الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مطالب درعا لنظام الأسد وأسس التظاهر السلمي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:29:00:05

بالمختصر الشباب هم الذين خلقوا عناصر الحوار منذ بدايته وهم أسّسوا عملية الحوار سواءٌ من بداية

سعيهم وراء الأطفال [المُعتقلين] ومحاولة انتهاج نهج هادئ في حل المشكلة، إلى التظاهر السلمي بكل

أشكاله، إلى الشعارات السلمية، إلى ما وصلنا إليه [من] اعتصام الجامع العمري، ولذلك وهذه نصيحة

يجب أن نضعها أمام أعيننا هي عدم الانجرار أو الوقوع في فخ النظام في دعوته إلى الحوار السوري -

السوري، لأنَّ أي إنسان شريف نظيف وطني يقول: هذا كلام جميل وهذا ما نريده، ولكن في التفاصيل

نرى أنَّ النظام هو من نسف عملية الحوار وهو الذي داس على الحوار وهو الذي سلك بسورية هذه

المسالك التي اليوم وصلنا بها لعدد كبير من الشهداء والجرحى والمعتقلين والدمار والتشريد والتهجير

والاحتلالات الخارجية وحين كان الحوار سقفه أقلّ مما هو مطروح حاليًا بكثير النظام لم يقبله فهل

سيقبله الآن؟ العكس تمامًا كل ما يشاع من قبل النظام ومن الدول الداعمة للنظام وروسيا بشكل أكثر

تحديدًا عن الحوار الوطني أو السوري - السوري هدفه واحد هو إعادة تطويع السوريين وإعادتهم إلى

البوط (الحذاء) العسكري للنظام وليس فقط النظام والذي هو البوط رمز لهذه الدولة وللنظام وإعادة

تأهيل النظام مجددًا وكأن شيئًا لم يحدث في سورية. 

ونعود إلى [الجامع] العمري وصناعة عناصر الحوار المُمَأسس والمُمنهج الذي خطّه وسلكه الثوار بداية

كما قلت، وضعوا ما يشبه مدوّنة السلوك حتى يكون الحوار بين بعضنا متاحًا بحيث نصوغ مطالبنا

ونحدّد شعاراتنا وبحيث نحدّد أطُرًا للتظاهر السلمي الذي اعتمدناه نهجًا لتحقيق تلك المطالب وبحيث

نتجنّب المثالب والمطبّات والأفخاخ، والذي بات واضحًا أن النظام يخطط لها للثورة كالحديث عن

عصابات مسلحة وأحد سيخرّب وسيحرق وسيدمّر والى آخره، وهذه كان لها دور كبير جدًا في عملية

التنظيم. 

والمطالب كانت على الشكل التالي وهي موزّعة عامّة سوريّة ومحلّية لأهل درعا والمظالم التي

تعرّضوا لها عمومًا خلال عقود وخاصة على يد النظام في الفترة الأخيرة، ونستطيع أن نقرأ من تلك

المطالب وجع الناس وعدم ملاحقة المُصابين أو ذويهم وهذا كان مبرّرًا لأنَّنا كنا في كل ساعة نسمع أن

النظام يتوجّه لمنطقة ما أو يعتقل شخصًا أو مجموعة أشخاص من مكان ما ولهدفين: الهدف الأول إثارة

الرعب وبحيث أصبح الذي ينزل يريد أن يأتي بربطة (كيس) خبز لأولاده ممكن أن يعتقله الأمن في

الطريق، ورعب لا تطلع (لا تخرج) ولا تتظاهر مع هؤلاء الناس، وثانيًا أسماء محدّدة من الناس

المنظّمة لهؤلاء الناس وبدأ يعمل اعتقالًا وهذا عرقل نشاط وحركة كثير من الناس وعرقلهم فيما يتعلق

في التظاهر نفسه وأصبح الشخص يخشى الخروج للتظاهر ويُمسَك، وثانيًا ممارسة عمله، الطبيب أو

المهندس في مكتبه أو المحامي الموظف أو الذي يريد أن يجلب أغراض لأولاده، في (يوجد) قسم صار

يعرقله وجود الأمن وفكرة الاعتقال وهذا كان مطلبًا أساسيًّا. 

وثانيًا عدم اعتقال أي شخص خرج في المظاهرات سواء في المظاهرات القديمة التي حصلت خلال 

اليومين الماضيين أو في أي مظاهرات جديدة وهذا الأمر كان مطلبًا ذكيًّا لأنَّ الزوّادة (الأساس)

للمظاهرات هو الخزان البشري في تلك المنطقة وإذا لوحق أو اعتُقل فنحن خسرناه وتم طلب عدم

الملاحقة ومن اعتُقل أن يتم إطلاق سراحه وإعطاء الحرية للمواطنين في التظاهر والتعبير عن مطالبهم

بشكل سلمي، وفي هذا المطلب كان في (يوجد) تعهّد بالسلمية ونحن عرفنا حالنا، حدّدنا هوية أنفسنا

بأننا متظاهرون سوريون ولدينا مطالب وهذه المطالب نعبّر عنها في التظاهر السلمي وحين نقول ذلك

نحن كفلنا وضمنّا الأساس القانوني الذي يسمح لنا بهذا التظاهر وهذا حق مكفول في كل دساتير العالم

وضمنا نحن كأشخاص بأن هذه التظاهرات لا تخرج عن حدود السلمية لا يتم فيها استخدام عبارات

نابية ولا التعدّي على أحد ولا الهجوم أو تخريب مؤسسات الدولة أو إعاقة الحركة وعدم السماح لأي

شخص أن يدخل ويخرّب هذا الوجه التظاهري الاحتجاجي السلمي السليم الذي اعتمدناه منهجًا لتحقيق

المطالب. 

وإطلاق سراح جميع من تمّ اعتقاله من المتظاهرين وخاصة الموجودين في فرع الأمن العسكري، وإذن

المتظاهرون نريدهم لأنهم قيمة بالنسبة لنا وهم أبناؤنا ويجب أن يخرجوا من السجن، وثانيًا حتى نرسل

رسالة للآخرين ممن تظاهر أم لم يتظاهر بأنه لا خوفَ عليهم من التظاهر ويمكن أن يشاركوا بكل

أريحية وخاصة الأمن العسكري، وهذا من بين كل الأفرع والتي هي قبيحة وسيئة ولكن أكثر من عبّر

عن قبحه -هو فرع الأمن العسكري في درعا والذي يتبع بشكل مباشر إلى السويداء- وحقيقة هذا

صحيح وهذا أثبتته التجربة بطريقة تعاملهم مع الأطفال الذين تمّ اعتقالهم وأثبتته التجربة قبل الحراك

الثوري الذي ظهر في درعا ونحن المراجعات الأمنية التي كان يطلبها الأمن عليها أغلبها لفرع الأمن

العسكري، مع العلم ما دخلنا نحن في فرع الأمن العسكري والمحاضرة التي أدّيتها عن التدخين راجعني

بها فرع الأمن العسكري ولذلك المطلب ركّز على الموجودين في فرع الأمن العسكري لأننا نعرف أنه

فرع سيّئ الصيت والمعاملة ولنا تجربة سابقة معه وكل أهل درعا يعرفونه وبالنسبة لنا صار شعار

جريمة بحكم [أن] الأطفال اعتُقلوا به وعُذّبوا به وتم قلع أظافرهم فيه وصار لنا هو شعارًا للجريمة،

صار التركيز عليه. 

هناك فرق كبير جدًا ولا أعرف إذا كان الأمر يختلف من محافظة لأخرى وباعتقادي الشخصي أنها

عقيدة ونهج وتركيبة مؤسسة وشعبة الأمن العسكري أو إدارة الأمن العسكري الموجودة في دمشق،

تعمل فروعًا وأقسامًا وهذه الفروع موزّعة في المحافظات وهي تتبع لنفس الهيكلية ولنفس العقيدة

ونفس العقلية في طريقة تعاملها مع البلد وأصلًا نحن بلدنا حقيقة كيف إيران فيها نسختان للدولة فيها

نسخة ظاهرية وهمية تتعامل مع المجتمع الخارجي ضمن حدود والتي هي البرلمان والحكومة

والتراكيب الحكومية لديهم ورئيس الجمهورية، ولكن حقيقة، الطفل الصغير يعرف أن المتنفّذ في إيران

[هو] الحرس الثوري الإيراني وهو باني مؤسسات ظلّ أقوى من المؤسسات الرسمية التي تحكم إيران

ومن رئيس إيران أمام خامنئي ولا شيء، ونحن في سورية لدينا وضع مشابه ولكن ليس بالصورة

الثيوقراطية بالصورة الفاقعة مثل إيران ونحن لدينا نفس الشيء لدينا نقابات ويمكن نسمع عن أحزاب

ولدينا برلمان وعندنا حكومة وانتخابات ولدينا في الكتب والشعارات والرسومات، ديمقراطية وحرية

وحقوق الإنسان ودور المرأة ودور الشباب، وهذا كله ضَعه على جنب وارمِه في سلّة المهملات، وفي

المقابل لدينا نظام مُستحدَث استحدثه المقبور حافظ الأسد وبنى له بنية فريدة خاصة يمكن ليست موجودة

وقارِنيه مع كل أنظمة العالم بما فيها إيران ترى النظام الذي لدينا نظام بدعة مستحدث جديد وما هو ..

رئيس الدولة الذي تتجمع فيه كل عناصر السوء بهذا النظام من ناحية الطائفية والعقيدة الإبادية

الاستبدادية الديكتاتورية والشمولية وكل الصفات الموجودة هو أساس النظام هذا رئيس الجمهورية

حافظ الأسد وبعده ابنه. 

وهذا رئيس الجمهورية قام بتصميم أجهزة أمنية على هواه، خارجة عن القانون والدستور ولها تراكيبها

المستقلة وفقط لها نقطة اشتباك واحدة مع الدستور بأنَّ رأس النظام وضع لحماية الأجهزة الأمنية في

الدستور والقوانين ما منحها الحصانة لهذه الأجهزة الأمنية بحيث أصبحت تتلقى الأوامر بشكل مباشر

من رأس النظام وبنفس الوقت أي أحد إذا دخل بالغلط فات (دخل) عنصر أو فات (دخل) ضابط فيه

ذرّة ضمير وخاف على نفسه أنني لا أستطيع أن أسلك السلوك الأمني في البلد يقولون: لا، أنت في

الدستور مُصان وفي القانون مَحميّ فبالتالي كل ما تقوم به نحن نغطّيه، وإذن رأس النظام عمل تلك

الأجهزة الأمنية، الأمن العسكري و[أمن] الدولة و[الأمن] السياسي و[الأمن] الجوي وسلّطها على جهتين

الجهة الأولى مصدر الخوف الحقيقي وهي مصدر السلطة ومصدر التشريع، ومصدر الحراك في

الثورة الشعب وسلّطها على الشعب، ونحن في سورية كان التعامل المباشر موجود بين الأجهزة الأمنية

والناس، وفي الواقع لا يجب أن يكون هذا التماس المباشر موجودًا لكثير من أفرع الأمن وأصبح

الطبيب والمهندس والمحامي والمدرّس هو في تعامل مباشر مع الأجهزة الأمنية، إذا فتح عيادة بحاجة

ليرضى الأمن عنه وإذا سيصبح مدير صحة فالأمن يجب أن يرضى عنه، وعمل العرس لابنه بحاجة

لموافقة أمنية وإن سنفتح محل فلافل أو شاورما بحاجة لموافقة أمنية. 

وكانت الأجهزة الأمنية هي من يدير الشعب خلافًا للمعاملات السطحية البسيطة مثلًا نراجع البلدية أو

نراجع مديرية الصحة أو الزراعة أو الخدمات وفي الأمور السطحية جدًا ووراء كل معاملة سطحية

هناك موافقة أمنية وحين نذهب إلى مديريات الدولة يجب أن يكون هناك موافقة أمنية وأصبحت أجهزة

الأمن التي عملها رأس النظام تتعامل بشكل مباشر مع الشعب لإدارة شؤون حياتهم وأصبح المواطن

السوري مُثقَلًا كاهله بأمرين، الأمر الأول لقمة أولاده والأمر الثاني رضا أجهزة الأمن عنه بحيث أن

يضمن هذه الأجهزة لا ترفع عنه تقريرًا وهذه بالطريقة المباشرة ما بين أجهزة الأمن والناس. 

وفي الطريقة الراجعة ما بين الناس وأجهزة الأمن كانت أجهزة الأمن هي التي تعطي لرأس النظام كل

تصوراتها عن حالة سورية ليس فقط الداخلية بل والخارجية وكانت تتدخل في السياسة الداخلية

والخارجية وهي التي تعمل دراسات عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي، [وهل] الناس راضون عن

الدولة أم لا، وهذه المنطقة ماذا تعمل وتلك على ماذا تركّز، والمهاجرون السوريون الذين يعملون في

الخارج ويرجعون كيف يفكرون و[هل] غيّرت بهم التكنولوجيا أم لم تغير، وكل تلك عصارة تلك

الدراسات تذهب لرأس النظام وبناء عليه يضع سياساته الداخلية والخارجية، والوظيفة الثانية أنها

تسلّطت على الدولة، رأس النظام - الأمن، والأمن تسلّط على الناس والشعب ومن جهة أخرى تسلّط

على الدولة فأصبحت الأجهزة الأمنية هي التي تدير أجهزة الدولة كاملة من رئاسة الوزراء فوق إلى

موظف في آخر مديرية في أبعد نقطة في سورية، وجميعنا نسمع وأصدقاؤنا في الجيش يقولون: يأتي

قائد كتيبة أو قائد فوج أو قائد فرقة بينما يأتي ضابط أمن اللواء أو ضامن أمن الوحدة العسكرية

الموجودين بها هو الآمر الناهي وبيده كل شيء ونفس القضية مُستنسخة على الأجهزة المدنية وتأتي

على وزير أو رئيس وزراء أو مدير مشفى أو مدير هيئة، مدير مصنع أو مدير هيئة، ومؤهلاته

وضعته في ذلك المكان أو غير مؤهلاته لأنَّ الفساد والشلليّة (التجمّعات) والمحسوبية ماشية في البلد،

وتجد رغم ذلك المنصب الرفيع له، الموظف الأمني الذي وضعه النظام في مديريته أو وزاراته هو

الآمر الناهي وبيده كل شيء وأصبح المسؤول غير قادر على اتخاذ أي قرار إداري أو تنظيمي أو

خدمي، لا يفعل أي قرار حتى يكون الأمن موافقين عليه وبل أكثر المسؤولين يرون وظيفته فخرية وأنا

يكفيني أن أكون وزيرًا وكيف تمشي الوزارة ومن يسيّر أمورها والصحة إلى الأمام أو في تراجع إلى

الوراء؟ الأخ القائد هو من يعرف وهو يدير الأمور بطريقته ونحن ليس لنا علاقة يكفيني أن أبقى في

المكان وآخذ راتبي في آخر الشهر والذي يسرق ما يسرق يضعه في جيبه وفي النهاية يطلع التقرير

الأمني عني تقريرًا جيّدًا وأمضي العمر في تلك الطريقة والكل يسبّح بحمد الأخ القائد والأجهزة الأمنية

التي هو من سلّطها على هؤلاء الناس. 

ولذلك التجربة أثبتت ما قبل الثورة وما بعد الثورة بأن الأجهزة الأمنية على سوئها لكن هناك تفاوت في

سوء الأجهزة الأمنية ما [بين] بعضها البعض وأكثر فرع سيّئ الصيت في درعا [هو] الأمن العسكري

وثم الأمن الجوي المخابرات الجوية وثم الأمن السياسي وثم أمن الدولة وقد يختلف هذا التصنيف من

جهة إلى أخرى لكن أعتقد أن موضوع الأمن العسكري والجوّي الكل متّفقون عليه أنه كان من أسوأ

تلك المواقع، وأنا شخصيًا إذا تكلّمت على تجربتي الشخصية في عدة اعتقالات لا يُقارَن الوضع ما بين

الأمن العسكري وباقي فروع الأمن وأذكر حادثة خلّوها (اتركوها) للمستقبل ولا أعرف إذا كان رئيس

فرع الأمن الذي كان ما زال موجودًا أم لا، وفي أحد الاعتقالات اعتُقلت في الأمن العسكري في درعا

وقضيت 15 يومًا من أسوأ أيام الحياة، وحرام أن نقول حياة، وهي أيام موت وليست حياة وكان الوضع

سيّئًا جدًا جدًا ونحن نعُدّ الثواني والدقائق التي لا نعرفها ولم يكن معنا ساعة ولكن نتخيّل بأن هناك

ساعة تمشي، ويا ترى صرنا [في وقت] الظهر أم لا وصرنا العصر أم لا وننتظر بفارغ الصبر،

والتعامل القذر والتعذيب والإساءة التجويع والتعطيش والحرمان وكل شيء في ذلك المكان، وكل هذا

كوم (قسم) ونرى عذابات الآخرين كوم (قسم) [آخر] وكنت أنا جيّدًا أمام شخص عامل جراحة قلب منذ

أسبوعين أدخلوه السجن وهذا دواؤه ليس معه، جرحه في أي وقت ممكن [أن] يلتهب وينفتح وممكن

[أن] يحصل [له] أزمة قلبية وهذا بعد الجراحة بحاجة لعناية من نوع آخر وتكون معاناتنا هينة أمام

عذابات الآخرين التي نراها أمام ذلك الذي معه أزمة ربو وتُوفّي والذي جرحه أنتَنَ، وفي لحظة من

اللحظات طرقوا الباب وطلعنا (خرجنا) -لن أدخل في التفاصيل لها وقتها- وقالوا: [اصعدوا] إلى

الباص، وهنا صرنا نفرح و[نقول:] الحمد لله رأينا سيارة أمامنا ورأينا الضوء وإن شاء لله ذهبنا إلى

الموت المهم [أن] نرتاح ورحنا وقد حوّلونا إلى فرع ثانٍ، وحين دخلت دفعني من الخلف وقال للذي

سلّمني إياه: استلم هذا الكلب قال دكتور قال (للسخرية)، هذا كلب ابن كلب، فوقفت وقال: لف (استدِر)

على الحائط وكان معي ثلاثة [أشخاص] لفّينا (استدرنا) إلى الحائط وبعد دقائق يأتي يفكّني وقال: العميد

طلبك، وقلت: أين أنا؟ قال: أنت في فرع أمن الدولة، وقلت: ماذا سأفعل عنده؟ قال: لا أعرف طلبك،

وهذا يتكلم باحترام هذا الشخص نفسه، وطلعت إلى العميد، والعميد كان في معرفة مسبقًا بيني وبينه

أحكيها لاحقًا، وحين دخلت إليه أخذني في الأحضان، وأنا ارتبكت لأنَّ رائحتي مُقرفة وقال: ما حاصل معك؟ تعال اقعد وأنا ألم أقل لك ماذا يحصل معك احكِ معي، وكان سابقًا قال

لي تلك الجملة، وحاولت أن يحكوا معه أنَّ الدكتور نصر رجعوا مسكوه (اعتقلوه) وقال: ماذا حصل

معك؟ قلت: الأمن العسكري، بدأ [يقول:] ربّ الأمن العسكري والذي خلق الأمن العسكري ويلعن أخت

الأمن العسكري والذي خرب البلد الأمن العسكري والتوجيهات من فوق ليست كذلك، وأنا لم أقل وقلت:

يا أخي أنا حكيت مع كل الناس مع امرأتي أو إخوتي حين يحصل شيء تكلموا مع الزلمة (الرجل) على

الأقل هو يعرف[أنه] تم كفّ البحث عني، وكل فترة وفترة يعملون (يعيّنون) قاضيًا والقاضي يقول:

براءة، يرجعون مرة ثانية يعتقلوننا وهكذا فقال: اجلب له كأس مياه للدكتور إذا الدكاترة نعمل بهم هكذا

فكيف باقي الناس؟ قلت: لا والله سيادة العميد أنا اليوم صائم -والمكان صيام في السجن، وقلت: يا رب

لو الله كاتب لنا الموت لأموت صائمًا- وقلت له: أنا صائم والمغرب رأيت الساعة عنده وحين صعدنا

إلى الباص كانت الوقت بعد العصر حتى حوّلونا ووصّلونا كانت الوقت المغرب بقي وقت قصير [له]،

قال: أخي سأفطر أنا وأنت والله العظيم، وقلت: لا، إذا كذلك الوضع إذا ستكرمني فدعني أفطر عند

عائلتي أنا أتشرَّف أن أفطر أنا وأنت وثبت أنَّ هذا الرجل ابن حلال ولا أعرف إذا انشقّ أو لا وقلت: لو

تسمح أن أفطر عند عائلتي، قال: طيّب (حسنًا) الفطور عند عائلتك أحسن من عندي وقلت: ستخرجني؟

وقال: يا رجل أصلًا لا يجوز أن تبقى في السجن أنت لماذا أدخلوك؟ وقلت: كثّر [الله] خيرك، وكبس

على الكبسة الخضراء أمامه كبسة قوية وأتى شخص وقال: جهّزوا مدرّعة صغيرة توصّل الدكتور،

يريد أن يوصلني بمدرعة إلى البيت، يا فضيحة الفضيحة، لا، لنبقَ على الأمن العسكري أحسن لنا،

قلت: والله ما أحلاني قال: دكتور في إطلاقات نار لا تعرف ما حاصل في الخارج، قلت: مهما كان أنا

حارتي أعرفها وأهلي أعرفهم لا يستهدفونني وقال: ربما بالغلط تأتي طلقة (رصاصة) وقلت: يا عمي

اتصل على أحد يأتي يأخذني قال: أنا من أجل سلامتك، قلت: سلامتي تأخذني بمدّرعة؟ قلت: أنا سأدق

(سأتّصل) على أحد يأتي يأخذني، واتصلت على واحد من أقربائي وقلت: تأتي إلى أمن الدولة؟ وقال:

أعوذ بالله لا آتي، وقلت: الأمور تمام (جيدة) وأنا عند العميد، وقال: بكرا (غدًا) يحفظون سيارتي، قلت:

لا أحد سينظر والفرق بين الأمن العسكري وفروع أخرى هو فرق كبير ولكن كلها كانت سيئة، ولكن

هؤلاء [الأمن العسكري] مجرمون وقتَلة بكل معنى الكلمة، ولديهم تعطّش للدماء [وتمت تربيتهم على

عقيدة معينة]، يريد أن يأتي يُهين ويقتل ويغتصب ويعمل كل المحرمات بحق السوريين، ولذلك المطلب

منذ البداية كان التركيز على الأمن العسكري لم يكن عفويًا، كان مقصودًا مئة في المئة وثبت صدق هذا

المطلب في الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات التالية، قبّحه الله من فرع. 

طبعًا المطلب الرابع الإفراج عن المعتقلين السياسيين قديمًا وحديثًا وهنا بدأت تترسّخ فكرة المطالب

السياسية المُحقّة وهنا كان قبل الثورة بدأت المبادرات والتحركات من أجل المطالبة بإطلاق سراح

المعتقلين السياسيين وصار لدينا قديمًا وحديثًا، وصار لدينا معتقلون سياسيون جدد والآن الذين اعتُقلوا

في التظاهر، والتظاهر من أجل مطالب سياسية وصار تثبيت مطلب المعتقلين السياسيين قديمًا وحديثًا،

وهذه بعض المطالب، البعض ممن دسّهم النظام والإنسان يعرف مَن ابن الحلال ومَن منذ يوم يومِه

(منذ القديم) عميل- يقولون إنَّه: يا جماعة لا تطلبوا مطالب كبيرة وماذا نريد بالمعتقلين السياسيين؟

وسنحارب عن سورية كلها؟ أنتم قدّ (بحجم) اللعبة؟ ولا تتذكرون ما حصل في حماة؟ اطلبوا مطالب

على قدركم، والذي أكد أنه غالبًا من النظام أشخاص كانوا يأتي كل شخص بصفته ولا نستطيع أن نأخذه

ونحاكمه ولكن هكذا يتكلم لأنَّ نفس كلام رستم غزالة: يا جماعة لا تكبروا الأمور لن يتحقق لكم شيء

اطلبوا مطالب على مستواكم، والدولة تنفّذها لكم ونطلع صافي يا لبن (مُتصالحين) ولا تكبروا الأمور،

وحتى تلك المطالب كان البعض القليل جدًا هم المعترضون [عليها] بحجة أننا لا نريد أن نحمل الحمل

كله باسم سورية واهتمّوا بأموركم، مع العلم صدقًا الناس المتظاهرون لم يخرجوا من أجل الاقتصاد،

ونرى هذا بعد ذلك حين النظام على لسان بثينة شعبان حين وعدت بزيادة الرواتب ولم يخرجوا من

أجل مطالب محلية فقط، نعم كان في (يوجد) مطالب محلّية ولكن هذه المطالب المحلية تغوص في بحر

من المطالب العامة وحالة الاضطهاد والظلم الجماعي والقهر والاستبداد الذي مارسه النظام على كل

الطبقات، وإلا تجد من بين المتظاهرين الآلاف أحوالهم المادية ممتازة وأمورهم بالمال محلولة مع كل

فروع الأمن والذي يريدونه في البلد يحققونه ورغم ذلك ثاروا لأنهم ثاروا من أجل حرية وكرامة ولم

يثوروا من أجل مطالب وضيعة وإن حاول البعض أن يصورها بتلك الطريقة. 

وهذا يؤكد الكلام في اليوم الأول الهتاف: الله سورية حرية وبس، وفي اليوم الثاني يقول: إطلاق سراح

جميع المعتقلين السياسيين قديمًا وحديثًا ومحاسبة من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين، حسابًا

عادلًا أمام الجميع، صار لدينا شهداء وهم معروف من قتلهم وأمام أعين الناس وليست بحاجة لتحليل

ولا لشرح زائد وهؤلاء صار لدينا مطلب محاسبة، والموضوع إذا نظرنا إلى مجموعة المطالب بعضها

متعلّق بالحريات العامة والكرامة وبعضها له بُعد سياسي: المعتقلون السياسيون وقانون الطوارئ،

وبعضها في (يوجد) بعد قانوني حقوقي: أنت قتلتً سنتحاسب وأين سنتحاسب؟ في الساحة لا يوجد

حساب، سنتحاسب في محاكم وهذه المحاكم علنية وتبيِّن أنك حاسبت، وحقيقة هذا كان يشير إلى بعد

نظر كان يحكى بأنَّه يا جماعة أنَّتم معتقدون إذا أزال عاطف نجيب يزيله ويضعه في السجن؟ أكيد

سيزيله من موقع ويضعه في موقع أعلى وهذا دليل ناسنا (شعبنا) صارت تعرف وعصر الانغلاق

والعصور البائدة راحت واليوم الطفل الصغير يعرف تصرفات الحكومة المستقبلية وهذا كان يقطع

الطريق أمام أي حركة التفاف، ونحن نرى وفود النظام يأتي الوفد تلو الآخر لاحتواء الحراك في درعا،

لا، بل نريد محاسبة وفي (يوجد) مواصفات لتلك المحاسبة: عادلة وأمام الجميع، وربما الآن نقرأ

المطالب قراءة ولكن حين تم وضعها أنا واثق مما ورد لنا ولغيرنا أنه يتم صياغة كل مطلب بكل عناية

ودقة واهتمام وحرفية حتى يبلغ مؤدّاه ويصيب الدريئة (الهدف) المطلوب إصابتها، والإفراج عن

طلاب الجامعات الذين تم اعتقالهم منذ فترة قريبة، وحقيقة طلاب الجامعات لم يأخذوا الاهتمام الكبير،

وُجِد اهتمام ولكن لم يأخذوا صدى كبيرًا لأنَّ الناس مشغولة أكثر بموضوع الأطفال [المعتقلين]

والأطفال لدينا في أكثر من مكان في سورية، صار في (يوجد) أطفال في دوما وصار هناك اعتقال

لمجموعة من طلاب الجامعات وهذا تم التركيز عليه بطلب منفرد أسوةً بالطلاب الصغار في مدرسة

الأربعين الذين تم اعتقالهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/10

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/130-25/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في درعا 245

فرع الأمن العسكري في درعا 245

رئاسة مجلس الوزراء السوري 
(نظام)

رئاسة مجلس الوزراء السوري  (نظام)

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

فرع الأمن السياسي في درعا

فرع الأمن السياسي في درعا

الشهادات المرتبطة