح لمدة ثلاثة شهور، يعني تعلمنا جزءًا كبيرًا من المعلومات.

الشعب السوري بشكل إجمالي وبنسبة كبيرة يفتقد لأبسط مقومات الحياة وهي الحرية، يعني لا يمكن أن تسأل أي مواطن سوري منذ استلام السلطة من قبل المقبور حافظ الأسد حتى 2010 إلا ويفتقد إلى الحرية، يعني الشعب يتوق إلى الحرية، وهذا الشعب كان مكبوت ومشحون ومقهور، وأنا واحد من هؤلاء الناس، ونحن هذا كان حديثنا، يعني بعد موت حافظ الأسد عام 2000 تنفسنا الصعداء وأنه انتهينا من الحكم الجائر الذي دام عشرات السنين، ففوجئنا بتعديل الدستور وتولية ابنه اللعين بشار الأسد، وهذا الأمر كان مثل الصاعقة، وحكم فعلًا من 2000 حتى 2010 من سيء إلى أسوأ حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وهذا كان حديث الشارع، يعني الناس كان همها تأمين المأكل والمشرب والملبس والمأوى، والشعب السوري كان مشردًا، والحقيقة أن الشعب السوري كان في سورية ولكن جُلّ الشعب السوري كان مشردًا ويعاني الفقر، وقبل الفقر كان يوجد الظلم، يعني أنت لا تستطيع الحديث بأي كلمة، وحتى أنه انتشر عندنا مَثَل في سورية "لا تتكلم بالأمان الحيطان لها آذان" يعني هذا المَثَل لم ينتشر إلا على زمن المقبور حافظ الأسد وابنه، وأيضًا "لا علاقة لي فخّار يكسِّر بعضه" وكل هذه الأمثال قيلت بسبب سطوة النظام.

كان النظام إذا اعتقل شخصًا في دمشق كان يخاف من اعتقاله أهل إدلب، يعني كان يمثل بالناس وارتكب المجازر، والشيء الذي رأيناه مؤخرًا على زمن ابنه بشار الأسد ما هو إلا جزء من الجرائم التي مارسها المقبور حافظ الأسد في الثمانينيات وما بعد، يعني سلسلة موصولة مع بعضها، وهذا هو الأمر الذي حصل في سورية.

إذا الشعب أراد شيئًا وتوكل على الله فإن الله يهيئ له الأسباب، والشعب السوري كان في فترة 2011 ونهاية 2010 كان مهيئًا للخروج تقريبًا.

وحصلت الثورة في تونس وليبيا ومصر، والشعب السوري كان قبل شهور يفكر مع أنه كانت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل محدود وقليل ولا تكاد تُذكر، ولكن كان يوجد تحشيد، وحتى في الشهر الثالث في بداية ومنتصف (آذار/ مارس) بدأت شرارة الثورة بالخروج، وفي النهاية هذا الشعب بدأ يتجرأ، وأنت عندما ترى أن جارك خرج وأخوك خرج وأحد أقربائك خرج والمحافظات الأخرى خرجت فأنت لا يبقى عندك خوف، انكسر عندك حاجز الخوف، في 15 و 16 و 17 و 18 وحتى 25 [آذار/ مارس 2011] بدأ الناس الذين خرجوا ضد النظام يبلغون الآلاف.

نحن استغلينا مناسبة يوم الجمعة، وفي شهر آذار/ مارس يكون الناس في العمل، ودائمًا أهل الريف يمارسون أعمالهم في الأراضي الزراعية، وقلنا إنه في يوم الجمعة يكون جميع الناس متفرغين من عملهم، ودائمًا يذهبون إلى المساجد، ونحن أردنا استغلال هذه الفرصة ونكون من السباقين، ونحن لماذا حتى ننتظر الآخرين حتى يقولوا: لا لهذا النظام، ويقفوا في وجه هذا النظام الظالم الجائر، ولماذا نحن لا نكون من السباقين؟ ولماذا نحن لا ننال شرف السبق؟ كان هذا هو السبب مع ظلم عشرات السنين والكبت والقهر. وأنت لا يمكنك أن تصف بأي جملة الممارسات القمعية التي مارسها النظام، نظام حافظ الأسد ونظام ابنه، وكل هذه الأمور كانت مهيأة حتى تخرج، يعني أحيانًا الإنسان إذا أحد الأشخاص شتم والده فإنه يقوِّم الدنيا ولا يقعدها، فكيف وهذا النظام هتك الأعراض والدماء ولم يترك شيئًا أبدًا؟! يعني نحن لدينا إرث من الآلام والظلم، ولا يوجد داعي أن يكون لدينا شيء حتى نقوم ضده، ويكفي ظلمه والممارسات التي مارسها منذ عقود، وهذا هو الذي جعلنا نكون من السباقين، والحمد لله، الله أكرمنا أن كنا موجودين وشاركنا.

أنا كنت من عام 2000 أنتظر هذه اللحظة وأنتظر حتى تأتي الفرصة المناسبة، وأنت لوحدك لا يمكنك القيام بأي عمل، لأن النظام استخباراتي، ولا يكاد يخلو شارع أو حي إلا ويوجد فيه مفرزة أمن، يعني فعلًا لا يأمن الرجل جليسه، يعني أنت لا تستطيع الكلام بأي حديث مع جليس لك إلا وقد يكون هذا الجليس هو عنصر أمن، وفي فترة خروج أول المظاهرات في دمشق وحصول الاحتجاجات أنا مباشرة فكرت أنه نحن يجب أن نخرج بمظاهرة في محافظة إدلب، وأنا وجدت أن أفضل مكان هو معرة النعمان.

يعني أعرف الكثير من الأشخاص في معرة النعمان، وهي قريبة إلينا، يعني كانت أريحا تبعد عنا 25 كيلومتر، بينما مدينة معرة النعمان تبعد 12 أو 13 كيلومتر، وفي هذه الفترة ما بين 18 و25 (آذار/ مارس) في هذه الفترة كان يوجد عندي أصدقاء من معرة النعمان، وطرحت عليهم الموضوع وتجاوبوا، وفعلًا نفس المشاعر التي كنا نشعر بها هم أيضًا كانوا يشعرون بها، ويوجد بعض القرى في جبل الزاوية أيضًا ذهبتُ إليها ووجدتُ العشرات من الأشخاص المتجاوبين مع هذا الأمر، وحددنا موعد الساعة 11 من ظهر يوم الجمعة حتى نجتمع عندنا في القرية وننطلق إلى معرة النعمان حتى نتظاهر في معرة النعمان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/11/04

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالتعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدتاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/104-01/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2005/01/01

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة