الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

السيرة الذاتية والاعتقال قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:21:21

أنا عمر محمد خلو من مواليد اللاذقية 1979 ولي من الإخوة ثلاثة ذكور وأخت، ونحن خمسة إخوة، ووالدي محمد خلو كان رئيس دائرة مؤسسة العمران في اللاذقية المسؤولة عن استيراد الإسمنت والحديد إلى الساحل السوري، وطبعًا والدي معتقل منذ عام 1981، وأنا كان عمري سنة وثلاثة شهور وحتى الأخ الأكبر مني لا يعرف أبي، ونحن تربينا في جو سيء جدًا، وطبعًا الحمد لله كانت العائلة محافظة وكانت أمورنا جيدة في بداية اعتقال والدي وبعدها مررنا في مرحلة سيئة من الناحية المادية، وطبعًا ترعرعت في هذا الجو، وبصراحة كنا نسأل كثيرًا عن الوالد وعندما وعينا عرفنا أن حافظ الأسد اعتقل أشخاصًا. 

استمريت بدراستي إلى ما يقارب عام 1997 و 1998 وبعدها لجأت إلى العمل، وأنا كنت أعمل نجارًا، وخدمت الخدمة العسكرية الإجبارية في عام 1998 وتسرحت في عام 2000، وطبعًا تسرّحت بعد هلاك حافظ الأسد بأشهر، وطبعًا دراستي [للمرحلة] الثانوية، وبعد الخدمة العسكرية فتحت تجارة بمفردي؛ صناعة المفروشات وتجارة المفروشات حتى حدود [العام] 2006، بدأت بتجارة العقارات، وكان يوجد حركة تجارية قوية للعقارات في سورية في تلك الأيام، واستمريت بتجارة العقارات والمفروشات حتى قيام الثورة. وطبعًا أنا اعتقلت قبل الثورة عدة مرات: اعتقلت في عام 1998 وفي عام 2000 وفي عام 2007 وفي [اعتقال] 1998، واعتقال 2000 كانت ضمن الخدمة العسكرية وأنا خدمت العسكرية في مدينة اللاذقية، وكانت تقارير ضباط الأمن في الجيش معروفة، يعني دائمًا يوجد تقارير يومية وخصوصًا للأشخاص الذين يوجد في عائلاتهم شخص من المعتقلين السابقين، سواء كان إسلاميًا أو غير إسلامي، يعني معظم معتقلي الثمانينات كانوا إسلاميين ولكن أيضًا يوجد تيارات غيرهم، فما بالك بشخص والده معتقل. 

وفي فترة ما بين عام 1996 إلى قيام الثورة التزمت بأمور الدين بشكل جيد، وأيضًا كانت العين علينا، وحتى في [الخدمة] العسكرية أمسكوا بي عدة مرات وأنا أصلي فرفعوا تقارير، وكانت هذه لها علاقة وربما يكون أحيانًا حادث سيارة عادي ويتم ملاحقتي بمشكلة، وهم لديهم تقارير جاهزة، وفي إحدى المرات تم سجني شهرين وعشرة أيام بمشكلة ليس لي فيها علاقة أثناء الخدمة العسكرية.

في عام 2007 اعتقلت مع الموجة الكبيرة التي حصلت من الاعتقالات للناس الذين يسمونهم "إسلاميين"، ولكن أنا لم يكن عندي أي ارتباط بتنظيم، ونحن لم يتم التحقيق معنا أبدًا في هذا الموضوع، وأغلب التحقيق معنا في فرع فلسطين يقولون لماذا لم تذهبوا إلى العراق ونحن فتحنا لكم الحدود وطبعًا لا يزال هناك أشخاص إخوة اعتقلوا معي ومنهم موجود في أوروبا، فكانوا هم  متضايقين بأنه نحن فتحنا لكم الحدود لماذا لم تذهبوا، فقلنا لهم نحن ليس عندنا قناعة بالذهاب، فقالوا نحن نريد التخلص منكم حتى يرتاح البلد من أمثالكم، وطبعًا هذا كله أحداث متراكمة حتى وصلنا إلى بداية الثورة.

موضوع أن النظام كان يشعر بأنه يتم العمل عليه (على إسقاطه) هذا الموضوع لم يكن هذا الأمر موجودًا، في تلك الأيام يوجد تداعيات لأحداث أيلول/ سبتمبر 2001 وحرب العراق 2003، والشباب الذين ذهبوا إلى العراق وتأثروا بهذه الموجة كانوا متأثرين أكثر بحرب أفغانستان وحرب العراق، لأن أغلب الناس بدأوا يكتشفون عمالة "حزب الشيطان"؛ ما يسمى "حزب الله"، ويوجد أشخاص كان لديهم اطلاع على أحداث 2006 ولكن أغلب الذين ذهبوا إلى العراق من إخواننا الذين نعرفهم وأخي المباشر ذهبوا أولًا حتى يهربوا من البلد والضغط الهائل، الضغط الأمني الذي كان يمارسه النظام بجميع أشكاله على الشباب، وأغلب الذين أعرفهم كانوا مثقفين وأخي كان محاميًا، وإخوتنا كانوا خريجي اقتصاد وصيدلة وخرجوا في أحداث العراق، وكانت البذرة الاولى هي أحداث أيلول/ سبتمبر لأنه يوجد الكثير من الأشخاص لا يعرفون لماذا الطائرات استهدفت هذه المباني ومن هو أسامة بن لادن، وبدأ الناس يبحثون كما حصل في بلاد أخرى وكما حصل حتى في أمريكا نفسها، والشاهد أنه يوجد أشخاص منذ بداية 2001 بدأوا يتأثرون حتى 2003. 

وفي عام 2003 عندما بدأت الحرب في العراق ورأينا الظلم الذي حصل في العراق، العاطفة كانت جياشة لدى أغلب الشباب ويريدون تقديم شيء، وحتى يوجد أشخاص ذهبوا قبل سقوط صدام (صدام حسين) وليس لهم علاقة بشيء اسمه إسلاميين، ومنهم أشخاص لا يصلون وحتى من مناطقنا ولكنهم عادوا ولم يبقوا طويلًا، وحتى حدود 2004 بدأ الذهاب الى العراق بشكل منظم؛ مجموعات وخلايا، وطبعًا الجميع تحت أعين النظام يعني هل الشباب كانوا على تنسيق مع النظام بالتأكيد لا، ولكن النظام كان يعرف أنه يوجد مجموعات تستعد في البلد وتركهم، وحتى كان يوجد تغيير هويات في حلب وكان يوجد في حلب مضافات كثيرة من حلب إلى القائم، مراحل كثيرة والنظام يعرف كل هذه الأمور ودسّ بين الشباب كل عملائه مثل أبي القعقعاع وغيره، يوجد لدينا في اللاذقية الكثير مثل أبي القعقعاع، ولكن حتى الشباب الذين خرجوا يعرفون أنهم مراقبون، ولكنهم يريدون الخروج، يعني أنا سألت عدة إخوة ويقولون: النظام بالتأكيد لديه علم، ولا يوجد عندهم شك ولكن لا يوجد عندهم مشكلة ويريدون الخروج ورؤيتهم أن يدفعوا الظلم عن الناس وإذا قدر الله يومًا من الأيام سوف يعودون.

كان يظهر من منطلق العروبة والقومية، وفجأة تفاجأنا بأحمد كفتارو، وفجأة صار لديه الجهاد فرض عين وفلسطين منذ 70 سنة لم يأت أحد على ذكرها، وظهر من خروج المفتي العام وكلامه أن النظام هكذا يريد، والشاهد في عام 2004 لم يكن يوجد أبدًا هذا الموضوع الذي تكلمنا عنه، وكان هو عبارة عن بعض الإخوة مثلًا أربعة أو خمسة أشخاص في مجموعة، وأنا دعيت إلى إحدى المجموعات ولكن أنا كنت أرفض فكرة الخروج، لأنه واضح جدًا أنه تفريغ للساحة من الشباب وقود البلد، وجميعهم من الشباب وذهب الكثير من الأشخاص وبعدها جاءت أحداث الفلوجة وطبعًا أغلب الذين قُتلوا في الفلوجة هم من اللاذقية وكانت محرقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى رحمهم الله، ومرت الأحداث حتى وصلت إلى أحداث نهر البارد، وأيضًا كان يوجد أشخاص من اللاذقية في نهر البارد، وهنا بدأ النظام وطبعًا النظام سابقًا بدأ باعتقال الإسلاميين على مستوى سورية في عام 2004 وعام 2005 وما بعدها وفي عام 2006 كان يوجد موجة اعتقال كبيرة وعندنا في اللاذقية كان يوجد موجة اعتقال تحت مسمى "صناع الحياة"، وكانت مجموعة كبيرة من الحفة واللاذقية وجبلة، واعتقلت مجموعة كبيرة عدة أشهر وبعدها ببساطة من نبيل الدندل الذي أخذ عائلات المعتقلين إلى الشام (دمشق) وجلسوا مع رئيس الفرع وطبعًا هي كانت اتفاقية.

نبيل الدندل هو رئيس فرع الأمن السياسي في اللاذقية في هذه الفترة التي أتحدث عنها، في الفترة الحساسة من زمن الأحداث قبل الثورة حتى حدود 2007، وفي عام 2007 اعتقل صديقي، وأنا بحكم تجارتي بالعقارات كان عندي منازل أقوم بتأجيرها وأحد المنازل التي أجرتها كان لهذا الشاب وهو ابن حينا، وهو ليس شخصًا مجهولًا، وكان هذا الأخ منظَّمًا، واعتقل وهو شاب جامعي وبعد أسبوع جاءني بلاغ لأجل المراجعة إلى فرع الأمن العسكري، وطبعًا أنا أعرف في تلك الأيام أغلب الظن أنه سيتم الاعتقال، فقررت الخروج من البلد، ولكن لم يكن يوجد مجال وأنا أعرف أنني سأعتقل لا لأن هناك علي شيء؛ ولكن موجة ستصيب الناس وأنا أعرف أنه كان يوجد دراسات علي (تقارير)، وأنا صحيح أنني ذهبت إلى فرع الأمن العسكري ولكن قبلها ذهبت الكثير من المرات إلى المفرزة إلى فرع الرمل الجنوبي استدعاءات ولا يوجد شيء أبدًا، يسألونني لماذا تمشي مع فلان ولماذا تذهب إلى صلاة الفجر ولماذا لحيتك طويلة، وكانت مراجعة المفارز هو أمر روتيني، وأما موضوع هذا الفرع فجاءتني تبليغة نظامية فذهبت وتم اعتقالي من أول مرة عندما وصلت ودخلت إلى الفرع وتم اعتقالي وبعدها حولوني مباشرة، وطبعًا جلست عدة أيام في التحقيق والتعذيب وهم يريدونني أن أعترف بالتنظيم، والرجل نفسه المعتقل عندهم يقول لهم هذا ليس له علاقة، وطبعًا أنا كنت مع تقريبًا خمسة شباب وهم ليس لهم علاقة وهو اعترف أنه منظم ولكن رغم اعترافه لم ينجح الأمر. 

ووضعونا جميعًا وبعد تقريبًا أسبوع أو عشرة أيام أخذونا إلى فرع فلسطين، وطبعًا أنت ذكرت شيئًا مهمًا أنه هل أخذوك إلى المكان الفلاني؟ لا هذه الرحلة حصلت معي في الثورة وأيضًا اعتقلت في الثورة بعد رفع قانون الطوارئ واعتقالي في عام 2007 كان أسهل في أيام الطوارئ لأنه تم وضعي في سيارة الأمن ومباشرة أخذوني من اللاذقية إلى الشام، وصحيح أنني كنت مقيدًا ومعصوب العينين؛ ولكنني لم أتعذب كما تعذبت في الثورة بعد رفع قانون الطوارئ. 

وطبعًا أخذوني إلى الشام وتم التحقيق معي من البداية والتعذيب كان أقوى، ودخلت إلى فرع فلسطين وأنا اعتقلت أكثر من مرة ولكن لم أذهب إلى فرع فلسطين، والوضع لم يكن طبيعيًا، وكان السجن مكتظًا جدًا وجميعهم من الإسلاميين وطبعًا من عدة جنسيات، وفي المهجع الذي كنت فيه كان يوجد عدة جنسيات: ليبيون وسعوديون ويمنيون ولبنانيون وأكثرهم سوريون والقسم الأكبر من حلب، وبصراحة كانت معاناة كبيرة جدًا والتعذيب كان أسهل من الجلوس في المهجع والنوم فيه وخصوصًا "نومة التسييف" المشهورة (ينام المعتقل على طرف واحد ولا يستطيع التقلب) والعذاب الشديد وعدم كفاية المكان للناس الموجودين، وكان يوجد أشخاص نائمون وأشخاص واقفون، والتبديل أثناء الليل وهذا الشيء الذي يتم الحديث عنه عن سجن صيدنايا أكيد هو أشد وأصعب ولكن هذا نسخة وبالأصل هي نسخة قديمة من أيام تدمر التي قرأناها في رواية "القوقعة" وغيرها عما حصل في [سجن] تدمر وهذه المسألة مكررة ومدروسة منذ أيام الاتحاد السوفييتي وهذا الأمر ممنهج، فكان التعذيب على مستوى كبير، ولكن أهم شيء يريدونك أن تخرج من السجن حتى تهاجر خارج سورية بكل وضوح، ونقول هذه بلدنا ولماذا حتى نذهب إلى العراق وهم يقولون اذهب إلى أفغانستان، يعني الجماعة واضحين جدًا ويريدون من أغلب الناس الذين في رأسهم شيء على النظام (يضمرون نوعًا من التحفظ على النظام) أو أي شيء ضد النظام لا يجب أن يبقوا في البلد، وطبعًا أصعب شيء في فرع فلسطين هو أصوات النساء المعتقلات وأنا سمعت أصوات النساء والأطفال أثناء التحقيق، وكانت ذكرى سيئة جدًا جعلتني أحمل [ضغينة] زيادة عدا الأمر الذي أحمله من فقدان الوالد واليتم الذي عشناه، وعندما رأيت هذا المنظر وعندما رأيت أشخاصًا في المهجع من علية القوم الفاهمين والمثقفين يعني النظام يريد من الشعب أن يكون جاهلًا بامتياز.

أعتقد أنني بقيت في السجن لمدة شهرين وطبعًا حولوني إلى [سجن] صيدنايا وفي تلك الفترة بدأوا منذ العام 2005 يحولون المعتقلين إلى صيدنايا، وكانوا يريدون تحويلي إلى سجن صيدنايا ولكن الأخ أساس المشكلة ثبت على أقواله، وأنه نحن ليس لنا علاقة أبدًا ولا يوجد أي معرفة، وكان يوجد عقد إيجار بيني وبينه وأنا قدمت العقد وحُكم القاضي، ولكن لم أستفد شيئًا، لكنه ثبت على أقواله وقال أنه ليس لنا علاقة ونحن كنا ثلاثة شباب في نفس الدعوى يوجد أحد الشباب كان متفوقًا في دراسته، ولشدة تفوقه ذهب في بعثة إلى فرنسا يعني هو شخص مثقف وهو الآن بروفيسور في فرنسا، والشاهد أنهم لا يعتقلون فقط الإسلامي وإنما كانوا يركزون على فئة محددة لشيء هم يريدونه.

رغم أن تدمر معظمها كانوا مسلمين (إسلاميين) ولكن كان يوجد ماركسيين ويساريين و(مؤلف رواية) "القوقعة" كان "نصرانيًا" ملحدًا والمعيار ليس فقط هو الإسلامي والأساس عندهم الإسلام ولكن المعيار لا يكون الحكم فقط وإنما الكرسي هو كل شيء.

أنا أعتقد باعتقاد أهل السنة والجماعة وطبعًا الناس الذين كنت أستفتيهم كانوا يسمون في البلد السلفية ولكن يجب أن يكون هناك تفريق ما بين سلفي جهادي وسلفي علمي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/23

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالنشاط قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/63-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1979 - 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

الشهادات المرتبطة