الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

صراعات مراكز القوى داخل مؤسسات النظام وطلب التسريح

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:30:00

بعد نقلي من الإدارة من قسم الاستطلاع إلى الـ م1 مقر القيادة المركزية، وطبعًا لم أداوم هناك وأصبحت أذهب فقط آخر الشهر حتى آخذ راتبي وأعود إلى منزلي، والمقر موجود بجانب نادي الضباط الجديد شرقي مبنى الأركان، وطبعًا هذا بالاتفاق مع مدير الإدارة وقائد السلاح وقائد المقر المركزي، وقائد المقر المركزي هو اللواء عصام وهو صديقي وأنا من باب الاستنفار قلت لهم: لماذا نقلتموني إلى هذا المقر؟ فأنا لم أعد أداوم نهائيًا، [وقلت لهم] فقط سرحوني وأنا ذاهب إلى منزلي، وبقيت على هذا الحال ثلاثة أشهر تقريبًا، وبعدها طلبني قائد سلاح الدفاع الجوي اللواء عدنان دكنجي وقال: أريد أن أنقلك إلى اللواء 55 بجانب دوما ويصبح وضعك أفضل وتعود وتنطلق من جديد وتنسى المشاكل التي حصلت، فقلت له: حسنًا ولكن لا يمكن أن تنقلوني إلى لواء أنا كنت فيه ضابط أمنِ الفرقة ورئيس قسم استطلاع، يعني على الأقل أعود كرئيس أركان لواء أو نائب قائد لواء أو قائد لواء، أما أن أنا رئيس قسم الاستطلاع فهذا لا يجوز، أن أعود فقال: اذهب وجرب نفسك، والحقيقة هو كان معجبًا بي كثيرًا بأسلوبي وطريقتي، وهو رجل نظيف ومشهود له في الدفاع الجوي ومشهود له بالانضباط والنظافة وكل شيء، وحتى بالعلم وهو كان يحتضنني (يقدرني) وعلاقتي معه جيدة جدًا، والكثير من الناس كانوا يقولون لي إن هذا الرجل يحبك وحتى في غيابك يضرب بك المثل، فقال لي: اذهب واترك الباقي علي وأنا سوف أرتب أمورك، فنقلوني إلى اللواء 55 التابع للفرقة 24 في منطقة عدرا على مفرق حفير.

هي إعادتي إلى المربع الأول [كانت] كفركة أذن (عقوبة تأديبية)، هم لم ينقلوني من الإدارة مباشرة وإنما هم نقلوني إلى الـ م1، ولكن أنا تمردت عليهم فأصبحوا يريدون ترضيتي، فأرسلوني إلى اللواء، فاعتبروا أن إعادتي إلى اللواء من أجل إعادتي إلى المربع الأول، وبالتالي أصعد بالتدريج كرئيس أركان لواء فيما بعد، وبعدها قائد نائب لواء وبعدها قائد لواء.

في اللواء كان قائد اللواء هو العميد حسن دريبي رحمه الله، وهذا أيضًا كان صديقي وعلاقتي جيدة معه، وأنا عندما وصلت قال لي: اعتبر نفسك قائد اللواء، وأي شيء تريده سوف يحصل، واللواء كانت إمكانياته قليلة، فهو خصص لي سيارة لاند روفر وأعطاني مكتبًا في قيادة اللواء ومكتبًا في الضمير في مقر عمليات اللواء في المقر الموحد الجنوبي، وأنا هنا بدأت أعمل في القسم ونظّمته، وحتى في وقتها أعطوني وسام تدريب من بشار الأسد على التطوير الذي أنجزته في قسم الاستطلاع في إدارة الدفاع الجوي، والتطوير الذي أنجزته في قسم الاستطلاع في اللواء 55، وأنا في قسم الاستطلاع في إدارة الدفاع الجوي أنا ألفت كتابين؛ كتاب "جيوش أجنبية" وكتاب "استطلاع" وهذا خاص بالدفاع الجوي، وهو حتى الآن معتمد كمرجع تدريبي لقطعات وتشكيلات الدفاع الجوي.

اللواء 55 مقر قيادته على مفرق حفير في عدرا على طريق دوما - عدرا، وبجانب مدرسة الشهداء وملاصق تمامًا لمدرسة الشهداء الفلسطينية، وهو له العديد من الكتائب وأغلب كتائبه متركزة في الغوطة الشرقية والضمير، وفي الضمير لدينا ثلاثة كتائب، والباقي منتشر في الغوطة الشرقية، وهذه تقريبًا كل المعلومات عن اللواء، وأنا انتقلت إلى اللواء في عام 2005 تقريبًا في نهاية عام 2005، [واللواء 55] هو لواء صواريخ مختلط، يعني نظام مختلط "بتشورا وفولكا" التي هي متوسطة المدى، واللواء هو من أقدم ألوية الدفاع الجوي ويوجد فيه كتائب فولكا وكتائب باتشورا وكتيبة فنية بطبيعة الحال، ومقر عملياته موجود في الضمير في المقر الموحد الجنوبي ونحن نسميه مقر قيادة النيران وهذه هي المعلومات.

أنا حضرت حرب عام 2006 في مقر العمليات، وفي نهاية 2006 أنا وصلت إلى مرحلة أنه لا يمكنني أن أستمر بهذا الوضع والأسباب كثيرة، ومنها المضايقات ومحاولة تشويه السمعة ..

المشكلة ليست في قائد اللواء، وقائد اللواء هو رجل محترم ويتفهمني وأنا أتفهمه وأنا خدمته كثيرًا عندما كنت ضابط أمن الفرقة عندما كان هو قائد لواء ونائب قائد لواء؛ رئيس أركان اللواء، ولكن المشكلة ليست هنا المشكلة أنه ليس قائد الفرقة هو الذي يواجهك ولا مدير الإدارة هو الذي يواجهك، ولكنهم يرسلون الصغار هم الذين يتكلمون ويؤلفون قصصًا عني، فهذه القصص كانت مهمة جدًا، وطبعًا هذه تراكمات من خلال عملي مع بشار (بشار الأسد) وتكليفي بمهمة محاسبة رئيس فرع الأمن العسكري في مدينة تدمر وكل هذه القصص تراكمت، فأصبح يوجد حقد متراكم علي، أن هذا شخص متمرد ولا يمكن الوثوق به، وطبعًا القيادة لا تستطيع أن تكتب بحقي شيئًا ولا يستطيعون التأثير علي لأن القيادة كلها تعرفني، يعني من بشار وما دون جميعهم يعرفونني ويعرفون سلوكي، ويعرفون من أنا لذلك هم بدأوا يتبعون الإشاعات والكلام الفارغ وأنا وصلت إلى مرحلة أنني لا أستطيع مواجهة هؤلاء الأشخاص، وهم عبارة عن عصابات مرتبطة ببعضها بشكل هرمي، ويتحركون بطرق مدروسة ومخططة وأنا كفرد لا أستطيع، وبنفس الوقت أنا لم يكن طموحي أبدًا أن أصبح قائد لواء أو قائد فرقة.

هذا الموضوع يلازمني منذ أن كنت ملازمًا حتى الآن، وأنا لا أستطيع أن أسكت عن أمر غلط، وخاصة إذا كان هذا الأمر يمس أمن بلدي أو يمس مصلحة شعبي وأهلي وحتى مع بشار، في الأيام التي كنت أعمل بها مع بشار، كنت أتحدث بهذا الأمر وهو يعرف ذلك، وعندما كنت ضابط أمن الفرقة، أيضًا نفس الأمر، يعني موضوع مصلحة البلد خط أحمر أنا لا أناقش فيه نهائيًا، وموضوع الغلط هناك غلط يمكن السكوت عنه ويوجد غلط لا يمكن السكوت عنه ويوجد غلط يمكن معالجته ويوجد غلط لا يمكن معالجته، والغلط الذي لا يمكن معالجته يجب أن نشير له حتى يتعالج، لأنني قد لا أستطيع معالجته ولكن عندما يسمع به أحد قد يستطيع معالجته، ولكن الأمر للأسف لم يكن بالطريقة التي أريدها.

أكثر شيء كان يتم إطلاق الإشاعات [على الضباط الوطنيين] ومضايقتهم وتهميشهم، أنا لم أستلم أي شيء مالي أبدًا، وحتى في الفرقة والندوات وهذه القصص، والفرع المالي والصرفيات كلها يجب عليّ أن أوقع عليها فأنا كنت أوقع دون أن أقرأ شيئًا لأنني أعرف يعني أنا عندما تشاجرت مع قائد الفرقة أنا أخذت إلى بشار وأخذت إلى مدير الإدارة دوسيهًا (ملفًا) كاملًا عن سرقات قائد الفرقة خلال شهر، وتقدر بحوالي خمسة ملايين ونصف المليون [ليرة سورية]، وقد حسبتها بالفرنك، ولكن أنا كنت أوقع، وكان جماعة المخابرات الجوية يعرفون ومدير المخابرات الجوية وقائد السلاح، وطبعًا قائد السلاح هو لص مثل قائد الفرقة لأن قائد القوى الجوية مرتبط وهو أيضًا حراميّ وأيضًا له حصة وأيضًا مدير الإدارة له حصة وقائد الفرقة له حصة.

هم عندما لا يستطيعون الإساءة إلى شخص بشكل مباشر فإنهم يضعونه في غرفة عمليات، وأنا عندما تآمروا علي وضعوني في غرفة العمليات م1، ولكنني تمردت عليهم وهم يعرفون أنني إذا تكلمت [فسوف تحصل] فضائح، وهم كانوا يريدون مراضاتي وإبعادي عن الواجهة، يعني أبقى في لواء على نطاق ضيق وليس في إدارة ولا أبقى مشهورًا في اللواء، ولا أداوم يومًا بيوم،  ولا يوجد لديه وقت حتى يخرج [لذلك] نحن نتركه ضمن الدائرة المركز عليها.

[كان يوجد] الكثير من الإشاعات؛ يعني مثلًا انتبهوا من هذا الشخص فإنه يتعامل مع المخابرات، وهذه تهمة تافهة بالنسبة للتهم الأخرى، يعني مثلًا يقولون: هذا سكير، وهم ينشرون هذا الأمر ليس من أجلي بل من أجل حاضنتي، وأنا حاضنتي ملتزمة في دوما أو تدمر، فهم يطلقون علي أنني سكير أو نسونجي (زير نساء) وهذه تؤثر على حاضنتي الاجتماعية.

مدير إدارة المخابرات الجوية، عندما علقت بها، جعل أحدهم يكتب تقريرًا، ووضع اسمي تحته وأعطاه لضابط صديقي من تدمر، فقال له: هذا زميلك يكتب بك تقريرًا، يعني هل يوجد أدهى (أخبث) من ذلك! وطبعًا هم بعدها سلموه ضابط أمن كمكافأة وهو ذهب إلى البلد وبدأ يتحدث ويقول إنني كتبت به تقريرًا، وطبعًا الناس يعرفون أنني [لا أفعل ذلك] وأنا أعرف خلفية هذا الموضوع وأعرف من الذي يكتب التقرير، يعني هم كانوا يقدمون لي تقارير وأنا أعرف مستوى الناس الذين يكتبون التقارير وإلى أين يذهب التقرير وأين تذهب نوعية التقارير وكيف يتم معالجة التقارير، وأنا كان عندي درج خاص أضع فيه التقارير، وحتى إنه كان تأتيني تقارير من المخابرات الجوية عن مراقبة العقيد فلان وأنه شوهدت سيارته رقم كذا أمام الجامع.. للمتابعة، وأنا أضع [هذا التقرير في الدرج]، ثم أحضره [وأقول له] كم يبعد أبعد جامع عن بيتك؟ 200 مترا؟ اترك سيارتك أمام منزلك و[اذهب إلى الجامع مشيًا] وانتبه على نفسك، وأنا هنا أصلحته وحميته وبنفس الوقت تخلصت من مشكلة، ولكن هذه القصص لا تعجبهم، فهم يريدون منك أن ترسل الناس إلى المخابرات حتى يُهانوا، ويجب عليك أن تكتب التقارير بالناس حتى يُأنبوا يُهانوا وحتى يتم التعليم عليهم (تسجيل نقاط).

قائد اللواء علوي ونائبه سني ورئيس أركانه علوي وهم مسيطرون بغض النظر عن ضابط أمن اللواء ولا يوجد مشكلة.

أنا وصلت إلى نتيجة بعد الكثير من التراكمات، يعني أنا مثلًا نزلت من مقابلة مع بشار الأسد أنا وغازي كنعان وبعد عشرة أيام وضعوني في السجن! يعني ما هذا الرئيس؟! وهذا دليل أن مدير المخابرات نفسه لا يكترث ببشار الأسد ولا الأكبر من بشار الأسد وهي عبارة عن عصابات ومراكز قوى وثقل، وعلى أيام حافظ الأسد لم يكن الأمر كذلك، وحافظ الأسد كانت تصله الشاردة والواردة، وكان يعالج المواضيع ولكن بشار أعطى صلاحية للجميع، وبالتالي أصبح يوجد مراكز قوى وخاصة في الأجهزة الأمنية، ونحن عندما كنا في لجنة مكافحة الفساد حدّينا (أطّرنا) من صلاحيات أجهزة الأمن ومن موضوع التقارير الكيدية ومحاسبة الناس الذين تكتب بهم تقارير كيدية، ولكن بعد سنتين من حكم بشار الأسد عادت الأمور أسوأ من ذلك.

يعني عندما هو عندما خيرني بأن أذهب إلى أية جهة موجودة في سورية فهو لا يكون يكذب، وهو في النهاية رئيس وأنا أبقى عقيدًا ومن أنا حتى يقول لي الرئيس اختر المكان الذي تريده، وحتى غازي كنعان وحتى عز الدين إسماعيل وعلى الرغم من خلافي معه أيضًا خيّرني أن أختار مكانًا جيدًا ولكنني قلت له: أريد أن أذهب إلى منزلي، ولكن بعدها يقوم عز الدين إسماعيل بإعطاء أمر باعتقالي، لأنني قلت له: لو أنني علوي هل سوف تفعلون ذلك بي؟ وهذا يدل أنه موضوع عصابات ومراكز قوى وكل مركز قوى بعيد عن الثاني ويغطون على بعضهم.

في نهاية عام 2006 قدمت طلب تسريح، وطبعًا قائد اللواء عجز وهو يقول لي: يا خالد أنت الآن في مرحلة قطاف ثمار عملك الذي استمر 30 سنة، وكل الناس يحبونك وأنت لديك كاريزما وإمكانيات، وقال لي: فكر جيدًا، فقلت له: أنا فكرت وانتهيت واتخذت قراري، فقال لي: سوف أرفعه، فرفعه إلى قائد الفرقة، فطلبني قائد الفرقة وسألني: ما هذا؟ فقلت له: أريد أن أتسرح، فقال لي: هل أنت مجنون وما هي قصتك وماذا تريد؟ فقلت له: أنا أريد أن أتسرح، فقال: اذهب وفكر، فقلت له: لا أريد التفكير، فقال لي: حسنًا اذهب الآن، فذهبت وبعد أسبوع أيضًا طلبني مدير الإدارة وأيضًا نفس الكلام [وسألني:] لماذا ومن الذي أزعجك وأنت مدلل (لك حظوة) وذهبت إلى المكان الذي تريده، فقلت له: أنا لم أعد أريد، وبعدها طلبني قائد سلاح الدفاع الجوي وبعدها قائد القوى الجوية وطبعًا لم يطلبني أحد من المخابرات الجوية.

هم كانوا يبحثون لماذا وهم يعرفون لماذا، ولكن لأنهم مرتبطون مع بعضهم (يتبادلون الوساطات)، فهم لا يتحدثون على بعضهم ويغطون على بعضهم وهم يعرفون السبب الحقيقي الذي من أجله أنا قدمت طلب التسريح، وهو تراكمات عدائي للعلوية، بالتحديد للفاسدين من الضباط العلوية وخاصة قائد الفرقة وأعوانه، وحتى إنه يوجد ضباط مخابرات جوية أيضًا كانت علاقتي جدًا سيئة معهم، وهم يعرفون السبب الحقيقي لتقديم طلب التسريح لأجل ذلك هم يريدون أن يسمعوا مني ما هو السبب، وأنا كنت أقول لهم: أصبح يحق لي أن أتقاعد وأنا أريد أن أتقاعد وأريد أن أجلس وأرتاح، فتأخر الموضوع أكثر من شهر ولم يرفعوه (طلب التقاعد)، حتى جاء إلي قائد اللواء وجلس عندي في المكتب وقال لي: الآن تحدث معي قائد السلاح وقال لي تحدث مع خالد ودعه ينهي الموضوع لأننا بحاجته، ولكنني قلت له: إن هذا قرار نهائي ويجب أن أغادر، فقال لي: هذا الشيء سوف تتحمل مسؤوليته، فقلت له: أنا سوف أتحمل كامل المسؤولية، وفعلًا في تاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2007 صدر في نشره التنقلات، وطبعًا أنا عندي صورة من هذه النشرة، وعندي صورة عن القرار الذي جاء من رئاسة الجمهورية بتسريحي بناء على طلبي، وهذه كانت مفاجأة لكل زملائي وأصدقائي والناس الذين يعرفونني، وبدأوا يتصلون معي حتى يعرفوا القصة، يعني لم يتوقع أحد أبدًا أن أتسرح وأنا كنت بهذه القوة وكان مدير الإدارة يحاول كسب ودي وقائد الفرقة يحاول كسب ودي وقادة الألوية وحتى قائد القوى الجوية عندما قابلته عندما تشاجرت مع قائد الفرقة، قال لي: ما يحصل على علي محمود سوف يحصل على خالد المطلق، [وقال لي]: اذهب وأنا معك، يعني هذا الأمر أحدث مفاجأة وحتى إن أحد زملائي المقربين قال لي: هذه قنبلة موقوتة وأنت فجرتها، وشيء مرعب أن يتسرح شخص مثلك بهذه الإمكانيات وهذا الدعم غير المتناهي.

فتسرحت وبعد التسريح فتحت شركة لتجهيز معامل الأدوية في مدينة دوما واشتغلت، والله أعطانا حتى بدأت الثورة.

كان عندي خدمة لمدة 28 سنة وبعد 28 سنة يحق للضابط أن يرفع طلب تسريح، وبالعادة [طلب التسريح] يجب أن يمر على قائد اللواء ويوقع ويوافق، ثم يمر الطلب على قائد الفرقة ويوقع ويعطي رأيه، ثم تذهب إلى مدير الإدارة ويوقع ويعطي رأيه، ثم تذهب إلى قائد سلاح الدفاع الجوي ويوقع ويعطي رأيه، ثم تذهب إلى مدير المخابرات الجوية ويوقع ويعطي رأيه، ثم تذهب إلى قائد القوى الجوية، وبعدها إلى وزارة الدفاع، ووزارة الدفاع تقر هذا الأمر بما أن القادة كلهم موافقون، وترسل مقترحًا إلى رئاسة الجمهورية ومن رئاسة الجمهورية تأتي مع الموافقة في أغلب الأحيان.

هم كانوا ينومون (يتجاهلون) الطلب، أنا رفعت طلب تسريحي في شهر أيلول/ سبتمبر ولكن حتى 22 تشرين الأول/ أكتوبر حتى وافقوا بشكل نهائي بعد إصراري، وفي تاريخ 22 تشرين الأول/ أكتوبر ارتفع الطلب بشكل روتيني، وفي 1 كانون الثاني/ يناير حتى جاء أمر تسريحي بالنشرة، وطبعًا يوجد نشرة تسريحات وتنقلات تحدث في تاريخ 1 كانون الثاني/ يناير  وفي تاريخ 1 تموز/ يوليو من كل سنة.

نحن لا يمكننا أن نقول إن المخابرات الجوية، المخابرات الجوية لها دور ولكن الأكثرية هم الذين تضرروا مني، يعني مثلًا قائد الفرقة وأعوانه والناس الذين كان يوجد خصام بيني وبينهم على أيام لجنة مكافحة الفساد التي بدأت من عام 1996 حتى عام 2000، يعني مثلًا جماعة علي دوبا وجماعة إبراهيم صافي وجماعة شفيق فياض وكل هؤلاء كانوا أعداءنا المتخفين، ونحن كنا نجاهر بعدائنا لهم، وفي وقتها كان يتم تنظيف البلد حتى يستلم بشار وهذه القصص سببت لي الكثير من العداوات.

بعد أن تسرحت أسرّ لي الكثير من قادة الألوية والكثير قال لي: نحن مستغربون كيف تركوك ولماذا لم يغتالوك ولماذا لم يتعاملوا معك بطريقة أو بأخرى، يعني تركوك هكذا تتسرح وتجلس في منزلك وهذه مفاجأة لنا أكثر من تسريحك، لأنه أنا أعرف أكثر مما ينبغي، ولأن لساني طويل (لا أسكت عن الخطأ) كما قال لي مدير المخابرات الجوية، وطبعًا لساني طويل في الحق، ولأنني لا أتكلم إلا بالحق، وحتى أثناء الثورة أنا لم أتكلم إلا من منطلق وطني بحت، [وكان يمكنني أن أستفيد من] المنطلق الشخصي لأن كل الناس ركضوا نحوي وأجهزة المخابرات والدول ركضوا نحوي لأنه عندي كاريزما وأنا معروف وعندي الإمكانيات الفكرية والعلمية والعسكرية والأمنية.

أنا عندي طبيعة وأنا لا أندم على عمل قمت به، وأنا عندما كنت طالب بكالوريا كان يمكنني الدخول إلى كلية الطب في جامعة دمشق، ولكن أهلي بحكم أنهم من أعالي القوم وعشائر وجدي من ضباط جيش الإنقاذ وجدي الثاني هو شيخ البلد ووالدي هو واجهة البلد فهم كانوا يريدون ضابطًا من العائلة، وهذا في عام 1978، وفي هذا الوقت حافظ الأسد لم يتمكن بعد، وكان يوجد إمكانية، وكانت عائلتنا في المنطقة لا تصدر قائمة للحزب إلا ويسقطونها، وتصعد قائمتنا [دائمًا] لأنه لنا تأثير جماهيري وعشائر، يعني نحن كنا نسيطر على المنطقة بشكل كامل فهم دفعوني حتى أذهب إلى الكلية حتى يكون لهم شخص في الجيش، وأنا لم أذهب إلى الجيش لأنني جائع، ولم أذهب إلى الجيش من أجل منصب أفتخر به ولا من أجل جاه، وأنا ذهبت إلى الكلية حتى يكون لعشيرتي وعائلتي شخص يتكلم باسمهم، وهذا ما حصل، وعندما تشاجرت مع قائد الفرقة وعندما أهان غازي كنعان مدير المخابرات الجوية وقال له: هل تعرف من وراء هذا الشخص وهذا الشخص بغض النظر عن شخصيته المتكونة على أسس سياسية، هذا الشخص له أرضية سياسية لا أحد قادر لا أنا ولا أنت أن نخفيها، وأنتم تخبصون (لا تحسنون التصرف) وتسيئون لهؤلاء الناس، وبالتالي تسيئون لقيادة الدولة والرئيس بالتحديد لأن الرئيس يحب هذا الشخص وكل الناس تعرف هذا الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/07/26

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية والأمنية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/107-06/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2006/01/01

updatedAt

2024/04/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-ناحية الضميرمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-عدرامحافظة ريف دمشق-منطقة دوما

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

اللواء 55 دفاع جوي - نظام

اللواء 55 دفاع جوي - نظام

الفرقة 24 دفاع جوي - نظام

الفرقة 24 دفاع جوي - نظام

الشهادات المرتبطة