الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نهاية حلم التغيير بموت حافظ الأسد وتوريث الحكم

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:50:15

قبل موت المقبور حافظ الأسد -كان سابقًا- كنا نتناقش كشباب وأذكر مرة في إحدى معسكرات التدريب

الجامعي وكان في الديماس معسكر، وبعض الشباب الذين نثق بهم وكان آتينا مُتحدث لا أذكر من هو

ولكن أمضى الجلسة على الحزب (حزب البعث) والرفيق القائد وسورية والصمود والتصدي وما تكلم

بكلمة مفيدة، وهذا المعسكر كله أطباء وصيادلة والناس تفهم كطلاب جامعة، وفي الليل بدأنا نُعلق بين

بعضنا عدة شباب وأخذتنا الأمور هكذا، وهكذا لوصلنا إلى حافظ الأسد نفسه وأنَّ هذا الرجل لا يموت

ولا أحد منهم يموت هل هم خالدون و[هل] الله سبحانه وتعالى كاتب المرض على غيرهم، فعلى الأقل

هذه الصورة الخاصة بالعائلة تجرح ولو جرحًا لو أحد منهم مات، وسابقًا الموت لباسل الأسد أحيا الأمل

عند الناس وبعدها حصلت علامات مرض على حافظ الأسد وصار يُقلل لقاءاته، وفي اللقاءات يظهر

جثةً متحركة وكأنَّه يُعطى فيتامين أو شيء حتى يتحرك فواضح أن لديه مرض، وفي تلك الجلسة في

الديماس تساءلنا وكأن أحدًا مخبر عنا ولكن غير مخبر الصورة الكاملة، ونادانا رائد وتكلم معنا وبماذا

تتحدثون؟ ونصحنا بألا نعود إلى الحديث مرة أخرى، وربما يكون ابن حلال ولم تصله الصورة

صحيحةً فيما تكلمنا به بالضبط. 

إذًا بدأت ملامح الموت تظهر على حافظ الأسد، وكثرت الروايات على حافظ الأسد، ناس تقول: معه

سرطان دم وينقلون له الدم مرتين أسبوعيًا، وبعض الناس قالوا: لديه سرطان عادي ويوجد بعض

الموالين له أتذكر أحد الحزبيين قال: انظروا الرفيق القائد من كثرة حمله لهمّ المواطن والوطن

والمشاكل والتحديات انظروا إليه خسر نصف وزنه من السهر والتعب ومتابعة شؤون المواطنين،

والحزبيين لم يقبلوا موضوع أنه مريض، فهو بالنسبة لهم أقرب من يكون للإله والإله لا يمرض

وتتوعك صحته. 

وفي تلك الفترة صار في أمل أن يحصل تحركات ما، حتى أننا سمعنا من البعض أنَّ هناك بعض

الجهات بدأت تُنسق أن حافظ الأسد على أبواب الموت فبالتالي سورية يجب أن تكون مُستعدةً لمثل هذا

الخيار وطبعا عندما يقول سورية لا يقصد كل السوريين حين يقول سورية إنما المجموعات التي تمتلك

الجرأة على التنظيم والتحرك وإحداث حركة ما وتغيير، وهكذا كان الجو. 

وفي ذلك الوقت كنت سنة ثالثة كلية الطب البشري وكان معنا أربع أو خمس أطباء نتكلم بيننا وبينهم

ونسخر أحيانًا وننتقده وكان مبعث الانتقاد، وهو كان في ذلك الوقت كرئيس دولة لا يمس حياتنا

المباشرة ولكن مثلًا حين نقف على طوابير السكن الجامعي على من نتذكر أن نشتم؟ على الدولة

ورئيس الدولة الذي أوصلنا لهذا المستوى، وثانيًا حين ندخل إلى السكن الجامعي نراه خربان، وأول

سنة أخذت سكن جامعي بعض الوحدات السكنية سيئة للغاية رطوبة وعفن وترسب مياه وشروط صحية

سيئة للغاية لذلك من السنة الأولى لم أسكن في السكن الجامعي، والأمن الجامعي الذين يتسلطون على

رقاب السكن [فكان] الذي يُريد سكنًا يدفع له الأموال، ومن كان يريد أن يُصلح غرفته يدفع مالًا والخ.

فكان أي تماس سيء مع خدمات الدولة يذكرنا أن لدينا حزبًا وقائد فاسدًا ولدينا شخص قائد فاسد نتمنى

دائمًا بأن نتخلص منه، وهذا الشعور يتعزز حين نرى بعض مظاهر الفساد في الجامعة نفسها، بأن

شخص مدعوم (لديه معارف متنفذين) فيأتي لا يسأل على كلية ولا على عميد كلية ولا يحزنون وينجح

في المواد كما يريد. يعني في مظاهر دعم للفاسدين في الجامعة كانت تثير النقمة عليه أكثر، فكان قبل

وفاته كان الحديث بيننا موجودًا، وبيننا كطلاب جامعيين وحديث بسيط ونعتبره في ذلك الوقت أشبه

بحديث الأطفال عن ظلم النظام ومتى نتخلص من حافظ الأسد [ونتساءل] هل يأتي زمن على سورية

نرى رئيسًا غير هذا الرئيس، وكنا نغار أنَّنا نرى دولًا تُغير رؤساءها إلا نحن في سورية الرئيس يبقى

عقودًا، وما زلت أذكر في يوم رجعنا فيه من الجامعة وكنا متفقين نذهب إلى شقة لأحد أصدقائنا، وكان

أذكر مباراة كرة قدم وأنا لست من متابعين المباريات لأنَّ لدي جامعة، ولكن كان بعض أصدقائنا

يهتمون بالمباريات وتواعدوا، وقالوا: نذهب لنعمل غداء مع بعضنا، وأثناء الغداء ونحضر المباراة

فذهبنا وأتينا ببندورة ولحمة وبصل من أجل أن نعمل الأكلات السهلة لطلاب الجامعة والتي هي

البندورة واللحمة وكان في ذلك الوقت أحد الأصدقاء عليه دور الغداء وذهب يقشر ويطبخ ويقطع

البصل والبندورة وإلى آخره، وأتى المهتمون بالمباراة ذهبوا ليتأكدوا بأنَّ التوصيلات صحيحة

والتلفزيون جيد من أجل أن لا يذهب ولا مقطع من مقاطع المباريات.

فنحن قلنا يا شباب المباراة لم تبدأ لنتوضأ ونصلي والذي يرغب بأن يستحم أو كذا يعني معنا نصف

ساعة أو ساعة إلا ربع حتى تبدأ المباراة وربما كانت الساعة 5 ويمكن بعد العصر، وأتينا قسم منا

يذهب إلى المطبخ ليرى الطبخ وقسم إلى التلفزيون من أجل موضوع المباراة وبدأنا في الغداء والقناة لم

تخرج المطلوب ويمكن أعطت عطلًا في الشاشة، بعد ذلك خرج مروان شيخو في مظاهر الحزن وكذا

وسورية وفقيدها وما فقيدها ونحن كلنا الذي نسمع متوقعين حافظ الأسد كلنا لا يصدق اللحظة التي

يموت فيها حافظ الأسد أو هو يموت وكل الكلام الذي يقوله شيخو لا ينطبق إلا على شخص واحد في

سورية هو عنترة هو حافظ الأسد حكمًا، و"يلا قولها يا شيخو"، وقالها: حافظ الأسد، وتأكدنا هذا

التلفزيون الرسمي يُعلن موت حافظ الأسد. وكان معنا شخص يدرس كلية تمريض قام قفز و"الله أكبر

مات الطاغية والله وكيلك" وكنا نحن تقريبًا ستة أو سبعة ونحن لا نقل حماسًا عنه ولكن من دون أن

نقفز و[يردد] "الله أكبر" وفرحة كبيرة ويوجد من السبعة اثنان لم يتكلموا شيئًا، والذي يقرأ الوجوه صح

كانوا فرحين بحذر، وقالوا: ماذا نأكل؟ وقالوا: لا نأكل، وقالوا: سنذهب ونأتي ببروستد احتفالًا بهذا

الموضوع ورحنا أحضرنا بروستد ومشروبات باردة وأتينا حلويات وبقينا يومها لم نتفرج على مباراة

ولم نفتح كتابًا ولا فعلنا شيء وأكلنا البروستد والمشروبات الباردة (الكولا وغيرها).

 بعد ذلك بدأنا بالحلو وقال واحد مننا لدينا جيران فوقنا حموية ومعروف قصة حماة مع حافظ الأسد،

وقال ابقوا صحنًا من الحلويات لنُهنئ أصدقائنا الذين فوق ونبارك لبعضنا وأكلنا وفرحنا وبدأنا خلال

تلك الجلسة نُفكر ونُخطط ما الذي سيحصل في سورية الآن؟ وهل يُعقل أن يأتوا بشخص من عندهم ولا

يفتحوا بابًا للانتخابات، وبدأ كل شخص يتكلم، وقال لا، وما الانتخابات؟ عملوها بيعة واستفتاء وسيأتون

بشخص آخر ولكن يجب أن يحصل ذلك ويجب الشعب السوري يسمح ولم نوجه الكلام لأنفسنا بحكم

نحن معنيين ونحن طلاب صغار ماذا نفعل؟ ولكن هل الشعب السوري يقبل ويجب أن لا يقبل ويجب أن

تحصل انتخابات حقيقة ومن من أولاده؟ وباسل راح وهذا الأهبل (بشار الأسد) لم يكن في الحسابات. 

[كنا في الجامعة في حلب] وهذا الأهبل لم يكن أحد يذكره في السيرة وباسل راح (مات) من سيأتي

غيره، و[نقول] هؤلاء لا يأتون بشخص إلا من الطائفة (الطائفة العلوية) فإذا لم يكن من

العائلة ولم يجدوا فيأتون بأخيه وابن عمه، وأين جماعتنا في الحكم؟ أمن المعقول أنهم غير موجودين

ويسمحون لهم وبقي لهم 30 سنة ومن تلك النقاشات، وبرأيكم هل سيحصل غدًا عطلة في الجامعة؟

قالوا لا أكيد غدًا ستحصل مظاهرات في الجامعة، وقال: لا سيحصل وقفات حزن ورثاء ولا لا لكن

أكيد سيكون هناك شيء مقابل وفي حماة وفي حلب وحي المشارقة، ونحن في حلب رأينا المشارقة ماذا

فعل بها النظام، وصار يدور هذا النقاش بيننا وطلعنا نحن أخذنا الحلو على الذين فوق ودقينا الباب

وفتحنا ونحن طلعنا أربعة والفرحة على وجوهنا وقلنا الآن إذا احتفلنا الذين فوق سيحتفلون مثلنا وعشر

مرات وحين فتح قبل أن نقول له: مساء الخير أو صباح الخير فورًا تلبكنا، وضمنا وقال: البقية بحياتكم

والله يعوضنا خير، ونحن تفاجأنا أعوذ بالله من القرود الأسود صرنا نضب أنفسنا ويا أخي والله خسارة

والحركة التصحيحية ومن يقف في وجه العدو الإسرائيلي والعرب بدونه لا يفعلون شيئًا وقلعة التصدي

والصمود.. وبدأ هذا الحديث وهنا خفنا وقلنا نحن مخدوعين بهؤلاء الشباب وهؤلاء ليسوا جيدين وهم

من جماعة النظام وانتبه إلى هذا الكلام وأزالوا معظم الفرحة وقلنا نحن جئنا بأكل وحسبنا حسابكم بهذا

الحلو ولم نقل حلوان لوفاة المقبور، ورحنا ونزلنا إلى تحت مصدومين وأنَّه إذا الشعب السوري كذلك

فأبشر بطول بقاء ومن ما أتى لن يحرك شيء وباعتبار تسرعنا نوعًا ما في الحكم، وبعد ذلك الأصدقاء

نعرفهم وهم جيدون، فقال لي نحن كنا قد أكلناها (ذقنا ظلم النظام) ولا أعرف الشباب الذين معكم كلهم

على قلب رجل واحد أو أحد مخبر للنظام لذلك نحن لم نستطع أن نظهر مظاهر الفرحة ولكن بين

بعضنا الذين نثق بين بعضنا مية في المية صحيح.

هنا بدأ التفكير لأول مرة في السياسة فدائما كنا نحن في الجامعة [حديثنا] فقط عن الجامعة والسياسة

ممنوعين عنها في سورية وصار نقاش سياسي بحكم الرئيس مات وطالما الرئيس مات تفتح على

التلفزيون الجرائد [ويكون الحديث] عن "الرئيس" والجوامع عن الرئيس والجامعة أصبحت شبه عطلة

[تتحدث] عن الرئيس، وبشكل مفاجئ لاحظنا نحن فعلًا الشارع الساكنين به كان هناك ماركت تحت

البيت وأمام على اليسار قليلًا كان هناك ماركت، وفجأةً هذا الشارع كيلو ونصف مترًا من صف الأبنية

وإذا فيه أربع خمس نصف أكشاك وصار يضع كشك الذي يبيع عرانيس ومكسرات وماذا يعني؟ هل

هو احتفال؟ وهل البلدية تدور حول خدمة المواطن؟ وصراحة في ذلك الوقت لم يخطر في بالنا في ذلك

الوقت بأنهم أمن، ولكن بعد ذلك بدأنا بين محل ومحل نرى فارق ومثلًا نرى محل يضع الشاشة التي

زاويتها أسود والكلام فيها عن حافظ الأسد ومناقبه وآثاره وحكمه ومعاركه وأقواله، ونلاحظ على

صاحب المحل الحزن وفي محل آخر لا نرى به تلك المظاهر ولكن ساكت ونعرف هذا مزاجه ليس مع

المزاج العام الزعل والحزن وعلى الأقل هو غير سائل (غير مهتم).

في ذلك الوقت الذي غير سائل (غير مهتم) معنى ذلك فرحان ولكن غير قادر أن يظهر مظاهر الفرح

والبلد كلها حجر وبشر مجبور أن يبكي على رأس النظام، وذهبنا يومها مساءً المغرب إلى الجامعة

والجامعة في حلب قريبة من السكن الجامعي، وبدأنا نرى حركةً هستيرية فظيعة والناس في الشوارع

طلاب الجامعة وما أكثر الطالبات المرميات في الأرض وطالبات أكثر وفي طلاب غميانين وهبوط

ضغط وزعل على الفريق القائد، وأذكر أحد أصدقائنا من باب الدعابة قال ولله مناسبة البنات مسطحة

في الأرض وقام بدأ يشيل وشال وحدة وواضحة من لهجتها وحديثها وتقول أنزلني أنزلني أنا بعد وفاة

حافظ الأسد ما عاد في داعي لوجودي أصلًا. تضربي منك لحافظ الأسد، وبدأت الحركات الهستيرية

في أنَّ الناس متأثرين لموت حافظ الأسد ودخلت الجامعة في أشبه ما يكنون بعطلة ولم يعد أحد الناس

متفرغ لأحد، فحجزنا [التذاكر] ورجعت إلى درعا وأنا واثق تمامًا أن الأجواء في درعا مختلفة والناس

كانت تنتظر الخبر بفارغ الصبر. كنا مجربين سابقًا بوفاة بشار [المقصود باسل - المحرر] الأسد ورأينا

التعابير فيها والارتكاسات التي حولنا وحين تذهب إلى قرية حجم التعبير فيها عن المشاعر أكثر بكثير

من جامعة رسمية فيها شعبة حزبية وفروع أمن وهكذا، فقلت إن شاء الله هناك تكون الأمور أحسن،

وفعلًا حين ذهبت إلى درعا رأيت الناس (جماعتنا) يحتفلون والشاطر يعمل عزائم (دعوات) وأقاربنا

جابوا خاروف وذبحوها وشووه حلوان موت حافظ الأسد وهذه الفرحة لم تدم كثيرًا، لأنه بدأنا نقارب أنَّ

الجو الداخلي محكم والقبضة الأمنية شديدة ولم تسمح بتحرك كبير، وثانيًا أركان النظام الذين كانوا

يتوقع منهم أن يعملوا شيئًا دستوريًا [على الأقل] مثل ما يقول وينص الدستور حين يموت الرئيس يكون

هناك نائب لرئيس الدولة يمضي بالإجراءات الدستورية وهذا للأسف الشديد لم يتم، والإشارات الدولية

التي بدأت تتحرك واضح بأنهم لا يترقبوا تغيرًا كبيرًا يحصل في سورية، ومباشرةً بشكل سريع بدأ

الحديث عن تعديل المادة 83 من الدستور والتي عمليًا بناءً عليها ولا أحد من أبناء المجرم حافظ الأسد

يحق له أن يكون رئيسًا وباسل راح مات وأتى هذا المجرم والأهبل (بشار الأسد - المحرر) والذي لم

يكن بسورية أصلًا، وعمره 34 سنة والدستور يقول 40 سنة ومستحيل يأتي وللأسف عطلوا الدستور

من أساسه ونائب الرئيس أصبح دوره شكليًا لتسهيل الإجراءات لاستلام بشار الأسد السلطة ومجلس

الشعب اجتمع وعمل المسرحية الهزلية خلال دقائق وبالإجماع ولا أحد خطر على باله تعال نناقش

ويمكن لو مجلس الشعب مثلًا عمل نقاش لساعتين ثلاث وقلنا وافق في نهاية النقاش وممكن نرى مبررًا

بأن الوضع حرج والتحديات في المنطقة كبيرة وناقشوا فكان ناس مع وناس ضد والذي مع أقنع الضد

واتفقوا في الأخير.. لا ما حصل هذا الشيء هذا الشيء حصل مثل لمح البصر، من معترض؟ لا أحد

يجرؤ أن يعترض في ذلك وتمت الموافقة على تغيير الدستور، وهذه كانت حقيقة صفعة للشعب

السوري كله بأنه أخي نحن دخلناكم إلى مزرعة العبودية وموت الرئيس وحده لن يكون كافيًا لإخراجكم

من تلك المزرعة ودومًا لدينا استنباط لأدوات ووسائل تجعل مزرعة الاستعباد ماضية إلى ما شاء الله

حتى لو كان الدستور لا يسمح له نُغير الدستور ومجلس الشعب لا يغير نُغير مجلس الشعب وإذا كل

شيء نحكمكم في الحديد والنار، المهم أن لا يكون هناك مجال لأي حياة ديمقراطية في البلد، والشعب

السوري باعتقادي عمومًا الذي وافق على ما جرى والذي لم يوافق حاول أن يلتمس جزءًا من الأمل من

هذا الرجل الجديد ونحن كنا لا نتمنى أن يتغير الدستور ولا نتمنى لأحد من عائلة الأسد أن يحكم ولكن

أمر الله حصل ذلك والإشارات الدولية الأمريكان وكذا موافقة على ما يحصل فماذا نفعل؟ وتعالوا

نتفاءل ونعزم بعضنا على التفاؤل وهذا طبيب وليس عسكريًا مثل المقبور أبوه، ولم يذهب إلى الكلية

العسكرية، ولم يكن في مصر زمن الوحدة، ولم يشكل المجلس العسكري ولم يغتال أصدقائه ولم يتنازل

عن الجولان وهذا الرجل طبيب والطبيب مهما يكن إلا ما يكون لديه شوية (القليل من) فهم أو قليل من

الرحمة أو قليل من الانفتاح، واثنين هو عائش في أوروبا وذاك طول عمره في الجيش إلى وزارة

الدفاع إلى ترقيات بلا فائدة لها، وحكم الناس بالحديد والنار ولغته اليومية بدل أن يقول للشخص مرحبًا

يقول انقلع وبدل أن يقول اجلبوه يقول: اعدموه فلغته عسكري هكذا أما ذلك رجل عاش في أوروبا

ورأى الجسور والجامعات والمطارات والبنوك ورأى الانفتاح السياسي والاقتصادي، وأكيد مر من

جانب مجلس العموم والرجل لديه اختلاف عن هؤلاء الناس الغجر العائشين في بلدنا، وإضافة إلى ذلك

أهبل، والقصد لم يكن مربى التربية العسكرية التي ترباها سابقه، وحافظ الأسد كان محضر باسل ليكون

رئيس وليس هذا الهبيل الذي كان يعيش في بريطانيا وكان خارج الحسابات، وصورته وحركته وأحد

الأساتذة في مستشفى الأسد الجامعي حين كنت موجودًا به أراني تقريرًا على ذمته في وقتها [أنه]

مصاب بمتلازمة فيها تثلث لأحد الصبغيات، وهذه المتلازمة تعمل شوية (القليل) خلل عقلي وبلاهة

لذلك فسر لي بعد ذلك الضحك الذي يضحكه بسبب وبدون سبب والقهقهة والمياعة، ولديه مرض ليس

خطيرًا لدرجة أن يوضح تمامًا ويوجد تثلث في أحد الصبغيات الموجودة لديه إذًا كل هذه الأسباب

وإضافة بعد أن استلم وعد التطوير والتحديث والانترنت والانفتاح والعولمة وسأزود المدارس

والكومبيوترات والجامعات وسيسمح في الحياة السياسية وحرية في البلد والاقتصاد الحر وإلى آخره،

ومع ذلك كله الناس شعرت أنَّ هناك نفس جديد في البلد والبعض يقول يلا يا عمي هذا النظام مستقر

وإذا يأتي واحد من النظام يعمل هذا الانفتاح أحسن ما سورية تذهب إلى حرب مجددًا.

وبدأ بعض السياسيين وأنا لم أكن سياسيًا، ولم أتنظم سياسيًا في حياتي بدأوا يعملوا حراك نقاشات في

السياسة والاقتصاد والاجتماع في المنتديات أملًا أن يكون هناك بوابة نصل بها لمستقبل أفضل. 

في حلب لم نرَ حركات سياسية، ولكن بدأنا الطلاب مع بعضنا داخلنا نتكلم ببعض القضايا ونُحاول

نستنسخ الذي يقوله هو والذي كان عنوانه التطوير والتحديث، وصرنا نتجرأ نتكلم فيما بيننا، وأذكر في

إحدى جلسات التدريب الجامعي وكانوا يجمعونا في المدرج في الجامعة أتى أحد الضباط، وقال: نُحب

نتكلم في موضوع ماذا حابين (تُحبون) نتكلم؟ وهو يريد أن يُضيع الوقت، ونحن كذلك تدريب جامعي

في القاعة قلنا له: نُريد أن نتكلم في موضوع التطوير والتحديث وهو فرصة وشجعنا، وقال: ما متوقع

تطوير وتحديث تحصل في البلد وكان أغلب الإجابات لا لم تكن تصل للحياة السياسية نزيد عدد الطلاب

في الجامعات ونُطور الجامعات ويكون لدينا بنى تحتية جيدة ومشافي جيدة ومشفى حلب الجامعي لا

يكفي يجب أن يكون لدينا مشافي أخرى قلبية عصبية مشافي اختصاصية، والمطارات والجسور

والشوارع والبحيرات والسدود والكهرباء لماذا تطفي (تنطفئ) والمياه ومستوى الدخل والناس تشعر

بأنه بينها وبين السياسة حاجز، فلا أحد يقول يحصل انتخابات ديمقراطية وأحزاب سياسية وهذا في

التجمعات بين الطلاب في الجامعة أما حراك سياسي لم نعش صراحة وإنما شمينا رائحته وسمعنا آثاره

وسمعنا عن ربيع دمشق ومنتديات الحوار التي انتشرت في المدن الرئيسية وباعتقادي بالعوامل التي

ذكرتها قبل قليل إضافةً إلى وعود رأس النظام المجرم في موضوع الإصلاح والتحديث والتطوير وفتح

الباب أمام تغييرات جيدة في المجتمع هو الذي شجع إخواننا السياسيين المخضرمين الذين كانوا سابقًا

سكتوا من الملل أو من الضغط أو سكتوا من القهر، وقسم كبير انسجن لسنوات طويلة هذا شجعهم

لإعادة الحراك ومع العلم مما ما قرأت وسمعت حتى في هذا الحراك كانوا منطقيين، يعني لم يكونوا

يُحاولون إزعاج السلطة جدًا وكانوا يتكلمون في الحرية والممارسات الديمقراطية وكلام لطيف، ولم

نقل لك بعد أنَّه يا بشار الأسد بقيتم 30 سنة وحل عن (اترك) هذا الشعب، وبعد ذلك مُنع كل شيء

وأتت المخابرات وكانت تُراقب، وبعد ذلك تمنع وبعد ذلك عرفنا أنَّ قسمًا كبيرًا منهم تمت ملاحقته أمنيًا

(قادة هذا الحراك) وتم الزج بهم في السجون، وهم قادة الحراك والفترة التي نشط بها هذا الحراك بشكل

جيد لم تتجاوز السنة، وبعد ذلك أتت معالجة الآثار السلبية التي نجمت عن هذا الحراك الذي استمر لمدة

سنة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/130-07/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2000

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

الشهادات المرتبطة