الواقع في مدرسة الاستطلاع في بدايات الثورة والانشقاق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:27:47:17
طبعًا تكلمنا بشكل عام عن إجراءات النظام، وإجراءات مدير المدرسة (مدرسة الاستطلاع) أثناء بداية الثورة، وقد نسيت بعض الأمور، ولكن الشيء المهم الذي اتخذه مدير المدرسة من إجراءات كقطعة عسكرية في بداية الثورة، مباشرةً تم وضع حرس حول ساحة ترديد الشعار وساحة الرياضة أثناء الاجتماعات، فقد كانوا حريصين على ألا يحدث أي شيء، وأخذوا احتياطًا مسبقًا بكل الأمور التي قد تحدث من سلبيات رغم الضمان الكامل أنه لا يوجد أي إشكال** **في القطعة العسكرية. وفي نفس الوقت مدير المدرسة قد أعطى أمرًا بتوزيع السلاح للضباط العلويين وحتى الرقباء، وبقينا نحن الضباط السنة بدون سلاح، بحجة أنه لا يوجد شيء، ولا يوجد داع؛ أي أعذار غير منطقية، [لمدة] شهر كامل، إلى أن حدث موقف؛ قُتل عسكري في إحدى المعارك، وكانوا يريدون من أحد الضباط الذهاب إلى هناك للتمثيل، ولم يجرؤ أي ضابط علوي للذهاب إلى هناك، وتم تكليف النقيب يوسف يحيى بالذهاب. النقيب يوسف تكلم مع مدير المدرسة [قائلاً] أنني لن أذهب دون سلاح، وأُجبر مدير المدرسة على إعطاء السلاح للنقيب يوسف، والنقيب يوسف جاء إلينا أيضًا، وقال: أنا استلمت السلاح، اذهبوا واستلموا السلاح، وتوجهنا إلى مدير المدرسة فورًا؛ بما أن الضابط السني يوسف استلم، نحن أيضًا نريد أن نستلم، فأعطى الأمر باستلام السلاح مجبرًا، وليس اختيارًا.
استلمنا السلاح، وبنفس الوقت كان بالنسبة لي يوجد هاجس أنه من الممكن في أية لحظة أن يحصل خلاف بيننا وبينهم، وكنت جاهزًا دائمًا، وسلاحي كان جاهزًا، فإذا ارتكب أي ضابط من الضباط العلوية أي حركة غير طبيعية، أكون أنا قد سبقته بالسلاح الذي معي. كان السلاح ملقمًا وقريبًا من يدي طوال النهار، وحتى أثناء النوم عند المناوبة كان السلاح موجودًا تحت رأسي، وإذا كان هناك دق أو نقر على الباب، يكون سلاحي معي، وأنا أسبق الحدث قبل أن يسبقني.
في هذه الأثناء الضباط العلوية بدأوا ينزلون وسلاحهم معهم، سواءً كان درس رياضة أو التدريب، أو أي شيء، لا يتركون سلاحهم أبدًا، وأنا أيضًا كنت ألبس جناد (حزام) السلاح، والسلاح معي، وأنزل باتجاه درس الرياضة، وتم تبليغ العميد فورًا؛ أن النقيب عمار ينزل إلى الاجتماع ومسدسه معه، علمًا أنهم جميعًا معهم سلاحهم، حتى مدير المدرسة ليس فقط معه المسدس، وإنما أصبح يتحرك ومعه مرافقة وحرس أمامه وخلفه، وكيفما يتحرك يوجد حماية كاملة، ولكن نحن ممنوع (ذلك بالنسبة لنا)!
أرسل في طلبي العميد، وقال: لماذا تحمل السلاح؟ قلت له: أنا جئت إلى الدوام، وسلاحي معي، وحضرت الاجتماع بالسلاح، وماذا يوجد في الأمر؟ ما هي المشكلة؟ جميع الضباط يحملون السلاح، قال: ممنوع أن تحمل السلاح أثناء الدوام، السلاح يبقى في مكتبك. لا يوجد مشكلة، كان مسدسي معي، بحيث لا يرون أنه موجود، ولكنني لم أرمِ سلاحي، وإذا لم يكن موجودًا تحت كتفي، فإنه يكون موجودًا على جنبي بطريقة لا يرونه فيها.
بعد أيام نحن لا يوجد غيرنا 4 أو 5 أشخاص سنة، بالنسبة لهم كنا 10%، و40 ضابطًا علويًّا، وأصدروا قرارًا بتوزيع الضباط السنة على الضباط العلويين الموجودين في مبنى الضباط، بحيث إنه كل ضابط سني يكون موجودًا مع ضابط علوي، والمفارقة كانت أن الرائد هيثم مرتضى المرطو -وهو لا يزال حتى الآن مع النظام- بحكم أن اسمه هيثم مرتضى المرطو، شكوا أن مرتضى قد يكون شيعيًّا، وبالتالي تم وضعه مع النقيب فادي حمادة، والرائد محمود عبيد لديه توأم (أسماؤهم) الحسن والحسين، أيضًا شكوا أنه شيعي، وأيضًا تم وضعه مع النقيب يوسف يحيى، وبقيت أنا والنقيب بسام غزال موجودَين في المكتب، ولم يتم اتخاذ إجراء بالتغيير، وبالتالي بقينا على حالنا، ولكنهم كانوا يظنون أنه تم توزيعنا ضمن الدائرة، ولا يريدون وضع شخص علوي حصرًا، ولكن شيعي من طرفهم، لذلك لا يوجد إشكال.
أثناء الدوام، ونحن كنا نذهب دائمًا إلى جبل الزاوية، ونذهب إلى حلب أنا والنقيب يوسف يحيى، وفي 1 رمضان (1 آب/ أغسطس) طلب العقيد نضال حبيب النقيب يوسف يحيى، [وأخبره] أنه مطلوب إلى فرع المخابرات الفرع 227، وترك [النقيب يحيى] مسدسه عندي، وذهب باتجاه الشرطة العسكرية، وطبعًا هو سألني: ماذا أفعل؟ قلت له: اذهب، نحن موجودون أنا والشباب، وإذا سوف يحصل عليك شيء، سوف نقلبها عاليها واطيها (نقلب الدنيا)، فترك المسدس وذهب.
ذهب النقيب يوسف يحيى إلى التحقيق، وجاء العقيد نضال وأوقف المبيت، وطلب الضباط السنة فرادى حتى جاء دوري، وطلب المسدس، وقلت له: إن المسدس موجود، وأعطيته المسدس، بعد أن أفرغت جميع الطلقات الموجودة في المخازن حتى يكونوا معي لأنني قد أحتاج هذه الطلقات، أعطيته المسدس فارغًا، وسألني: أين (الطلقات)؟ أهكذا سلمك إياه النقيب يوسف؟ قلت له: هكذا سلمني إياه، وهو إذا أراد أن يسأله فليسأله لأنه في التحقيق وأنا ضامن أنه لا يوجد أحد آخر؛ أي لو كان النقيب يوسف موجودًا، بالتأكيد سوف تكون الطلقات موجودةً، لأنه من غير المعقول أن يحمل سلاحًا بدون طلقات، ولكن ضابط الأمن يريد المسدس، ولن يدقق على موضوع الطلقات، وهو يريد السلاح الموجود.
توجهنا بالمبيت، وذهبت إلى المنزل، واتصلت زوجة النقيب لأنه تأخر، ولم يكن بإمكاني أن أقول لها أنه في التحقيق بسبب المراقبة، وبنفس الوقت لا أريد أيضًا أن أشغلها في هذا الموضوع، عسى أن يذهب ويعود. بعد الساعة 3:00، وهو اتصل الساعة 4:00، وبمجرد اتصاله وظهور اسمه على الهاتف، توجهت إلى منزله، وأخبرني ما حصل معه بالتفصيل، وكيف سألوه، وهو قال لي [سألوه عن] خطة حمص، ولكنه لم يتكلم بالتفصيل، ولكن سألوه عن موضوع حمص، وسألوه عن أبو المنتصر (محمود مصطفى هرموش – المحرر)، [وقال لي]: ما رأيك؟ هل العقيد اقتنع أنه لا يوجد شيء؟ وهل استطعت إقناعه بالحوار وبهذا الموضوع؟ وقال له: إن اللواء أصدر أمرًا بتوقيفك، ولكنني سوف أتركك، وسوف تعود في اليوم الثاني لاستكمال التحقيق. قلت له: أنا سوف أخرج بما أن الوضع هكذا حصل، وبما أنه تم سؤالك عن أبو المنتصر وعن حمص، يجب أن نخرج.
قبل استدعاء النقيب يوسف يحيى، نحن كنا نذهب إلى جبل الزاوية، وكنا نلتقي مع الشهيد ياسر قزموز، وأنا كنت أتكلم مع المقدم حسين هرموش، وتكلمت معه بشكل خطوط عريضة عن التخطيط للانقلاب، وما هي الإجراءات، وطبعًا المقدم حسين هرموش وافق، وقال: أنا أستطيع أيضًا إمدادكم بالقوة عند لحظة الصفر وإعلان فصل حلب عن دمشق، وإعلان الانقلاب على بشار الأسد.
قبل خطاب بشار الأسد بيوم، تكلم معي المقدم حسين هرموش على هاتفي أثناء مناوبتي في الدوام، وقبلها بأسبوع أنا كنت موجودًا في جبل الزاوية، وتكلمت معه بهذا الأمر.التواصل مع المقدم حسين هرموش: كنا نتواصل عن طريق جبل الزاوية عن طريق الشهيد ياسر قزموز، وأبو المنتصر وهو أخ المقدم حسين هرموش أيضًا موجود في منطقته، ويقوم بدعم الثوار وحضور المظاهرات، يعني شبه مكلف من المقدم حسين هرموش بإدارة المنطقة ثوريًّا؛ سواءً على مستوى المظاهرات، أو حتى على المستوى العسكري من حواجز وتحرير منطقة وحماية المظاهرات، بهذا الشكل. وعندما سأل فرع المخابرات النقيب يوسف عن أبو المنتصر، وهو شقيق حسين هرموش، وسألوه عن حمص، أدركنا أن هناك اختراق كامل لكل ما كنا نخطط له، وبالتالي قلت له: حان الوقت للذهاب، لأن بقاءنا أصبح خطرًا كبيرًا علينا وعلى أولادنا وعلى الجميع، يجب أن نخرج.
طبعًا نحن كنا ضامنين أن المعلومة وصلت إليهم فقط إلى يوسف شخصًا، ولم يصل اسم عمار، لأنه لو وصل اسم عمار، لتم استدعاؤه (أي استدعائي)، ولم تصل أسماء الضباط الذين نحن نتواصل معهم؛ الرائد خالد الطه والنقيب أسامة، والنقيب عكرمة البكور والرائد أمين [مصطفى]، لم تكن قد وصلتهم هذه الأسماء، بل وصلتهم فقط معلومة عن يوسف، لأن النقيب يوسف موجود في باب السباع في حمص في منطقة الاشتباكات، وصل إليهم هذا الخبر، وأرادوا التأكد، لذلك نحن خرجنا مع ضمان أن كل شيء بقي سرًّا، ولكن الاختراق وصل فقط بمعرفة النقيب يوسف، ولم نكن ندرك أن الملازم أول بدر الطه -وهو ضابط في اللواء 116 في القطيفة، قائد سرية كوبرا مضاد للطيران- هو الذي كان يدير الاجتماعات، بالإضافة لشك بالنقيب مأمون كلزي. ولم يكن يخطر ببالنا، أن يصل هذا الموضوع، لأنه لو وصل، لتم اعتقالنا جميعًا، ولكن تشابك المعلومات بين فرع المخابرات الجوية وفرع الأمن العسكري، وفرع أمن الدولة والأفرع جميعًا، جعلنا ننتبه إلى هذا الأمر، وبالتالي اتخذنا قرارنا بالانشقاق، وأنا كنت قد أخذت سيارةً احتياطًا، وتكلمت مع المكتب، وأنا في المدرسة، وحجزت السيارة، والنقيب يوسف قال: بما أن قرارك بالانشقاق، فأنا أيضًا معك، وهو أخذ أهله وعائلته إلى منطقة آمنة إلى ضابط، وأنا أخذت ابنتي وزوجتي معي باتجاه جبل الزاوية.
على الطريق طبعًا أخذت معي من المنزل بدلتي العسكرية، ولباس طفلتي وكان عمرها 6 شهور فقط، وتركت المنزل كما هو، بعدما أبلغنا صديقنا الذي كان معنا في الدوام أيضًا، وأصبح فيما بعد رئيس قسم الأخبار في القناة الإخبارية، الصحفي خالد خليل، بأننا سوف نعلن انشقاقنا، والرجل أيضًا ودعنا وتصافحنا ظنًّا أننا لن نلتقي أبدًا، ولكن فيما بعد -الحمد لله- التقينا، وأعطى لكل شخص منا 500 دولار، وقال: إذا لزمكم في الأيام [القادمة] شيئاً كي لا تحتاجوا، وأنا سلمته مفتاح البيت، وتركت البيت كما هو بعد بناء 13 سنةً، وأنا أبني بالبيت، تركت البيت كاملًا، وذهبت.
طبعًا خلال بداية الثورة، لم أكن أستطيع أن أخفي ما أخطط له، حتى على المستوى الاجتماعي، كان يوجد جارنا العميد أبو فادي، لديه مكتب عقارات، كنت أذهب إلى هناك، وأتابع الأخبار، ونتحدث عما يحدث من مظاهرات، وهل هذا صواب أم أنه خطأ، ولم أكن أخفي أنه يجب أن يكون هناك قرار تجاه العسكريين. وشعر أبو فادي أن النقيب عمار لديه شيء؛ يخطط لشيء دون أن أبلغه بالانقلاب، وهو على معرفة أنني من منطقة اللواء عبد الله الصالح، كان نائب قائد الفرقة العاشرة، وهو صديقي، فأرسل سيارةً، وكان اللواء عبد الله الصالح مريضًا، وأحضر اللواء عبد الله الصالح إلى منزله، وأرسل في طلبي، ويقول له: عمار الواوي يوجد لديه أمور يفكر بها، ليتك تنصحه. وكان اللواء كبيرًا بالعمر ومريضًا، ووصل إلى مرحلة [متقدمة] في مرض السكري، وهو وقف معي وقفات عز، أثناء خلافي مع العميد حسان عاصي في مشكلة القنيطرة، واقتحام الحد الأمامي مع اللواء سمير النابلسي، كان [هو] السند [لي] خلال فترة ملازم وملازم أول، كان اللواء عبد الله الصالح يقف معي على الخطأ والصواب، عمار يجب أن يكون محميًّا، ويجب أن يستمر لأنه لنا، وهذا القرار الذي كان عند اللواء عبد الله الصالح.
تفاجأ عبد الله صالح انني أخذت موقفًا، ليس موقفًا حياديًّا، ولكن موقف مع الشعب السوري، وأنه يجب على الجيش أن يأخذ هذا الموقف، وقدم نصائح [قائلاً:] أن هذا لا يمكن وأنت لا تعرف تركيبة الجيش، وأنت لا تعرف تركيبة المخابرات، يا عمار أنت لا تعرف القرارات، ولا تعرف حافظ الأسد ماذا فعل في الدولة، ولا تعرف ماذا سوف يحصل في الأيام القادمة، [فهو كان بمثابة] الناصح والأخ الأكبر بالنسبة لي. وطبعًا أنا رفضت رفضًا قاطعًا، وخرجت غاضبًا دون أن أكمل الجلسة، لا مع اللواء عبد الله الصالح، ولا مع العميد أبو فادي، لأنني لا أريد أن يكون هناك تغيير للفكرة التي قد رسمتها أو التي أريد أن أمشي عليها؛ فأنا لا أريد نصائح يمكن ولا يمكن، وهذا صح وهذا خطأ، بل أريد أن أمشي في هذه الفكرة التي خططنا لها، التي أنا في الأساس تطوعت في الجيش لأجل هذا الموضوع، التي قامت الثورة نتيجة تغول عاطف نجيب وإجرامه بحق أطفال درعا، وبالتالي حان الوقت للعمل على هذا الأمر.
على الطريق بعد أن ذهبنا بالسيارة، النقيب يوسف طلب مسدسه، سألني: أين مسدسي؟ قلت له: مسدسك أخذه ضابط الأمن العقيد نضال، وأوقف المبيت وأنزلنا واحدًا واحدًا وهو يسأل عن المسدس، وأن المبيت لن يمشي بدون أن يخرج مسدس النقيب يحيى، ولو أنني قلت له: إن المسدس ليس معي، فإن المبيت لن يمشي، ويمكن أن يضعنا في موقف ويتصل على المخابرات العسكرية ويسأل عن المسدس، فأنا احتياطًا واستدراكًا للموضوع، أعطيته المسدس، ولكن دون ذخيرة. فأخذ الهاتف واتصل على العقيد نضال، وقال له: تأخذ مسدسي يا نضال! أنا سوف أريك كيف تأخذ مسدس يوسف يحيى؛ بمعنى تهديد مباشر على الهاتف، ونحن لا زلنا في قلب حرستا، موجودين في السيارة من حرستا عند دوار الثانوية، لم نغادر دمشق بعد.
بعد مرور 3 ساعات أو 4 ساعات وصلنا إلى خان شيخون، وإذ يتصل المحقق وهو عقيد في الفرع 227، والذي كان يحقق مع النقيب يوسف يحيى، والذي سمح له بالذهاب على أمل العودة في اليوم التالي، رن هاتفه وقال لي: ضابط المخابرات يتصل، قلت له: رد عليه، نحن أصبحنا في منطقة جبل الزاوية، وكانت خان شيخون محررةً وكنصفرة وبلين، والمنطقة كلها محررة، نحن أصبحنا ضمن أهلنا وناسنا، ليس لدينا مشكلة، رُد عليه. ورَد عليه على الهاتف، وقال له: أين أنت يا نقيب يوسف؟ قال له: أنا في المنزل، قال: أين في المنزل؟ قال له: في حرستا، وقال له: أكيد أنت في المنزل؟ قال له: نعم، فقال له: أي شيء يحصل معك، أي موقف يحصل معك، اتصل بي مباشرةً، قال له: حاضر. وهنا أغلق الهاتف، وكسر البطاقة (بطاقة الموبايل)، وأكملنا طريقنا باتجاه جبل الزاوية إلى كنصفرة.
استقبلنا الإخوة في جبل الزاوية، وأكرمونا، ولكن لم يكن يوجد تنظيم كامل، المظاهرات سلمية، ولا يوجد تنظيم عسكري كامل، الثوار يحملون السلاح، ويحمون الطرقات، لأن الطرقات كانت جميعها مراقبةً بالنسبة للثوار، وأي تحرك لدورية مخابرات من معرة النعمان، وأي اشتباه ومن هذه الأمور، كانت معظم الطرقات موصولةً ببعضها عن طريق الهواتف، لإرسال المعلومات لأنه كان هناك تجمع للثوار في بيت المقدم حسين هرموش، وتجمع للثوار في بيت الشهيد ياسر قزموز، وتجمع للثوار في مكان آخر، فحرصًا على الثوار الذين يحملون السلاح، طبعًا لحماية المظاهرات، كانوا أيضًا المدنيون حذرين في هذا الموضوع؛ في أي تحرك للجيش أو الأمن.
وصلنا وجلسنا، وأنا أمّنت على شقيقي أنه وصل، وهو كان رقيبًا في الدفاع الجوي في الرقة، ووصل أهلي إلى المنطقة، وطبعًا أنا إخوتي أحدهم موظف في مالية دوما في دمشق، والآخر موظف في الأمم المتحدة، فجمال الواوي موظف في المالية، وياسر الواوي في الأمم المتحدة، وحسام في جنائية الشيخ مقصود، ومصعب في الدفاع الجوي، يعني جميعنا بما فيهم أنا، جميعنا ضمن دوائر الدولة، يعني هذا القرار هو القضاء على 6 عوائل قضاءً كاملًا؛ يعني القرار لم يكن بهذه السهولة، [فأنا لست] عسكريًا أعزبًا أعلن انشقاقه ضمن منطقته الثائرة بالشكل الطبيعي، وإنما أهلي موجودون في حلب، وإخوتي موجودون في دمشق، وأنا أخرج وأعلن انشقاقي في جبل الزاوية، وبالتالي سوف يكون هناك خطر على الأطفال والنساء والجميع، عدا ذلك أشقاء زوجتي أيضًا 4 منهم في الشرطة، وأحدهم في قيادة الشرطة -مرافق المحافظ-، والآخر في جنائية الحسكة، والآخر النقيب حسان في الفرقة الثالثة، والشهيد عارف النبهان نائب مدير مكتب رئيس فرع الأمن السياسي، وقائد المهام الخاصة؛ يعني ليست فقط عائلتي الشخصية، وانما عائلتي وأهلي وإخوتي، وأيضًا أهل زوجتي جميعهم أصبحوا في دائرة الخطر في هذا الأمر، وبالرغم من كل هذه الخطورة، اتخذت قرارًا أن أقف مع الشعب وأن أقف مع الثورة، تنفيذًا للقسم الذي أقسمناه بحماية الشعب والحدود من الأعداء برًّا وبحرًا وجوًّا، وليس لقتل الشعب السوري المطالب بحقوقه بالحرية والعدالة!
بنفس اليوم طبعًا بعد أن ذهب النقيب يوسف يحيى إلى التحقيق، وأثناء وجودي في الدوام، اتخذت قرارًا أنني يجب أن أخرج، سواءً -لا سمح الله- إذا كان سيحصل شيء للنقيب يوسف يحيى، يجب أن أكون قد أخذت احتياطي وإجراءاتي من أجل حماية يوسف في حال بقي معتقلًا، أو إذا خرج.
كان لدي شقيقي في الدفاع الجوي في الرقة -في الطبقة موجود-، وأنا ذهبت إلى مدير المدرسة، وطلبت إجازةً لشقيقي بحجة أن والدتي مريضة، وأحتاج إلى إجازة بحكم أن قائد لواء الدفاع الجوي الموجود في دير الزور، كان يخدم مع مدير المدرسة العميد عزيز سليمان في نفس الفرقة في الفرقة الأولى، الرجل اتصل، وطلب من صديقه العميد إجازةً، وقال له: إن والدة مصعب الواوي ستذهب إلى العمرة، ونحتاج إلى إجازة، فأعطاه 6 أيام، وأنا لم أكن أعرف أنه قد أخذ الإجازة، أو أنه قد وافق قائد اللواء على الإجازة، ولكن من خلال اتصال قائد الكتيبة معي يسألني: هل طلبت إجازة لمصعب؟ قلت له: كلا، فقال لي: لقد جاءته إجازةً من قائد اللواء لمدة 6 أيام، وهنا أنا أدركت، وأمنت أن شقيقي أصبح ضمن دائرة الأمان، ولكن لم أستطع إبلاغ شقيقي الموجود في المالية بشكل مباشر أنني سوف أخرج، ولا أخي الموجود في الشرطة، ولا أخي الموجود في الأمم المتحدة، بسبب المراقبة الكبيرة جدًّا.
عندما اتصل المقدم حسين هرموش معي على الهاتف أثناء تواجدي في مناوبة الدوام، وقمت بالرد عليه، كان يوجد ضابط اختصاصه اتصالات، قلت له: الهاتف باسمي شخصيًّا وبرتبتي، وجاءني اتصال -وهو كان موجودًا معنا في [ترتيبات] الانقلاب- وجاءني اتصال من المقدم حسين هرموش من تركيا، ماذا يمكن أن يحصل؟ قال لي: معك 24 ساعةً، إما أن ينتبهوا إلى الاتصال إذا كانوا يراقبون خطك، وبالتالي يتم استدعاؤك من 24 إلى 48 ساعةً، وبعدها سوف تذهب الأمور. وبقيت من 24 إلى 48 ساعةً، وأنا أذهب إلى الدوام وأعود، وأخذت حذري أنه يمكن أن يتم طلبي لأن المقدم حسين هرموش عندما تكلم معي، قال لي: أنا المقدم حسين هرموش؛ يعني ذكر اسمه بشكل صريح، ولم يقل: أنا أبو فلان، وإنما ذكر اسمه بشكل صريح، وبالتالي المقدم كان قد تسبّب بمشكلةً كبيرةً جدًّا للنظام بانشقاقه وبتشكيل حركة الضباط الأحرار، وكان الضباط العلويون يتكلمون ليلًا ونهارًا عن هرموش وخيانة هرموش، وكيف قدموا له، وكيف أجرى دورةً في روسيا، وفي النهاية وقف مع "المسلحين"، فكان إشكالًا** **كبيرًا.والمعجزة أنه لم يكن هناك قرار بمراقبة خطي، وإلا كان أيضًا تم استدعائي في هذا الأمر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/29
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامالمؤسسات العسكرية في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/48-09/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2011 - 8/2011
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-كنصفرةمحافظة ريف دمشق-مدينة حرستامحافظة حمص-باب السباعمحافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حركة الضباط الأحرار
الجيش العربي السوري - نظام
فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227
مدرسة الاستطلاع
سرية الكوبرا في اللواء 116
الدفاع الجوي في الرقة