استراتيجية نظام الأسد في صبغ الثورة بالإرهاب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:46:15
الذي بلغنا أنه أثناء الدفن في طرطوس في قرية المدحلة التي دُفن فيها آصف شوكت أن بشرى كانت منفعلة بشكل كبير جداً، وكانت تكيل الشتائم والسّباب لإخوتها وخاصة لبشار؛ لأنهم السبب في وفاة آصف، وهذا الموضوع تمّ تناقله بشكل كبير جداً، وحتى التعزية التي فُتحت في دمشق، وتمّ استقبال المعزين بوفاة آصف لم يكن فيها ذلك الاهتمام، صحيح أنه كان هناك عناصر القصر الجمهوري والحرس، ولكن كان واضحاً أنه لا يوجد اهتمام كبير يُظهر أن زوج أخت الرئيس هو المتوفّى، و كان ذلك واضحاً للجميع، ونحن نعرف أن العلاقة بين آصف وبشار ليست كما يجب، وأن العلاقة مع ماهر أيضاً كانت أسوأ. آصف كان رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وتمّ تكليفه كنائب وزير دفاع، وهو في الحقيقة تجميد له، فرئيس شعبة المخابرات العسكرية لديه سلطة كبيرة جداً في سورية، ولكن منصب نائب وزير الدفاع هو في الحقيقة تحجيم لآصف وتجميد، وحتى في المناطق التي كان آصف شوكت يتدخّل بها، أو يحاول أن يجري مصالحات فيها، سواء في حمص أو الزبداني أو غيرها من الأماكن التي ذهب إليها آصف، كان يتم إفشال كل هذه المصالحات التي تُعقد، أو التفاهمات التي تحصل.
التقيت بآصف مرات عديدة، وفي إحدى المرات، التقينا في تعزية حماة ماهر الأسد (أم باسل الجدعان)، وحصل حديث خاص بيني وبينه، وكان يقول لي: إننا سنعتمد في سورية النموذج الجزائري. وكان يقصد بالنموذج الجزائري -وهذا الكلام في الثلث الأخير من عام 2011- شيطنة الثورة السورية، بمعنى أنه من خلال تثبيت تهمة الإرهاب على الثورة السورية، وأن الإرهابيين هم القائمون بالثورة، سواء كان تنظيم القاعدة أو غيره.
ومن ثم حصل ما حصل، ودخلت جبهة النصرة ودخل تنظيم "داعش”؛ وبالتالي أصبح العالم كله يتعامل مع الوضع على أن هناك إرهاباً في سورية، وهذا ما سعى إليه بشار الأسد والمحيطون به، ولم يتغير خطابه على الإطلاق من أول خطاب في مجلس الشعب إلى الآن بأنه يجابه الإرهاب والإرهابيين، ولكن الحقيقة أنه ساهم بشكل كبير جداً مع العراقيين والإيرانيين في جلب هؤلاء العناصر وفتح الحدود لها وفتح السجون، وحتى أنه ساهم في تسليحها، يوجد لواء في ريف حماة سقط في يد داعش أو الفرقة 17 أو مطار الطبقة، وهذه الأماكن تمّ تسليمها، وحتى أنه ضحّى بأبناء طائفته الذين قُتلوا بالمئات من أبناء الطائفة العلوية، وضحّى بهم بشار الأسد من أجل أن يقول للعالم: إنني أجابه الإرهاب، وما يحصل في سورية هو إرهاب. وهم قدّموا له أكبر الخدمات، والذي أنقذ بشار الأسد هو هذه التنظيمات وهذا التطرف والغلو ودخول التنظيمات العابرة للحدود، سواء كانت “داعش” أو تنظيم القاعدة، وحتى التنظيمات الأخرى التي جاءت، وقاتلت مع بشار الأسد، وقاتلت تحت البند العريض وهو: البند الطائفي. سواء كان حزب الله، أو المليشيات العراقية، أو الباكستانية، أو الأفغانية، وتسمياتها، والإعلام الذي يبثّونه من أجل إثارة الطرف الآخر، ويحوّلون المسألة من ثورة شعب ينادي ولديه تطلّعات، وينادي بالحرية والكرامة ومحاربة الفساد إلى قتال طائفي ما بين سني وشيعي أو وجود التنظيمات المتطرفة، سواء كان تنظيم القاعدة أو “داعش”، وتخويف العالم والرسالة التي قدّمها إلى العالم من خلال التفجيرات التي قام بها في أوروبا، وحتى في بعض الدول العربية وتركيا وغيرها.
واستطاع النظام من خلال الرواية والجهد الكبير الذي قام به أن يحرف البوصلة ويغيّر الاتجاه، ومع الوقت، يقول للعالم: إن هذا النظام هو نظام علماني، يرأسه بشار الأسد، والبديل هو تنظيمات متطرفة، مثل: تنظيم “داعش” والقاعدة. لذلك هو لم يكن يقاتل جبهة النصرة أو “داعش” أبداً، وهو قاتل فصائل الجيش الحرّ فقط، بمعنى أنه قاتل السوريين الذين ينادون بهذه التطلعات (الحرية والكرامة والدولة المدنية الديمقراطية)، هذه التي قاتلها بشار الأسد، وحتى الروس لديهم نفس الاتجاه وكذلك الإيرانيون، وتركوا هذه التنظيمات تطفو على السطح؛ وبالتالي العالم يقول: هل البديل هو بشار الأسد أم هؤلاء؟ للأسف هذه الرواية عمل عليها النظام، وهذا ما كان يقصده آصف شوكت عندما تحدث عن النموذج الجزائري، وهو شيطنة الثورة السورية.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
سياسات النظام الأمنيةحكومة رياض حجابكود الشهادة
SMI/OH/128-15/
أجرى المقابلة
عبد الرحمن الحاج ، منهل باريش
مكان المقابلة
الدوحة
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حماة-محافظة حماةمحافظة طرطوس-محافظة طرطوسشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
تنظيم القاعدة
حزب الله اللبناني
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الحرس الجمهوري
شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري