الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التنقل بين مؤسسات النظام الأمنية والتضييق على الحريات الدينية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:03:07

أعادوني إلى قسم باب سباع، وبقيت فترةً، فحصل خلاف بيني وبين الأمن السياسي نتيجة التراكمات، ولم يكن خلافًا مباشرًا، ولكن بسبب الخلاف على مدى 11 سنة؛ فترة بقائي في حمص، ما بين قسم البحث وقسم باب السباع، ومكافحة المخدرات إلى باب السباع مرةً أخرى، وذلك بسبب أنني لم اكن أرضخ لهم، طبعًا كان المسؤول عن وزاره الداخلية أمنيًا الأمن السياسي، وطبعًا نحن ليس لنا علاقة بالمخابرات العسكرية أو غيرهم، وعلاقتنا هي مع الأمن السياسي أمنيًا، وضباطهم وعناصرهم هم من وزارة الداخلية، فكان يوجد خلافات دائمة بيني وبين الأمن السياسي؛ بين رئيس فرع الأمن السياسي، أو الضابط المسؤول عن أمن الشرطة، فهم يريدون تمرير أمور، وأنا أرفضها، وعليه يحصل تهديد، وأنا أقول لهم: افعلوا ما تريدون، وبعدها نقلوني.

عندما ترفعت حديثًا إلى رتبة مقدم، نقلوني إلى ريف دمشق؛ إلى منطقة القطيفة، بصفة معاون مدير المنطقة، ومنطقة القطيفة تابعة لريف دمشق، وهي منطقة فقيرة جدًا، هم (النظام) كانوا يحسبونها منطقةً غنيةً، فيها معامل وتجار لأجل الأمور المادية (للاستفادة من ذلك في صفقات ورشاوى)، أما في منطقة القطيفة كانت كلها موظفين، والمنطقة لا يوجد فيها زراعة أبدًا، ولا يوجد فيها مشكلات إلا المشكلات العادية؛ مشاجرات ليس أكثر، ويوجد فيها جرائم قتل، ولكن شعبها فقير.

 كنت سعيدًا فيها كثيرًا، لأنني استقريت، وأنا لا أحب التنقلات كثيرًا، بقيت فيها 8 سنوات، وعائلتي كانت في حمص، ويعيشون مع أهلي، ولم أنقلهم إلي حتى لا يتأثر الأولاد بنقلهم من المدارس، وأنا كنت أسكن مع أهلي، والقطيفة كانت قريبة على حمص، تبعد عنها 120 كيلو مترًا، كنت دائمًا أذهب وأعود، أتفق مع مدير المنطقة، ونتقاسم الدوام، لأن المنطقة مهملة، ولا أحد يكترث لها، فكنت أذهب وأعود دائمًا، بقيت فيها لمدة 8 سنوات لرتبة عقيد، اقتربت من رتبة العميد، وأنا معاون مدير منطقة؛ محل (مكان) ملازم أول، ولكنني كنت سعيدًا ومرتاحًا فيها كثيرًا، وهي منطقة عسكرية، كان يوجد فيها الفرقة الثالثة والفيلق الثالث ومشتقاتهم، وفيها مناطق سكن عسكري، ولكنهم كانوا منفصلين تمامًا عن المدينة، أُنشأت لهم مساكن بعيدة عن المدينة الأساسية، لأن أهل مدينة القطيفة لم ينسجموا أبدًا مع العساكر، أو مع عائلات العساكر، ولكن أنا كنت أسكن في المدينة، لأن المخفر والمنطقة موجودان في مدينة القطيفة.

فيما بعد طلبت النقل لسبب خاص، فنقلوني إلى قسم المزة في مدينة دمشق برتبة عقيد في 2005، لا أذكر أي شهر، بقيت فيها 3 سنوات، (والمنطقة) ليست كلها فخمة، فأغلب المسؤولين يسكنون في المنطقة، والتجار الكبار والممثلون والفنانون، ولكن يوجد فيها منطقة شعبية جدًا، وهي عبارة عن منطقة مخالفات؛ التي يسمونها المزة 86، وأيضًا يوجد بساتين غازي، هم من أهالي المزة الأصليين، ولا يوجد لديهم مشكلات، ولكن المشكلات كانت في منطقة 86، وهي كلها منطقة مخالفات بناء، تجد فيها بناءً مكونًا من 6 أو 7 طوابق، ولكن لا يوجد له أساس (للعمران)، وجميعهم (سكان المزة) كانوا متطوعين أيام سرايا الدفاع والقصر الجمهوري، كانوا يأتون ويبنون، ويسكنون بأية طريقة كانت، يوجد فيها الكثير من المخالفات والمشكلات، -وكل أنواع المشكلات-، وفيها تعاطي المخدرات والدعارة، وهي كانت مشهورةً كثيرًا بالدعارة، بالإضافة إلى مخالفات البناء والمشاجرات، وهي أكثر منطقة عملنا فيها.

عندما هوجمت السفارة الدنماركية، -أنا أعتقد أنه كان مسموحًا بها بإيعاز من الأمن على ما يبدو-، وفي وقتها أحضر لنا الأمن بعض الشباب الذين ألقوا القبض عليهم، على أنهم سبب التخريب أو الهجوم على السفارة، أنا في وقتها نظّمت لهم ضبطًا، وأوحيت لهم أن ينكروا، وأنهم كانوا مارين مرورًا، وكنا جميعا متعاطفين مع هذا الموضوع، لأن الأمر مسيء لديننا ولرسولنا عليه الصلاة والسلام، وكنا متعاطفين جميعنا -أنا والعناصر-، وساعدناهم قدر الإمكان بالضبط، حتى لا يتم إيقافهم كثيرًا في القضاء.

أنا أيضًا كنت حاضرًا عندما صدر أمر بمصادرة أملاك عبد الحليم خدام، وكان له الكثير من الأملاك في منطقه المزة، وطبعًا حرزنا عليها وصادرناها، وقدمناها للجهات المختصة في هذا الموضوع.

منذ بداية خدمتي كانت توجد مشكلة الصلاة؛ وهي كانت مشكلة بالنسبة للنظام، أما بالنسبة لي لم تكن مشكلة، أحيانًا ضباط شرطة، وليس ضباط أمن -ليس لهم علاقة بي-، ولكنهم كانوا ينصحونني، ويقولون: لا داعي لهذا الأمر، لا داعي للصلاة، وأنا كنت أناقشهم أن هذا الأمر هو علاقة بيني وبين ربي، ولا علاقة لأحد به، وأنا لا أضر ولا أؤذي أحدًا، وبأن الصلاة أؤديها لمدة 5 أو 10 دقائق كل بضع ساعات، هي لن تضر الدوام (العمل) ولا الضباط، أحد الضباط كان برتبة كبيرة، وكان يظهر لي الود دائمًا، وهو من عائلة النقري، فكان ينصحني، ويقول: أنت وضعك سليم، ولكن لديك مشكلة في موضوع الصلاة، وينصحني بتركها، فأجيبه بأنني لا أجهر بهذا الأمر، فأنا لا أوقف العمل، وأذهب للمسجد لأداء الصلاة، إنما أغلق باب مكتبي لخمسة دقائق، أصلي الفرض وكفى، حاول مناقشتي في هذا الموضوع بشكل ودي.

في إحدى الفترات يوجد أحد ضباط السياسية، وبالصدفة يكون موجودًا في اجتماع، فيتحدث معي مازحًا أحيانًا عن موضوع الصلاة، لأنهم لا يستطيعون أن يقولوا لك: ممنوع الصلاة بشكل علني، حتى غازي كنعان عندما كان رئيس شعبة الأمن السياسي، أصدر قرارًا أو أمرًا إداريًا أنه ممنوع الصلاة أثناء الدوام، وهو لم يكتب ممنوع الصلاة، ولكن كتب ممنوع الصلاة "أثناء الدوام"، وهذه المرة الوحيدة التي كُتبت بشكل رسمي.

كان أحد الشباب -وهو مساعد أول، صف ضابط من الطائفة السنية-، كان يأتي لزيارتي عندما كنت في القطيفة، قال: أنا أريد أن أتحدث عن إضبارتك (ملفك الامني)، قال: لديك أمران: أنك غير متعاون، يعني لا أكتب تقاريرًا بالضباط، أو لا أجيب عن أسئلتهم الأمنية عن فلان من الناس، فأنا أقول لهم بأنني لا أعرف، والأمر الثاني: هو الصلاة، فكان مكتوب في إضبارتي إنه غير متعاون، وهو يصلي، وهذه هي مشكلتي بالنسبة لهم.

أنا لم أكن أتدخل، وأحيانًا تحصل نقاشات مع الضباط العلويين عن أمور طائفية، وطبعًا هم الذين يبدؤون، لأنه نحن غير مسموح لنا أن نتحدث بأمور كهذه، وأحيانًا يتحدثون، ويحدث نقاش، وأنا أناقش، وأحاول أن أكون وسطيًا، ولا أهاجمهم، وأقول: إنه في ديننا لا يوجد مشكلة مع أي شخص في العالم، مهما كانت طائفته أو دينه، ولا يوجد لدينا مشكلة أبدًا، أحيانًا المشكلة قد تكون في الطرف الثاني، والمشكلة عندكم أنتم، أقول لهم ذلك بشكل غير مباشر، ونحن لا توجد عندنا مشكلة مع أحد.

نحن نتحاشى النقاش، لأن النقاش إذا لم تكن توجد له فائدة، فالأفضل عدم النقاش.

انتقلت إلى حرستا؛ إلى فرع الشؤون الإدارية، وانتقلت في وقتها بسبب امرأة محامية من القرداحة، أتت إلى قسم المزة، وهي سيدة متنفذة، ولها علاقات مع عائلة بشار الأسد بالذات، أتت لكي تمرر بعض الأمور (غير القانونية)، وأنا رفضت، وهددتني بشكل واضح، حينها ضغط علي قائد شرطة دمشق من أجل تمرير أمورها، وهي أمور غير قانونية وغير أخلاقية، وهي هددتني بكل صراحة، وقالت: سأخفيك، فقلت لها: كل شخص له عمر، لا مشكلة، قائد الشرطة كان خائفًا منها -قائد شرطة دمشق، اسمه مصطفى السكري-، وهو من حماة، وهو كان إنسان شخصيته ضعيفة قليلًا، فهو خائف، وبنفس الوقت كان يودني، وهو حاول أن يضغط علي من أجل الاستجابة لها، ولكنني رفضت، وفي النهاية قلت له: أنا لا مشكلة أن تنقلني إلى أي مكان ميت، وقلت له: لن أحزن أبدًا، ونقلني إلى الشؤون الإدارية؛ إلى قسم الأشغال في حرستا، وقسم الأشغال مسؤول عن بناء المنازل للشرطة في المحافظة، في هذا القسم 33 مهندسًا، وأنا ضابط -أنا رئيسهم-، يعني هم مسؤولون عن بناء سكن الشرطة والمناطق والأقسام والنواحي، وبقيت معهم لمدة سنتين، وارتحت هناك كثيرًا، ولا يوجد تعب، ولا توجد دوريات، ولا توجد مشكلات، بقيت لمدة سنتين، حتى أجريت دورة القيادات العليا، من أجل الترفع إلى رتبة عميد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/24

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية والأمنية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/8-04/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-منطقة القطيفةمحافظة دمشق-مزة 86محافظة دمشق-المزةمحافظة حمص-باب السباعمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

فرع الأمن السياسي في دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

سرايا الدفاع

سرايا الدفاع

السفارة الدنماركية في دمشق

السفارة الدنماركية في دمشق

الشهادات المرتبطة