الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرات في حمص والصدام مع الشبيحة وقوى الأمن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;14;43;10

بعد خروج الناس من المساجد تجمعنا عند [ساحة] الساعة الجديدة بحمص وصار الذي صار والناس هتفوا "الشعب يريد إسقاط المحافظ"، "بالروح بالدم نفديك يا درعا" حادثة صغيرة هكذا جرت حلوة وظريفة جدًا، بشارع القوتلي يوجد مقهى الروضة معروف لكل أهالي حمص، وبينما نحن مارون بالمظاهرة تقريبًا حوالي 400 - 500 شخص، كان هناك ضابط يركب سيارة مرسيدس لونها أخضر قديمة، ربما عقيد رجل كبير بالسن، والظاهر أن الرجل ذاهب إلى عمله، يعني ليس له علاقة وبالصدفة مروره، فالشباب تجمعوا حول السيارة ورفعوها تأثرًا بمصر عندما صاروا يقولون في مصر "الشعب والجيش إيد وحدة" فحملوها على الأكتاف لمدة ربما لا تتجاوز 20 أو 25 ثانية، الرجل اخضرّ واصفرّ واحمرّ (اكفهر وجهه) يقول: أنا ليس لي علاقة أنا ليس لي علاقة ليس لي علاقة أنزلوني عن الأكتاف أنا ليس لي علاقة خاف كثيرًا وتعب كثيرًا ونزل وركب سيارته وراح، وقتها تجمعت الناس عند الساعة، والشبيحة اشتبكنا نحن وإياهم طبعًا بعد ساعة أو ساعة ونصف، يعني وصل الشبيحة واشتبكنا نحن، اليوم صار هناك دماء، عندما صار في الأمر دماء الشباب ما عاد في الأمر [انتظار] وراءها وراءها (سنواصل المضي) صديقه الذي بجانبه أصيب وسال الدم من رأسه، والناس كلهم بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام" كانت لأول مرة تقال بهذا الكم وبهذه القوة، يعني تقريبًا حوالي 1500 شخص يصيحون كلهم بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام"، للأمانة عندما قالوا "الشعب يريد إسقاط النظام" بعض الناس تركوا المظاهرة وراحوا هربوا، خافوا، أرجع وأقول نحن حاجز الخوف نقطة مهمة جدًا، فهناك أناس عندما قيلت هذه المقولة هربوا وتركوا ومشوا طبعًا، بالإضافة كانت المظاهرات فيها مخبرون فيها كاتبو تقارير يعني مثلها مثل أي مظاهرة بسورية، هناك حدثان مهمان حدثا بهذه المظاهرة، الذي هو الشاب الذي صعد مزق صورة حافظ الأسد التي كانت موجودة على نادي الضباط، تمزيق الصورة ليس أمرًا عاديًا، صورة بحجم كبير موجودة في وسط البلد على مبنى الضباط يأتي شاب صغير بالعمر يمزقها برجله، بالنسبة للمؤيدين هم عندهم حافظ الأسد إله يؤلهونه، شخص غير عادي يعتبرونه حتى تتمزق صورته بهذا الشكل المهين، يعني فهذا حدث غير عادي كان، والحدث الثاني الذي هو عندما احتدم التراشق بيننا وبين الشبيحة عندما صار الشباب يقولون "الشعب يريد إسقاط النظام" كانت هذه أول مرة تقال وبقوة، هنا تبلور الموقف بالنسبة للشباب الذين خرجوا بالمظاهرات وتبلور الموقف بالنسبة لأجهزة الأمن والشبيحة والناس الذين كانوا مؤيدين للنظام، أن هؤلاء الناس لا يلعبون، هؤلاء الناس خرجوا بالفعل لأجل التغيير خرجوا لأجل مظاهرة خرجوا بالفعل لأجل البلد يناصرون درعا يناصرون محافظة ثانية، ونحن (أجهزة الأمن) بالعصي التي معنا وبالهراوات التي مع حفظ النظام لم نستطع أن نردهم، لا هم الذين ردوا علينا أكثر هم هتفوا ضد النظام ومزقوا صورة القائد الخالد -مثلما يقولون- هم وأحرقوا سيارة نادي الضباط لأن نادي الضابط اليوم هو رمز لكل الضباط الموجودين بحمص، فكانت هذه المظاهرة مفصلية نوعًا ما، يعني صار الذي بعدها شيء والذي قبلها شيء، والذي كان قبلها عبارة عن حاجز خوف وحاجز صمت والناس يتكلمون بالهمس، بعد هذه المظاهرة صار الناس يتخطون يتواصلون بين بعضهم أنه يجب في الجمعة القادمة يكون التخطيط مختلفًا، هذا الأمر تغيير بالمواقف، الناس الذين خرجوا من جامع سيدي خالد يجب ألا يخرجوا من جامع سيدي خالد يجب أن يخرجوا من جامع آخر والناس الذين خرجوا من الجامع الكبير يجب ألا يخرجوا مرة ثانية من الجامع الكبير ويخرجوا من جامع آخر أو تغيّر كل المنطقة التي فيها هي بسبب تواجد الأمن وعناصر الأمن والمخبرين وما أكثرهم يعني، عندنا هنا كثيرون يعني أكثر من عندهم مخبرون هنا عندنا ويحفظون وجوه الناس، يعني حفاظًا على سلامة الناس صار تغيير الناس التي كانت بهذا الجامع، أتوا على جامع آخر، نقطة ثانية أنه يجب أن يوثق هذا الشيء أكثر، أن نكتب لافتات.

 الشعور الشخصي يكون شعورًا خليطًا، شعور بالكبرياء شعور بالنصر شعور أنك أنت إنسان تعبر عن الشيء الذي بداخلك شعور أنك تنفس عن الشيء الذي كان مكبوتًا فيك فترة طويلة أنت وأهلك وناسك وحبايبك 30 سنة أو 40 سنة، القهر الذي كان الناس يعيشونه، أنت بلحظة وحدة دمرت مملكة الأمن والفساد والظلم بثوانٍ بمجرد أنك قلت "يا درعا نحنا معاك للموت" أو "الشعب يريد إسقاط النظام" التي هي كانت الكلمة الأهم، أنت نسفت كل شيء عمله حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد بمجرد هذا الكلام هذا الذي قلته أنت، طبعًا هذا الكلام نابع من القلب، قلب معظم الشباب الذين كانوا موجودين شباب، فتخيل أنت الشاب حين يقول "الشعب يريد إسقاط النظام" هذا الشعب يحكي بنشوة الانتصار يحكي بنشوة الفرح يحكي بهدم عتبة الخوف، كلنا سمعنا بأفلام وثائقية عن شيء اسمه منطقة الخوف أو مملكة الرعب التي بناها حافظ الأسد وأذنابه، أنت بهذه الكلمة عندما نطقتها أنت هدمت هذا كله وأسست لشيء جديد أسست أننا اليوم الخوف الذي كان بداخلنا نزعناه لم نخرجه بل نزعناه، الجمعة الثالثة المظاهرة كانت في باب السباع مظاهرة رائعة ومنظمة وارتفعت فيها لافتات حلوة تعبر عن رأي الشارع، يعني فيها أعلام مرتفعة أعلام سورية وصار فيها نوع من الهتافات الراقية غير "الشعب يريد إسقاط النظام" أو هكذا شيء، صار فيها شيء يعبر عن وجع الناس "الجوع ولا الركوع" من هذا الكلام، الهتافات الحلوة التي كانت خرجت بداية الثورة يومها سقط أول شهيد بباب السباع، إطلاق النار ظل تقريبًا خمس إلى عشر دقائق من منطقة العدوية باتجاه المظاهرة، يعني طبعًا الناس هنا تفرقوا صار هناك إطلاق نار واستشهد شاب ربما بيت العمر أو اسمه نايف العمر أو هكذا شيء، شاب صغير رحمه الله وتقبله، استشهد، هنا الناس كفى يعني القناعة صارت متجذرة عند الناس أن هذا النظام إذا أردت أن تواجهه أنت بالسلمية عليك أن تكون حذرًا لأبعد الحدود، كيف يعني حذر لأبعد الحدود؛ يعني عليك أن تعمل مظاهرة سلمية أنت بشكل حضاري تظهرها للناس أنك أنت متظاهر سلمي تطالب بحقوق حرية وحقوق مساواة وعدالة بطريقة حضارية تريها للعالم كله، لكن يجب أن يكون المكان مؤمَّنًا، لماذا؛ لأنك أنت تتعامل مع مجرمين وليس مع بشر، هذا النظام ما عنده مشكلة أن يبيد المظاهرة كلها ولو كانت 50,000 يضربها ما عنده مشكلة، وشاهدنا بعد ذلك كيف ضرب، يعني الآن الذي صار بمجزرة الكيماوي بالشام والنظام ما عنده مشكلة أن يقتل أهل سورية كلهم، المهم أن يبقى في الحكم، فتبلورت الفكرة أكثر أنه يجب أن يكون مكان المظاهرة مثلًا محميًا ضمن مناطقنا نحن، بحيث لا يدخلها الأمن والشبيحة، لا يدخلون عندنا أو لا يتمكنون من إطلاق النار أو يصيبوننا، وإذا صارت مداهمة من طرف الأمن أو من طرف حفظ النظام أو شيء يكون هناك أحد متقدم أو عيون للمظاهرة أنت تتظاهر بهذا المكان، بالمكان المتقدم أنت بالمكان الذي سيأتي الأمن أو الخطر عليك يجب أن يكون لك عيون تنبهك بهذا الشيء، فتبرع الشباب أنه نحن سنكون عيونًا لهذا الأمر، يعني طبعًا العين لا يكفي أن تكون مجردة، يجب أن تكون معها شيء لتنبهك وأحيانًا كان (النظام) يقطع التغطية والموبايلات مثلما حصل بكل المحافظات السورية، فشاب أو شابان جزاهم الله الخير أمنوا (وفروا) لنا قبضات صغيرة ليتواصلوا فيها بالمعامل مسافته 200 متر 300 متر، أن يا شباب مثلًا لو الأمن وصل لدوار باب الدريب لدوار باب السباع مثلًا الأمن نزل من قلعة باب السباع، يعني فقط لأنه لا يوجد تلك الإمكانية، بسبب أن مسافته محدودة جدًا، فخطرت فكرة للشباب أنه يا أخي يجب أن يكون هناك حماية بسيطة جدًا جدًا، شابان أو ثلاثة أو أربعة مثلًا تبرعوا أن يكون معهم سلاح، سلاح خفيف طبعًا ما كان يوجد شيء اسمه سلاح بمعنى السلاح، يعني ممكن أن يكون مسدس خلّبي المهم أن يصدر صوتًا، ممكن أن يكون (مسدس 7 ملم) المهم يصدر صوتًا بحيث تعطي تنبيهًا للمظاهرة وتعطى تنبيهًا للأمن لئلا يتقدم عليك، هذا الوقت يستغرق من أربع دقائق لثماني دقائق أو عشر دقائق، التي هي ريثما يتقدم الأمن عندك أنت تكون نبهت المتظاهرين، والمتظاهرون هذا الوقت كافٍ ليفضوا المظاهرة وكل منهم يمضي بحاله أو يكون بأمان ويرجع إلى بيته يرجع إلى داره يرجع إلى مكان شغله، ويبدو بشكل طبيعي تنفض المظاهرة، يعني هذا الوقت كافٍ، النظام اضطر لهذا الأمر اضطرارًا، لماذا لأنه هو في إحدى المرات سيارة نجدة والنجدة عبارة عن شرطة مدنية، مروا وأطلقوا النار في الهواء على مظاهرة كانت بباب السباع، ولولا ألطاف رب العالمين يعني كانوا قتلوا ربما المئات ولكن ربك قدر الله وما شاء فعل أنه كان رميًا بالهواء ولم يكن على الناس بشكل مباشر، لو كان الرمي بشكل مباشر على الناس في ذلك الوقت كانت الناس ربما لا أحد يخرج حيًا من المظاهرة، ربك قدر ومرت الحادثة على خير، فمن هنا بدأت الفكرة تتبلور أكثر أن البعض تنسيقية البعض طبية أشخاص لحماية المظاهرة، حماية المظاهرة يحتاج أشخاصًا أخفاف قلبهم قوي (شجعان) على ثقة والحمد لله رب العالمين كان هناك شابان أو ثلاثة من باب السباع، شابان أو ثلاثة من باب دريب، من حواري (حارات) حمص القديمة يعني من كل حي مثلًا استطاع أن يؤمن قطعة سلاح خفيفة إلى أبعد الحدود مثلما قلت لك حتى كان في مسدس خلّبي يعني الموضوع فقط بحيث نحمي هؤلاء الناس الذين يتظاهرون، أنت تتظاهر اليوم وأحدهم سوف يطلع على الأكتاف ويهتف والناس تردد خلفه لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة، أحيانًا تظل المظاهرة لنصف ساعة وترتفع لافتات، وشاهدنا كلنا المظاهرات ببدايتها عند البحوث شيء جميل وشيء منظم شيء رائع توصل الفكرة للعالم أن هؤلاء الناس يطالبون والله بمطالب حق يعني ليست مطالب معجزة، تطالب بمطالب حق يا أخي يا أخي غيروا هذا النظام يا أخي أحضروا لنا، سورية 20 أو 22 مليون هل من المعقول ليس فيها شخص فهمان (مهيّأ للحكم) يحكم سورية هل يعقل يعني؟ مثلًا هذه كانت مطالب الناس، يا أخي الناس رددت بعد ذلك يا أخي اتركوا بشار الأسد ولكن غيروا الحاشية حوله، يا أخي أقم حوارات مع الناس أطلق المساجين، بداية الثورة بالشهر الرابع ربما اعتقلوا عشرات الآلاف بتهم ما لهم ذنب فيها، فقط لمجرد أنك أنت من حمص القديمة أو أنت من باب السباع أو أنت من درعا نازل على الشام، أنتم درعا إرهابيون أنتم مندسون يمسكونه ويعتقلون الناس، أهالي البيضا، بانياس مثلًا أنت من البيضا يعتقلوك لمجرد أنه هو من هناك من تلك المنطقة، يعني الاعتقالات تعسفية ما توقفت بسورية فالناس هنا بهذه الفترة رضيت حتى ألا يتغير بشار الأسد بالحد الأدنى يعني، ولكن للأسف كان الجواب بالرصاص لأجل ذلك استمر الموضوع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/197-03/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-باب السباعمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة