المتظاهرون يحرقون مديرية ناحية الحراك بدرعا في 24 آذار 2011
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:06:39:10
في يوم 24 آذار، قبل وصول الشهداء إلى مدينة الحراك أو القرى المحيطة، كان هناك حالة غليان واستنفار من الأهالي، وحوصرت مديرية ناحية الحراك ومخفر الشرطة والنفوس (السجل المدني) والقضاء، واقتُحم في هذه الأثناء الناحية والمخفر، وحُرقت مديرية الناحية والمخفر. طبعاً، في هذه الأثناء، تدخّلنا كي لا يتمّ الاعتداء على عناصر الشرطة ومدير الناحية، وكان مدير الناحية عقيد اسمه عبد ربه الحمادي من "تل أبيض"، من محافظة الرقة، حيث طلبت منه عدم إطلاق النار على المتظاهرين، وهو بنفس الوقت كان رجلاً صاحب أخلاق حميدة وابن عائلة وعشيرة، والتزم بذلك، علماً بأن قائد الشرطة في هذه الأثناء اتصل به، وأخبره أن سيرسل له مؤازرة إلى مدينة الحراك فرفض، وقال: إن الأمور تحت السيطرة، ولا أريد أن تزداد الأمور سوءاً. فطلب مدير الناحية بهذه اللحظة ألا يتمّ الاعتداء على العناصر أو على موظفي النفوس والناحية، ويتمّ إخراجهم، وقال: أنا مع طلبات الناس الموجودين أو المتظاهرين. وكان يعرف بوجود شهداء وجرحى، وكان مطلعاً -لأنه ابن عشيرة وعائلة، كان مطلعاً - على التركيبة العشائرية والاجتماعية الموجودة في مدينة الحراك. بصراحة، طلب مني تهريب عناصر الشرطة إلى منزل أحد الجيران وهو معهم، والقاضي مدير المحكمة والموظفون يخرجون خارج… [مديرية الناحية]، وقال: أي شيء تريدونه فأنا ليست لدي مشكلة. وطبعاً، أنا هرّبته إلى منزل أحد أقاربي في الجانب الجنوبي الشرقي، وتمّت تهدئة نفوسهم، أغلب العناصر كانوا من مدينة السويداء من الطائفة الدرزية، وكانوا بحالة خوف؛ فأعطيناهم الأمان. وقام بعض المتظاهرين -لم يكن هناك سيطرة- بإحراق الناحية والمخفر، ومصادرة السلاح والسيارات، وفيما بعد طلبت منهم تسليمهم؛ لأنني لا أريد أن يذهب الوضع إلى أن تكون المظاهر مسلحة، والنظام يتبع هذا الأسلوب كما اتبعه في درعا في اليوم الذي دخل المسجد العمري، حيث أعطى رواية وهي: انظروا إلى السلاح والأموال والدولارات، وانظروا إلى الدول الغربية التي تدعم والموساد الإسرائيلي الذي يدعم المتظاهرين، ونحن وجدنا سلاحاً. فأنا قلت لهم: نأخذ السلاح كرد فعل والسيارات، فيما بعد أُرسل السلاح والسيارات، وسلّمناهم لمدير الناحية، ولكن حالة الغضب لم تمنع من إحراق مديرية الناحية والمخفر قبل تشييع الشهداء في يوم الخميس 24 آذار 2011، ريثما تأتي جثامين الشهداء من المستشفى الوطني، من محافظة درعا.
طبعاً، أخذنا السيارات، وأخذنا السلاح، وكل شخص من الشباب أخذ سيارة مع سلاحها، وأخرجها حتى نمتصّ غضب الشارع وحالة الاحتقان؛ لأن الدماء تحتاج فترة حتى تهدأ النفوس، فكان التزاماً مع مدير الناحية والعناصر الموجودين، ولم يكن هناك تواجد أمني، وقد يكون هناك بعض العناصر الأمنيين يراقبون المشهد، ومدير الناحية رجل ابن عشيرة ومعروف وله علاقات في المجتمع في مدينة الحراك، وهذه الأسرة أصلاً موجودة في مدينة الحراك (آل الحمادي)، وطلب مني [قائلاً]: يا أخي، أنا أذهب إلى أي مكان تريده مقابل حماية العناصر، ولا يتعرض أحد لأي أذى. فقلت له: أنا موافق، وأنت بالمقابل لا تخبر قائد الشرطة أن يأتي أحد إلى هنا. فقال لي: حسناً. وتمّ تهريبه فيما بعد إلى بلدة إزرع، حيث تحول مركز الناحية إزرع ، بعد 23 آذار 2011؛ لأنه لم يبق هناك ناحية أو مخفر، والسلاح والسيارات سُلّموا فيما بعد؛ لأن النظام كان يريد هذه الرواية من أول يوم: عناصر مسلحة وعناصر إرهابية والسلاح، ولم يكن لدى النظام مشكلة أن يترك السلاح بين يدي الناس؛ حتى يستثمر هذه الورقة خارجياً وإعلامياً. فيما بعد، مدير الناحية وأغلب العناصر الذين كانوا موجودين كانوا من المنشقين (انشقوا عن جيش النظام لاحقًا)، وكانوا عناصر جيش حر وقادة فيما بعد، وهذا سنتطرق له في مراحل قادمة بإذن الله تعالى.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/09
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في درعاكود الشهادة
SMI/OH/96-10/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
24 آذار 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة السويداء-مدينة السويداءمحافظة الرقة-منطقة تل أبيضمحافظة درعا-منطقة ازرعشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الموساد
مديرية ناحية الحراك