أثناء التشييع(تشييع الدكتور طه السلامة) في اليوم الثاني، أتوقع أنه في 9 نيسان 2011، خرجت مدينة الحراك عن بكرة أبيها بنسائها وأطفالها وشبابها وشاباتها، خرجت المدينة كاملة مشياً على الأقدام من الحراك إلى مدينة الكرك الشرقي، وكان هذا [الأمر] فيه نوع من المجازفة لأننا سنسلك طريقاً فيه قطع عسكرية، واللواء [52- ميكا] يمتدّ من "الحراك" حتى "رخم" و"الكرك"، وذهب الناس مشياً على الأقدام من "الحراك" إلى "المليحة الغربية"، ثم انعطفوا باتجاه الجنوب إلى اللواء 52 والرخم ثم بلدة الكرك الشرقي. وفي هذه اللحظات وعند وصول المتظاهرين إلى البوابة الرئيسية للواء 52، قاموا بتحطيم الصنم (تمثال حافظ الأسد) الموجود على البوابة، وعند دخول أهالي مدينة الحراك والقرى المجاورة نُظّفت بلدة الكرك الشرقي من اللافتات وصور حافظ الأسد وبشار الأسد إما بإحراقها أو تمزيقها، وكان الحضور والتشييع مهيباً من كافة القرى، ولا ننسى القرى المحيطة، سواء كانت "المسيفرة" و" أم ولد" وأهالي درعا البلد الذين أتوا، وحضروا هذا التشييع في هذا اليوم العظيم. 

كنا نشاهد النساء والرجال المسنين أكثر من الشباب، وكان مشهداً لا يوصف، حتى إن أهالي الشهيد كانوا يخافون من تعرّض الناس الذين يأتون إلى بلدة الكرك الشرقي لمجزرة أخرى، وكان لديهم نوع من التحفّظ [وأرادوا] أن تكون المشاركة محدودة، ولكن [أهالي] القرى والأهالي كانوا يرفضون، وأبوا إلا أن يحضروا جميعاً، وحضر أكثر من 50 ألف مشيّع في ذلك اليوم. 

وقمنا بتصوير هذه المظاهرة، وكانت هناك مظاهرة نسائية أيضاً، قام أحد الأشخاص بتصويرها وتصوير مظاهرة الكرك الشرقي، وفي اليوم الثاني، ذهب لإرسال هذه المقاطع إلى قطر أو قناة الجزيرة؛ حتى يعرض عليهم المشهد مرة أخرى، وأثناء ذهابه إلى مطار دمشق الدولي تمّ اعتراضه وتوقيفه، ويبدو أنه كانت هناك إخبارية من أحد الموظفين أو العاملين في قناة الجزيرة الذين تشاجر معهم، وأخبروا النظام السوري عنه: بأن هناك شخص يدعى فلاناً يقوم بتصوير المقاطع، ويعرض علينا هذه المقاطع، واعتُقل لأكثر من شهرين تقريباً لدى فرع المخابرات الجوية. 

كان التمثال أو رأس صنم على مدخل اللواء 52، وتمّ تحطيمه وإزالته وإزالة الصور في مراسم التشييع، وكانت هناك مجموعة من الشباب من "الكرك الشرقي" قبل يوم قاموا بنزع الصور والكتابات الموجودة على الفرقة الحزبية والدوائر الموجودة في البلدة.