الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية والتعامل الأمني للنظام في الثمانينات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:45:22

اسمي عمر حذيفة من قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس الساحلية، التابعة لمحافظة طرطوس، اعتُقلت، وأنا معتقل سابق في سجون حافظ الأسد في سنة الثمانين لمدة 12 سنة، وأُفرِج عني في عام 1992، وكنت أدرس بداية في القرية الابتدائية والإعدادية والثانوية في قرية مجاورة لنا اسمها قرية البساتين، وتم اعتقالي حين كنت في الصف الحادي عشر أو بداية البكالوريا في 27 تشرين الأول/أكتوبر 1980، ومن يقرأ ويسبر الأحداث في سنة 1980 يدرك طبيعة الاعتقالات التي كانت تحصل آنذاك، وخاصة في نهاية عام 1979 أصدر حافظ الأسد قانونًا اسمه قانون الـ 49 وهو مرسوم تشريعي -حيث إنَّ من صلاحيات الرئيس آنذاك- وهو جيَّر الحكومة وقوانينها لصالحه فكان يمثل السلطة التشريعية إضافة إلى القضائية والتنفيذية، وأصدر مرسوم الـ 49 والذي يقضي بإعدام كل من ينتمي وليس من ينتسب إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وهذا القانون إذا ما نُظِر إلى ألفاظه وكلماته وعباراته الحقيقة ينطوي عليه الكثير من المعاني وخاصة الانتماء غير الانتساب، وحين دخلت إلى السجن لم أكن منتسبًا إلى تنظيم الإخوان المسلمين لأنَّني كنت ما زلت صغيرًا ولا أعرف شيئًا عن هكذا تنظيم إلا من ما نسمعه أحيانًا عنهم من خلال التلفزيونات، لكن كانتسابات واجتماعات واشتراكات كما يفعل الأحزاب حقيقة لم نكن على دراية بهذا الأمر ولم نكن نستوعب هذا الأمر، ولكن قضية الانتماء التي اعتُقلنا من أجلها والتي أعتقد أنَّ الشعب السوري يُحكم بهذا الأمر، والشعب السوري كله منتم، وليس بالضرورة أن يكون منتسبًا، فكل من ينتمي أي يميل أو يشارك في أي أمر يمتُّ إلى الإسلام أو [إلى] هذا التنظيم بصلة فهو تحت هذا الحكم، وهذا الأمر حقيقة ما وجدناه في السجن، ولذلك عندما دخلت إلى السجن لم أكن قد أتممت الدراسة الجامعية لأنَّني مازلت كما قلت في أول شهر من عام البكالوريا والتي الحقيقة حوسِبت على بعض الجمل التي كتبتها أو [على] آية بالتحديد، وهي آية قرآنية كنت حفظتها من مسجد قريتي "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" وهذه الآية القرآنية مكتوبة فوق المنبر، وكنت في الصف الثالث الإعدادي وكنا نكتبها كما يكتب كل الطلاب ما يريدون وما يشاؤون، ويتصرفون بما يحلو لهم بغض النظر عن من دفعك إلى هذا أو الأسباب الموجبة لذلك، وكل تلك الأمور لم نكن على مستواها حتى ندفع لهذا الأمر، ولكن الأرضية التي نحن عليها هي أرضية ملتزمة أرضية إسلامية وهي أرضية نابعة من تقاليدنا وعاداتنا ومبادئنا وثوابتنا كقرًى، وبالتالي قرية البيضا التي عشت وتربيت فيها الحقيقة كلها بهذا الالتزام، وحتى كل القرى السنية في مدينة بانياس ومحيطها كلها تلتزم، بما فيها المدينة من أهل السنة في بانياس كلهم يغلب عليهم الطابع الالتزامي الكامل بهذا الدين، وبالتالي هذا المجرم حافظ الأسد حين أصدر هذا القانون الحقيقة حكم ليس على أهالي بانياس وإنما على أهالي سورية كلها بالإعدام وحُوسبت على كتابة تلك الآية بعد سنتين، وأنا كتبتها حين كنت في الصف الثالث الإعدادي ولم أُعتقل، و[عندما] كنت منتهيًا من الحادي عشر أو أوائل البكلوريا واعتُقلت من أجل هذا، وكان التحقيق معي لماذا كتبت تلك الآية، ومن دفعك إليها، وماذا تقصد من هذا الأمر وما هي نشاطاتكم ومن نظمكم وماذا كنتم تفعلون؟ وكل تلك الأمور، وما تعرفه من أساليب التحقيق مُورست علينا لمعرفة الدوافع الأساسية لهذا الأمر، والتي لم يكن هناك دوافع في الأصل، ولكن الالتزام الديني والعاطفة الدينية التي كانت موجودة لدينا في الأصل [كانتا السبب].

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/11/08

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/159-01/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

الثمانينات

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة طرطوس-البيضا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

الشهادات المرتبطة