الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أديب الشلاف- سيرة ذاتية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:24:01

اسمي أديب بن أحمد الشلاف، من مواليد حمص منطقة بابا عمرو 1964، متزوج، ولدي 4 أبناء، درست الابتدائية في دمشق. 

أنا من حي بابا عمرو -من ريف بابا عمرو-، حيث يوجد عدة قرًى تابعة إلى بابا عمرو مثل: جوبر والسلطانية، ومن المؤكد أنكم سمعتم بهذه الأسماء في بداية الثورة؛ تل الشور والمباركية وآبل باتجاه (مدينة) القصير، وهذه كلها قرًى بين بابا عمرو والقصير، وجميعها قرًى سنية ثارت (ضد النظام).

بابا عمرو موجودة على طرف المدينة تمامًا؛ من الطرف الغربي الجنوبي لمدينة حمص، كانت تُعتبر خارج المدينة، ولكن امتد عمران المدينة إليها، فأصبحت حيًّا من أحياء حمص، هذا الكلام قديم، وليس حديثًا، منذ أكثر من 50 سنةً تقريبًا، وعليه أصبحت حيًّا من أحياء حمص، تبعد عن مركز المدينة 5 كيلو متر تقريبًا، وسكانها فلاحون، ولديهم مزارع، ومزارع بابا عمرو مشهورة، ففي أيام الثورة كان تُذكر بساتين بابا عمرو التي حصلت فيها الكثير من المجازر، وكان الثوار يلجؤون إليها، وتحصل فيها الكثير من المجازر، حينها كان الأهالي يختبئون في البساتين، فجاءتهم جماعة حزب الله، وأصبحوا يذبحون النساء والأطفال في بساتين بابا عمرو، ومنها طبعًا أسماء معروفة؛ مثل: عائلة صبوح، ذبحوهم جميعهم في مزارعهم، حينما هربوا من القصف في الحي إلى البساتين، فلحق بهم جماعة مليشيات حزب الله والفرقة الرابعة، وذبحوهم بالسكاكين، وهذا يسجَّل أن أول من ذبح بالسكين هم جماعة حزب الله، وطبعًا أنا شاهد عيان لأنهم أقربائي.

حماة كانت قريبة (من حمص في الثمانينات)، أنا كنت طالبًا في أواخر المرحلة الإعدادية -أوائل الثانوية-، حينها بدأ ببعض الشباب انتسبوا إلى حزب الإخوان المسلمين، ولكن في وقتها قام غازي كنعان -رئيس فرع الأمن العسكري- بضربة استباقية لمدينة حمص، حتى لا يحصل فيها مثل حماة، مارس حينها إرهابًا شديدًا جدًّا، وكان يوجد شخص آخر اسمه مصطفى أيوب -رئيس فرع أمن الدولة-، كان هذان الفرعان فقط، ولم يكن في حينها قد أُنشأ فرع المخابرات الجوية، ومصطفى أيوب كان من الطائفة الشيعية، وهذان (الشخصان) سيطرا (على الوضع)، وخاصةً غازي كنعان ارتكب مجازر في حمص، حينها جمع (اعتقل) كل الشباب الذين كانوا في مثل عمري، في أواخر الإعدادي -في مقتبل العمر-، اعتقلوا الكثير من الشباب، فأي شخص لمجرد أنه يمشي (يسير) مع شخص منتسب إلى الإخوان المسلمين، فإنهم يأخذون (يعتقلوا) كل أصدقائه، والكثير منهم لم يخرج حتى الآن، ولا أحد يعرف ماذا حصل بهم، وكيف قتلوهم! فاستطاع (غازي كنعان) في حينها قمعها، وقام بعملية في منطقة الصناعة -لتصليح السيارات-، وهي منطقة كبيرة، وفيها من كل الشرائح، حينها طوقت بواسطة الوحدات الخاصة، وقاموا بضرب آلاف الناس ليوم كامل ضربًا مبرحًا، وحصلت فيها إصابات كثيرة؛ فمنهم من كُسر ظهره أو رجله أو يده، أو انشالت (فُقئت) عينه وغيرها، ضرب ضرب للكبير والصغير! وفي يومها مارسوا الإرهاب، ونحن في وقتها لم نستطع حتى الذهاب إلى المدرسة، لأن المخابرات كانوا في الشوارع، ويعتقلون أي شخص، ولا أحد يعرف مكانه. 

والدي لم يكن لواءً حينها، كان ضابطًا، ولم يكن موجودًا في سورية، كان موجودًا في فرنسا، ذهب لإجراء دورة قائد جيوش، وبقي فيها 3 سنوات، وهنا يتبادر سؤال وهو: لماذا ضابط من الطائفة السنية يرسلونه إلى دورة مثل هذه؟ لأنه في كل دولة في العالم، يوجد ضابط واحد (يُبتَعَث)، فإذا أرادوا أن يرسلوا من طائفتهم، الذين هم عبارة عن أشخاص أغبياء، (لدرجة) أن هناك ضباط برتبة عميد، لا يعرفون الكتابة كما يجب، مثلهم في ذلك مثل الطالب في الصف الابتدائي -الصف الثاني أو الثالث-، وعليه لا يستطيعون إرسال أي ضابط لأجل سمعة البلد، فكان والدي في تلك الأيام في فرنسا، ودائمًا كان يتحدث معنا، ويقول: انتبهوا على أنفسكم، ولا تخرجوا خارج المنزل، بسبب خوفه على أولاده، كنت أنا وأخي في مقتبل العمر، ولم يكن والدي موجودًا في سورية في تلك الفترة، وبقي 3 سنوات في فرنسا، وجاء خلالهم إجازتين أو ثلاث، لم يكن موجودًا حينها، وإلا الله أعلم ما الذي كان يمكن أن يحدث.

الكثير من الناس يظنون أن حمص -كمدينة-، يوجد فيها علويون، ويوجد فيها من الطوائف الأخرى، طبعًا بالإضافة إلى السنة الذين يشكلون المكون الأكبر، ولكن الذي أعرفه عندما كنت صغيرًا، أنه لم يكن يوجد في حمص غير الطائفة السنية -أهل السنة-، وبعض المسيحيين، ويوجد أيضًا من طوائف أخرى، ولكن لم يكن هناك تواجد للطائفة العلوية أبدًا، قبل أن يأتي حافظ الأسد (إلى السلطة)؛ يعني قبل عام 1970، لم يكن لهم وجود أبدًا -نهائيًا- في المدينة، كانوا تواجدهم في الريف الغربي، وبعض الريف الشمالي الغربي وبعض الريف الشرقي، حينها حصلت هجرة من أرياف حمص الغربي والجنوبي الغربي والشرقي، ومن بقية المحافظات أيضًا؛ من طرطوس واللاذقية، حصلت هجرة من السكان العلويين إلى مدينة حمص، واستوطنوا في الجهة الشرقية من مدينة حمص، التي تتكون من حارات النزهة والزهرة، وللأسف نحن كنا نجهل أسباب هذه الحركة، لكن فيما بعد عرفنا -نحن كنا أطفالًا- ولكن حتى الأكبر منا كان لديهم جهل، ولا يعرفون ما يتم ترتيبه، فيما بعد فهمنا أنه في يوم ما سوف تُقام دولة علوية، وتكون (حمص) هي رأس مثلث الدولة العلوية؛ المثلث تكون قاعدته في الساحل السوري، وحمص هي رأس المثلث، طبعًا نحن فيما بعد حتى استوعبنا هذا الأمر، في الثمانينيات فهمت الناس هذا الأمر. 

كان أهل حمص لديهم طيبة فعلًا، فحين تُطلق النكات على الحماصنة (أهل حمص)، فهذا بسبب طيبتهم، فلم يكن لديهم مشكلة مع أي أحد، حتى بدأت الثورة، والناس استغربوا من أهل حمص -الناس الطيبين اللطيفين- كيف خرجوا بهذه الشراسة؟ لأنه في فترة ما قبل الثورة، حمص لم تعد لأهل حمص، ولا يوجد فيها موظفون من أهل حمص، لا أعني هنا فقط المفاصل في مؤسسات الدولة في حمص، لكن حتى الموظفين أغلبهم من الفئة العلوية، وحتى (منطقة) السوق القديم، وعندما جاء المحافظ إياد غزال، كان يريد تغيير معالم حمص كلها، كان يريد هدم السوق القديم -حمص القديمة والتراث القديم- يريد تغيير المعالم الجغرافية لحمص، لذلك عندما خرجت حمص في الثورة، خرجت بقوة، بسبب الضغط الموجود على الأهالي في حمص.

والدي كان ضابطًا في الجيش العربي السوري، وهو في حرب 1973 أُصيب في عينيه، ونتيجةً لذلك كان لا يستطيع الرؤية بعينه اليمين، انتقل بعد حرب 1973 إلى الكلية الحربية في حمص، في البداية كان قائد طلبة، وبعدها أصبح مدير الكلية الحربية، وترفع (رُقي) إلى رتبة لواء في عام 1987. 

في حرب 1973 كان أول قائد كتيبة في الجيش العربي السوري، يقطع (يجتاز) خط آلون (خط الدفاع الإسرائيلي في الجولان)، ويُصاب، وعليه أخذ قِدِم رتبة كاملة، وترفع (رُقِّي) إلى رتبة لواء بعمر 49 سنةً، كان صغيرًا في السن. كان يوجد خلافات قوية بينه وبين المخابرات العسكرية، في حينها كان العماد علي دوبا هو المتنفذ بعد حافظ الأسد، فكان يوجد خلافات قوية بينهما، لأنه لا يرضخ للأوامر الأمنية، فغضبوا منه، وسرحوه (من الخدمة العسكرية) بعمر الخمسين. 

في عام 1984 جاء حافظ الأسد إلى الكلية الحربية، من أجل تخريج دورة، كان والدي في وقتها مدير الكلية الحربية، وأعجبه العمل كثيرًا في الكلية الحربية؛ هو وخبراء الاتحاد السوفيتي الذين كانوا موجودين معه، حتى إنهم شبهوا الكلية الحربية بالساحة الحمراء في موسكو، (هذا العمل) أرضى غرور حافظ الأسد، وفرح كثيرًا، وقام بتكريم الوالد، ورفعه (رقَّاه) إلى رتبة لواء في عمر 49 -كما ذكرت-، وطبعًا هذا أثار غضب الأمن عليه بشكل أكبر، حتى كان يوجد من الضباط الأصدقاء له من (الطائفة) السنية، وكان مدير إدارة أمن الدولة حينها اسمه فؤاد العبسي، فحذَّر والدي، وقال له: عندي معلومات أنه سيتم إنهاؤك بشكل كامل! وبالفعل بعد عدة أشهر أخرجوه من الجيش العربي السوري، بتهمة مخالفة التعليمات العسكرية، ولا أحد يعرف ما هي هذه التعليمات العسكرية، في حينها أنا تخرجت حديثًا منذ سنة أو سنتين في عام 1987، حتى إنهم غضبوا علينا أنا وأخي، كان أخي في الشرطة قبلي بعام -هو الآن عميد منشق عن الشرطة-، ونقلونا إلى أماكن بعيدة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/24

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةالمؤسسات العسكرية والأمنية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/8-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

الثمانينات

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-محافظة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

فرع الأمن العسكري في حمص 261

فرع الأمن العسكري في حمص 261

فرع أمن الدولة في حمص 318

فرع أمن الدولة في حمص 318

الكلية الحربية في حمص - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

فرع المخابرات الجوية في حمص / المنطقة الوسطى

فرع المخابرات الجوية في حمص / المنطقة الوسطى

الشهادات المرتبطة