الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لمحة عن العائلة ونشاط الوالد الدعوي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:45:47

علاء أحمد خويلد من مدينة اللاذقية، ولدت وترعرعت في اللاذقية 18 تشرين الثاني 1992، ومسجل في (من مواليد) عام 1993، ودرست الابتدائية والإعدادية والثانوية في اللاذقية، ودخلت فرع الهندسة المعلوماتية في جامعة تشرين ودرست فيها لمدة سنتين ونصف، السنة الأولى كنت الخامس على الدفعة، والسنة الثانية كان ترتيبي الرابع أو الخامس على الدفعة، ولاحقًا مع بداية السنة الدراسية الثالثة تم فصلي من الجامعة لأسباب سياسية بحجة أني خائن للقائد الوطن، وأنا لا أستطيع الدراسة في جامعات هي للقائد والوطن، فتم فصلي من الجامعة ومنعي من أخذ أوراقي وشهادات السنة الأولى والثانية والحياة الجامعية وكشف العلامات.

أنا من أسرة تعتبر [ من أصول] قديمة نوعًا ما في مدينة اللاذقية، وفي عهد حافظ الأسد ولاحقًا بشار الأسد تعتبر كما يقال في سورية "العين عليهم" -ولا أريد أن أقول: المغضوب عليهم. مثل العائلات التي هجرت من حماه أو العائلات التي تنسب للإخوان- ولكن [من] العائلات التي عليها مراقبة وخصوصًا أسرتنا.

عائلتي تعتبر من العوائل التي تحوي عددًا من أفرادها مغضوب عليهم بشكل كبير، والدي الشيخ أحمد خويلد، اعتقل في الثمانينيات لأيام وليس لمدة طويلة ولكن اعتقل لأيام، ولاحقًا عندما خرج وأصبح كبيرًا تابع في مسيرته الدعوية ومسيرته الشرعية، وهذا الشيء وضعه تحت العين أكثر بحكم أن والدي خطيب لعدة مساجد في مدينة اللاذقية وتنقل بينها من شبابه أو في أواخر الثمانينيات حتى عام 2012 تنَقَّل في عدة مساجد في مدينة اللاذقية، ودائمًا العين عليه من قبل ضباط المخابرات كعائلة، كحال بقية المشايخ في المدينة أو في أغلب سورية، وكان دائمًا يتردد إلى فروع الأمن لأجل التحقيقات والأسئلة النوعية والأسئلة الروتينية أحيانًا من أجل فرض إحساس نفسي أنه نحن نراك.

ابن خالتي استشهد في العراق في عام 2003 في اجتياح الفلوجة: الشهيد عمار الراعي الذي ذهب إلى العراق مع الشباب السوريين الذين اندفعوا للمساعدة في صد الاحتلال الأمريكي، ومع تحفظاتنا على المنهج والأسلوب والتنظيمات التي استقبلت هؤلاء الشباب، ولكن نحن نتحدث عن الفكرة العامة عن فكرة المساعدة لشعب شقيق، وذهبوا من أجل صد الغزو، وهذا الشيء كان مفاجئًا للشعوب العربية التي لم تعرف الغزو -عدا الغزو الإسرائيلي- منذ عام 1940 أو عام 1950 عندما انسحب الفرنسي والبريطاني، وكان شيئًا مفاجئًا أن يدخل جيش أجنبي إلى أراضينا، وهذا أعطى عنفوانًا بين الشباب، وذهبت أعداد كبيرة من الشباب السوريين ومن بينهم ابن خالتي عمار الراعي، ولاحقًا استشهد في العراق في عام 2003.

عم والدتي من عائلة ضاما، وهو بالأصل من جبلة، وهو كان أحد كبار المستشارين في البحرية بألمانيا، وبحسب ما قيل لنا من العائلة أنه تم استدعاؤه من قبل النظام السوري كنوع من الاستشارة، وأرسلوا معه مرافقة من أجل تأمين سلامته، ولكن كما عادته نظام حافظ الأسد نظام الغدر والخيانة تم اعتقاله وأخذه إلى تدمر ثم اختفى بعدها ولم يُعرف له أثر حتى الآن، والعائلة تعتبره شهيدًا تقبله الله.

ابن خالتي (الكبرى) هو أول أحفاد العائلة، وهو أبو عبد الرحمن أو أبو البراء كما أطلق عليه سابقًا: حسن صوفان، وهو أحد قدامى معتقلي صيدنايا أو ما قبل صيدنايا، وأعتقد أنه تم بناء صيدنايا من أجله أو من أجل أمثاله، وهو اعتُقل في السعودية وتم تسليمه إلى النظام السوري بتهمة التعامل مع القاعدة، وهو اعتقل في عام 2001 وتم تحويله إلى سورية أعتقد في عام 2003، وبقي في سجن صيدنايا حتى عام 2010 تقريبًا أو 2011، ثم تحويله إلى سجن عدرا إلى القسم الجهادي السياسي، وهو قسم منعزل تمامًا عن قسم الشغب أو الجرائم والجنايات، وهو قسم خاص بالإسلاميين، وبقي هناك حتى الإفراج عنه بصفقة تبادل في عام 2016 إن لم يخب ظني[25 كانون الأول 2016].

ووجود حسن في العائلة كان دائمًا مبعث للسؤال بيننا عندما كنا أطفالًا أو فتيانًا: أين حسن؟ ولماذا أخذوه؟ والعائلة لم تكن تتجنب الإجابة أو تتهرب من الإجابة، والإجابة هي لأن النظام مجرم، والنظام لا يحب[ الأشخاص] الجيدين، والنظام طاغية ويكره الذين يُصلون ويصومون، وهذا الشيء جعل عندنا على الأقل كأسرتي -ولا أريد التحدث عن العائلة ككل، وأنا أتحدث عن نفسي وأسرتي الصغيرة، يعني أمي وأبي وإخوتي- هذا جعل لدينا الوعي الطفولي المسبق الذي لم نكن نعرف أنه وعي، وهو شيء يُغرس شيئًا فشيئًا في العقل، وأنه نحن في دولة يحكمها نظام ليس جيدًا وبشع بوصف الطفولة، وهذا الشيء تراكم مع الأيام. يعني حسن في البداية في عام 2001 ثم عام 2003، ثم استشهاد عمار تقبله الله، وكبرنا أكثر وأصبحنا نسمع عن عم الوالدة، ولاحقًا رأينا أن الوالد استدعي أكثر من مرة إلى الفروع الأمنية، وعندما يكون في الخطبة يكون هناك ضباط من الأمن مبعوثون من الفروع إلى المساجد، وكانوا دائمًا يقفون مع والدي، ووالدي لا يُخفي عنا، وكان يقول: إنهم موظفو أمن ويريدون أن يعرفوا ماذا أتحدث، ويطلبون أن أدعو للرئيس كأن الرئيس شخص جيد.. هو شخص ليس جيدًا، الله لا يوفقه، وإن شاء الله نخلص منه. والغرض من هذا الكلام كله أنني كعلاء أو أسرتي الصغيرة أو أخي بسام تقبله الله.. في الوقت الذي كان يذهب فيه أطفال المدارس إلى الطلائع والمشاركة في معسكرات الشبيبة ودفع الاشتراكات والرحلات والرواد والكشافة، كنا نحن مبعدين تمامًا عن هذا الجو، يعني الموضوع بالنسبة لطفل.. يعني حتى لو أني أعرف الموضوع ولكن أنا أريد الذهاب مع رفاقي وأريد وضع السياسة على جنب وأريد أن أذهب في مشوار مع المدرسة إذا كنت صف ثالث أو رابع أو خامس، وأنا أريد الذهاب مع المدرسة مشوار وطليعة ونرتدي فولار طلائع البعث، فكانت الوالدة تقف أمامنا بصرامة.. ممنوع، وتقول: نحن لا نشارك في أي شيء يمت لهذا النظام بصلة. ومع الوقت نحن أخذنا موقف وأحسسنا أنه يوجد تميز وأنه أنتم كلكم سوف تذهبون وأنا لا أريد الذهاب، ولا أريد أن أدفع لهم اشتراك الطليعة والشبيبة، وهم تابعون بالأصل لنظام البعث الذي لا نحبه، ولأن أهلي لا يحبونه فنحن لا نحبه، يعني بهذه البساطة.

في أحد الأيام شاركت مع المدرسة بمسابقة على مستوى سورية: مسابقة الجمهورية للألعاب الأولمبية لفئة الفتيان والناشئين، وأنا شاركت في رياضتَي القفز الطويل والصولجان، وفي وقتها بالنسبة للقفز الطويل حصل معي مشاكل في ركبتي وانسحبت منها، وبقيت في الصولجان وأحرزت ميدالية فضية على مستوى سورية، وأنا قلت لأهلي: إنني سأذهب مع رفاقي في المدرسة إلى المدينة الرياضية من أجل لعب كرة القدم، ولاحقًا عدت ومعي الميدالية، وسألتني والدتي: ما هذا؟ فقلت لها: أنا شاركت في كذا وكذا. ورغم أني حصلت على الميدالية، ولكن سمعت كلامًا [تأنيبًا] من والدتي لأنني شاركت في مسابقة رياضيات تابعة لشيء له علاقة بحزب البعث ورددنا الشعار.

عندما كان هم الأطفال الألعاب، أيضًا كان همنا كأطفال الألعاب بالإضافة إلى نوع من الوعي المخزن الذي كان يتم تخزينه شريحة وراء الأخرى حتى جاءت الثورة وظهر هذا على السطح، وظهر بفهمنا للموضوع بشكل أسرع وتفهمنا للحراك الثوري واشتراكنا فيه بقوة وتفهمنا لطبيعة الحركات إن كانت من طرف النظام أو من طرف الثورة، وفهمنا طبيعة الحركات الجهادية التي كان لها أثر كبير جدًا، وكنا نوعًا ما نسبق أبناء جيلنا بحكم الجو العائلي الذي كنا نعيشه، هذا بالمختصر.

الوالد كان لديه نشاط دعوي، وكل يوم ثلاثاء لديه اجتماع مع أصحابه وكانوا يأتون إلى منزلنا ويجتمعون كنشاط دعوي وذِكْر، ولاحقًا لمناقشة وضع البلد والوضع المعيشي والسياسي، وهذا جعلنا نوعًا ما.. جعل عندنا بذور العمل المجتمعي، وأنا أتذكر أنه في ذلك الوقت لم يكن يخطر على بالي شيء له علاقة بالعمل المجتمعي، ولكن هو شيء يزرع باللاوعي، ويوجد جماعات تجتمع وأشخاص جيدون مع والدي ورفاقه، والوالد بالنسبة لي هو البطل، وهذا دليل أن هؤلاء الناس يخافون على البلد، ولاحقًا بطريقة اللاوعي انتسبت إلى التنسيقيات وعملنا بشكل جماعي حتى نثبت أفكارنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/06/23

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/59-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل 2011

updatedAt

2024/04/08

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة