الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الانتساب لحزب الشعب الديمقراطي والنشاط قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:47:11

بداية اهتماماتي السياسية بدأت بعد مطلع الألفية الجديدة ومع بداية حكم بشار الأسد، وفي هذه الفترة كانت مجموعة كبيرة من السياسيين قد خرجوا من السجن في عام 1997 حتى عام 2000 يعني بين عام 1997 وعام 1998، خرجت مجموعة كبيرة وكان أغلبهم من سياسيي اليسار يعني حزب الشعب المكتب السياسي وقتها وحزب العمل الشيوعي، واللاذقية كانت مكانًا أو خزانًا لهؤلاء السياسيين الذين خرجوا، وفي هذه الفترة بدأ مع بداية 2000 الناس يعودون لتشكيل حضورهم، وبدأ اهتمامي من خلال لقاءاتي مع مجموعة كبيرة من هؤلاء السياسيين، وأنا كنت طالبًا جامعيًا جئت إلى الجامعة متأخرًا، كنت طالبًا جامعيًا في جامعة حلب، وكنت أذهب وأدرس في المكتبة المركزية في اللاذقية على اعتبار أنني مستقر في اللاذقية ودراستي لا تحتاج إلى دوام، فأدرس، وتعرفت على شاب كان شاعرًا اسمه عيسى جورية بعد حرب العراق تمامًا، وهذا الشاب جاء وكانت لديه تجربة وهو شاب علوي لديه تجربة في حرب العراق، فتعرفت على هذا الشاب، وحصل حديث مطول عن تجربته في العراق وذهابه إلى القائم ودخوله إلى العراق وعودته والنكبة التي رآها خلال حرب العراق. وكان لنا صديقة ثالثة موجودة في المجموعة، وهي هنادي زحلوط الناشطة السياسية التي عُرفت فيما بعد بشكل كبير، وعيسى في أحد الأيام يعني التقائي به كان لقاء في البداية [سببه] الشعر، وبعدها تحول إلى تفاهم سياسي والتقاء بنقاط مهمة كثيرًا من خلال الجو العام الذي بدأ يتحرك، وأصبحنا نذهب ونلتقي مع مجموعة من الناس الذين لهم باع سياسي قديم موجود ومنهم كان منذر خدام، وفاتح جاموس، ومحمد سيد رصاص، ومجموعة كبيرة موجودة، والدكتور راتب شعبو، وكنا نلتقي بهم، وكانت توجد مكتبة في شارع أنطاكيا كان يديرها بسام يونس (أبو سعيد) -رحمه الله- وهو كان يدير هذه المكتبة، وكان هو من أحد كوادر حزب الشعب، وكنا نلتقي عنده في المكتبة، وبعدها في أحد الأيام عيسى جورية قال لي: يوجد منزل نلتقي به، ونجري فيه تجمعًا لطيفًا ونجري سهرات ونتكلم بالشأن العام والسياسة. فزرته في المنزل، وكان المنزل في أحد المشاريع في اللاذقية قريبًا من الزراعة، وكان المنزل لشخص من حزب المكتب السياسي أو حزب الشعب غسان جديد، وكانت مجموعة كبيرة من الشباب في اللاذقية ومن خارج اللاذقية تتردد على هذا المنزل وأحيانًا شبه يومي وأحيانًا في جلسة أسبوعية موسعة، ومن الشباب الذين تعرفت عليهم في ذلك الوقت والموجودين في اللاذقية: كان طارق عزيزي، وروميو حسون، بالإضافة إلى الموجودين من الشباب من أولاد الأستاذ غسان وزوجته، ومجموعة كبيرة من الشباب تواجدت، مثل هنادي وأسماء مختلفة. وكان يتردد إلى هذا المنزل المرحوم يوسف عبد الحميد -رحمه الله- وفائق المير الذي كان هو مسؤول التواصل مع الشباب في حزب الشعب، وهو الذي كان يحاول أن يضخ كوادر شبابية للحزب.

في هذا المنزل، تشكل وعي سياسي كبير بالنسبة لي، وانفتحت أفق واسعة، وخاصة بعد أن بدأ شباب من خارج اللاذقية يتوافدون مثل منهل باريش، وكان يأتي شباب من السلمية، وجاء شباب من حمص، ويوجد مجموعة أسماء لا تحضر في ذاكرتي بشكل كبير، ولكن كانت المجموعة كبيرة. وفيما بعد اكتشفت طبعًا أن الشاب الذي أدخلني إلى هذا المكان بدأ يتغير بسياسته مع الجميع، وفي فترة من الفترات نتيجة أزمة صغيرة انقطعت عن الزيارات، وتفاجأت بأن مجموعة الشباب لم تعد تتواصل معي، وبعدها اكتشفت أن هذا الشاب كان قد بدأ بالحديث عني بطريقة مختلفة على اعتبار أنني كنت السني الوحيد من اللاذقية الذي يتردد إلى هذا المنزل، وأصبح هناك خوف مني وبعدها حصلت مصارحة بيني وبين مجموعة من الأصدقاء ومنهم أبو سومر أحمد سعيد الذي قال لي: إنه كان يتحدث بطريقة ونحن أخذنا حذرنا، وبعدها تفاجأنا أن هذا الشخص الذي كان العين علينا؛ لأنه عندما بدأت الثورة انخرط في الدفاع الوطني، وأخذ نهجًا ثانيًا تمامًا في الحراك، وتفاجأنا بعدها أنه تسبب بمشاكل لمجموعة من الشباب ومنهم هنادي زحلوط، وحتى إنه تسبب بمشاكل لأخيه وهو لديه أخ أيضًا كان في الحزب، وهو موجود حاليًا في ألمانيا، وتسبب له بمشاكل كبيرة.

النواة كما ذكرت بدأت في منزل أبي زياد، وبعدها خلال الفترة التي انقطعنا فيها عن منزل أبي زياد تعرفت على مجموعة ثانية موجودة في اللاذقية المدينة، وكانوا يقومون بسهرات شبه أسبوعية تقريبًا في منزل شخص اسمه مصطفى زغلوط أبو فواز، وأبو فواز كان أحد كوادر المكتب السياسي سابقًا، وكان اتجاهه يساريًا وبعدها انتسب إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، واشتغل مع حسن عبد العظيم في الحزب بشكل مباشر، وأبو فواز كان تاجر بناء ووضعه المادي ميسر، وكان لديه أكثر من منزل لذلك كان قد خصص منزل الطابيات لهذه السهرات، وفي هذه السهرات كان يأتي السياسيون العِتاق القدماء ومنهم الذي خرج من السجن، ومنهم الذي كان في فترة تخفي، من الذين كانوا مختفين وظهروا، كان عمر حنيش -رحمه الله- وبسام يونس لأن بسام لم يعتقل كان من المتخفين، وكان عبد الله هوشة (أبو يوسف) الذي أصبح الأمين الأول لحزب الشعب. 

وأنا خلال تواجدي في منزل غسان سابقًا طرحت فكرة أن هذه المجموعة يجب أن تقدم طلبات انتساب لحزب الشعب عندما تشكل حزب الشعب، وأنا من ضمن الأسماء التي قدمت طلبات انتساب لحزب الشعب، وبدأت أتعاطى (أتعامل) معهم في هذه الفترة كشخص ضمن الحزب، وأتحرك كشاب جديد دخل إلى هذه الحالة.

جاءت مرحلة مقتل رفيق الحريري في لبنان في شباط/ فبراير 2005، وبدأت مرحلة جديدة من الوضع السياسي الأصعب في سورية، ومجموعة السياسيين العِتاق الكبار اجتمعوا في منزل أبي فواز، وكان من بينهم فاتح جاموس وراتب شعبو ومنذر مصري ومنذر خدام وأبو يوسف عبد الله هوشة وعبد الوهاب الخطيب وحبيب حسن وأسماء كثيرة؛ لأن المجموعة فعلًا كانت كبيرة بشكل كبير، وقرروا تشكيل شيء اسمه لجنة العمل الوطني، وفي الجلسة الثانية بعد أن أخذوا قرارًا بالحديث عن لجنة العمل الوطني، في الجلسة الثانية، جاء ميشيل كيلو، واجتمعنا في منزل أبي فواز، ودار الحديث عن هذه اللجنة ودورها، وكانت هذه اللجنة من أهدافها محاولة عدم زعزعة السلم الأهلي في المدينة، لأنهم كانوا يرون أن القضية ذاهبة باتجاه سني وعلوي، لأن اغتيال الحريري كشخصية سنية في المنطقة سوف تخلق أزمة كبيرة على اعتبار أن كل أصابع الاتهام توجهت باتجاه النظام، على اعتبار أن الحديث أصبح حول أن محاولة الاغتيال هي عملية طائفية بامتياز، فكان لابد من خطوة باتجاه المدينة التي هي أصلًا على صفيح ساخن، ومن الممكن أن تولع (تشتعل) في أي لحظة، فقرروا تشكيل هذه اللجنة، وهذه اللجنة ضمت كوادر كبيرة من الشباب والسياسيين الموجودين في اللاذقية، وكان محمد سيد رصاص منهم، ومحمد كان قد انشق عن حزب الشعب، وشكّل مكتبًا سياسيًا لوحده هو وجماعته، ودخلت كل التيارات السياسية تقريبًا التي كانت موجودة في اللاذقية من حزب العمل إلى حزب الشعب إلى المكتب السياسي الذي انفصل عن حزب الشعب، وكان بينهم كما ذكرت عمر حنيش ومحمد سيد رصاص والاشتراكيين الموجودين في المدينة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات المستقلة غير المحسوبة على تيار سياسي ومنهم منذر مصري وغيره، وشكلوا هذه اللجنة، وأتذكر أنه في أحد الاجتماعات جاء منير شحود من طرطوس، وجاء شخص من عائلة سليمان من طرطوس، وحضر هذه الاجتماعات، وكانت توجد شخصيات ثانية مثل الدكتور عصام سليمان، وحتى عيسى كيلو الذي هو دكتور طبيب وهو أخ ميشيل كيلو، وهو لم يكن مهتمًا كثيرًا بالسياسة، ولكنه جاء وحضر أكثر من مرة في هذه الجلسات.

بعد أن تشكلت لجنة العمل الوطني، كانت المرحلة قبلها تتحدث بمشروع إعلان دمشق، والتيارات السياسية أيضًا تعمل في هذه الفكرة، وبدأت الفكرة تتبلور والعمل عليها، وجاءت أزمة الحريري وعطلت قليلًا، ولكنهم أكملوا، وذهبوا إلى انتخابات إعلان دمشق في عام 2007، وبقيت الحالة على ما هي عليه من اجتماعات وحضور، ولكن خلال كل هذه الفترة، كنا في كل فترة يُؤخذ أحد منا إلى الأمن، وأنا اعتقلت أكثر من مرة، ولكن لفترات قصيرة، يعني لأيام وأسابيع وليس أكثر، وكان يوجد استدعاء شبه دائم للحضور، وكان الحديث: ماذا تعملون سياسيًا؟ وعلى اعتبار أنني كنت أيضًا منتسبًا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والتي كان عمادها شخصيات من الاتحاد الاشتراكي لأن محمد رعدون كان رئيس المنظمة، وأصبح في المعتقل في ذلك الوقت.

جاءت انتخابات المجلس الوطني لإعلان دمشق في 2007، وكنت في دمشق، أنا كنت أعمل في شركة أدوية وعندي مكتب في حلب وطبيعة عملي هي أنني مدير لمجموعة مكاتب، فكنت موجودًا في دمشق، وفي ذلك اليوم ذهب الشباب إلى الانتخابات، وحصل ما حصل من خلافات بين بعضهم حول تصدير الشخصيات في الإعلان، وخرج حسن عبد العظيم خارج الإعلان، وعادت المجموعة، وأنا عدت معهم إلى اللاذقية بالصدفة، وكانت هذه اللحظة هي من أهم اللحظات في حياتي؛ لأنني في وقتها أتذكر تمامًا أنني تكلمت مع أبي يوسف عبد الله هوشة، وقلت له: ماذا حصل؟ فقال: لم تمشِ (تتم) بالطريقة التي يجب أن تمشي بها، ولم يحب أن يتكلم كثيرًا عما جرى، وطبعًا الشباب فيما بعد تكلموا أن الانتخابات لم تمش بطريقة كما كان مخططًا لها، وكانت توجد تحالفات سياسية على حساب تحالفات أخرى، وكان الموضوع يسير باتجاه إخراج جماعة حزب العمل وجماعة الاتحاد الاشتراكي للخارج، فانقسمت المعارضة في هذا الموضوع، وأنا لأول مرة رأيت الانكسار في عيون أبي يوسف، وبعدها أبو يوسف اعتزل العمل السياسي تقريبًا شبه اعتزال، والتزم الصمت ولم يعد موجودًا في الواجهة، وبدأت مرحلة جديدة من حياتي، للأمانة لم تعد عندي ثقة بهذه التجمعات السياسية وبالسياسيين الكبار. 

وقبلها توجد حادثة صغيرة، أنا في عام 2005 مع أبي يوسف التقيت برياض الترك لأول مرة، وكانت معنا مجموعة منهم راسم الأتاسي، ونحن كنا في زيارة إلى حمص، وذهبنا وزرنا رياض الترك في مكتبه في جورة الشياح، ورياض الترك في ذلك الوقت كان بالنسبة لنا كشباب يعطي انطباعًا عامًا أو هامًا عن مناضل سياسي عتيق وكبير، والزيارة بالنسبة لي أعتقد أن قدمي كانت تمشي أسرع من الذي يجب أن أمشيه، وكان قلبي يسير قبل قدمي، ولكن تعرفت على الرجل وللأمانة انبهرت به في البداية، ولكن ما جرى بعدها خلال انتخابات الإعلان والمؤامرة التي حصلت بينهم كشفت الكثير من هذه القصص، وغيرت انطباعي نحو الجميع تقريبًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/11

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/49-20/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2005-2008

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الشعب الديمقراطي السوري

حزب الشعب الديمقراطي السوري

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

لجنة العمل الوطني في اللاذقية

لجنة العمل الوطني في اللاذقية

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

الشهادات المرتبطة