هامش الحرية في سورية بعد سقوط النظام العراقي واغتيال الحريري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:11:11
كان أمر جدًا ملفتًا للانتباه هذا الجو الذي حصل بعد استشهاد دولة الرئيس [رفيق] الحريري، [الحدث الذي] أعطى مزيدًا من الحرية في سورية أضيفت إلى هامش الحرية التي حتى لو كانت بسيطة التي جاءتنا بعد سقوط صدام حسين نتيجة الأحداث والتتابع وانتشرنا انتشارًا كثيرًا جدًا وأصبح يوجد في تلك الفترة عودة إلى المنتديات بما في ذلك يعني أصبح ينشط بشكل كبير منتدى الأتاسي يعني منتدى الأتاسي في تلك الفترة وصل الأمر أنه في شهر أيار/ مايو [2005] وصلت الجرأة إلى أن تُقرأ في هذا المنتدى ورقة مرسلة من المراقب العام للإخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني ويقرؤها ممثل لجان إحياء المجتمع المدني الأستاذ علي العبد الله، والأستاذ علي العبد الله للشهادة كان له دور كبير جدًا سواء بالنسبة لنا كإسلاميين معتدلين أو في الحراك السياسي في سورية أو في التثبيت على المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يصار إليها وأيضًا هو ربما كان أميزنا في العلاقة مع الكرد كانت له علاقه جدًا ممتازة معهم.
هذه الندوة صحيح أنها أدت إلى إغلاق منتدى الأتاسي، ولكن أيضا اعتقال الفريق لمدة أسبوع كامل برئاسة السيدة سهير الأتاسي، والأستاذ حسين العودات وبقية الشباب الآخرين أيضًا وكان له رد فعل ممتاز جدًا لدى الناس، وكل الناس اهتموا بهذه القصة وطبعًا أفرج عن البقية وأبقوا على الأستاذ علي العبد الله الذي حُكم بعدها ثم خرج بعفو بعد ستة شهور وهو بالمناسبة كان يمكن أن يذهب فيها سنينًا أخونا الأستاذ علي ذلك الرجل الشجاع.
ولكنه (أي النظام) لم يستطع أن يضرب المعارضة في تلك الفترة هذه نقطة بالغة الأهمية وكان لا يريد أن يقع بين المطرقة والسندان: الضغط الخارجي والضغط الداخلي، والحقيقة هو كان في حالة اضطراب وهو كان يعتقد أن مقتل الحريري سوف يمر كما كانت تمر الاغتيالات السابقة يعني هذا النظام متعود على طريقه اغتيالات وهو قتل الناس من الثمانينات والسبعينات وحتى إن النظام الطائفي العلوي كان يقتل من الستينات.
أول خطوة جدية حصلت كانت في شهر أيار/ مايو أو إنها كانت خطوتين: الخطوة الأولى كانت في الحسكة يعني في منزل الأستاذ نضال درويش وهذه تُحسب له والمجموعة التي معه أهل الحسكة دعوا شخصيات من كل من دير الزور والرقة والحسكة متعددين ناس كرد و ناس عرب وناس آشوريون، يعني في ذلك الوقت تعرفنا لأول مرة على الأستاذ بشير السعدي وطرح فهمه للعلمانية في ذلك الوقت، وأيضًا حصل نقاش بيننا كإسلاميين وبين بعض العلمانيين حول علمانية الدولة وربما حصل النقاش لأول مرة في مواضيع مسألة أنه هناك فرقًا بين فصل الدين عن السلطة وفصل الدين عن الدولة وأنا لا أنكر أنني منذ زمن بعيد مؤمن بمسألة فصل الدين عن السلطة، ولكن مسألة فصل الدين عن الدولة ننظر بها وأن العلمانية إذا طرحت نفسها باعتبارها تمثل الحياد الإيجابي للدولة تجاه الدين فهذه الخطوة ممتازة للتقارب بيننا وبين إخوتنا العلمانيين.
كان هذا الموضوع وبالمناسبة هو حصل عشية المؤتمر القطري لحزب البعث والذي كان يدعي فيه بشار الأسد أنه سوف يكون هناك إصلاحات ونحن نتذكر، هذه أدوات اللعب على الناس في تلك الفترة.
أنا أريد أن أجمل أهم النقاشات التي حصلت يعني كانت هي عبارة عن إلقاء كلمات وتبادل وجهات النظر وكان التركيز الأساسي أنه لابد من الانتقال في سورية من نظام الاستبداد والدكتاتورية إلى الدولة المدنية الديمقراطية وكيف سنصل إلى الدولة المدنية الديمقراطية؟ هذا لابد من بحث هذا الموضوع كيف يمكن أن نصل إلى أحسن علاقة وتعايش ما بين الإسلاميين والعلمانيين؟ وكيف يمكن أن نقارب ما بين القوميين أصحاب العروبة وما بين الإخوة الكرد؟ يعني يوجد عندنا مشكلة كردية يجب إيجاد حل لها وأما أن تهملها وتنساها فإذا أنت تتصرف كما تصرف النظام.
في رأيي الخاص كان هذا المؤتمر هو أحسن مؤتمر يحصل فيه توافق بين أطياف المعارضة.
لا أدري إذا كان المستضيفون دعوا أشخاصًا من أهل المنطقة لأن هذا الاجتماع كان خاصًا كما ذكرت لأهل الحسكة والقامشلي والرقة ودير الزور، وكان الاجتماع بحدود 57 شخصًا و[نحن] الذين قدمنا من دير الزور 10 أشخاص كان معنا أحد الإخوة من الاتحاد الاشتراكي كانت هذه المجموعة الناشطين العشرة الموجودين هو أبو مرهف من حزب العمل الشيوعي وأنا ممثل التيار الإسلامي الديمقراطي ونحن شخصان أو ثلاثة نمثل التيار الإسلامي الديمقراطي، وكان الدكتور قاسم عزاوي موجود وكان الشخص النشيط جدًا فوزي الحمادة من حزب الشعب، وكان يوجد أشخاص مقربون [منهم] الأستاذ سمير الدخيل.
كانت [نسبة التوافق] جدًا عالية وخصوصًا أنه لم تكن توجد حدية والأشخاص المدعوون كانوا مدعوين بعناية.
في هذا المؤتمر لم نخرج بنص، ولكن تفاهمنا واتفقنا على البدء بتحضير لمؤتمر أوسع سوف يقام في دير الزور في دارة الشيخ نواف راغب البشير وكان الذي كُلف بالتجهيز لهذا المؤتمر لجنة تحضيرية هم تقريبًا الشباب أبناء دير الزور الذين ذهبوا إلى الحسكة، وكان أنشط شخص بينهم هو الأستاذ رياض درار كان هو الشخص اللوجستي وفعلًا بدأ التحضير أنه خلال الأسبوعين التاليين لعقد هذا المؤتمر في 20 من أيار/ مايو كان يوم جمعة والحقيقة كان مؤتمرًا أحيانًا عندما نتذكر ذلك الحدث نكاد لا نصدق أنه عُقد علنًا بهذه الطريقة ورغم أنف النظام.
حضر الممثلون الرسميون عن حزب الشعب وحضر من حزب العمل الشيوعي وحضر من الاتحاد الاشتراكي ولم تبق جهة من الجهات في سورية إلا وجاءت وحضرت هذا المؤتمر الذي صدر في نهايته بيان أصبح يؤرخ باسم "إعلان دير الزور" لا بل قناعتي الخاصة أن هذا الإعلان وهذا المؤتمر بالذات هو الذي مهد وأقنع الكثيرين بالقيام بجسم جديد اسمه "إعلان دمشق" يجمع المعارضة وأطيافها.
طبعًا صدر بيان حول هذا الموضوع تقريبًا نفس الأفكار التي طرحت في لقاء الحسكة في تاريخ 6 أيار/ مايو: التركيز على الديمقراطية ومحاربة أو مواجهة الاستبداد والتأكيد على الدولة المدنية والتأكيد على حقوق المواطنة كانت مسألة مهمة والتأكيد على دور المرأة في المجتمع والتأكيد على تحول بسورية من بلد دكتاتوري عسكري يُحكم بالحذاء العسكري إلى بلد ديمقراطي ودولة مدنية ديمقراطية تعددية يعني للأمانة كان يوجد وحتى في يومها شكلت لجنة في آخر ساعتين من المؤتمر من أجل كتابة وصياغة البيان وانطلقت وأتذكر الدكتورة مية الرحبي كانت أيضًا موجودة ومحمد سيد رصاص وفايز سارة والدكتور رضوان زيادة وشخصيات عدد كبير جدًا وفاتح جاموس.
أنا اعتقد بوادره كانت هنا ربما كان لدينا بعض التخوف من أن يكون الموقف صارمًا ومواجهة وخصوصًا من قبل التيار الإسلامي وأنا حتى الآن أتذكر أن نواف راغب البشير حاول أن يقنع الإسلاميين الموجودين من أجل المشاركة في صياغة البيان الختامي وأن يطرحوا ماذا يريدون يعني بشكل عام التيار الإسلامي لم يكن له رغبة أن يشارك في صياغة البيان وأنه طالما الإطار العام للأفكار الديمقراطية موجودة فهذا سوف يكون أمرًا حسنًا.
بالمناسبة دوريات الأمن كان عددها هائلًا الموجودة، ولكن يجب تصور مقدار الشجاعة ووجود النظام في حالة ضعف أنه لم يسمحوا لهم بالدخول إلى القاعة الرئيسية حتى يسمعوا وبقيت خارجًا سيارات أمن الدولة والأمن السياسي ثم حصل أمر طريف أن غازي كنعان شخصيًا اتصل مع نواف راغب البشير وترجاه أنه رجاء أنتم أقمتم هذا المؤتمر وتتكلمون عن الديمقراطية ولكن لا تأتون في سيرة الرئيس يعني حصل حديث أنه لا داعي لذكر سيرة الرئيس والشباب لم يأتوا على سيرة بشار الأسد ولكن لعنوا حافظ الأسد.
هذا هو السبب رقم اثنين، ولكن السبب الأول هو مقتل الحريري، النظام في تلك الفترة كان مضغوطًا بشدة وبدأت تحقيقات ميليس (ديتلف ميليس) بدأت تأخذ مفعولها، وبالمناسبة شخصيته العشائرية (شخصية نواف البشير) وعدم رغبتهم بالاصطدام بالإضافة أنه ربما عقلية غازي كنعان التي تغيرت عما كان عليه عندما كان في لبنان ربما بدأ يفكر بطريقة مختلفة أو ربما لأن غازي كنعان بصداقته للحريري كان يرى ما لا يراه النظام.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/02
الموضوع الرئیس
النشاط السياسي قبل الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/6-15/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2004-2005
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي
حزب البعث العربي الاشتراكي
لجان إحياء المجتمع المدني