الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشأة، وواقع المؤسسات العسكرية التابعة للنظام

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:33:02

تربينا اجتماعيًّا داخل أسرة على المستوى السياسي بشكل يومي ودائم، وكان الوالد في كل يوم، وفي كل أسبوع يتحدث لنا عن الثورات العربية التي كانت سابقًا، وعن الانقلابات العسكرية، وعن ماو تسي تونغ، وعن جيفارا (تشي جيفارا)، وعن جمال عبد الناصر، وكيف كان الانقلاب ضد الملك فاروق [في مصر]، وعن أيضًا اليمن، وكيف كان الانقلاب على الملكية في اليمن. كل الأمور التاريخية التي حدثت قبل أن نُولد، وكيف نشأت الدول، وكيف كانت الصين، وكيف أخذت الهند تحريرها بقيادة نهرو، على هذا الأساس تربينا، ونحن منذ الصف الأول والثاني والثالث إلى أن وصلنا إلى التطوع في الجيش.

في هذه الأحداث كان أيضًا الوالد -رحمه الله- يتحدث لنا عن كيف حافظ الأسد تسلم السلطة، وكيف أن هذه ليست "حركةً تصحيحيةً"، بل هي حركة انقلابية على البعث، وهو انقلاب عسكري على القيادة الحقيقية السابقة، وكيف كان هاشم الأتاسي موجودًا، وفارس الخوري وجلال العظم، وكيف بدأت الانقلابات في سورية بدءًا من حسني الزعيم، وسامي الحناوي وصولًا إلى شكري القوتلي وهاشم الأتاسي.

في نفس الوقت الوالد كان يتحدث لنا عن كيفية وصول حافظ الأسد إلى السلطة، وكيف قام بتصفية أصدقائه أيضًا؛ لتثبيت حكمه في السلطة، وكيف قام بالجرائم بحق الشعب السوري في حماة، وطبعًا كان والدي يحمل السلاح عن طريق والدتي فعندما يتحركون كانت والدتي تحمل السلاح للذهاب إلى حماة؛ لأن المرأة لا يتم تفتيشها، وكل أعمامي في ذلك الوقت.

كان يتحدث لنا عن الجرائم التي قامت بها سرايا الصراع ورفعت الأسد، وكيف قام حافظ الأسد بإبادة جماعية لحماة، وكان هناك دفن للشعب في حماة وهم أحياء. وعندما كنا نسافر وكنا صغارًا إلى منطقة جنوب حلب، [ويوجد] لنا أرض هناك، كان يوجد صواريخ موجودة في منطقة عزان، قاعدة صواريخ، ولكن هذه الصواريخ موجهةً باتجاه حلب، وكان يشير والدي ويقول: يا ولدي هذه الصواريخ موجهة باتجاه حلب؛ خوفًا من حلب، وليس خوفًا من إسرائيل، وليست موجهةً نحو إسرائيل. وعلى هذا الأساس نشأنا في المنزل، وأنا بالنسبة لي أحلم كيف سأنجح في المدرسة، وكيف سأتطوع في الجيش، وكيف سأقوم بالانقلاب على هذا النظام الذي أخذ السلطة من الشعب السوري التي كانت ديموقراطية، وكان [والدي] يتحدث لنا عن شكري القوتلي، وكيف تم التنازل بين جمال عبد الناصر ورئيس سورية، وقال له: سلمتك 4 مليون رئيس في سورية. كل هذه الأمور نمت بشكل كبير جدًّا جدًّا خلال فترة حياتنا؛ من أجل أن أتطوع في الجيش، وأعيد السلطة الحقيقية إلى الشعب، وإلى أكثرية الشعب الذين هم أولى من حافظ الأسد بهذا الأمر.

طبعًا لم يكن يوجد في المنطقة التي نحن فيها هناك أمور طائفية، كان الجميع يعيش في أمان، ولم نكن نعلم أنه هناك علوي وسني وشيعي ودرزي وأقليات ومسيحية، [بل] على العكس تمامًا كانت مدينة السقيلبية ملاصقةً لقرانا، وفي كل حفلة أو عزاء كان المسيحيون يأتون، حتى المسيحيون الكبار كانوا يرتدون اللباس العربي: الشماغ (غطاء الرأس) مع العقال، واللباس الكامل، وفي كل أيضًا حفل أو فرح في السقيلبية [كان] السنّة يذهبون إلى هناك بحكم تداخل الأراضي، وبحكم المحبة الموجودة، ولم يكن هناك خلاف بين السقيلبية وكرناز وبريديج، أو بين محردة، وأنا أخذت شهادة الإعدادية من مدينة محردة، فبعد أن ننهى الدراسة يكون الفحص في منطقة محردة، وكل هذه الأمور كان الشعب البسيط يعيشها بدون أن يكون هناك خلافات أو فتن كما يزرعها النظام.

ظهرت هذه الأمور في تاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1998 ذهبت إلى الكلية الحربية بعد أن قدمت طلب انتساب، وتمت الموافقة على [الذهاب إلى] الكلية الحربية، وعلى باب الكلية الحربية استقبلنا طلاب ضباط، ونحن مجموعة أكثر من 20 إلى 50 شخصًا، وبدأ فرزنا على باب الكلية ونحن باللباس المدني، [وكانوا يسألون]: مَن من اللاذقية؟ مَن من القرداحة؟ مَن من جبلة؟ مَن من طرطوس؟ ويقولون: مَن مِن مصياف؟ ولا يقولون حماة، فمصياف تختلف عن حماة، وأحد الطلاب الضباط أسأله: أنت من أين؟ فيقول: أنا من مصياف، فقلت له: يعني من حماة، فيقول: كلا، أنا لا أتشرف أن أكون من حماة، أنا من مصياف، [فهو] لا ينتمي إلى حماة؛ لأنهم يعلمون أن حماة تكره هذا النظام، وقامت ضد هذا النظام.

من أول يوم وأول ساعة من هذه اللحظة أدركت أن ما يُشاع على الإعلام بأن النظام ضد الطائفية، وضد الفتنة الطائفية أو ما شابه ذلك، أدركت أن النظام يعمل على زرع الطائفية بشكل كامل، وخاصةً ضمن المؤسسة العسكرية، ونحن طلاب ضباط.

خلال الدورة في الكلية الحربية، طبعًا أنا ذهبت إلى الكلية وأنا أحلم من خلال ما أخذته من الوالد عن الانقلابات العسكرية، وعن رئيس الحرس الملكي في اليمن كيف قام بتأمين الملك وهو نائم الساعة 12 ليلًا الأمور كانت بخير، والساعة الواحدة ليلًا قام بالانقلاب عليه، وأنا كنت أحلم أن يكون هناك انقلاب، أن أقوم بانقلاب على حافظ الأسد؛ نتيجة الظلم الذي نراه، ونتيجة الفقر، ونتيجة الطائفية، ونتيجة ما تحدث به أبي عن الجرائم التي ارتكبها [النظام] في حلب وجسر الشغور وفي حماة.

خلال الكلية الحربية كان يوجد ممارسات طائفية كبيرة من قبل العلويين، سواءً من جبلة كان يوجد معي مجد عيسى شاليش، وهو ابن شقيق رياض شاليش، وكان يوجد وسام علي صقر، وكان يوجد مهند خير بك، وكان يوجد فادي عجيب، وأسماء كثيرة جميعهم أبناء ضباط وأبناء قيادات وأبناء فرق، وكل شخص محسوب، وكان أيضًا يوجد معنا ابن شقيقة غازي كنعان: تمام رهيجة، يعني حتى في إحدى المرات قال لي: أنا خالي رئيس لبنان، رئيس لبنان! كيف ذلك؟ وأنا راجعت نفسي، وتذكرت أن هناك غازي كنعان، وهو الرئيس الحقيقي في لبنان، وليس الرئيس اللبناني. بالإضافة إلى جعفر أصلان ابن أخ علي أصلان، في حين كنت أنا موجودًا ليس لدي يعني الأهل والأقارب الموجودون في الجيش، ومع ذلك كنت أقف ضد هذه الطائفة، ولا أقبل، فقد كان هناك استعباد بين الطائفة العلوية والسنة حتى ضمن الكلية الحربية.

طبعًا نظام الجيش منذ أن استلم حافظ الأسد بعد أن قام بتسريح عدد كبير جدًّا جدًّا من الضباط السنة والإخوة الدروز، كان النظام هو 10% للسنة و90% للعلوية، ومن كل المحافظات السنة يجب أن يكونوا 10%، [ومن] الممارسات: كان الضابط يقوم بوضع العلامات الممتازة للطلاب العلويين، ولا يعطي الطلاب السنة العلامة الجيدة رغم تفوقهم، وكان هناك أحد طلاب الضباط كان الأول على الكلية الحربية، ولكن قاموا بإنقاص علامات العملي وتسليمها إلى العلوية، وزميلي كان [اسمه] علي محمد وكان يقول: انظر يا عمار، علم الكلية الحربية ابن جبلة يسلمه إلى ابن جبلة، كان أثناء التخرج طالب الضباط المتخرج المتقدم يقوم بتسليم العلم للمتوسط من أجل المرحلة المقبلة، والمتوسط يسلم العلم إلى المستجد، فكان يقول لي: انظر، ابن جبلة يسلم العلم إلى ابن جبلة، ولا يمكن أن يكون السني هو الذي يستلم العلم أو هو الذي يسلم العلم، يجب أن يكون ابن جبلة هو الذي يستلم، وابن اللاذقية العلوي "النصيري" هو الذي يستلم. هذا كان على المستوى الصغير، وحتى على مستوى الحوار كنا نتحاور فيما بيننا، ووصلنا إلى مرحلة الصدق، فقال: لو أنت صادق معي، أخي نحن لا نحبكم، نحن لا نحب السنة، حتى لو أننا نعيش الآن مع بعضنا، ونأكل ونشرب مع بعض، نحن لا نحب السنة. وكان هناك كتابة تقارير على الطالب الضابط الذي يظهر في الكلية الحربية أنه لا ينحني للعلوية، وأنه يقوم بمواقف رجولية ضد العلوية، كان هناك طلاب ضباط تكتب تقارير لضابط الأمن، وطبعًا ضابط الأمن دائمًا يجب أن يكون علويًّا، و[يقول في التقرير] أن هذا الطالب الضابط طائفي، أو أنه غير منضبط؛ من أجل العمل على فصل هذا الطالب، وحدث أيضًا معي أنه قبل التخرج بـ 7 أيام في عام 2001، بعد أن أنهيت الفحص وأنهيت كل شيء، ونجحت في كل شيء، تآمر ضابط الأمن العميد جهاد حسن، وللأسف أيضًا ضابط قائد الدورة العميد عدنان الرفيع من أجل رسوبي في الكلية الحربية، فقمت بالعودة إلى الكلية الحربية مرةً أخرى سنةً كاملةً في الكلية الحربية حتى عام 2002. وعندما بدأت المرحلة الدراسية في عام 2002 اجتمع مدير الكلية الحربية، وقال: الطالب الراسب يقف، فوقفت، وقال: نحن كنا قد قررنا أنه أنت لا تكمل، وطبعًا لأنني كنت دائمًا حتى في اجتماعات مدير الكلية، كنت أتحدث عن الإجراءات التي تحدث، وأتحدث عن السرقات التي تحدث، وأتحدث عن المخالفات، وكان هناك قرار منع عمار الواوي من حضور اجتماع مدير الكلية لأنه سوف يتحدث عن كل شيء.

كانت تتم سرقات على مستوى لباس المهمات، ولا يتم توزيعه بشكل دائم للطلاب، وكانت سرقات على مستوى الشؤون الإدارية بالنسبة للمطعم، وكان يوجد سرقات البنزين، وصفقات لجنة المبايعة، كل هذه الأمور. فهناك لجنة مبايعة تقوم بشراء مواد للسيارات، وهذه اللجنة تقوم بوضع أعلى سعر، وتقوم برفعه إلى وزارة الدفاع في حين هي تكون قد اشترت المواد بأقل سعر، وحتى على مستوى الطعام: عندما يتم جلب الطعام إلى الكلية الحربية؛ من أجل إطعام الطلاب الضباط ومن أجل إطعام العسكريين، يتم شراء ما هو أدنى شيء، ويوضع في السجلات ما هو أفضل شيء بالنسبة إلى هذا الأمر.

أيضًا هناك شيء مضحك في الكلية الحربية، فقد كان يُمنع الطالب الضابط في الكلية الحربية حتى لو دخل بعلامات عالية جدًّا أن يتحدث بالسياسة وأن يتحدث بالتاريخ وأن يتحدث بالأدب، وكانوا يعملون في الكلية الحربية على أن يتخرج الطالب الضابط يقول: نعم وفقط، بدون التفكير بما يمكن عمله، وينفذ الأوامر، وقاموا أيضًا بإفهام الجميع أنه "نفذ ثم اعترض"، وإذا نفذ لم يعد هناك حاجة إلى الاعتراض، حتى لو ظُلم "نفذ ثم اعترض"، وبعد التنفيذ لا يوجد حاجة للاعتراض.

كان يوجد ممارسات أيضًا على مستوى الكلية الحربية: الإساءة إلى الدين بشكل كبير جدًّا، فالكفر دائم، والشتم والمسبات على الجميع، والألفاظ النابية التي يتلفظ بها الضابط، والطالب الضابط تجاه الضابط الآخر، وكان هناك عادة وتقليد موجود في كل عام: عندما يتخرج الطلاب الضباط المستجدون [ويتم] نزول دورة الأغرار، هناك عادة تقول: أنه يجب أن يقوم الطلاب الضباط المستجدون بالحج، فالساعة 12 ليلًا يتم خلع ملابس الطلاب [ويكون الطالب] حافيًا وعاريًا، ويكون التفافهم بالشرشف الأبيض، ويذهبون إلى الحج حول بناء الطلاب الضباط المتقدمين، يحجون حول بناء الطلاب الضباط المتقدمين، ويقسمون اليمين: "أقسم بالمتقدم العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم، والمستجد الطرطور في الخندق المحفور، والمتوسط على ما أقول شهيد"، ومن ثم تذهب هذه المجموعة باتجاه مبني الطلاب الضباط المتوسطين لرجم إبليس مرةً أخرى، وبعد إتمام الحج الكامل في الصباح يخرج الطالب الضابط حاجًّا مبرورًا للذهاب إلى منزله بعد غياب 3 أشهر. هذه العادة كانت موجودةً ومتفق عليها وموافق عليها من الجميع، وهي كفر غير طبيعي؛ لأن الطالب الضابط المتقدم الذي هو الآن يقسمون بأنه المتقدم العظيم، ويذهبون لرجم إبليس، في العام القادم يصبح إبليس ربًّا لأنه يصبح متقدمًا، ويأتي المستجد الجديد حتى يرجم إبليس المتوسط الذي سابقًا كان قد حجّ على المتقدم وقد رجم إبليس، يعني: الرب وإبليس يتبادلان الأدوار بين سنة وأخرى، وهذه بعض التصرفات التي كانت ضمن الكلية الحربية.

أنا طبعًا لم أقبل بالحج، وقلت لهم: إذا حصل إجباري (إرغامي) على الحج سوف أذهب إلى ضابط الأمن ومدير الكلية الحربية، وطبعًا لم يستطيعوا إجباري على الحج لأن أخي كان معاون رئيس النيابة العامة العسكرية القاضي المستشار خالد الواوي، ويعلمون قوة القضاء العسكري، فلم يستطيعوا إجباري على أن أقوم بالحج، ولكنها سُجلت ورُفعت تقريرًا إلى ضابط الأمن أن عمار الواوي لم يقم بالعرف التقليدي للكلية الحربية، ولم يقم بالحج، لذلك كنت مرتدًّا بالنسبة لهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/26

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالمؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/48-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة حماة-منطقة محردةمحافظة حماة-منطقة السقيلبيةمحافظة حماة-محافظة حماةمحافظة حلب-محافظة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

سرايا الصراع

سرايا الصراع

الكلية الحربية في حمص - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

إدارة القضاء العسكري - نظام

إدارة القضاء العسكري - نظام

النيابة العامة العسكرية

النيابة العامة العسكرية

الشهادات المرتبطة