أحداث الثمانينات والنشاط السياسي قبل الثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:52:18
هناك شبه بين التطورات كيف تطورت الحركة في تلك الفترة والآن في 2011 الحركة في 1979 هي في الحقيقة كانت من الـ 1978 حيث قاموا بمؤتمر النظام وحوار مع المعارضة وشارك المثقفون في مؤتمر للحوار وهي بدأت من الـ 1967 وهي نوع من حركة سلمية معارضة قادتها النقابات بما فيها المحامون والأطباء ونسميها المهن الحرة وكانت انتفاضة ديمقراطية مثل ما بدأنا في الـ 2011 وليس لها علاقة بالدين والطائفية والشريعة وكان لها علاقة بالحريات وهي استمرت أكثر من سنة ومن أبرز أحداثها إذا تذكرنا هو المؤتمر الذي اضطر يقوم به [محمود] الأيوبي وهو حوار مع المثقفين واحتفظ الجمهور بكلمات مؤثرة لممدوح عدوان وميشيل كيلو وعدة أشخاص تقريباً انتقدوا السلطة والنظام بشكل عنيف والنظام هنا شعر بالضعف أمامهم ومن الأقوال التي أذكرها لممدوح عدوان أنَّكم تكذبون حتى في نشرة الطقس وهذه من ذكريات ثورة أو بالأحرى ليست ثورة، بل انتفاضة سياسية من أجل الحريات وهنا الانتفاضة أحيت عند الإسلاميين الذين هم مضطهدون مثلهم مثل غيرهم ومقموعون أكثر من غيرهم، أحيت لديهم نفس ولم يكونوا داخلين في الموضوع وأحيت لديهم أن يدخلوا انفسهم في الموضوع وهم حين يدخلون أنفسهم في الموضوع فهم تعاليمهم وثقافتهم دفعتهم مباشرة لاستخدام السلاح وهذا جزء منها الجريمة التي ارتكبت في كلية المدفعية وعلى أثرها خرجت ما تسمى بالثورة الإسلامية والطليعة المقاتلة وأخرجوا نشرة نسيت الكرَّاس الذي كانوا ينشرونه.
لا شك بعد لقائي مع شخصيات كثيرة منهم، الطليعة انشقت ولم يكن هناك قرار من قيادة الإخوان [المسلمين] في زج أنفسهم في الثورة ومشكوك في قصة [عدنان] عقلة وهل هو مدفوع من المخابرات أم كان صادقاً، ولكن شاباً متحمساً ومتطرفاً مثلما كان مروان حديد وشد الحزب كله ولا أستطيع الحكم بها، ولكن أعرف أنَّ الإخوان غير متحمسين ليخوضوا هذه المعركة.
التقيت مع عدنان سعد الدين وكان في فترة أصبح زعيم الإخوان وأخذ القيادة وأتى رآني بعد ما حدث تفاهم وهو يجيبك على سؤال ثان لك وهو "تحالف من أجل تحرير سورية" وعمل ذلك الإخوان والمكتب السياسي ومن الممكن أن المكتب يقول: لا. ولكن أذكر أنَّهم قاموا به وكان هناك الصراع العراقي السوري بين صدام [حسين] وحافظ الأسد وتشكل التحالف وكان هناك ناس بعثيون سابقون وكان أحمد سليمان الأحمد والإخوان وأنا دعوني أدخل ورفضت وأنا كنت أعتقد مثلما أعتقد الآن بأنَّ الانتقال إلى السلاح يساهم في إجهاض الثورة وإدخال القضية والانتفاضة في مواجهة عسكرية هي إعطاء جائزة للأسد من أجل أن يحطمها وهذا الذي حدث لم يعد أحد يتذكر من أحداث الثمانينات من النقابات وحراكها ودمرت النقابات عملياً بعد ذلك والمخابرات هي التي تدير النقابات وأتى بعد ذلك هزيمة عسكرية وقطيعة طائفية وسياسية، فعدنان سعد الدين استلم القيادة في تلك الفترة وكان في قلب التحالف وأتى رآني من أجل دعوتي، بعد ذلك انتهت الطليعة المقاتلة وأصبحوا يتكلمون في الثورة الإسلامية وفي تلك الأيام غير الثورة بعد الخميني ولم يكن ينظر لها أنَّها حكم خلافة إسلامية كان لديهم الإخوان قبول في لباس ليبرالي وليس لهم علاقة عدنان سعد الدين فهو ليس مغلقاً وليس متعصباً وهم لديهم ليبرالية الإخوان الأوائل مثل مصطفى السباعي ليس طليعة مقاتلة وكذلك سعد الدين وهو يشارك الشيوعيين في تحالف فكيف يكون متطرفًا؟ وكان أحمد محفل وكان مسؤول المكتب السياسي وكان في التحالف ولم يكن أحد ينظر للتحالف على أنَّه حركة إخوانية أو طليعة مقاتلة وهو تحالف معارضة إسلاميين وغير إسلاميين من أجل الديمقراطية، وكان يأتي أحمد محفل يزورنا في باريس وأنا حين تحدث بالسلاح قلت: لا أريد أن أراك لأنَّكم تورطوننا، وكان يأتي يزورنا وكان تحالفاً سياسياً باسم تحرير سورية وكلمة أنَّهم كانوا حلفاء للعراقي صدام ليس فيها مشكلة في تلك الأيام لأنّه صراع بين تلك النظم، ولكن هم شباب إسلاميون وشيوعيون لم يكن يجب أن ندينهم وأنا لم أكن مؤمناً في عملهم، ولكن ليس هناك سبب لإدانتهم ومتى حدث حين قلت له: لا أريد أن تراني، حين قال لي: سنطلق ثورة مسلحة. وقلت له: ستبيدون أنفسكم وأنا إذا كنتم ستفعلون ذلك أتمنى ألا تزورني. وفعلاً لم يزرني بعدها.
حين حصلت الجبهة والتحالف أصبحت جبهة السياسة، والإخوان كانوا يقولون: نحن ليس لنا علاقة في الطليعة وأنا مؤمن أنَّهم ليسوا دافعين والطليعة هم شباب من الإخوان وضد قيادة الإخوان مندفعين والإخوان لم يتبنوا أعمال الطليعة المقاتلة وأقاموا تحالفاً سياسياً مع المكتب السياسي وأنا لدي علاقات قوية مع المكتب السياسي بسبب اهتمامي في الشأن العام وكتابتي مقالات، وحين دخلوا في السلاح شعرت أنَّ الأمور بدأت تخرب، ولم أعد أر الإخوان ودخل بعدها رياض الترك إلى السجن والذين كنت أراهم عبد الله [الهوشة] ومازن عدي ولم يعد [هناك] خلاف بيني وبينهم وهم أصبحوا قريبين من جمال [الأتاسي] الذي أدان العمل العسكري ولم يعد هناك خلاف لا مع المكتب ولا مع جمال ومن أجل ذلك رأيت جمال وهو دعاني وهو أخذ المبادرة وكان بالنسبة لي أننا عدنا عن الخطأ إلى خط ديمقراطي وقلت لجمال: انتهينا من تلك القصة، من المفترض أن تعملوا المستحيل وأن تخرجوا بياناً إلى الشعب وإذا لم يخرج بيان فهو غير موجود وكان هدفي أن تظهر الحركة المعارضة.
أنا خرجت من سورية في عام 1974 وكنت أخذت الدكتوراه وكنت أعرف أشخاصاً علويين كانوا أصدقاء وأصبحوا مع النظام منهم علي كنعان وكثير أعرفهم وقدمت طلباً إلى الجامعة ورفضوا هذا الطلب وهذه قصة ثانية، وخرجوا وكتب منهم أحمد إسكندر وكان صديقي وقال: إنني عدو للثورة. ونقل كلاماً عليَّ منهم بسبب أنَّني في المعارضة. فأنا بعد ذلك خرجت وعلمت أنَّني غير مرغوب بي في سورية فعدت إلى فرنسا وجلست 15 يوماً وكتبت رسالة إلى الجزائر وكانوا يطلبون أساتذة متعاونين في الجامعات وبعد ذلك أتتني بطاقة الطائرة بدون أي كلمة أخرى وذهبت ورأيت الملحق العسكري وقال: يجب أن تلحق بجامعتك وهناك ذهبت إلى الجزائر وحين حصل في الـ 75 كنت في الجزائر كان هناك تدخل في لبنان والسوريون الموجودون إما أن يكونوا قوميين أو يساريين وشباباً وخرجنا في مظاهرة وبدأنا نخرج في مظاهرة مع فلسطينيين وأنا بقيت على علاقة قوية بالفلسطينيين وقمنا بنشاط، وفي الصيف في ذات الصيف نزلت إلى باريس ولم أقطع إقامتي وقمنا بمظاهرات وتدخلات وكنت أنا وفاروق مردم وفايز ملص وكنا ثلاثة نعمل مع بعض كمعارضين معروفين في فرنسا ضد النظام، وكان النظام يعلم من نحن ونحن قدنا الحرب والمعارضة ضد التدخل السوري في لبنان ومعنا ناس وفلسطينيون وعرب وكان عملاً يومياً وكتابات وعلى أثرها سُحِب جواز السفر أنا وفايز وفاروق.
لم أعد أذكر إذا كان سعد الله أو غيره غيره كان يأتي دائماً وكنا على علاقة مع أشخاص يأتون ويذهبون وأتوا لنا برقم القرار بتوقيف الثلاثة (نحن الثلاثة) وسحب جوازات سفرهم وكان موضوع الرقم وأظن لدي صورة منه في مكان ما وفهمنا أنَّه لم يعد هناك جواز سفر وإدانة إذا ذهبنا في أي لحظة ندخل الحدود وفعلاً أنا لم يعد لدي جواز ولا فاروق واضطررنا أن نأخذ لجوءاً سياسياً ولجأت إلى الفلسطينيين وطلبت منهم أن يأمنوا لي جوازاً وأتوا لي بجواز موريتاني وبقيت ثلاث سنوات أخرج وأسافر بالجواز الموريتاني وهو من السفارة رسمي وغير مزور وأصبح لدي حادث في السودان وكنت في ندوة ومعي الجواز الموريتاني وفي رجوعي إلى الفندق قالوا لي: إنَّ هناك شباباً من بلدك يريدون أن يقابلوك وفي اليوم التالي في الساعة الرابعة وأنا نسيت جوازي الموريتاني فرأيت عشرة طلاب موريتانيين وكانوا يسألون من يشارك في الندوة الموريتانية فجلسوا يتكلمون عن موريتانيا وأنا لم أكن قد زرت نواكشوط وبعد ذلك زرتها ولكن، قبل لا أعرفها وقلت لهم: أنا أعيش في الخارج ولم أذهب منذ زمن ولا أريد أن أحبطهم وأقول لهم: إنني غير موريتاني وأنا سوري ولا أريد أن أكذب عليهم فقلت لهم: أنا أعيش في فرنسا منذ زمن وبعد ذلك قدمنا على اللجوء من أجل الوثيقة الثانية وهي أقوى وبقيت عدة سنوات لجوء سياسي.
كانوا شباباً في الجامعات لم يكن هناك معارضة في الحقيقة كنا نعمل في المدينة الجامعية مع طلاب فلسطينيين وكان هناك جو عربي أكثر من هذه الأيام، أنا لا أذكر أننا عملنا لوحدنا كسوريين فقط، ممكن لأنه لم تكن هناك معارضة سورية فعلية في ذاك الوقت، وكنا نعمل كشباب عرب، سواء لدعم الفلسطينيين أو لدعم أي قضية عربية أخرى، وهنا في الـ 75 عملنا ضد النظام السوري وبدأت القطيعة كلية وبعد الـ 74 لم أذهب وبقيت 26 سنة لم أذهب إلى سورية.
بقيت على تواصل مع الذين هم قريبون منا والبعثيون الذين خرجوا في الخارج مثل العفلقيين (نسبة لميشيل عفلق) ويمين القيادة القومية وكان جزء منهم في المعارضة أو جماعة صلاح جديد الذين كانوا موجودين هنا والناصريون كانوا عدداً قليلاً والشيوعيين المكتب السياسي كنا نلتقي هنا كان أحمد محفل هنا وهذه هي المعارضة السورية مجموعة صلاح جديد والبعث القومي ورياض الترك مجموعته والاتحاد الاشتراكي هؤلاء هم.
كنت أنا في ندوة في عمان في منتصف التسعينات وتمت دعوتي في عمان لمحاضرة وبقيت فترة في الجامعات وكان لي اسم كبير وكنت من المفكرين الراديكاليين البارزين وكان هناك أشخاص كثيرون وفيها قرابة 700 أو 800 ويمكن ندوة وأنا خارج من المحاضرة والناس خارجون معي يأتي شاب أربعيني يأخذني بلطف بأنَّني أريد أن أعرفك على شخص وعرَّف على نفسه بأنَّني السكرتير الثاني للسفارة السورية وقلت: عجيب وأنا كانوا يلاحقونني ويكتبون رسائل وحين كنت في الجزائر يقولون لي: السفارة السورية تدخل من أجل أن نمنعك وكانوا يتابعونني بشكل دائم. أنا ذهبت أعمل ندوة في الأردن يتدخل السفير في الأردن، هذا لا تستقبلوه وهذا عليه حكم وكلهم يتكلمون لي لأنَّ الناس يعرفون وينبهونني.
خرجت من المحاضرة في عمان ورأيت السكرتير وأخذني وقال لي: هناك شخص يريد أن يسلم عليك وقلت: من في السفارة ويريد أن يسلم علي؟ أنا كنت معتادًا عليكم بأن تلاحقوني أينما ذهبت وتحذرون الدول والسلطات مني، فما الذي حدث؟ وقال لي: الناس ليسوا كلهم مثل بعضهم. وقلت له: أوك (حسناً). ولم أعرف من وإذا هو خلفي كان السفير السوري رياض نعسان آغا وهو له حضور في التلفزيون السوري، ولكن لم أكن متابعاً في وقتها وقلت له: أنا آسف غير معتاد أن تسلموا علي ومعتاد عليكم أن تشتموني. قال لي: ليس كل الناس مثل بعضها.
فقلت: الحمد لله أن الناس ليسوا مثل بعضهم، وكنت خارجاً من المحاضرة مرتاحاً، وقال لي: نحن نحبك ونحترمك وأنت رمز من رموز بلدنا. وهو لديه أجمل لسان لأنه شامي أو ليس شامي الأصل هو من إدلب، وقال لي: أريد دعوتك على الغداء أو العشاء ونريد أن نتكلم، وأنا بالنسبة لي يجب أن نتكلم وأنا كان لدي فضول، ولكنني خائف في ذات الوقت وقلت له: سنتكلم غداً. وكان كلامه لطيفاً للغاية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/22
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/91-03/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
1974 - 1996
updatedAt
2024/04/18
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية
الطليعة المقاتلة
الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي