الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ممارسات مؤسسات النظام العسكرية وحماية أمن إسرائيل والنفوذ الإيراني والروسي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:50:13

طبعًا خلال الكلية الحربية، كان سابقًا الجيش بالنسبة للشعب يُعتبر حامي الشعب قبل مجيء [حزب] البعث وحافظ الأسد، وكانت القطعة العسكرية الموجودة بجانب منطقة مدنية، كان المدنيون يأكلون من القطع العسكرية، وكانت القطع العسكرية توزع الخبز الزائد للمدنيين، وكان يشعر المدنيون أن هؤلاء هم أبناؤهم وهم حماة للشعب وحماة للحدود، ولكن في الكلية الحربية عندما ذهبنا باتجاه الصاعقة في منطقة القصير، كان يوجد قرار من ضباط القوات الخاصة، كان هناك على سبيل المثال أشجار اللوز، كان يعطي أوامرًا بسرقة اللوز كله؛ يعطي أوامرًا للطلاب الضباط الساعة 5 صباحًا، حتى يقوموا بقطاف اللوز، علمًا أن شجر اللوز موسم واحد للمدنيين، ينتظرونه سنةً كاملةً -عامًا كاملًا- لقطف هذه الثمار، ثم تأتي القوات الخاصة وترسل الضباط الطلاب لقطف هذه الثمار لكي يأخذها غيدق محمد وغيرهم من ضباط الخاصة، بمن فيهم قائد القوات الخاصة، وكان كل يوم يرسلهم باتجاه كرم من الكروم، لكي يقوموا بقطف الثمار!

أثناء المسير الميداني في دورة الصاعقة، هناك تعسكر في منطقة القصير، ومن ثم بعد التعسكر الذي هو في منطقة شمسين في القصير، كلها كروم زيتون للمدنيين، وطبعًا كروم زيتون للمدنيين السنة، وهذه الكروم جميعها من كروم اللوز والأشجار المثمرة، وليست فقط من الزيتون، يكون موسم شجر اللوز في شهر تموز/يوليو دائمًا في وقت دورة الصاعقة، فيستغل ضباط القوات الخاصة أخذ اللوز، ليس فقط قطاف اللوز، وإنما قطاف اللوز وتقشيره، ويأخذونه جاهزًا باتجاه دمشق. وفي إحدى المرات، رفضنا قطف اللوز، لأن أبناء القصير موجودون معنا طلاب ضباط، ويقولون لنا: يا أصدقاءنا، والله هذا موسمنا، غير معقول أن ننتظر السنة كاملةً، وفي النهاية يذهب الموسم إلى الضباط، ورفضنا قطاف اللوز، فكان هناك عقوبة طويلة عريضة (قاسية)؛ استقدم [قائد الدورة] الرقباء، وبدأ بضرب الطلاب الضباط بالأكبال الكهربائية والشوك، والسباب والشتائم، لأن الطلاب الضباط لم يقبلوا أن يأخذوا خيرات الشعب، لتكون لشخص؛ لقائد دورة أو قائد المعسكر.

عدا ذلك أثناء المسير، عندما يكون مرورنا في منطقة جبس أو بطيخ، أيضًا يتم سرقة البطيخ، وتحميلها في سيارات التاترا، يعني المسير الذي يكون باتجاه أرض من الأراضي، يخرب بيت صاحب الأرض (تُسرق بضاعته)، وإذا كان يوجد بطاطا يتم سرقة البطاطا كلها، وإذا كان جبسًا، وإذا كان لوزًا، لذلك كان هناك حقد حقيقي بصراحة من الشعب تجاه هذا الجيش، بدلًا من أن يكون ابنهم، ويكون حاميًا لهم، يكون هو حرامي (سارقًا) لهم، وليس حاميًا للشعب. وهذه إحدى الممارسات التي كان يمارسها ضباط القوات الخاصة، بمعرفة وبتعاون وبتقاسم أيضًا؛ يعني عندما يكون ضابط القوات الخاصة يأخذ قسمًا من اللوز، فيقوم بتوزيعه على قائد المعسكر والمسؤول والمشرف، وهكذا بهذا الشكل. 

هذا أثناء المسيرات لضباط القوات الخاصة وطلاب الضباط، عدا ذلك يكون هناك كسر لنفسية الطالب الضابط، يجب ألا يملك كرامةً، ويجب ألا يملك شهامةً، ويبدؤون كما يقولون هم: كسر الروح المدنية، عليه أن يسمع السباب بأذنه ولا يتكلم، الشتم والمسبات والألفاظ النابية المقرفة أيضًا بحق الطلاب الضباط الذين سوف يتخرجون بعد شهر واحد ويصبحون ضباطًا، والألعن (الأقبح) من ذلك أن من يقوم بالسب والشتم هو رقيب وهو عريف وليس ضابطًا، يعني بعد شهر سوف يصبح ضابطًا، والرقيب الذي كان يشتم على هذا الطالب الضابط سوف يصبح مرؤوسًا عنده وهو تابع له، لذلك المؤسسة العسكرية التي أنشأها حافظ الأسد، أنشأ مؤسسةً عسكريةً لا تملك إحساسًا، ولا تملك كرامةً، ولا تملك شجاعةً، ولا تملك أخلاقًا، تبحث فقط عما يمكن أن تعيش لأجله، أو تبحث عن السرقات، أو تبحث عن هذا الموضوع، ولا يوجد أصلًا حتى احترام في [الخدمة] العسكرية، وهناك إساءة كبيرة، ومن الممكن أن يكون هناك ضابط برتبة ملازم أول علوي يسيء إلى عقيد سني ولا يجرؤ على أن يتحدث معه.

بعد التخرج من الكلية الحربية، كان فرزنا إلى إدارة استطلاع الجيش الكتيبة 48، وتم تكليفي بمهمة إلى القنيطرة المهدمة، وأثناء التدريب لدورات الأغرار، تبدأ دورات الأغرار بالتدريب الساعة 5 صباحًا، وتبدأ بالشعارات: "بدنا نحرر الجولان، لعيونك يا بو باسل، بدنا نحرر الجولان"، وكل يوم يكررها العسكري أكثر من 500 إلى 700 مرة، لأنه كيفما يتحرك العسكري، يجب أن يتحرك بالشعارات؛ سواء تمجيدًا لحافظ الأسد، أو تمجيد بشار الأسد، أو تحريرًا للجولان، وأحيانًا أسأل العسكري، أقول له: اليوم كم مرةً حررت الجولان؟ يعني أحيانًا يحررونها في اليوم 700 أو 800 مرة، والجولان ليست بعيدةً عن مكان تواجدنا، بُعد نظر لا أكثر ولا أقل!

يتم تدريب العسكريين ضباطًا وعسكريين بالمنهاج العسكري، أن هناك عدوًّا اسمه إسرائيل، هذا العدو لديه إمكانيات عسكرية حربية قوية جدًّا جدًّا جدًّا، لا يمكن اختراقها، لذلك نحتاج دائمًا إلى تقوية، ونحتاج إلى أسلحة، وأمريكا تقف مع إسرائيل ضد سورية، ومن خلالها يتم تدريب العسكري على أن حدود سورية مع الجولان هي عبارة عن أسلاك شائكة مكهربة، وحقل ألغام ميم ألف، وحقل الألغام ميم دال، وخندق مضاد للدبابات، وألغام مضادة للدبابات، وأسلحة كهربائية تقوم بالرمي الكهربائي على أية حركة، ومن ثم هناك نقطة استناد عسكرية، تحوي طعامًا يكفي لمدة 48 ساعةً، وتحوي دبابات، وتقف في وجه الجيش لمدة 48 ساعةً، ليكون هناك اقتحام، ومن ثم يأتي الاحتياط، لذلك يتم ملء عقل العسكري الضابط أن هذا العدو صعب جدًّا اختراقه وعلينا أن نعمل على التقوية.

عندما ذهبت في مهمة إلى الجولان، لم أجد هناك حواجز بين الجولان وبين سورية، وكان هناك ألغام تضعها إدارة المهندسين من الاتجاه السوري، وليس من الاتجاه الاسرائيلي!

 لذلك عندما كان هناك "يوم الأرض" في عام 2011، أو في عام 2012، دخل الفلسطينيون من حضر إلى مجدل شمس إلى إسرائيل، ولم يكن هذا الكمّ الهائل من المعلومات التي يُشبع فيها العسكري، طبعًا العسكريون من السبعينات حتى عام 2011، والذي كان عمره سنةً أصبح عمره 40 عامًا، يعلمون علم اليقين أن إسرائيل قوية جدًّا جدًّا، ولكن في الحقيقة غير صحيح.

عندما ذهبت إلى هناك، بالشكل الطبيعي نحن لباسنا لباسًا عسكريًّا مموهًا، ولكن بحكم اتفاقية الهدنة بين النظام والأمم المتحدة وإسرائيل (اتفاقية فك الاشتباك التي وُقّعت في أيار/ مايو 1974) أن هذه المنطقة تُعتبر منطقةً منزوعة السلاح، وهذه المنطقة يجب أن يكون العسكريون يحملون هوية بطاقة وزارة الداخلية، لذلك أنا كنت أملك بطاقة ضابط شرطة، إضافةً إلى بطاقة ضابط في الجيش، وكانت السيارات مكتوبًا عليها "الشرطة"، مع أنها سيارة جيب واز وسيارة زيل وسيارة تاترا وسيارات عسكرية، ولكن مكتوب عليها الشرطة، وليس الجيش.

أيضًا لم يكن مسموحًا بتحرك العسكريين أكثر من مجموعة، عندما يكون لدينا مشروع في منطقة كودنة أو الدرعيات أو بريقة أو بئر عجم على الحدود، يتم إخفاء العساكر، وتغطيتهم بالبطانيات، حتى لا يشاهدهم حاجز الأمم المتحدة، وبالتالي هذا مخالف لقوانين وقف القتال مع إسرائيل.

أنا كنت أرتدي اللباس العسكري بشكل كامل، وكانت النقطة هي نقطة خلف البنك المركزي المهدم طبعًا بجانب الكنيسة في القنيطرة المهدمة، فشاهدني الرائد جمال في اللواء 90، وقال لي: يا ملازم عمار، ممنوع أن تلبس اللباس العسكري، عليك ارتداء لباس وزارة الداخلية، وأنا تفاجأت، وأنا كنت قد جئت بمهمة على الحدود الإسرائيلية، وجئت حتى أستطلع المواقع والمناطق، وأعرف كمية تواجد العسكريين الإسرائيليين في هذه النقطة وفي كرم الويسية وفي الطرف الثاني من الجولان، وقال لي: ممنوع أن تلبس اللباس العسكري، لأن الإسرائيليون [سوف] يقومون بقنصك وقتلك، فقلت له: الإسرائيلي يقوم بقتلي، وأنا موجود على أرضي في الجولان! قال لي: نعم، يقوم بقتلك، قلت له: أنا ليس عندي مشكلة، أنا تطوعت في الجيش لهذا الموضوع لتحرير الجولان، وإذا كانوا هم شاطرين (شجعان) ورجال، فليضربوني، لأرى أنا ما الذي سأفعله. 

أنا تفاجأت أن المساعد أول ويُقال له أبو روبير -يتبع لفرع سعسع بقيادة العميد حسان عاصي-، أيضًا يرفع تقريرًا مباشرًا إلى العميد حسان عاصي، أن هناك ملازمًا -عمار الواوي- يرتدي اللباس العسكري في القنيطرة.

حدث أحد المواقف بيني وبين العميد عبد الكريم في إدارة الاستطلاع، أن هذا العدو الاسرائيلي موجود، وعليكم أن تكونوا جاهزين، ومن هذه النظريات، فقلت له: أنا جاهز، وبعد أن ترك النقطة وذهب، قمت بارتداء اللباس العسكري الكامل -أنا والعناصر-، وأرسلت برقيةً مشفرةً باتجاه جبل الشيخ، ونحن لدينا مرصد في جبل الشيخ، يتم إرسال برقية مشفرة عن طريق الجهاز بي آر سي 77، وجبل الشيخ يقوم بإرسال برقية مشفرة إلى الكتيبة 48، ومن ثم الكتيبة 48 ترسل البرقية إلى إدارة الاستطلاع، ومن ثم إلى وزارة الدفاع، فطلبت من الرقيب الموجود معي، إرسال برقية إلى جبل الشيخ أن الملازم عمار الواوي يرتدي اللباس الميداني الكامل هو والمجموعة، وجاهز لأجل اقتحام الحد الأمامي، وينتظر الأوامر بالاقتحام.

تمّ إرسال البرقية، وأثناء الدوام كل نصف ساعة يكون هناك اتصال وتواصل، وبعد الدوام يكون التواصل والاتصال كل ساعة، وأنا أرسلت البرقية بعد نهاية الدوام، وبالتالي بعد أن وصلت البرقية إلى الكتيبة 48، سينتظر لمدة ساعة كاملة حتى يرسل البرقية حتى تصل إلي، فقام مباشرةً العقيد مفيد حسن بالاتصال بإدارة المهندسين والاتصال بالفرقة السابعة والاتصال باللواء 90، أنه يريد مباشرةً الملازم عمار للاتصال والتحدث على الهاتف، وهذه برقية خطيرة جدًّا، وهذه بدء عملية حرب. اتصل العقيد مفيد، وقال لي: أنهِ مهمتك وتعال، فقلت له: لا يزال في مهمتي يومان، إذا كان العميد عبد الكريم أو أنت جاهزين، ولديكم القدرة على إعطاء الأمر لاقتحام الحد الأمامي، أنا جاهز لاقتحام الحد الأمامي وتحرير الجولان، ليس عندي مشكلة. وحدث الخلاف، ووصل إلى إدارة الاستطلاع، العميد حسان عاصي اتصل مع اللواء سمير النابلسي من أجل العمل على تسريح الملازم عمار الواوي، والسبب الحقيقي هو فقط ارتداء اللباس العسكري، الخوف الحقيقي من ارتداء اللباس العسكري، علمًا أن إسرائيل لم تقم بقنص عمار الواوي، وأنا كنت أتجول باللباس العسكري!

فطلب من مدير إدارة الاستطلاع العمل على التسريح، وأن الملازم عمار الواوي سيقوم بخلق حرب بين سورية والأمم المتحدة وإسرائيل، وهو في الحقيقة أنهم لا يملكون الرجولة في ذلك، والحقيقة أن هناك اتفاقيات كاملةً بين إسرائيل وسورية، والحقيقة أن سورية هي من تحمي حدود إسرائيل، وليس الإسرائيليون، والحقيقة عندما كنت في حضر، كان يأتي المدنيون إلى وادي الصيحات ويتحدثون إلى مجدل شمس، وأنا أشرف على ذلك، و[يقولون:] يا محمد كيف الصحة؟ وكيف الأحوال؟ ولا يوجد أي مانع بين سورية وإسرائيل سوي السلك الشائك، والقوات السورية هي التي تحمي الحدود، وكما قال بالأمس إيلي كوهين عبر قناة الجزيرة: أن بشار الأسد وحافظ الأسد طوال 30 أو 40 عامًا، لم تُطلق طلقة واحدة باتجاه اسرائيل، وكان حامي الحدود. وهذه أحد المواقف التي حدثت، ولا يعلمها الشعب، فالنظام يعمل على خلق عدو وهمي، وهو في الحقيقة متفق مع العدو الحقيقي، متفق معه بشكل كامل، حتى يقوم بسرقة أموال الشعب، وسرقة لقمة الشعب، والتربع على هذا العرش استبدادًا واستعبادًا أيضًا.

في عام 2006 جاءنا أمر بالتحرك إلى المركز الإيراني في تل الجموع من أجل حماية هذا المركز، وهو مركز إيراني يحوي أكثر من 22 خبيرًا إيرانيًّا ضابط مخابرات، بالإضافة إلى الأجهزة الإيرانية الكاملة، وهي عبارة عن أجهزة رصد وتنصت موجودة في تل الجموع، وكانوا حريصين -ضباط المخابرات الإيرانية- ألا يدخل أي ضابط سوري، -رغم أنه موجود في المركز- إلى مراكز العمل، يعني أنا بقيت أكثر من 3 إلى 4 أشهر حاميًا لهذا المركز، ومركز تل الجموع يتبع لإدارة الاستطلاع، ولم يستطع رئيس أركان إدارة الاستطلاع الدخول إلى المركز، منعه ضابط المخابرات الإيراني، وقال له: ممنوع أن تدخل باتجاه المركز!

[المركز هو] شكلًا أنه رصد وتنصت على إسرائيل، ولكن في الحقيقة كان هناك رصد وتنصت على كل الاتصالات السورية المدنية بين كل المحافظات، وكان أي اتصال لأجهزة تُظهر الرقم فورًا بين المتصل والمتصل عليه، ويستمعون إلى الاتصالات، يعني بالشكل، نعم هو مركز تنصت على إسرائيل، ولكن في الحقيقة كان أكثر من ذلك، كانت إيران تعمل على تثبيت نقاط أمنية وقواعد عسكرية، ليس فقط منذ تموز/ يوليو عام 2006، وهذا المركز [كان قد تأسس منذ] 4 و5 سنوات، وهناك مراكز أيضًا في حمص بعد الغزلانية يوجد مراكز تتبع لإيران اسمها مراكز صاد، ومراكز سين تتبع لروسيا والذي هو مركز تل الحارة أيضًا يتبع لروسيا، ومركز تل الأحمر شرقي وتل الجابية. 

كان الضباط السوريون هم عبارة عن خدم للضباط الإيرانيين، سواءً كان قائد المركز لأنه كان قائدًا شكليًّا يشرف على العسكريين ويشرف على إجازات العسكريين، والضباط السوريين البقية كان اختصاصهم هندسةً الكترونيةً أو أكاديميةً، ويعملون لدى المخابرات الإيرانية، وكان هناك مترجمون. وسورية بدأت بإرسال بعثات من الضباط باتجاه إيران لتعلم اللغة الإيرانية، ومن ثم بدأ بإرسال بعثات سورية من الضباط السوريين إلى المركز الثقافي الإيراني الموجود في المرجة من أجل تعلم اللغة الإيرانية، وهذا الكلام في عام 2005 و2006، وكان هناك تغلغل إيراني كامل، وأحد المعتقلين الأحوازيين تحدث معي أنه عندما هرب الأحوازيون بعد سقوط العراق إلى سورية، قامت سورية (نظام الأسد) باعتقالهم، والتحقيق معهم في فرع المخابرات، وكان هناك ضباط مخابرات -في عام 2004- إيرانيون موجودون، وقال له: أنا موجود في "سورية الأسد"، في سورية العروبة، فأجابه الضابط الإيراني الذي يقف خلفه: عندما تصل إيران سوف تعرف ما هي سورية الأسد التي تتكلم عنها، وتم إرسالهم بطائرة خاصة وتسليمهم إلى إيران؛ من دمشق إلى إيران، وتمّ إعدام عدد كبير من الإخوة الأحوازيين المناضلين!

إيران متغلغلة بحكم العمل، والتعاون السوري مع إيران منذ العام 1981، ومن أيام حافظ الأسد عندما بدأت الحرب الإيرانية العراقية، وحافظ الأسد وقف مع إيران، مع أنه يتغنى بالعروبة ويتغنى بالقومية، ولكن هذه القومية كانت شكلًا فقط لإيهام الشعوب وإيهام القومجيين، وهو ليس له علاقة بالعروبة أصلًا، وليس له علاقة بالإسلام، وليس له علاقة بالأخلاق، وهو يبحث عن استمرار الاستبداد واستمرار السلطة له ولورثته.

في عام 2007 و2008 أيضًا تم تكليفي أيضًا بمهمة لحماية مركز تل الحارّة، وهو مركز روسي أيضًا، يحوي على أكثر من 22 إلى 35 خبيرًا روسيًّا، كان يرأسه العقيد بافلوكس الروسي، وكان رئيس المركز السوري العميد مطانيوس سلوم.

عندما يأتي مدير إدارة الاستخبارات الروسية إلى مركز تل الحارّة في كل عام لتدشين هذا المركز، كونه قامت روسيا بإنشائه إنشاءً كاملًا، كان العميد مطانيوس سلوم يقف بجانبنا، وفي الأمام يقف بافلوكس حتى يقوم بتقديم الصف وهو أدنى منه رتبةً!

أيضًا لا يختلف التعامل الإيراني عن التعامل الروسي، أيضًا الروس كان الضباط السوريون هم عبارة عن خدم للخبراء الروس، وليس فقط ذلك، فعندما تدخل باتجاه مكتب بافلوكس أو المركز الرئيسي تجد صورة مدفيدف وبوتين، ولا تجد صورةً لبشار الأسد، ولديهم خط مباشر مع موسكو -بحسب قول الروس-.

أيضًا هو عبارة عن مركز استخبارات ومركز تنصت ومركز جمع المعلومات، وفي أحد المواقف سلورة قام بوضع كاميرات على المحل الذي أنشأه في المزة بشكل حديث، وقامت أجهزة التنصت في تل الحارة برصد الكاميرات الموجودة في مركز سلورة، وتم إغلاق الكاميرات لأنها تقوم بالإرسال اللاسلكي؛ أي أن المركز بشكل كامل هو بالشكل يرصد معلومات عن إسرائيل، ولكن هو في الحقيقة لجمع كل المعلومات، وكان هناك مشرفون على الانترنت ومشرفون على المواقع وعلى كل ما يصدر من الأردن، وكان هناك مراكز أيضًا على حدود الأردن، ليس فقط للتنصت على إسرائيل، ولكن حتى تنصت على الأردن!

النظام السوري هو نظام استخباراتي بامتياز، بكل ما تعنيه الكلمة، كان يتنصت على الجميع، -على أعز اصدقائه كان يتنصت-، وهو كان على علاقة جيدة مع الأتراك ولكنه كان يحوي حزب العمال الكردستاني، وهو كان جيدًا مع الأردن ولكن لديه معارضون أردنيون موجودون، وكان يتعامل مع كل الدول بخباثة على أنهم أصدقاء، ولكن في الحقيقة كل معارضي الدول كانوا موجودين عنده، وكان يتعامل معهم في حال حدوث أي خلاف يرسل هؤلاء العملاء بالاتجاه الثاني.

في عام 2004 عندما بدأت الحرب العراقية الأمريكية، أيضًا ذهبت إلى اليعربية، كان هناك قائد الكتيبة حسان [أو جابر] خير بك وهو من اللاذقية من عائلة معروفة، وكانت تكلفة فتح الحدود بين سورية والعراق لمدة ساعة إلى ساعة ونصف في عام 2004 تأخذ من مليون ونصف إلى مليونين؛ [كان] فقط يفتح فتحةً من الحدود لدخول التهريب من العراق إلى سورية، وكان يأخذ مليون ونصف إلى مليونين في تلك الأيام، أي كان [دخله] الشهري أكثر من 20 مليونًا أو 30 مليونًا للعقيد جابر خير بك، وليس حسان خير بك، القعيد جابر خير بك هو قائد كتيبة في حقل رميلان المسؤول عن حماية حقول النفط في رميلان والمنطقة، ونحن كنا مسؤولين عن استطلاع الحدود كمهمة استطلاع ومعرفة ما يحدث في منطقة ربيعة ومنطقة القائم.

كل ما تحدثت عنه في موضوع الجولان، تجد أسوأ بكثير منه على حدود الهجانة وحدود الجمارك، وتجد أن هذه المؤسسة العسكرية ليس لها علاقة بالوطن، وهي تبحث كيف تستطيع أن تسرق هذا الوطن، وتكدسه مالًا لورثتهم من أطفالهم وغيره. 

جابر خير بك عندما علم بوجودي، وأنني لم أذهب لإعطاء الطاعة له، لأنني لا أتبع لجابر خير بك، وإنما أتبع لإدارة الاستطلاع، وكنت أتحرك بحرية، فاتصل بمدير إدارة الاستطلاع اللواء سمير النابلسي، ويطلب منه إنهاء مهمة عمار الواوي بأي شكل من الأشكال، وهدد بحسب ما وصلني من النقيب عبد الله حاج علي؛ إما هو ينزع الرتب، أو يقوم بتسريح عمار الواوي إذا بقي في المركز، علمًا أنني لم أتدخل في عملهم، وكان يوجد تهريب الدخان اليومي وتهريب الأغنام وتهريب السلاح وتهريب النفط، كل هذه الأمور كانت موجودةً، وأنا لم أتدخل بها لأن عملي ليس له علاقة بذلك، ولكنهم كانوا يخشون من وجود شخص سني موجود معهم أثناء السرقات، علمًا أن الضابط الذي قبلي كان علويًّا ولا يوجد مشكلة بوجوده، أما الضابط السني فهو مشكلة، لدرجة أنه في أحد المواقف الرائد ياسر عباس يقول لي: يا نقيب عمار، هذه السنة خسرت 200 ألف، قلت له: أنت خسرت 200 ألف، ونحن راتبنا 7 آلاف أو 10 آلاف! يعني الخسارة 200 ألف لماذا؟ قال: السنة الماضية الأراضي الحدودية زرعها لي أهل الأراضي، لأنه كان يوجد حاجز، وهذه الأرض الموجودة من الحد العراقي إلى مسافة محددة يأخذها ضابط الهجانة (قوات حرس الحدود)، سواءً كان قائد كتيبة أو قائد سرية، وهذه الأرض يزرعها صاحب الأرض للضابط، يفلحها ويزرعها ويحصدها، ويعطيه ثمنها، وكانت في العام الماضي 500 ألف، ولكن في هذه السنة كانت 300 ألف فقط، لذلك هو خسر 200 ألف، كانت خسارته 200 ألف!

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/12/26

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/48-04/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-رميلانمحافظة الحسكة-يعربيةمحافظة ريف دمشق-الغزلانيةمحافظة درعا-تل الجموعمحافظة القنيطرة-محافظة القنيطرةمحافظة حمص-مدينة القصير

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

قوات حرس الحدود

قوات حرس الحدود

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

القوات الخاصة - نظام

القوات الخاصة - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

الكلية الحربية في حمص - نظام

المستشارية الثقافية الإيرانية في سورية

المستشارية الثقافية الإيرانية في سورية

فرع سعسع / فرع مخابرات القنيطرة في المخابرات العسكرية 220

فرع سعسع / فرع مخابرات القنيطرة في المخابرات العسكرية 220

إدارة الاستطلاع

إدارة الاستطلاع

الفوج 48 قوات خاصة - نظام

الفوج 48 قوات خاصة - نظام

الشهادات المرتبطة