أنا أذكر في عملية البنيان المرصوص غزة عام 2007، وفي عام 2006 كان العدوان[الإسرائيلي] على لبنان، وفي عام 2007 وعام 2008 كان العدوان على غزة، أنا في ذلك الوقت لم أنم إلا سويعات خلال 13 يوم، وكنت في ذلك الوقت في الصف الحادي عشر، وفي النهاية حصلت مشكلة مع والدتي بسبب طول مشاهدتي للتلفاز على حساب دراستي، وكان يوجد في غرفتنا صورة كبيرة للشيخ أحمد ياسين تقبله الله، وكان عندنا علم حماس العلم الأخضر طول ثلاثة أمتار بمتر على خزانتي، بينما الشباب في عمري يضعون صور المطربين والمطربات واللاعبين، وأنا كنت أضع صورة زيدان ولكن كان عندي صورة الشيخ عبد العزيز الرنتيسي تقبله الله، ونحن لم نكن منعزلين حتى لو كنا فتيانًا صغارًا أو شبابًا، ولم نكن بعيدين عن الجو السياسي والوطني والجهادي والمظاهرات وحماس والمظاهرات [الداعمة] للكتائب عز الدين القسام التي كانت تحصل في سورية في ذلك الوقت، لم نكن بعيدين أبدًا عن هذا الجو، ولم أكن من الشباب الذين كان همهم هو الدراسة وبعدها الخروج في مشوار ولعب كرة القدم، نعم كان موجودًا ولكن موضوع الاهتمام بهذه التفاصيل جميل جدًا، والآن حتى أحسست بقيمته، ولم نكن شبابًا بدون مبدأ حتى في ذلك الوقت.

وأذكر في قافلة الحرية التي كان يوجد فيها النائب البريطاني [جورج غالاوي] الذي دخل إلى قطاع غزة مع قافلة الحرية من البحر التي جاءت من بريطانيا ثم إلى اللاذقية، وبقيت عدة أيام في معسكر الطلائع، وبعدها ذهبت إلى غزة، وفي ذلك الوقت سفينة.. لا أتذكر اسمها.. نزلت السفينة لتحميل البضائع من معسكر الطلائع الموجود على البحر، وكان يوجد هناك تجمع الجالية الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية واسمه الرمل الفلسطيني، ومع أننا كنا في فترة امتحانات أنا تركت كل شيء وتفرغت للبقاء في المعسكر حتى أساعد في عمليات الترجمة، أنا كنت في الصف الحادي عشر، وأنا كنت الثاني على المحافظة، ونوعًا ما في ذلك الوقت كانت لغتي [الإنكليزية] بالنسبة لأقراني كانت جيدة، وعندما نزلت رأيت الشباب السوريين يتحدثون عن الأجانب وكأنهم جاءوا من الفضاء ويتحدثون معهم بدون أي كلمة إنجليزية وكان يوجد صبية أمريكية اسمها رحمة زاركي لينكي، وهي أمريكية أصلية ولكنها أسلمت وجاءت مع القافلة، ورحمة زاركي لينكي بطريقة طلبت طلبًا بالإنجليزي ولم يفهم عليها أحد حتى الأشخاص الذين كانوا تابعين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" السوريين في المنطقة، وأنا بطريقة ما أجبتها بكلمة بالإنجليزي فقالت: هل تتحدث الإنجليزية؟ فقلت لها نعم. وأنا بقيت معها، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا أصحابًا ومع الكادر، وأخذتني إلى جورج النائب البريطاني ومساعدها وسائقي الباصات. والغرض من الموضوع أننا كنا دائمًا نحاول أن نكون أبناء قضايا حتى لو لم نكن نعرف أنفسنا أننا أبناء قضايا، يعني لم نكن نعرف أن هذا الشيء يزرع بنا حب القضايا أو الانتماء إلى القضايا الحقة، وهذه كانت نظرة على موضوع اهتماماتنا كأسرة في القضايا التي كانت تعصف في المنطقة حولنا، إن كانت في فلسطين أو العراق، ولم نكن بعيدين عنها. كان اسم القافلة شريان الحياة واحد مع النائب البريطاني، وهو كان مؤيدًا للقضية الفلسطينية، ولكنه كان مؤيدًا لبشار الأسد وتم فصله من البرلمان البريطاني بسبب دخوله إلى غزة ومواجهته للاحتلال الإسرائيلي.