الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المحاكمة الشكلية وظروف الاعتقال في سجن عدرا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:52:01

عند قاضي التحقيق كانت هناك عدة جلسات من حيث المآل يعني قاضي التحقيق أصدر قراره بإحالتي إلى محكمة الجنايات العسكرية لمحاكمتي بمجموعة تهم أهمها نقل أخبار كاذبة توهن نفسية الأمة، أنا بالمناسبة يعني أحد دفوعي في المحكمة قلت لهيئة القضاة: أطلب دعوة الدكتور الطيب التيزيني أستاذ علم النفس في الجامعة ليدلي برأيه كيف أنا أوهنت نفسية الأمة بمقالاتي، يعني طبعًا هذا في منتهى السخرية طبعًا المحكمة لم تستجب [لطلبي]، مع الأسف الشديد على كل صدر الحكم يعني أحالني قاضي التحقيق إلى محكمة الجنايات، في أحد دفوعي قلت لمحكمة الجنايات أبيات شعر: وأرى القويَّ يُطاع غيرَ مُخالَفٍ.. ويُخالَفُ القرآنُ والإنجيلُ.. إن قال صدّقَهُ الزمانُ فقولُه.. وحيٌ وزُورُ حديثِه تنزيلُ.. والدهرُ أعدلُ من عرفتُ حكومةً.. والشاهدون على الزمان عُدولُ، يعني أنا عملت يعني جوًا جميلًا جدًا أنا في اعتقادي طبعًا سواء من حيث الشعر أو من حيث الآيات القرآنية أو من حيث استعمال الأحاديث النبوية الواردة في هذا الموضوع يعني، الحقيقة كنت أُحاكَم وأنا على ظهر الفرس أنا كنت الفارس في ساحة المحكمة، يعني أحد المساعدين بالشرطة العسكرية كان يقول لي: يا أستاذ هيثم يعني أنت تتحدث كل شيء ومعك هؤلاء المحامون لا أحد منهم يتكلم بشيء، فماذا يفعل هؤلاء؟ يعني الوحيدين الذين تحدّثوا هم عبد الله خليل وتحدث طبعًا بأفق أنا لم أتداول معه الرأي يعني، ونجيب ددم -رحمه الله- ورحم الله عبد الله خليل أيضًا -غالبًا صرّفوه (قتلوه)- فأنا كنت الحقيقة.. جاء خليل معتوق إلى السجن وزار كمال اللبواني ومهند الحسني وقال لهم: هيثم المالح يُصعّد كثيرًا، فقالوا له: يعني سيُحاكَم بناءً على التصعيد أم على القانون؟ فقال لهم: سيُحاكَم طبعًا على القانون، قالوا له: برأيك كم سيُحكَم؟ فقال لهم: ثلاث سنوات، فطبعًا حُكمت ثلاث سنوات، يعني نتيجة المحاكمات عدة جلسات أخذت، ومنعوا طبعًا.. كنت عندما أدخل أنا.. المناسبة حتى صورة جميلة جدًا، كان يأتي إلى باب السجن نقيب بالشرطة العسكرية ومعه مساعد وعنصران ويأخذونني من السجن بسيارة خاصة ولا يُخرجونني مع المساجين يعني ولا يضعون الأصفاد في يدي، يأخذني هذا الضابط وأنا مفتوح شباك السيارة بجانبي، فقلت له مرة: سأقفز مرة من الشباك، يعني أُمازحه، فعندما أصِل إلى المحكمة العسكرية بمجرد أن اجتاز الباب تُغلَق الأبواب الخارجية كلها ويُمنع الدخول، يعني هيثم المالح صار في  القفص ولا يجوز أن يراه أحد، فأنا يعني كنت قاسيًا أو جريئًا على هيئة المحكمة في طريقة المرافعة، لكن الشيء الذي كان لافتًا للنظر تمامًا -أنت تعرف الأصول في المحاكم- رئيس المحكمة هو الذي يملّي الكاتب والكاتب يتحدث معه رئيس المحكمة فقط، فأنا كنت عندما أصل كان يقول لي رئيس محكمة: تفضّل يا أستاذ، يعني أتكلم أنا مع الكاتب وأملّي الكاتب ما أريد، يعني هذا الموضوع لافت للنظر جدًا، وعندما كنت أتكلم كلامًا فيه يعني جرأة كبيرة وارتفاع في الخطاب أحد مستشاري المحكمة كان يعمل هكذا ويضحك، يضحك وهو سعيد بحديثي يعني، طبعًا كلهم كانوا يفعلون هكذا أحيانًا، لكن اللافت للنظر أنه في إحدى الجلسات أحد المحامين فيما يبدو أدخل معه هاتفًا وسجّل الجلسة على جواله وسرّب هذه الجلسة للإعلام، بما فيها [قناة] الحرة بثتها، ففي الجلسة التالية غيّروا طاقم المحكمة كلّه، فالمهم يعني أنا كنت -الحمد لله- أنا في جلسة من الجلسات كما قلت [سابقًا] سمحوا فقط لخمسة محامين يدخلون، وزوجتي دخلت بالواسطة عندما تكلم عبد الله خليل -رحمه الله- أنا أولًا يعني عندما حُكمت ثلاث سنوات كانت زوجتي موجودة يعني والمحكمة سمحت للناس الموجودين -المحامين يعني وزوجتي- أن يودّعوني، فزوجتي -الله يرضى عليها- كان لها كلمة طيبة معي قالت لي: ابقَ قويًا كما أعرفك، فأنا أجبتها وقلت لها: هذه المدة التي حُكمت بها لن أمضيها في السجن، لأنني كنت أعرف أن الشيء الذي حصل خارج السجن له قيمة ومردود.

طبعًا أنا خلال فترة ليلتين نمت في الشرطة العسكرية وأربع ليالٍ في المخابرات وبعدها في سجن عدرا، المؤسف عندما دخلت إلى سجن عدرا وضعوني ربما في الجناح رقم 3 أو 4 -لا اتذكّر الرقم بالضبط- لكن أدخلوني غرف مساجين عاديين يعني وليس مساجين سياسيين، لكن ضمن هذه الغرفة كان هناك ربما سجين واحد من الإخوة الأكراد، فلا يجوز أن نجتمع نحنا الاثنان سياسيان في غرفة واحدة، لكن عندما دخلت يعني السجناء كثر [الله] خيرهم هيؤوا طعامًا وأنا مضت لي أربعة أيام لم آكل فيها، أحضرت لي زوجتي الأدوية الخاصة بي ولم يحضروها، فأيضًا كنت [تلك المدة] بلا دواء، ثم في اليوم التالي نقلوني من هذه الغرفة إلى غرفة أخرى ليس فيها سياسيون، كان فيها 54 شخصًا مساجين قضائيين محكومين أو موقوفين بقضايا فساد وتزوير واحتيال وقضايا من هذا القبيل، وطبعًا لم يكن عندي لا فراش أنام عليه ولا سرير أنام عليه، في السجن المساجين يستثمرون الغرفة التي يقيمون فيها، يعني أنا من أجل أن يسمح لي المساجين أن أستعمل المكان بين السريرين الذي هو عبارة عن متر أو مترين تقريبًا فعليّ أن أدفع كل أسبوع 500 ليرة أو 600 ليرة وهذا بعلم الإدارة، يعني السجين عنده سرير وعنده مساحة [فارغة] بجانب السرير، وهذه المساحة الحيوية يؤجّرها، طبعاً هي فارغة على البلاط، يعني بدون فرش، لكن أنا ظرفي سبحان الله، الله ألهمني شيئًا عندما اعتُقلت، فتحت درج طاولة مكتبي وكان فيه مبلغ من المال أعتقد حوالي 13000 ليرة فأخدت المبلغ كله ووضعته في جيبي، وأنا عادةً لا أحمل مبالغ كبيرة لأنني أخاف أن يضيع أو يُسرَق أو أي شيء، يكون معي عادةً بين الـ 500 و1000 ليرة، فأخذتها ووضعتها في جيبي فعندما اعتُقلت كان هذا المبلغ معي من أجل معيشتي، وإلا يعني الإنسان يُذَل إذا لم يكن معه نقود يعيش بها، فلم أنم على السرير إنما اشتريت غطاءً من أحد المساجين ونمت عليه ودفعت أجرة [المساحة الفارغة بين السريرين]، بعدها نقلوني من هذه الغرفة إلى غرفة أخرى وأيضًا هناك أخذت موقعًا بين سريرين وجهزته ووضعت غطاءً وتغطيت بغطاء آخر ودفعت الأجرة لصاحب المكان [الفارغ]، حتى قبل الإفراج عني تقريبًا بشهرين حصلت على سرير وأصبحت أنام على السرير، بالمناسبة طبعًا إدارة السجن لديها معلومات ممن اعتقلني بأن يكون لي معاملة خاصة يعني أنا حتى هذا الضابط النقيب عندما كان يأتي ليأخذني إلى المحكمة كان يقول لإدارة السجن: هذا انتبهوا إليه هذا ليس سجينًا عاديًا، يعني يعرفون مكانتي في البلد ومكانتي الدولية تمامًا، فأنا مرضت مرضًا شديدًا وأصابتني أنفلونزا أو شيء من هذا، فكان كمال اللبواني في الجناح الذي أنا فيه بالغرفة المقابلة والقريبة مني، فمرضت وعلم رئيس الأطباء في السجن وأرسل لي خبرًا أنه: انزل إليّ يا أستاذ هيثم خذ كأس شاي أو فنجان قهوة وكل ما تريده سيحصل، يعني هم هكذا عندهم تعليمات كما قلت لك يعني أن لي معاملة خاصة، فأرسلت له خبرًا وقلت له: أنا لست قادرًا على المشي فأرسِل من عندك طبيبًا يراني، طبعًا ممنوع عليهم أن يدخلوا إلى السجن، ولا يدخل أحد سوى ضباط السجن، لكن جاء كمان اللبواني ورآني بهذه الحالة -كثر الله خيره وجزاه خيرًا- وصف لي دواء كتبه على ورقة فأرسلت للطبابة وأحضروا لي الدواء واستعملته، هو (كمال اللبواني) كان يصنع لي شوربة ويصنع لي أشياء من أجل المرض، إنما أنا كنت الحقيقة حذرًا جدًا في السجن لأنني كما قلت لك فيه سابقًا زميلنا المحامي إبراهيم الحسن مرتين أتاني بخبر من عند وزير الداخلية أنهم يريدون أن يرتّبوا حادث سير لتصريفي (تصفيتي) يعني عند السلطة يوجد نيّة لقتلي، فأنا كنت أعرف أنه في سجن عدرا تمّت تصفية بشير النجار الذي كان رئيس مخابرات واعتقله حافظ الأسد لسبب رئيسي، هذا السبب [أن] بشير النجار رصد خمسة وزراء بالسلطة كانوا يتعاطون الدعارة مع مومسات في بيوت الدعارة واتفق مع التي تُدير بيوت الدعارة أن تضع كاميرات خفية وتصوّرهم وتم ذلك وصوّروهم بأوضاع جنسية بشعة جدًا موضوع جنسية بشعة، فصوّرهم بشير النجار وأخذ ملف الصور إلى حافظ الأسد وشرح له كيف هؤلاء الوزراء يتعاطون الدعارة في بيوت دعارة وكذا كذا وأعطاه الفيديو الذي صوّره، فكان جواب حافظ الأسد: الآن جئت تتكلم؟،  لأنه لم يكن ينبغي عليه إنه يصوّر قبل أن يأخذ أذنًا، كان يجب قبل أن يصوّر أن يسأل حافظ الأسد: هل تسمح لي أن أصوّر هؤلاء الفاسدين؟، فانزعج حافظ الأسد أنه قام بعمل بخلاف توجيهاته، فطبعًا الوزراء بقوا في مناصبهم ومكانهم ولم يمسهم أي ضرر في حين تم تسريح بشير النجار من الخدمة كرئيس مخابرات وأُودع السجن، وفي السجن تم تسميمه بالشوربة من طعام السجن، وضعوا كميات متدرّجة من السموم إلى أن مات الرجل -رحمه الله- ودُفن، فأنا في الحقيقة كنت حذرًا جدًا من موضوع الأكل والشرب، وأنا كان عندي شعور أن الدولة تريد أن تنال مني وتصرّفني (تقتلني) بصيغة من الصيغ، لكن الله لم يُقدّر يعني، لا أشرب إلا مياهًا مختومة، والأكل الذي يحضرونه بالسجن أعيد تنظيمه وأحضّره تحضيرًا خاصًا بالنسبة إلي وأضيف له إضافات يعني أعدّله بصورة معيّنة، ثانيًا أنا عندما مرضت كما قلت لك يعني كمان اللبواني رجل كثر الله خيره هو طبيب أيضًا فأشرف عليّ خلال بضعة أيام، يومين أو ثلاثة يعني، مع الأسف كمان اللبواني قال [لاحقًا] كلامًا غير صحيح عندما تحدث عن كورونا -لا أعرف إن سمعتم حديثه- قال إنني أُصبت بإنفلونزا الخنازير في السجن وهو عالجني وزوجته أحضرت لي الدواء من الخارج، وهذا كله كلام غير صحيح يعني مع الأسف الشديد، يعني شيء غريب أنه لا يوجد أحد غيري بالسجن كله أصيب بأنفلونزا الخنازير، من أين جاءت هذه العدوى؟ يعني هذا التصور هو يريد أن يبرّر لنفسه، مع الأسف يعني يوجد أشخاص يحبون أن يقولوا كلامًا بغضّ النظر عن صحته وعدم صحته ويطلقون الكلام على عواهنه يعني، أنا في يوم من الأيام كنت في جنيف في مجلس حقوق الإنسان وأنا دائمًا كنت أتابع ملف سورية بمجلس حقوق الإنسان، فكنت في الاستراحة كنت واقفًا في الساحة مع فرج فنيش، فرج فنيش بمرتبة سفير تونسي كان موظفًا دائمًا في مجلس حقوق الإنسان، وعلى المنصة يجلس إلى جانب الرئيس، يعني فرج فنيش صديقي، ومعنا أيضًا محامٍ لبناني مشهور، فمع الأسف كان وقتها يعني كمال اللبواني دخل وحضر في مجلس حقوق الإنسان عن جانب إسرائيل، سمحوا له أن يتحدث عن سورية يعني، فعندما رآنا في الخارج جاء وسلّم علينا -وهذه الحادثة بعد الثورة يعني أنا فقط أنقل مشهدًا- جاء وسلّم علينا وسلّم على فرج والمحامي المعروف طارق شندب، وقال لهم: الأستاذ هيثم مالح هو شيخ حقوق الإنسان بسورية وهو أسّس لهذا العمل، وإلى آخره وذهب، فسأله وقتها فرج فنيش وقال له: أنت عن أي طرف دخلت إلى المجلس؟ فقال له: عن [طرف] الموساد الإسرائيلي، فقال له: ألم تجد غير هؤلاء تتعامل معهم؟ لو تجد منظمة أخرى تتعاون معها يعني من أجل ماذا [تتعاون مع الموساد؟] فقال له: هكذا حصل. مع الأسف إعلاميًا يتحدث بالكذب ويقول إن فرج فنيش فلسطيني ومن جماعة حزب الله، وهذا كلام غير صحيح بالمطلق، يعني كأنه يريد أن يشوّه سمعة هيثم المالح أنه كان يقف مع شخص من جماعة حزب الله، أنا أحببت فقط [أن أنقل] مشهدًا.

الشخصية التي كنت أنا ألتقي بها [في السجن] هو كمال اللبواني، كمال اللبواني [موجود] في غرفة مقابل غرفتي أو قبل بقليل، فنحن نخرج إلى ساحة التنفس مع بعض يعني الجناح تقريبَا كلهم يخرجون معًا ويوجد أكثر من ساحة تنفس، فألتقي أنا في ساحة التنفس بكمال اللبواني ونتحدث في الشأن العام وبالسياسة وبموضوع رحلته لأمريكا، عندما عاد كمال اللبواني من سفره لأمريكا كنت أنا في حلب وكان عندنا اجتماع بجمعية حقوق الإنسان، فسألني الإخوة المجتمعون: ما رأيك بسفر كمال اللبواني لأمريكا والآن اعتُقل وأصبح بالسجن؟ فقلت لهم: هذه السَّفرة (الرحلة) مُدانة من ناحية قانونية باعتباره اتصل هو بالـ "أف بي آي"، كمال اللبواني لم يلتقِ أعضاء بالكونغرس رغم أن الكونغرس يمثّل الشعب الأمريكي يعني، وهو لم يلتقِ مع الرئيس [الأمريكي] [إنما] التقى مع البنتاغون أو الـ "أف بي آي" المخابرات الأمريكية، فقلت لهم: أمريكا ليست مصنّفة دولة صديقة مع سورية وبالتالي لقاؤه مع مخابرات دولة مُعادية هذا عمل مُدان من ناحية قانونية، لكن إذا زوجته طلبت مني أن أدافع عنه كمحامٍ فأنا ليست عندي مشكلة، إنما أنا لا أتبنّى هذه العملية كلها لأنه ذهب وحده، وكمال اللبواني ليس شخصية مشهورة في سورية، يعني شخصية عادية جدًا وعُرف بالإعلام عندما اعتُقل وقت ربيع دمشق وقت المنتديات يعني، واعتُقل مع عشرة إخوة وأنا كنت وكيلهم كلهم، فهو شخصية غير معروفة، ليس عنده حزب وليس عنده خلفية ولا عنده أرضية في في سورية، وهو قال لي مرة من رتّبَ له اللقاء في أمريكا مع الـ "أف بي آي" مع الإدارة الأمريكية، وعندما ذهب هو ظنّ أن أمريكا ستُزيل نظام بشار الأسد وهذا كلام يعني الحقيقة ينمّ عن ضحالة في التفكير، لأن هذا غير ممكن، أمريكا دولة كبيرة عظمى لا تستمع لشخص [غير معروف]، يعني أمريكا ممكن يعني إذا ذهب مثلًا وليد جنبلاط زعيم تيار في لبنان سيستقبلونه في أمريكا، في سورية مثلًا لو ذهب رياض الترك وله حزب وله خلفية معيّنة يمكن أن يستقبلوه، أما كمال اللبواني فليس عنده شيء مع الأسف، فنحن اجتمعنا يعني في الجناح هذا [في السجن] مع كمال اللبواني وكان هناك أخ كردي [أيضًا] - نسيت اسمه- كنا نلتقي في الساحات ونتحدث أحاديث عامة وأحاديث عن البلد، وأنا في يوم من الأيام عندما كنت راجعًا من المحكمة وكما قلت لك [سابقًا] سمحوا بالمحكمة فقط  بدخول خمسة محامين -أنا سمّيتهم كمحامين- وسمحوا لزوجتي بالواسطة يعني عبد الله خليل دخل وتكلم مع رئيس المحكمة أنه لا يجوز زوجته في الخارج، في الحقيقة يومها تصوّرت نفسي كأنني في قاعة محكمة فارغة ليس فيها أحد، تصوّرت نفسي أنني خيّال أو فارس على حصان أبيض وهؤلاء أمامي كلهم، أنا بالحقيقة كنت في المحكمة موضع احترام ولم أكن في موضع تسفيه أو إدانة ولم يحصل بالمحكمة وكل القضاة والمساعدين يعني.. أنا عندما كانت تنتهي محاكمتي كنت أنزل إلى ديوان المحكمة والشباب يعرفون محامٍ ويُحضرون لي ضيافة كأس شاي أو فنجان قهوة وأحيانًا يحضرون لي سندويشة آكلها، ويقولون: طوّل بالك (اصبر) يا أستاذ والله يفرج عنك، الحمد لله أنا شخصية محبوبة عند الموظفين كلهم يعني يعرفونني فأنا كنت محلّ احترام ولم أكن محلّ استهزاء أو استخفاف بالعكس هذا الضابط النقيب الذي كان يأتي بي من السجن إلى المحكمة كان يخاف عليّ عندما ندخل المحكمة [ويقول:] يا أستاذ انتبه هنا يوجد درج، انتبه هنا يوجد سقف يُصيب رأسك، يعني أشعر أن هذا الضابط وكأنه ابني، يعني يوجد حرص عليّ واضح تمامًا، وقال لمدير السجن هذا الأستاذ هيثم ليس كالسجناء الآخرين، ثانيًا أنا كما تعرف أنه بالـ 2010 كان يعني ما يسمّى عيد ميلادي -أنا ليس عندي شيء اسمه عيد ميلاد لكن هكذا الأمور يعني- فجاءتني 1800 تهنئة من كل أنحاء العالم من شخصيات سياسية وفنانين وفنانات، ويوجد رسائل مكتوبة ويوجد رسائل بوسائل التواصل الاجتماعي، فالحقيقة إدارة السجن يعني رأوا شيئًا غريبًا، فدعاني مدير السجن وسلّمني إحدى الرسائل جاءت من سيدة فرنسية فقال لي: من أين تعرفها؟ فقلت له: والله يا أخي أنا لا أعرف أحدًا لكن هم يعرفونني، يا أخي أنا رجل يعرفني كثيرون في العالم يعني، فقلت لمدير السجن يومها.. عبر الإيميل ويوجد رسائل بريد جاءت إلى السجن سلّمني إياها بالسجن، يوم صار ما يسمى عيد الحب يعني فجاءت وزارتني زوجتي وأحضرت لي وردة حمراء، طبعًا أنا الوحيد في سجن عدرا من السجناء تأتيه وردة حمراء، فقدمتها لي أمام ضابط الأمن الذي يحضر معنا الزيارة وهذا بخلاف السجناء كلهم حيث لا يحضر معهم الزيارات أحد، فقط نحن يعني ما يسمّى السجناء السياسيين يحضر معنا ضابط، فسلّمتني الوردة وأخذتها وشكّلتها (ثبّتّها) بصدري والضابط هذا يعني صنع في السجن إعلامًا أن هذا الختيار (المُسنّ) هيثم المالح تأتيه وردة حمراء في عيد الحب، وأنا وضعت الوردة في كأس ووضعتها بجانبي وجعلت الناس يرونها، والصورة موجودة وهي جميلة جدًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/09

الموضوع الرئیس

الفساد في مؤسسات نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/92-13/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2009 - 2010

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

قناة الحرة

قناة الحرة

الشهادات المرتبطة