الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفشي الفساد الأمني والإداري والتعرض لـ "التشبيح"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:42:06

أنا وُلدت في 10 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1978م، سُجّلت في المدرسة مع مواليد [عام] 1977

 أنهيت دراستي في المرحلة الابتدائية أو مدرسة الشهيد بدر الدين خلف، ~~،~~ وبعد ذلك انتقلت إلى [المرحلة] الإعدادية والثانوية، وكانت بمدرسة واحدة اسمها ثانوية الضمير للبنين، طبعًا دخلت إلى المدرسة في عمر ست سنين، يعني في عام 1984، معروف عند السوريين أنه يوجد برنامج [أغنيته تقول:] "للبعث يا طلائع للنصر يا طلائع"، فأنا كنتُ طليعيًا من طلائع البعث الذين كانوا موجودين والذين خُلقوا والذين كانوا يصرخون بكلّ صوتهم بالشعارات الرنّانة التي كان النظام يلقّننا إياها، وأهلنا لم يكن عندهم الجرأة لأن يجعلونا أكثر وعيًا، يعرفون لكن يريدوننا [أن] نبقى جاهلين، لأننا إذا عرفنا سيخسروننا، يعني هذا الموضوع الأهل... أنا بعد أن أصبحت في الصف العاشر أدركت كم أهلنا كانوا يخافون علينا، انتقلت بعد انتهائي من الدراسة الابتدائية إلى ثانوية الضمير للبنين، ودرست [الصف] السابع والثامن والتاسع بنفس الثانوية حتى البكالوريا(الثالث الثانوي)، درست بكالوريا علمي أول سنة، ولم أتوفّق فيها، وفي السنة التي بعدها انتقلت إلى القسم الأدبي ونجحت فيه -الحمد لله-، وبسبب ظروفنا المادية في ذاك الوقت لم أفكّر أن أدرس جامعة أربع سنين فدرست [في] المعهد المتوسط التجاري، كان موقعه في مزّة فيلات غربية في دمشق، وسكنت في المدينة الجامعية أثناء دراستي، كان الإنترنت قد بدأ من جديد والحياة تبدأ [من] جديد، وأنا درست هذا الموضوع في المعهد وجذبني يعني صار عندي اهتمام به، اهتممتُ به كثيرًا، فقرّرت أنا ورفاقي وهما شخصان أن نفتح كافيه (مقهى) إنترنت، فتستطيع أن تصنّفنا كأول مقهى إنترنت في مدينة دمشق، كان مقهانا مقابل المدينة الجامعية تمامًا، فلا تتخيّل حجم الإقبال، هو أمر جديد ومدينة جامعية وكل الطلاب جامعيون كلهم زملاؤنا وأصدقاؤنا أصلًا، فكان مشروعًا ناجحًا جدًا، فالحمد لله يعني بفترة قصيرة استطعنا [أن] نكوّن مبلغًا جيدًا واستطعنا تكوين أنفسنا وتأمين أنفسنا، وصرت أفكّر أنه كيف أعمل لتستقرّ حياتي وأفكر أنه كيف أريد أن أتابع بالتعليم المفتوح أو الموازي، حتى جاءت سنة 2003، طبعًا أنا فتحت كافيه الإنترنت بالـ 2000، في الـ 2003 كانت ثلاث سنين، أصبحتُ صاحب محل، اشتريت محلًا وصار محلي ملكًا وأدواته ملكي، وليس عليّ أي التزامات وعندي رأس مال لا بأس فيه، أتواجه -وأول مرة بحياتي- أواجه شيئًا اسمه شبّيح، طبعًا كان رفاقي من اللاذقية كانوا يحكون لي أنه إذا شخص مرّ بالسيارة المفيّمة (ذات الشبابيك الملوّنة بالأسود) إذا أراد بنتًا يأخذها وإذا أراد سيارة يأخذها، وأنا أعتبر أن هذه حكاية أفلام، يعني من غير المعقول [أن] تحصل، يعني أنه لم أرَ [ذلك] بعيني، يقولون: والله والله...، وطبيعة أهل اللاذقية [أنهم] طيبون ويتكلمون بطريقة لطيفة فأنا أعتبرها مزاحًا، حتى رأيت بعيني ماذا يعني شبيح، أو أن أحدًا يسلبك حقك، ولا يوجد دولة تستطيع [أن] تؤمّنك، كنا في محلنا جالسين وكان عندي أحد الأصدقاء -توفّي رحمه الله- اسمه فادي عضيمة من مدينة اللاذقية، وكان هناك شابّان أيضًا موجودين -الله يذكرهم بالخير- فأتى شخص اسمه زيد بركات وأخوه اسمه خلدون بركات، وهؤلاء أولاد شخص كان يعمل ضابطًا في القصر الجمهوري اسمه بركات بركات، تقاعَدَ من القصر الجمهوري وافتتح "كازينو" على طريق معربا، فعندما كان بالقصر الجمهوري كان له معارف، لكن عندما صار عنده كازينو أصبح معارفه أكثر، فما شاء الله عليه يعني ربّى أولادًا هاربين من جهنم وشياطينًا عندما تراهم تهرب منهم، هم دائمًا مخمورون ودائمًا يتعاطون حبوبًا ويتعاطون مخدرات، فهذا الكلام يحتاج مصروفًا كبيرًا، من أين يأتون بالمصروف؟ جاؤوا إليّ في المحل يريدون أن يفرضوا عليّ إتاوة، أنا محلّي بمنطقة الفتالة ومديرية الأمن بعيدة عني عن إدارة الهجرة بعيدة عني تقريبًا كيلومتر ونصف، يعني مديرية الأمن العام التابعة للأمن الجنائي العام بعيدة عن محلي كيلومترًا ونصف، تستطيع ماشيًا أن تصل إليها، يريدون رقمًا (المبلغ) شهريًا، يعني يريدون ما يعادل 200 دولار [أو] 300 دولار شهريًا، وهم بدؤوا [يسألون] أنه: متى تفتح [المحل] ومتى تغلقه؟ ولماذا تتأخر؟ تقريبًا أنا لم أكن أغلق [المحل] كان محلي مفتوحًا 24 (دائمًا) تعرف أنت أنهم شباب ويسهرون وكذا، [فقالوا:] لماذا تفتح ولماذا تتأخر؟، [فقلت:] ما دخلك أنت؟ يعني ما علاقتك؟ فعرّفوني -في البداية هم عندهم أسلوب- عرفوني بأنفسهم أنهم أرسلوا لي شخصًا هذا فلان وهذا فلان وهذا كذا، ما أخذت وأعطيت أنا (لم أناقشهم) قلنا له: خيرًا إن شاء الله. لم أقل لهم: سأعطيهم. ولم أقل لهم: لا أعطيهم. بعدها جاؤوا 3 أو 4 شباب وصاروا يدّعون أنني أصنع مشاكل مع بنت في الحارة وإلى ما هنالك، [فقلت:] يا شباب أنا زبائني بنات وشباب ومدينة جامعية وليس عندي هذا التوجّه. [فقالوا:] لا أنت. سحبوني خارج المحل وضربوني، فذهبت واشتكيت بقسم [شرطة] المزة على المدعو -لا أريد أن أذكر أسماءهم الآن- ومن ضمنهم اشتكيت على زيد بركات؛ لأنني أعرف أنه هو الذي أرسلهم، وعندما اشتكيت انقهر (انزعج) منّي، انزعج كثيرًا، فكيف يتجرأ ويشتكي على زيد بركات الذي تهابه سباع البراري والليالي؟! فجاء إليّ وحاصر المحل مع شبيحته وعرضوا واستعرضوا سلاحهم فتحوا هكذا معاطفهم أنه لديهم أسلحة ومعهم سكاكين ويقطعون ويشقّفون (يهددون) وقال لي: يجب أن تسحب الشكوى، قطع بتّ (حتمًا) يجب أن تسحب الشكوى. فقلت له: حسناً سيحصل خير. ففي هذه الأثناء الشاب اللاذقاني الذي اسمه فادي عضيمة -رحمه الله- خرج من المحل وقال لي: ماذا يحصل؟ وحكاها بلهجة أهل اللاذقية، فلما سمع زيد بركات لهجته وأنه من أهل اللاذقية ركبه الشيطان (غضب كثيرًا) و[قال له:] أنت ما علاقتك؟ وأنا قلت له: فادي ادخل، لا تتدخل، لا تتدخل يا فادي. فأمسكوا فادي واجتمع عليه 3 [أو] 4 [أشخاص] ثبّتوه بالأرض وأوقعوه وصار يضربه زيد بركات، بعدها سحب المسدس، وأخرج من المسدس المخزن وصار كأنه يصنع وشمًا حول عينيه، يضربه ويضربه ويضربه هكذا حتى ورّم عينيه، يعني أول مرة في حياتي أرى هكذا إجرام أو أرى هكذا قذارة، يعني من أجل ماذا؟! هنا طبعًا أنا زاد إصراري، وصرت أريد أخذ فادي، وأخدته إلى المستشفى بعد أن تدخلتُ عليهم (رجوتُهم)، طبعًا أحاطوا بي وأمسكوني (العصابة)، يعني هذا الكلام بعد أذان المغرب، يعني في المغرب ليس في النهار، لكن ليس الوقت متأخرًا، وكل الناس شهود ويتفرّجون، أخذنا فادي إلى مستشفى المواساة وكتبنا تقريرًا طبّيًا و[قلنا:] نريد أن نشتكي. قال فادي: لا، أنا لا أشتكي. [فقلت:] لماذا يا فادي لا تشتكي؟ قال: أنا آخذ حقّي بيدي. المهمّ أنا هنا زاد حقدي على زيد وعلى جماعته، فذهبت إلى النائب العام في القصر العدلي وأكدت شكواي، وأرفقت أنهم ضربوا فادي في محلي، فادي لم يشتكِ لكن أنا أرفقته [بشكواي] وأضفت هذا الكلام، فزاد جنونهم مني، طبعًا في هذه الأثناء أنا صرت أريد أن أؤمّن نفسي وأحمي نفسي، ليس عندي فكر أو أسلوب أن أحمل سلاحًا أو أواجه السلاح بالسلاح؛ لأنني أنا الخاسر أولًا، وثانيًا أنا إنسان متعلّم وأتّبع الإجراءات القانونية، ومن غير الممكن [أن] أتّبع أسلوب هذه العصابات المجرمة.

 ذهبت إلى مدير الأمن الجنائي عن طريق أحد الأشخاص أمّن لي موعدًا معه، قلناله: 1،2،3 وأنا مستعد [أن] أدفع أجور مفرزة تضعها أمام محلي فقط فترة إلى أن تبرد الأمور (تهدأ) حتى تحمي لي محلي، قال: في القانون لا يوجد هذا، لا يوجد شيء اسمه أحمي لك محلك. قلت له: حسنًا يا سيدي، هو يدخل إليّ ويهدّد رزقي وضرب رفيقي ووثقت له هذا الكلام وأحضرت له شهودًا، قال لي: رفيقك لم يشتكِ قلت له: حسنًا وحتى لو اشتكى ماذا سيحصل؟ أنا اشتكيت فضربوني وإلى ما هنالك. قال لي: عندما نمسكهم يحصل خير. قلت له: ماذا يعني [عندما] تمسكهم يحصل خير؟ اكون أنا أصبحت في خبر كان، يعني يقتلونني، يعني هم يضربون هذا الضرب وهكذا ممكن إنسان يُقتل ولا أحد يستطيع أن يحاسب هؤلاء الأشخاص. بعد أسبوع أو أسبوعين جاء نفسه هذا المدعو زيد هو وأخوه، يوجد محل تأجير سيارات بجانبنا أطلقوا النار على المحل وضربوا صاحبه وأخذوا مفتاح سيارة، كانوا قد جاؤوا بسيارة فراحوا بسيارتين، عاد هذا نفسه بعد شهر [من] الزمان، وهو يمر من أمام السكن الجامعي يوجد سائق "تكسي" يريد أن يخرج من الطريق أو إنه ضايقه بالمواصلات يعني مشى أمامه، كسر عليه [بالسيارة] كسرت عليه أمام باب المدينة الجامعية زيد بركات شتم السائق بأسلوبه المؤدّب وسحب سلاحه وأطلق [الرصاص] فأصاب السائق، أطلق 3 رصاصات وأصاب بنتين في المدينة الجامعية جاءت إصابات بالبطن لم يمت أحد، يعني جاءت إصابات فقط، يعني جَرح ثلاثة أشخاص وأكمل طريقه، وعاد هذا الشخص نفسه كان عنده أولاد مدلّلون، لا أعرف هؤلاء ماذا يسمّونهم تحت أي مسمّى مازوخي تحت أي مسمى تعذيبي تحت أي مسمى مرض نفسي لا أعرف، يوجد عنده أولاد أشكالهم غريبة، فيذهب هؤلاء الأولاد إلى كلية الآداب يريدون أن يصاحبوا هذه البنت أو تلك، البيت يكون هناك ابن عمّها أو ابن قريتها يمشي بجانبها لا يسمح [لهم] أو لا يعطي إذنًا [لهم]، فيصبحون يريدون أن ينتقموا، ممّن؟ من الشخص الذي يحمي البنت، و[يقولون:] لماذا تحميها؟ وما علاقتك بها؟ ويوجد أحد الأشخاص قد شبع من حليب أمه (شجاع) فصفع أحد هؤلاء الأولاد فبقي 3 ساعات يفتل بأرضه (صفعة قوية جدًا)، المهم أن ولد زيد بركات أكل صفعة، كيف يأكل صفعة؟! راح زيد بركات [وأحضر السلاح] طبعًا معه سلاح نظامي يعني، دخل أمام أمن الجامعة ودخل إلى قلب كلية الآداب وأشهر السكين وضرب ضربة واثنتين وثلاث ببطن هذا الشخص، وعندما حاول أن يتدخل أمن الجامعة سحب (أشهرَ) سلاحه وضرب الرصاص بالهواء، وكتبوا في جريدة "الدومري" هذا الحدث، حتى إن الرصاص دخل إلى رئيس اتحاد الطلبة في ذاك الوقت، كان اسمه الأستاذ عمار ساعاتي -لا أعرف وضعه حاليًا- دخل إلى مكتبه الطلق الناري، كتبوا: رامبو دمشق يُطلق النار في جامعة دمشق، يعني أنه في أفلام هوليوود لم يحصل هذا الإطلاق وفي قلب مركز سورية في قلب عاصمة سورية، في أكثر مكان يجب [أن] يكون آمنًا، يعني في مدينة جامعية، تحت حماية الدولة هؤلاء الأولاد يأتون من عند أهلهم تحت حماية الدولة، وفي حرم الجامعة، هذا حرم يعني دعك من أنه حرم جامعي فهذا مكان للعلم وليس لممارسة الإرهاب، فمارَسَ زيد بركات إرهاب المدينة علينا، والدولة وقفت عاجزة [عن] أن تمسكه أو أن تصنع له أي شيء، لماذا؟ لأنه من بيت بركات يعني من الحاشية والده ضابط في القصر [الجمهوري] سابقًا وصاحب كازينو، يجمع كل ضباط القصر ومعارف القصر في هذا الكازينو، [في] حياتي الجامعية كنت أنا لأول مرة بحياتي أرى شيئًا اسمه شبّيح، وأعرف معنى القهر والظلم، أما قبل هذا فطوال حياتي لم أدخل مخفرًا ولا يوجد شخص موظف دولة آذاني أو أساء لي؛ لأنني أحترم نفسي فأجد الاحترام من كل مكان، إلى أن رأيت هذا النوع من الناس وغيّروا نظرتي عن سورية وعن نظام سورية وعن حكومة سورية، نحن طبعًا في ذاك الوقت كنا نظنّ أن الدولة دولة [حقيقية]، [في] الإعلام يُسمعوننا أن دولتنا دولة [حقيقية] وأننا منتصرون وأننا نريد أن نحرّر فلسطين، وأنه نحن ونحن لا أعرف ماذا، إلى أن رأينا بعيننا من أنتم، شخص أزعر(سيئ الخلق) لا يساوي ليرة يعمل أو يدمّر أمّة.

 بعد ذلك زيد بركات هو وأخوه في أحد الأيام بعد مرور 6 [أو] 7 شهور عاد لمضايقتي مرة ثانية، وحاول أن يرمي عليّ قنابل، ويئست أنا من الدولة، فيوجد أحد الأشخاص من سكان جرمانا حكيت له قصتي، فقال لي: تعال إليّ، قلت له: ماذا؟ قال لي: لا يحلّها إلا الأكبر منه. قلت له: من الأكبر منه؟ قال لي: هات 5000 [ليرة سورية]. أعطيته 5000، فذهب واشترى -لا أعرف- مشروب سم القاتولي (كحولًا) مشروبات روحية ، وأعطاها لشخص اسمه جبور، أنا لا أعرف اسمه، أنا لم أرَ هذا الشخص، لكن المهم أنه أخذ مني 5000 ليرة، وأخذ هدية لهذا الشخص، وذاك الشخص رفع الهاتف (اتصل) وأهان زيد بركات، وقال له: هذا الشاب من جماعتنا لماذا تتصرف معه بهذا الشكل؟ فبعد أن أخذ مني 5000 بـ 3 ساعات أتت سيارات زيد بركات، وزيد بركات وقف أمام محلي، وهنا وقع قلبي (خفتُ) أنا قلت: الآن أتوا ليقتلوني. يقول لي: أنت صاحبنا، من يضايقك هنا؟ لماذا لا تقول لي من يضايقك؟ من أفجر لك؟ هل أفجر هذا المحل أم هذا المحل؟ فكيف أصبح لعبة في يدي؟ أنا لم أكن أظن أن الـ 5000 [ليرة] [تنفع] لهذه الدرجة، يعني لم أرضَ أن أعطي [إتاوة] شهرية لزيد بركات، لكن 5000 ليرة أخذها هذا الشاب لا أعرف من أين تعرّف إلى ذاك الشخص، وذاك الشخص من شبيحة [مدينة] جرمانا، فيأتي زيد بركات ويصبح "شبّيك لبيك عبدك بين إيديك" (مطيعًا) وبعدها صار زيد بركات يريد أن يأتي ليسهر عندي بالمحل، نحن بالنهار للساعة العاشرة إلى أن تغلق أبواب المدينة الجامعية نُشغّل "كافي نت" وبعدها نُشغل ألعابًا لمن يريد أن يأتي ويلعب أو كذا، فصار [زيد] يجمع الأولاد التابعين له ويأتي يريد أن يلعب، فلم نعد ننتهِ من زيد، عنده أولاد لا أعرف يحميهم لا أعرف من هؤلاء وماذا يفعل بهم؟ لكن تجدهم دائمًا بالسيارة، كان يأتي وسيارة له وسيارة أولاد كأنهم مرافقة، وكلهم آخر طرز (يرتدون ثيابًا أنيقة) ويلبسون لباسًا مثل اللباس الموحّد، عنده أولاد لا أعرف ماذا أسمّيهم؟ فيأتي زيد كان شبيحًا ويضايقني، كان يزعجني وأخاف منه أنه إذا رآني أفتح [المحل لوقت] متأخّر أن يطلق عليّ النار أو كذا، صار زيد هو يريد أن يحمي لي المحل، وصار يريد الجلوس عندي والسهر عندي حتى الصباح بالمحل ويلعب [لعبة] "كاونتر سترايك"، ففي إحدى النهفات (الطرائف) -طبعًا أنا لم أكن أداوم بالليل، كنت أضع عاملًا يشتغل بالليل، كانوا يلعبون "كاونتر سترايك"، فصار وقت رمي القنابل [في اللعبة] فأحد الأولاد الذين مع زيد رمى عليه قنبلة لزيد باللعبة، قتل زيدًا باللعبة، فقام زيد وسحب قنبلة حقيقية ورماها، فَرميت الشاشات وركض الناس للخارج وخرّب المحل، لم تنفجر القنبلة طبعًا هو لم يسحب مسمار الأمان، المهم سحب القنبلة وقال: كيف تقتلني؟ وسحب قنبلة ورماها على أمل أن يُفجّر بالحقيقة، لكن يعني جاءت سليمة، المهم [أنه] أوقع شاشتين، خرّب شاشتين عندي انكسرت شاشتان، ولم أعد أعرف كيف أتخلّص [منه]، يعني إن أرضيناه لا نَسلَم، وإن اشتكينا للدولة لا نسلم منه، وعدنا ووجدنا شخصًا شبيحًا يُشبّح عليه (يهدّده) بـ 5000 ليرة أيضًا لم نسلم منه، صار صاحبنا ودلِق (تعدّى) علينا.

 المهم تمر الأيام تأتي الأيام بعد 3 [ أو] 4 أو 5 شهور كنت أفتح [المحل] في الساعة الثانية ليلًا تقريبًا، وأنا أريد إغلاق محلّي يعني وأخرج إلى بيتي -كنت أسكن في مزة فيلات شرقية- يمرّ زيد هو ورفاقه لكن مطفي (سكران) يمر ويشتمني ويقول لي: لماذا تفتح [المحل] ولاك (كلمة للإهانة)؟ ونزل [من السيارة] ونزل مباشرة الأولاد التابعون له، وسحب مسدسًا ووضعه على رأسي وأنا واقف، ثم جاء أحد الأولاد التابعون له وقال: زيد لا تفعلها ورفع يده هكذا، أنا لم أتحرك، وعندما رفع يده صار المسدس هكذا يعني كان قتلني، خرجت الرصاصة طبعًا يوجد سقف مستعار أمام محلّي فتَثقّب، الرصاصة حقيقية ليس مسدسًا خُلّبيًا، أطلق النار عليّ زيد بهدف القتل وهو مخمور، الله أعطاني عمرًا كي لا أموت، بعدها بأسبوع أخي محمد الدكتور- رحمه الله- كان عندي في المحل وخرج من المحل وقطع [الطريق] من قبل المدينة الجامعية، ويريد الذهاب إليّ إلى البيت، صار حادث سير وتُوفّي أخي محمد، يعني خلال أسبوع كنت أنا سأُقتل وبعدها تُوفّي أخي- رحمه الله- بحادث سير، اعتبرت أن هذا تنبيهًا من رب العالمين أن الأمر انتهى، اسودّت أصلًا الحياة بوجهي، كرهت المنطقة وكرهت الطموح وكرهت الآمال، لأنني كنت أريد أن أصبح رجل أعمال، أنا كنت أريد [أن] أعمل مزوّد إنترنت، أنا أريد أن أحضّر البلد (أجعلها حضارية) أنا أنا أنا..، وكان عندي قدرة وعندي إمكانية سواء كانت إمكانية تقنية أو كانت إمكانية مادية صارت نتيجة عملنا، فأغلقت المحل شهرًا [أو] 2 [أو] 3 بعد أن توفي [أخي] -رحمه الله- وبعدها عرضته للبيع وبعتُه وعدتُ إلى بلدنا إلى الضمير، هذا الكلام صار في الـ 2004، أخي محمد تُوفي في اليوم الثالث من شهر تموز/ يوليو 2003، بقي المحل لبداية الـ 2004 باسمي، ثم بعته وعدت إلى الضمير، فتحت نفس العمل، فتحت محل كمبيوتر لكن تجميع وصيانة، وبنفس الوقت الإنترنت غير مطلوب في الضمير لم أنشئ كافيه (مقهى) إنترنت لكن يعني خدمات كمبيوتر بشكل عام.

 بالإضافة إلى أنه توجد نقطة بالنسبة لموضوع ترخيص محلّي، المحل كانت هناك أرض... أنت تعرف أن الفتالة أرض مخالفات، لا أعلم إذا ذهبت إلى المدينة الجامعية وكنت تعرفها، يوجد أمام هذه المنطقة عشوائيات هكذا تُعتبر، فكل المناطق التي أنشؤوها هناك عشوائيات يفتحها شباب من الساحل أو من جماعة الحكومة، فيُحضرون أربع نقلات رمل وقليلًا من البلوك (الطوب) ويضعون [ألواح] توتياء ويفتحون محلًا وترخّص لهم البلدية، أنا محلّي خارج من بناء نظامي، اشتريته محلًا [نظاميًا]، لا أشتري مخالفات أنا أو ليس عندي جرأة أصلًا أو لا يسمحون لي أن أخالف يعني غير موجود بثقافتنا [أن] نخالف نحن نتبع القانون. الإنترنت جديد فأريد أن أرخّص، صراحةً لم تكن تتدخل بنا فروع الأمن وكذا في البداية يعني، لكن صارت المقاسم تُغلق لنا تقطع لنا خطوط الهاتف التي نشغّل من خلاًلها الإنترنت، [قلت:] لماذا؟ قال: يجب أن ترخّص. ذهبنا إلى المحافظة قالوا: والله الرخصة يجب أن تذهب لترى المسؤول عن الرخص والمهن حتى يعطوك رخصة وإلى ما هنالك، وصلنا لمرحلة أنه يوجد أحد الضباط الكبار على مستوى [كبير] كان مدير إدارة معامل الدفاع كاملةً، لواء وشغلة (منصب) كبيرة وكذا، فذهبت وطلبت منه -هو ابن بلدنا- أنه: انظر لنا الفرع 451 انظر لنا جماعة الأمن الآن لعلهم يدبّرون لنا [الأمر] كي لا يقطعوا لنا خطوط الهاتف. عندما يقطعون خط الهاتف فيجب أن أعود وأشتري خط هاتف جديدًا، ودائمًا عندي خطّان احتياط. فذهب وأحضر مدير المقسم وجلس معه قال له: لا تقطع الخطوط، وأخذ مني ثمن صينيّة (علبة) شوكولاتة 5000 ليرة، ولم ينجح ذلك. المهم بجانبنا توجد منطقة بجانب محلّي مباشرة توجد أرض فارغة، نمنا واستيقظنا (فجأةً) وجدنا فيها محلًا، محلًا مبنيًّا جاهزًا وفيه ديكور، كيف حصل ذلك؟ أين البلدية؟ أين الدنيا؟ نحن رخصة لم يعطونا [رغم أن] محلّنا "طابو" نظامي! تغمض [عينك] وتفتحها (فجأة) أُنشئ محل، تغمض [عينك] وتفتحها صار [يوجد] كافي (مقهى) إنترنت أكبر من محلي بعشر مرات، أغمّض وافتح رخّص ولم يعودوا يقطعون له الخطوط [الهاتف] يعني ما هذه المحسوبيات؟ تعذّبت (تكبدت عناء) كثيرًا مع أن ابن بلدنا كان عضو مجلس محافظة دمشق، المحافظ ندقّ بابه رجل محترم يستقبلنا ويسمع منا، مسؤول إدارة الحرف والمهن وتراخيص الحرف والمهن أيضًا رجل محترم، كلهم لم يستطيعوا أن يخدموني يعني، كلهم يوجد [لي معهم] معرفة وتوصية يمكننا القول توجد واسطة وغيرها وتوجد توصية ولم يستطيعوا أن يخدموني! وهذا كيف فتح؟ القصة تضع العقل بالكف (غريبة جدًا) يعني، بعد أن فتح هذا [المحل] غضّوا النظر عنا، يعني أنا كنت فاتح [المحل] قبله بسنة، و[توجد] مشاكل دائمًا، بعد أن فتح [هذا المحل] لم يعودوا ليقطعوا لي خطوط الهاتف، غضّوا النظر، فقلنا: والله جيد أنه جاء هذا المنافس، صحيح [أنه] سرق الزبائن لكن غضّوا النظر عن موضوع قطع الخطوط، فمن هنا تعرف أنه كيف كانت [البلد] مزرعة، ليست دولة، يعني كنا نعيش هذا الواقع والدولة في عزّها وكان بشار الأسد استلم [الحكم] حديثًا وكانت الدولة في عزها وهكذا حصل.

طبعًا أنا أريد أن أتحدث عن قصة، أنا كنت في دمشق قبل أن أفتح المحل لمّا تُوفى حافظ [الأسد]، توفي حافظ ونحن من سكان المدينة الجامعية نُعتبر وقود الحراك الشعبي الذي يريدون أن يضخّوه في دمشق، في أي لحظة يطلبوننا، [من أجل] مظاهرات مسائية أو ما شابه، فنحن لا نريد الذهاب، ولا أخفيك أنا في الوقت الذي تُوفي فيه [حافظ الأسد] فرحت، قلت: لعله يتغيّر شيء، أمناء الوحدات.. الوحدة السكنية لها أمين، أمين الوحدة يريد أن يقطع الكهرباء عن الوحدة كلها ليجبر الجميع أن يخرجوا [بالمظاهرات] ويرسل الطلاب يدقّون [أبواب الغرف] بابًا بابًا، يجب أن تنزل غصبًا عنك، نحن نطفئ الأضواء [بالغرفة] ونقعد ونسكت، ففي إحدى المرات [كانت] مظاهرة فجائية، سحبونا غصبًا عنا وأخذونا، كنا داخلين نحن فشاركنا في التظاهرة من أجل أنه راح (مات) حافظ، ونحن حزانى على حافظ، وحملوا شموعًا ولا أعرف ماذا فعلوا، فضمن الهتافات: -أنا أشكر الله أني نزلت لأسمع- ضمن الهتافات: "يا حافظ لا تهتم نحن شعبك نشرب دم.. والله اللي ما يترك بشار (أو بما معناه) لنخلي (نجعل) بردى (نهر بردى) يمشي دم"، ما هذا الخطاب الطائفي القميء؟! من هنا فهمنا أن [أصحاب] الهتافات والحركات... الأشخاص طبعًا تغلغلوا بدمشق، دمشق لم تعد مثل دمشق التي كانت معروفة سابقًا، صاروا كثيرين وبالأخص [منطقة] المزة ،المنطقة هذه صار فيها عشوائيات لا بأس فيها تابعة للناس الذين جاؤوا من الجبال، فكانت خطاباتهم طائفية وقميئة جدًا، وتهدّد بأنه إذا لم يحصل [ما يريدون] فسيعملون يا لطيف (يهدّدون).

 قبل ذلك كان عندي معسكر تدريب جامعي في الديماس، فاحترق معمل دهانات أمية في ذاك الوقت، في أي شهر بالضبط لا أعرف لكن في عام الـ 2000، عندما احترق معمل أمية في الديماس رأينا دمشق تُضيء، حريق كبير جدًا، وكان ميتًا حافظ، وبشار يجهّزونه ليستلم [الحكم]، الاستنفار الذي حصل بالمعسكر وكيف تجمّعوا، يعني نحن [بشكل] عادي جالسون يعني يجلس معي أيًّا كان من أي مدينة من أي طائفة لا يهمّني، يعني أنا في النهاية حسب ما علّمونا أنه لا تهمّنا هذه الأمور، فجأةً انسحب بعض الأشخاص من خيمنا وتجمّعوا وصنعوا تكتلًا فظيعًا، و[تساءلنا:] ما هذا التكتل؟ ما هو الوضع؟ بعدها سألنا: ما القصة؟ وماذا يحصل؟ تبيّن أنهم خافوا أن يحصل انقلاب ضد بشار، فصنعوا تكتّلًا ليحموا أنفسهم منا، حسنًا من نحن؟! نحن لا نؤذي ولا نفكّر في أن نؤذي أي إنسان، يعني هكذا تربّينا وهكذا تعلّمنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/21

كود الشهادة

SMI/OH/38-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2000 - 2004

updatedAt

2024/07/03

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الديماسمحافظة دمشق-المدينة الجامعيةمحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرمحافظة دمشق-المزة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

الاتحاد الوطني لطلبة سورية

منظمة طلائع البعث

منظمة طلائع البعث

معسكر الطلائع

معسكر الطلائع

القصر العدلي في دمشق

القصر العدلي في دمشق

صحيفة الدومري

صحيفة الدومري

الشهادات المرتبطة