الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأثير ثورات الربيع العربي على الشباب والمعارضة في سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:35:13

إبّان انطلاق ثورات "الربيع العربي" عندما انطلقت الثورة في تونس، لا شك ليس نحن فقط وإنما أتصور أن جميع السوريين استيقظت شرارة -حتى لو كانت شرارة صغيرة- في نفوسهم؛ أنه ولابد أن تؤثر الثورة التونسية، وأن يكون لها امتداد في سورية، ولو أن هذا الامتداد طال، وربما يطول سنة أو سنتين أو 3، ولكن الناس استيقظ في داخلها شعور ما بأن الشعوب يمكن أن تفعل شيئًا، وغير صحيح أن الشعوب محكوم عليها بالموت من قبل الأنظمة الاستبدادية القمعية، وعندما انتقلت الثورة إلى مصر ربما هذا الأمل أصبح أكثر قوة؛ يعني: الثورة بدأت تنتقل من قُطر إلى آخر وسورية لن تكون استثناء، مع العلم أنه ربما قسم من السوريين والقليل منهم كانوا مدركين خصوصية الوضع السوري، ويعرفون بأن المسألة في سورية هي مسألة مركبة وتختلف عن تونس أو مصر، ولكن معظم الناس والشارع العام وربما الجيل الجديد هو غير مدرك لهذه المسألة، لذلك أقول: بأن المعارضة التقليدية لم يكن بإمكانها أن تفعل ما يفعله جيل الشباب -جيل الثورة السورية- ربما نتيجة القمع الذي تعرضت له، وربما أيضًا نتيجة معرفتها المسبقة بالإشكالية المعقدة وخصوصية تركيبة النظام، والمشكلة أن بقية الأنظمة سواء في مصر أو في تونس هي أنظمة استبدادية، ولكن الاستبداد لدينا في سورية هو استبداد مركّب، استبداد طائفي واستبداد سياسي في آن واحد، وحافظ الأسد استطاع أن يقبض على كل مؤسسات السلطة ويسخّرها في خدمته الشخصية، يعني مثلًا: في تونس عندما ابن علي أمر الجيش أن يُطلق الرصاص ويقمع المتظاهرين امتنع الجيش؛ لأن الجيش ليس له، ونفس الشيء في مصر، وأما في سورية فإن المخابرات لحافظ الأسد والجيش لحافظ الأسد، فهو كان يتصرف بكل مؤسسات السلطة وكأنها يعني وسائل يستخدمها كيفما يشاء ويطوّعها كما يشاء، وهذه هي مشكلة السوريين، ولكن مع ذلك تعزز الأمل أكثر وبدأ هذا الحراك الثقافي الموجود بدأ يتأثر أكثر، يعني اقترابه من الشأن العام بدأ بشكل أسرع بصراحة وأنه -يا أخي- هذا هو ما نعمل عليه، والثقافة والأدب والشعر والموسيقا هي ليست مسائل نافذة، وإنما أيضًا تستمد مضامينها وتكون أكثر سموًّا عندما تكون هي أقرب للشأن العام وذات بعد إنساني أكثر.

بهذه الطريقة يعني كانت الأجواء مهيّأة جدًّا، وصحيح يعني أنه انطلقت شرارة الثورة في درعا، ولكن كل المدن السورية كانت مهيَّأة، وكل مواطن عندما يجلس مع مواطن كان يقول بينه وبينه (يتهامسان): متى ستصل إلينا؟ ومتى ستنطلق الثورة؟ وكل التواصلات التي كانت مع الأصدقاء القدامى والأحزاب التقليدية كان هناك شعور أن الثورة قادمة لا محالة. ولكن أقول بصراحة: إنه لم تكن هذه القوى -الأحزاب التقليدية- لم تكن تملك لا الإمكانيات الحقيقية لاستيعاب هذا الحراك، ولم تكن تؤمِّل نفسها أيضًا بصراحة، ولم يكن لديها طموح أن تقود هذا الحراك؛ لأن كل حزب يعني وكل أحزاب المعارضة التقليدية تقريبًا 60% من الحزب أجهز عليه نظام بشار الأسد وقبله والده، سواء بالاعتقال الطويل، وما تبقّى من أعضائه هم أعداد قلائل ولا يتجاوزون المئات مثلًا وهم مُوزَّعون، والحاضنة الشعبية للمعارضة التقليدية هي حاضنة تقتصر على أصدقاء كل حزب وأطيافه؛ لأنه كما نعرف يعني أن مبلغ القمع الذي كان موجودًا والخوف لدى الناس يجعل دائمًا المعارضين هم في نطاق محدد أو في حيّز محدد.

ربما كل هذه الأسباب جعلت هذه الأحزاب قبيل انطلاقة الثورة تعرف حدودها وتعرف حجمها؛ لذلك لم تتنطع لقيادة الحراك يعني ولم تكن تعرف في قرارة نفسها أنها كانت تعرف أنه لا يمكنها أن تقود الحراك، ورأت أن انطلاقة الجماهير بصراحة هي أكبر من أحزاب المعارضة؛ لذلك كان همها هو الالتحاق بالحراك ومواكبة هذا الحراك، وتقديم الدعم لهذا الحراك بما تملكه.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/18-07/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2010/01/01

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة منبج

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة