الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

السيطرة الأمنية على مفاصل حياة السوريين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:08:18

بعد ما صار بشار الأسد رئيسًا، صار حكمه أمرًا واقعًا، يعني ما عاد لدينا خيار آخر، بدأت أرى أن هذا ممكن أن يكون الشاب الذي عقله مختلف قليلًا عن أبيه، لا سيما أنه كان بوقتها يشجع موضوع المعلوماتية، أنشأ أتذكر كان هناك شيء اسمه "شام للمعلوماتية" وأحببت هذه الفكرة، لأنه قبلها كانت هناك الكثير من القيود على دخول الشخص للإنترنت، وأن يكون عنده كمبيوتر شخصي وكذا وما كان هناك كمبيوترات شخصية في ذلك الوقت، فبدأت أرى أن نعم يمكن أن يكون هناك أمل عندنا بوجود بشار الأسد، شاب جاء وقد درس في الخارج ربما ينقل تجربة من الخارج ينقلها لسورية ونبدأ نعيش الحياة، نذكر قبل وجود بشار قبل مجيئه للسلطة أخي كان يدرس في الخارج فلما رجع إلى سورية يعني هو شخص يرى الحياة كيف تكون يعني كيف يعيش الناس في الخارج، فأحب هكذا أن يساعدنا قليلًا فأحضر معه لابتوبًا وطابعة وسكانر في ذاك الوقت، قبل 2000 هذا الكلام في 1998 أو 1997 تقريبًا، في تلك الفترة بالكاد دخل الكمبيوتر من المطار، والطابعة والسكانر ما دخلت ظلت محتجزة عندهم فترة، وقتها قالوا إنهم يخشون من أن تستخدم لتزوير الأموال، يعني هكذا قيل، كثير من الحجج لا ندري وقتها هل استحلاها موظف المطار وأحب أن يأخذها أو هل فعلًا كان خائفًا، ولكن كان غبيًا بلا شك لأنه كانت سكانر منزلية أكيد لن يُزَوَّر فيها شيء ولا سوف يُطبع فيها شيء مخالف، لكن ربما كانوا يخافون من الطباعة أنه داخل البيوت تجري طباعة ما، ربما ما عندي أي تفسير لأن تُحجَز الطابعة والسكانر وتشكل مصدرًا للخوف منها لهذه الدرجة، فعلى مجيء بشار بدأت أستبشر أنه ربما الشيء الذي عشناه قبله لن نعيشه فيما بعد، لأنه شخص منفتح، وفعليًا بدأنا نتأقلم مع أنه رئيس جديد سيأتي ويظهر نفسه للشعب بأنه مقرب للشعب، كان يزور المعارض وأنا في هذه الفترة بدأت أشتغل، اشتغلت في شركة معارض، فكان يأتي ليزور معرض المعلوماتية، كان دائمًا يزوره، ولا مرة نحن في شركة تنظم معرضًا زراعيًا ومعرض بلاستيك، ولا مرة جاء عندنا، وهو يعني هناك الكثير من الإجراءات قبل أن يجيء لكن مثلًا أعرف في المعارض الثانية أنه يقال لهم إنه سيأتي في هذا اليوم لكنه لا يأتي بهذا اليوم، يعني يأتي في وقت الدائرة ضيقة جدًا التي تعرف أنه متى سيأتي، كان يخاف يعني لا يكون مرتاحًا جدًا في أماكن مفتوحة، كان يأتي هو وزوجته ويكون هناك كثير من الناس حوله تقترب منه ولكن من يقف معهم يعرف أن هؤلاء الناس هم ليسوا من الشعب، هم يأتون أساسًا "بكج" معه (حقيبة كاملة) لأجل إظهار أنه هو يأتي بين الناس، لكن الناس ليس من السهل أن تقترب منه ولا أن تسلم عليه، يعني ظل هذا الحاجز أن هذه الأيقونة قليلًا مثل أبيه لم تنكسر، يعني هو حاول أن يكسرها بأنه هو قريب من الشعب هو الشاب القريب من الشباب ويقيم الفعاليات ويزور الفعاليات ولكن ما انكسرت، مجرد أن تدخلي لمكان تحسين [أنها لم تنكسر]، بدأت أحس أكثر أنه أنا دخلت الآن لعالم ثانٍ [يختلف] عن عالم كنت طالبة صغيرة وبالجامعة، يعني ما كنت منخرطة جدًا في الوضع الاقتصادي، إلى شخص يعمل في شركات خاصة، وبدأت أعرف أنه أنا إذا أردت أن أؤسس لعملي الخاص طالما أنا صغيرة وأرباحي على قدرها (قليلة) لا أحد سيراني، لكن إذا كبرت وصار لي اسمي فأنا حتمًا يجب أن أكون شريكة لأحد، أحد من إما من جماعة النظام أو من جماعة الثقال (رؤوس الموال الوازنة) هكذا كانوا يسمونهم، أي أنه من جانب أولًا يحميني وثانيًا يأخذ كل شيء عندي، فهذا كان يخيفني من أن أكبر، يعني أنا بدأت أؤسس عملي الخاص لكن كنت أخاف أن أكبر وأضطر أن أدخل بهذه الشراكة مع أحد لا أعرفه، كوني أنا أعمل بشركة معارض أحببت أن أشتغل في مجال التسويق، كان هكذا عملًا لطيفًا بالنسبة لي أن أنشئ شركتي الخاصة أرخصها، ما كنت أعرف يعني لما كانوا يحكون لي بأنه إذا أردت أن تهيئي نفسك لتشاركي أحدًا، أنا لا أعرف الكثير من الأسماء، كانوا يقولون شاليش؛ رامي مخلوف، لا أعرفهم كثيرًا لكن أعرف أن هؤلاء الحيتان (كبار سوق الأعمال) يعني ربما رامي كان مقربًا أكثر أو معروفًا أكثر للشعب لأن لديه شركة الخليوي غالبًا فكنا نعرفه من خلالها لكن كنا نعرف أن هذا حد حوت، وإذا أنت دخلت [السوق] فهو سوف يبتلعك ولن يعطيك قدر ما سوف يأخذ منك، هناك مراحل مررت فيها كنت بدأت أحس أن هناك شيء أو معارضة فيعني ما كنا نسميها معارضة في ذاك الوقت، كنت أسميها أحد آخر غير بشار الأسد، يعني أنا أتذكر أننا كنا في المدرسة، كان هناك قسَمٌ نقوله "كن مستعدًا دائمًا" شيء له علاقة بعصابة إخوان مسلمين عميلة وكذا، فهؤلاء كنت أنا أعرفهم وأنا صغيرة وهكذا وإلى أن كبرت أعرف أن هؤلاء هم المعارضة، بعدها بقليل بدأت في مراحل أكبر في الثانوية أو المرحلة الجامعية، وفيما بعد بدأت أحس أنه يوجد أناس آخرون يكرهون بشار وربما يكونون معارضين له غير الذين نحن علقوهم أو كرّهونا فيهم أو منهجوا لنا عقولنا أن هؤلاء هم الأعداء، أذكر بما أنني كنت في دير الزور بمرحلة من المراحل صار هناك مشكلة في ملعب دير الزور لا أتذكر تفاصيلها، لأنها حدثت ومسحت آثارها بنفس الوقت، وتم لملمتها بسرعة كبيرة، ربما المنخرطون بالسياسة كانوا يعرفون تفاصيل أكثر عنها لكن أنا كشخص بعيد يعيش حياته بعيدًا عن السياسة والثورة والمعارضة ما سمعت غير أن شجارًا جرى في ملعب دير الزور لهم علاقة به الأكراد، وكنت أنا أتذكر كيف الأكراد سابقًا كان يقال إنهم في جزء من الأجزاء مضطهدون، ما كنت أفهم كثيرًا لأنه أيضًا الأكراد الذين في الشام ما كانوا يظهرون يعني أنا بعد ذلك صرت أميز بين أكراد الشام وأكراد شمال سورية، الأكراد الذين بالشام ما كانوا يظهرون بأنهم مضطهدون جدًا، لكن بدأت في دير الزور هكذا أميز قليلًا بين هؤلاء وأولئك يعني يمكنني القول إنه بدأت البذرة كانت في ذاك الوقت، ربما صار التفسير فيما بعد بالثورة صرت أجد تفاسير كثيرة لأسئلتي ولكن بذور الأسئلة كانت بهذه الشرارات الصغيرة التي تظهر بمرحلة الشجار الذي حدث في الملعب.

مثلًا بمرحلة موت الحريري يعني نحن سمعنا أنه صار حادث وأحداث بلبنان والحريري قُتل، هنالك أصوات تتردد في الشارع في العائلة في المحلات أن النظام له يد لكن أنا كشخص بعيد لا يسعني أن أقول لماذا يجب أن يكون له، يد يعني لماذا هو حتى يقتل أحدًا في بلد آخر ليس بلده، لماذا دائمًا الجنود السوريون يجب أن يكونوا في لبنان، وهذه الـ [الدعاية] "سوا ربينا" لماذا، يعني كفى، ونحن صغار الشعب السوري واللبناني هو شعب واحد، لكن بوجه يعني بشكل آخر ما كنا نراه شعبًا واحدًا كنا نرى أن هناك أناس تكره الوجود العسكري السوري بلبنان، فهذه الأسئلة التي ما كان لها جواب لم أحاول البحث عن إجاباتها بتلك المرحلة ما قبل الثورة، ولكن بعد الثورة بدأت تتضح تمامًا الأجوبة، بمجرد صارت القصص على العلن على المكشوف.

 لم أسمع كثيرًا بالحراك الذي صار ما قبل الثورة، بعد الثورة قيل لي عن حراك بداريا، قيل لي عن نشاط معارضة واضح ضمن دمشق ما كنت أعرفه، ربما التعتيم وربما عدم وجود هذا الانفتاح بوسائل التواصل بهذا الوقت يعني اليوم حتى لو كانوا يحجبون المواقع؛ اليوم نستطيع الدخول على أي موقع، لكن في ذاك الزمن كان فيه مواقع لا يمكن الدخول إليها ونخاف أن ندخلها، يعني نحن نعرف عندما ندخل على الإنترنت نكون مراقَبين فالموقع المحجوب لا أكلف خاطري أن أنزل البروكسي حتى أفتحه، انتهى؛ هذا محجوب، يعني لا أدخله فلم يكن عندي انخراط في تلك المرحلة، ولكن بدأ نجم بشار الأسد شيئًا فشيئًا ينزل، يعني هذا الأمل الذي كبر بالبدايات لأنه هو كان يحاول يسوق لنفسه أنه ذلك الشاب القريب من الشعب بدأ شيئًا فشيئًا يقل لأنه أعتقد هو بالبدايات بدأ يشكّل صورة مشرقة عن نفسه وبعد ذلك رأى أن هذه الصورة المشرقة لا تتناسب مع منهجيته والاستبداد الذي بداخله فبدأ يتجه لشكل ثانٍ.

أنا أتذكر يعني ليس على عهد بشار بل في فترة حافظ أتذكر أول مرة رأيت معتقلًا فيها بحياتي كنت أذهب من دير الزور للشام، ودائمًا البولمانات لما تمر تمر وتقف بتدمر، فنحن نزلنا في الاستراحة ورأينا شابًا نحيفًا جدًا عنده انحناءة بظهره، الانحناءة ظاهرة بشكل كبير عنده، أصلع وحتى لم يكن أصلع، يعني الواضح أنه بسبب حلاقة الشعر رأسه مشطب كثيرًا، وكأنه فاقد عقله ليس متزنًا أبدًا، يرتدي بنطالًا ممزقًا لدرجة أن جسمه يظهر من تحت البنطال، فالناس اقتربوا هكذا قليلًا يتحدثون معه، أنا خفت وتعاطفت بنفس الوقت، يعني شعور كان أنا الآن أذكرها وكأنني أراه الآن لشدة ما ترك بذاكرتي من إحساس بالخوف أو بالتعاطف، وقتها صار هناك كلام أن هذا خارج من سجن تدمر وكأنه من العادة ممكن يعني كأن الناس الذين بتدمر معتادون أن يروا هكذا أشياء، هذه كانت أول مرة أراها، ومتى بعد ذلك بدأت أيضًا أرى الوجه الثاني للاعتقال، لما تزوجت وزوجي كان يختص طبيبًا كان في وقت من الأوقات يجب أن يذهب إلى سجن عدرا لعمل مناوبات، فعندما يرجع من سجن عدرا كان لدي فضول أن أعرف ماذا يشاهد في الداخل، كيف كيف هم السجناء، كان يقول لي إن السجناء السياسيين كان لهم أرقام، هو لا يحق له كطبيب أن يسألهم أكثر، يعني هو كطبيب عندما يأتيه المريض يجب أن يسأل عن قصة مرضية، يسأله عن أكثر من أمر ليفهم ما هو مرضه، مع هؤلاء السجناء الذين هم أرقام لا يسمح له أن يدخل بتفاصيل كثيرة، هو فقط يعالج، ويخرج فورًا، ارتبطت عندي هذه الحادثة بالذكرى القديمة التي أنا شاهدت فيها هذا المعتقل بتدمر، فصرت أربط أن هذا الشبل من ذاك الأسد يعني بشار بالنهاية خلفة أبيه.

عام 2004 كان يفترض أن يكون تاريخًا جميلًا لزواجي، حاولنا أنا وزوجي أن نختار تاريخًا مميزًا ونحجز له في وقت مسبق أننا نحن في هذا اليوم سوف نقيم حفل العرس، كان في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 ولأجل لحظ صادف امتحانات زوجي بجامعة حلب بنفس اليوم ولم يخبرني، نحن في دمشق يجب أن نقيم العرس وهو يعرف أنه لن يستطيع أن يذهب ليقدم امتحانه ويعود بنفس اليوم، فلم يقدم الامتحان، وفعليًا هذه الحادثة هي ليست حادثة عابرة في حياتنا نحن كثنائي نقوم بتأسيس حياتنا، هذا ترتب عليه فيما بعد ارتباك بحياتنا حتى بداية الثورة، الذي حصل أنه لما تخلف عن تقديم الامتحان الفحص لم يتخرج في وقته، وبالتالي لم يجرِ تأجيلًا للجيش، بدأت الشعبة ترسل له تبليغًا وهم غالبًا ربما يؤجلون حسب الخريجين، فعندما يوجد دفعة لا تتخرج فتقوم الشعبة بتبليغهم، وفعليًا هو انتظر للدورة التكميلية حتى قدم (الامتحان) وهكذا تأخر اختصاصه، فنحن دخلنا بفيلم أكشن مع الشعبة، فيما بعد قدم زوجي الامتحان على [الدورة] التكميلية وفعلًا رفّع مواده وصار أن فتحوا باب التخصص بمديرية صحة ريف دمشق واخترنا أنا وهو، فكرنا كثيرًا قبل أن نختار، يعني هكذا الإنسان يكون مندفعًا في بداية حياته يؤسسها مع زوجه لا يعرف فيما بعد ماذا ينتظره، اخترنا طب أسرة ليدرسه وكنا متأملين كثيرًا أنه الأمور ستكون سلسة، معدله يسمح وكل الأمور تمام، لغاية ما جاءنا التبليغ على البيت من شعبة التجنيد بأنه مطلوب، لكي يذهب ليؤدي الخدمة العسكرية، عملنا محاولات كثيرة بأن الشاب يدرس يعني هو لا يؤجل لأنه يريد أن يقعد في البيت، فعلًا الشاب معدله مرتفع وفعلًا قُبِلَ بالاختصاص، يعني علامات الاختصاص تناسبه، أبدًا لم يتيسر الأمر، فكنا ننتقل من مكان لمكان من بيتي لبيت أهل زوجي لبيت أهلي هذه التنقلات كنا نحن نهرب من الشخص الذي يأتي للتبليغ، لأنه أحيانًا كانت تأتي الدورية لتأخذه ونحن كنا نعرف أنه إذا ذهب لخدمة الجيش سيخسر الاختصاص، وأنا ماذا أفعل بدونه يعني نهاية نحن رسمنا مشوار حياة أنا وهو، أخذت منا الكثير، يعني إذا أردت أن أرجع لأحكي بالتفاصيل أخذت من عمرنا الكثير هذه تفاصيل الهروب والخوف وأن نحمي أنفسنا من بيت لبيت فعليًا كنا نحن يعني بمرة من المرات جاؤوا ونحن ببيت أهله، كيف هربنا من الباب الخلفي وذهبنا وركبنا بالسرفيس، يعني دعيني لأسمي لك المناطق؛ بيت أهله بريف دوما صعدنا بالسرفيس لقدسيا لبيت أهلي ونحن يدنا على قلبنا أنه يمكن أن يكون أحد ما يلاحقنا أو يمكن أن نلاقي أشخاصًا آخرين في قدسيا ينتظروننا لكي يأخذوه هذا الشعور يشعر به شخص طبيب يدرس ليخدم بلده، هذا ليس شخصًا يهرب من جريمة اقترفها، أنا لست زوجة مجرم ونحن نهرب أنا وهو، زوجة شخص يكمل اختصاصه، في ذاك الوقت بدأت تتكسر الصورة، كيف يعني خدمة العلم في العسكرية التي يذهبون فيغيبون فيها سنتين ونصف، كيف ولماذا لا تكون خدمة الوطن بالعلم الذي يدرسه؟ كان من الممكن أن يخدم وطنه فيه أكثر، طبعًا عملنا محاولات كثيرة لكي يسجل، لأنه هنا بدأت المعضلة؛ إذا سجّل في المديرية سيواصلون البحث عنه، وهو بحاجة لأن يسجل بالمديرية مديرية صحة ريف دمشق، ولكن من الأوراق المطلوبة بالمديرية "لا حكم عليه" و"لا حكم عليه" تستخرج من شعبة التجنيد، فصرنا ندور بنفس الدائرة، الشعبة تنتظر المديرية لتسجله والمديرية تنتظر ورقة اللاحكم عليه لتأتي من الشعبة، لم نخرج من هذه الدائرة إلى أن ذهب وسلم نفسه وذهب للجيش، أنا فيما بعد اتفقنا أن يذهب للجيش وأنا أذهب لأكمل أوراق اختصاصه، وقتها سنستطيع أن نستخرج له ورقة لا حكم عليه ويكمل باختصاصه، وعسى أننا فيما بعد نقدر أن نوقف الجيش حتى يكمل اختصاصه، وفعليًا هذا الذي حدث، لكنه كان قد خدم بضعة أشهر في البدايات، بعد أن أكملت له أوراقه فعلًا قبلوه في الاختصاص وأوقف الجيش وخرج راح للاختصاص، لكن أنا لماذا أقول إن هذه التبعات ظلت لما قبل الثورة؛ لأنه درس بضع سنوات لاختصاص ثم قلب اختصاصه فأخرجوه بأن عمره ما عاد يسمح أن يؤجل أكثر من ذلك، ورغم أنك تختص أنت يجب أن تذهب وتخدم، فهو أوقفوا له اختصاصه ليذهب ويخدم وفعليًا ذهب وأكمل كل الخدمة الإلزامية التي عليه، ومن حسن حظنا أنه كان آخر دورة تتسرح لأن الذين بعده كلهم انشقوا لم تُسرَّح، بقية الدورات فيما بعد ظلت سبع سنين وما سرحوهم، هو تسرح وخرج بدون انشقاق، هذه الفترة التي انقطعنا فيها من الحياة أنا من الجيد لي أن كان عندي مورد عيش، أنني أنا كنت أعمل، وجيد أنني كنت مقيمة مع أهله لأنه ما كان بمقدوري أن أسكن وحدي بفترات خصوصًا الوقت الذي خدم هو بحمص وبطرطوس في محافظة ثانية، ما كان الناس يخدمون بمحافظاتهم نفسها، وهذه واحدة أيضًا من الـ [النقاط] لا أعرف لماذا التعسف، يعني شخص يخدم العلم لماذا ليذهب لمحافظة ثانية، ولكن هكذا كان فعليًا، فخدم بطرطوس وما كان سهلًا أن يروح ويجيء فكنت أظل أيامًا لوحدي، وصار عندنا ظفل صغير، يعني هذه بدايات وجود طفل يجب أن يكون مع أمه وأبيه بطفولته، ما عاشها ابني قصي فكان أبوه بالعسكرية، يعني ما كان واعيًا ولكن أنا كنت بحاجة لسند أنه بهذه المرحلة الأولى طفل أتعامل معه وبحاجة لسند ليكون معي، وما كان زوجي معي، لماذا لأنه قاعد في طرطوس لا يعمل شيئًا، عنده سنوات -هو بالنسبة للأطباء ربما كانوا يخدمون سنتين وليس سنتين ونصف- لأن هناك نصف سنة يخدمونها في الجامعة (التدريب الجامعي) فيذهب من [خدمتهم] هذا النصف، يعني يوجد سنتان مجمدتان من حياتنا لأن أحدنا يجب أن يكون قاعدًا بمكان لا يعمل فيه شيئًا لا يدرس لا يعمل شيئًا حقيقيًا، فقط نحن ننتظر من الخميس للخميس أو بالشهر كان هناك أيام معينة يقدر أن يدفع فكانوا أحيانًا يدفعون للمعلم، وهو يكون عقيدًا أو عميدًا لا أعرف ما رتبته، يعني يقال له معلم، يدفعون له فينزلون في ذاك الوقت، كذلك اضطر زوجي بأوقات وأتيحت لنا أن يشتغل بمشفى خاص ليصير لدينا مورد فنستطيع أن ندفع ليأتي أكثر، فهكذا صار، يعني هو إذا لم يشتغل فلن يستطيع أن يدفع له ليأتي أكثر إلينا، وفعليًا إذا اشتغل أنا لن أراه، يعني أنا في الحالتين بهذه المرحلة ما كانت أعيش أكثر مع زوجي، لأنه إما مضطر أن يشتغل وهو يناوب بالمشفى أو هو موجود بالعسكرية، وأنا بالنهاية أنا لا أعرف هذا الجيش لأي شيء نحن نكونه، يعني هؤلاء الشباب الذين يأخذونهم منذ صغرسني  أسمع من أولاد خالتي: هذا النضال الطويل مع العسكرية لا أعرف لماذا، ليحموا البلد؟ من أي شيء يحمون البلد، أنا أتذكر أيضًا في مرحلة الإعدادية أو الثانوية، بالإعدادية صارت حرب العراق وكوني أنا قريبة في دير الزور قريبة من العراق؛ صارت فيها هذه الجلبة أن الشباب يريدون أن يذهبوا ليقاتلوا وهذه الطريقة التي يودع [الشاب] أهله وأهله يصبح لديهم حزن كبير في البيت لأن الشاب يودعهم ليذهب ويقاتل ببلد آخر، هذا الصراع بأنه يمكن أننا نفقد شابًا فقط لأنه يوجد حرب في دولة ثانية ويمكن أن نفقد شابًا لأنه سوف يخدم عسكرية بمكان لا جدوى منه، أنا في تلك الفترة ما كان يظهر أنه لا جدوى منه، كنا نحس أنه بلا جدوى لأنه لا شيء يتطور بالبلد، البلد هي هي، الجبهة التي يقولون لنا أنها الجولان احتلت؛ الجولان منذ صغري محتلة ولحد الآن ما زالت، حدودنا مع العدو الصهيوني الذي ربونا عليه ما تحركت أبدًا فنحن لماذا نأخذ هؤلاء الشباب للعسكرية، فيما بعد في الثورة تبين أنهم يجندون أولئك الشباب ليقتلونا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/05/27

الموضوع الرئیس

سياسات النظام الأمنية

كود الشهادة

SMI/OH/231-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2000 - 2003

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-محافظة ريف دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

سجن تدمر

سجن تدمر

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة