الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات في الطبقة والوقوف في وجه محاولات الأمن لقمعها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:31:06

ضباطي جميعهم كانوا من نفس الطائفة يعني: من أهل السنة، حتى كان يوجد ضابط مسيحي اسمه: طوني ملوحي، وهو كان مدير ناحية المنصورة التابعة للمنطقة، وطبعًا أنا لم أكن أتحدث أمامه كنت متحفظًا قليلًا، ولكن مع البقية كنا نتحدث بشكل عادي، إلا بعض الضباط الجدد الملازمين (جمع ملازم، رتبة عسكرية) لم أكن أتحدث أمامهم؛ لأنني لم أعاشرهم جيدًا، ولا أعرفهم، كان يوجد تقريبًا 10 ضباط.

كان أهل البلد يعرفون أنني معهم، وحتى الأهالي من طائفة أخرى إن كانوا من المسيحيين أو العلويين، أو الإسماعليين، كانوا يعتبرون وجودي في المنطقة ضمانًا لحياتهم، وأنا كنت أتحدث أمام الجميع أنه بما أنني موجود لا أريد وجود أمن وسلاح من الأمن، ولا طبعًا سلاح من المتظاهرين، وأنا أضمن ألا يكون هناك مبادرة من المتظاهرين ومن الثوار بحمل السلاح، وهذا الكلام كان يريح الأهالي من الطوائف الأخرى، الكثير منهم قالوها لي، قالوا: بما أنك موجود نحن لسنا خائفين.

يوجد قسم من الأهالي كانوا يتظاهرون مع المتظاهرين في الأحياء (الثلاثة) من أهل السنة، أتكلم بصراحة، وبقية الطوائف لم يكن لديهم مشكلة أبدًا، ولم يخافوا، وأنا كنت أتواصل معهم. وفي تلك الفترة كان يوجد دكاترة (أطباء) وموظفون كبار، كانوا يأتون لزيارتي في المكتب، وأصبحت زياراتهم كثيرةً حتى يعرفوا (ماهي أوضاع التعامل الأمني؟) فأنا أقول لهم: لا تخافوا، إذا حصل لي شيء سيحصل لكم شيء، ولا تخافوا من هذا الموضوع. هذا الكلام أيضًا عزز من موقفي أمام الأمن، بمعنى أنا من يجب أن أتصرف، فعندما أطلب منهم (للأمن) أنني لا أريد عنصر أمن أن يدخل إلى المظاهرة يلتزمون بذلك.

أخرجت مسيرة مؤيدة للنظام من الأهالي أنفسهم ومن العشائر نفسها؛ لأنه يوجد الكثير من الأشخاص مؤيدون حتى الآن، وحتى أنه في أحد المرات خرجت المظاهرة والمسيرة بجانب بعضهما تمامًا، وكان يوجد شارع اسمه: الشارع الرئيسي في قرية الطبقة، أو اسمه: الشارع العريض، وهو فعلًا شارع عريض جدًا، فكان قسم من الشارع يوجد فيه مظاهرة، والقسم الأخر يوجد فيه مسيرة مؤيدة للنظام، فوقعت في مشكلة كبيرة هنا وكان صعبة عليّ: لا أريد أن يحصل صدام ولا دم، فوقفت في المنتصف، وهذا يهتف لبشار الأسد، وهذا يهتف ضد بشار الأسد، بجانب بعضهما تمامًا، ولكن أنا موجود في المنتصف، وأمنع الطرفين من الهجوم على بعضهما، وأقول للطرفين: اهتفوا بما تريدون، ولكن لا أريد أن يحصل صدام بينكم، تحدثت معهم بشكل علني، وحصل هذا الأمر لمرة واحدة، وبعدها قلت للجنة الأمنية: يمكنكم إخراج مسيرات كما تشاؤون، ولكن لا يجب أن يكونوا بجانب المظاهرات؛ لأنه في النهاية يمكن لشابين أن يضربا بعضهما بالسكين وتتولد مشكلة وقتها، والأمن هنا كان يريد ذلك؛ يريد أن تحصل مشاكل بين العشائر ببعضها، أو بين العائلات ببعضها، هذا يقتل هذا وبالعكس.

جند (الأمن) أناسًا وحاولوا في أحد المرات، وأمين الشعبة (شعبة حزب البعث) كان يطالب أنه سوف يحضر أناسًا يقمعون المظاهرات، وأشخاصًا من الأهالي أنفسهم، فجيشوا وأحضروا آلافًا من البعثيين من أهالي المنطقة نفسها، أحضروهم من القرى ومن النواحي، وطبعًا أنا كنت أرفض وأرفض وأتشدد في الرفض، وأنا كنت أتحدث طبعًا مع الشباب الثوار بشكل سري، وقالوا لي: اسمح له بأن يجلبهم، وطبعًا كانوا مستعدين بالعصي وليس أكثر من ذلك (إشارة لعدم وجود سلاح) شباب قبضايات (شجعان) لم يكونوا موجودين في الجامع، وإنما كانوا مختبئين، وعندما انتهت الصلاة كان يوجد عدد هائل من الناس يقفون على باب الجامع من الشبيحة، وعندما خرج الشباب وبشكل مباشر لم ينتظروا حتى يفعلوا شيئًا، كانوا يريدون الهتاف لبشار الأسد، وبدأ الشباب يضربونهم بالعصي، كان عددهم لا يتجاوز ال 5 أو 6 شباب، وربما كانوا 10 شباب، وبدأوا يهربون (من أمام الثوار) أذكر شكل أمين الشعبة حتى الآن، وهو يركض، ورجليه تدقان بظهره (يركض بسرعة كبيرة) عندما كان يهرب، وكان المنظر جميلًا جدًّا، وأنا كنت أشاهد وأضحك؛ لأنني كنت أعارض موضوع إتيان الشبيحة، فنالوا ضربًا خفيفًا، وهربوا، والشباب خرجوا بالمظاهرة، وعندما انتهت مظاهرتهم ذهبت إلى الاجتماع مباشرةً، وقلت لأمين الشعبة: هل أنت سعيد الآن يا رفيق؟ هل كان منظرك جميلًا وأنت تركض هكذا! وطبعًا لم يُعيدوها.

هنا الطرح بات في يد الأمن العسكري، وأوامر من جامع جامع من أجل قمع المظاهرات، وحصل خلاف بيني وبينهم من أجل هذا الموضوع، وقلت لهم: أنا أرفض، وإذا أردتم أن تقمعوا فاقمعوا، ولكن أنا لن أذهب معكم، وهذه الكلمة كانت تربكهم وتخيفهم؛ لأن المتظاهرين قد يستخدمون السلاح إذا كنت غير موجود، وفي النهاية أخذنا قرارًا وسطيًا بأن يقفوا في منطقه اسمها: دوار الكنيسة، ويوقفون عند هذا الدوار السيارات والعناصر والأمن، والمخابرات، وحتى الشرطة كنت أطلب منهم الوقوف معهم، والمظاهرة تبعد تقريبًا 2 كيلو متر أو كيلو ونصف متر، هذا الكلام في نهاية 2011 يعني تقريبًا في الشهر العاشر (تشرين أول/أكتوبر)، هذا الكلام حدث بعد رمضان، في رمضان كانوا يخرجون بالمظاهرات بشكل يومي بعد صلاة التراويح.

حصلت مشكلة صغيرة، أحضروا وقتها شخصًا شبيحًا، وأنا كنت موجودًا في المظاهرة، وجئت إلى دوار الكنيسة مكان تواجد الدوريات، في وقتها تجادلت مع أحد المتظاهرين، كانوا يريدون الهجوم على الدوريات، رفضت وقلت لهم: لا يمكنكم الهجوم على الدوريات، ويجب تقديري أنا؛ لأنني أمنع الدوريات من الهجوم عليكم، وتأتون أنتم وتريدون الهجوم على الدوريات! هذا الكلام لا يجوز، أنتم اهتفوا وتظاهروا وافعلوا ما يحلو لكم، ولديكم بث مباشر، وتصوير، فهذا الكلام لا يستقيم، لكن الشباب كانوا متحمسين، وأنا انزعجت منهم، وذهبت باتجاه الدوريات كنت أحاول صرف الدوريات، عندما وصلت قال لي أحد الضباط، وهو الملازم أول: عدنان خلف، والذي فيما بعد ترفع لرتبة رائد، قال لي: انتبه يا سيدي يوجد شخص مدني معه مسدس، يقف بين الأمن مع أمن الدولة، اتجهت نحوه غاضبًا وضربته، وأخذت المسدس منه، ثم أمسكه عدنان والضباط الأخرين، وبدأوا يضربونه، هو عبارة عن شخص سمعته سيئة جدًا، وأنا فيما بعد عرفته، وقالوا لي: إن هذا فلان ويعمل كذا وكذا، كانت سمعته سيئة جدًا جدًا، وهي محاولة من الأمن حتى يستنسخوا نسخة شبيحة كما حصل في حلب مثل: عائلة بري، ويريدون استقطاب الأشخاص السيئين من العشائر، في وقتها جاء مقدم، وكان رئيس قسم أمن الدولة، وقال: لا يجوز هذا الأمر، وأنا أعطيته المسدس، فقلت له: أنا لا أقبل، وقلت له: أنتم أمن دولة، والآخر من الأمن العسكري، ونحن شرطة، عملنا هو قمع المظاهرات، ولكن لا يجوز إحضار شخص لتعملوا كما عملتم في حلب حتى يكون شبيحًا، هذا الكلام أرفضه؛ لأنه في النهاية أنتم الخاسرون، حصل جدال وتركتهم، وذهبت، وبعدها جاءوا، وقالوا لي: حسنًا كما تشاء، وتحدثنا في المساء، وجلسنا، وأنه لن يعودوا لهذا الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/24

الموضوع الرئیس

سياسات النظام الأمنية

كود الشهادة

SMI/OH/8-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

تشرين الأول/ أكتوبر 2011

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-المنصورةمحافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-مدينة الطبقة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

الشهادات المرتبطة