سياق مظاهرة "جمعة الكرامة" في حمص وفضها بالقوة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:01:13
بمجرد انتهاء صلاة الجمعة وتسليم الإمام تسليمة ختام الصلاة تلاقت نظراتنا، وأنا شخصياً أحببت فعلاً أن يكون من يطلق أول هتاف لإطلاق الثورة هو صديقنا الشهيد ماهر نقرور الذي استشهد لاحقاً، وهو مسيحي. فهو وقف، وصرخ: "الله أكبر حرية ". ومشينا، قمنا جميعاً -من المفترض أننا متفقون على ذلك معاً- وأثناء القيام استطعت أن أميز الرقم (العدد)، كنا تقريباً ثلاثين شخصاً، ومشينا، وخرجنا من ساحة الحرم الداخلي للمسجد باتجاه الباب الذي يطل على الحرم الخارجي للمسجد (الباحة الخارجية للمسجد)، وكنا نمشي، وكان الناس يقفون معنا، فكان الناس ينضمون إلينا، وهم في الأساس لم يأتوا من أجل المظاهرة، وقد يكونوا سمعوا بالمظاهرة، ولكن ليس لديهم تواصل مع أحد، بمعنى أنها مشاركة فردية من الناس. وبدأ العدد يزيد أثناء الخروج من الحرم الخارجي، باتجاه الساحة الخارجية للمسجد، عند النصب التذكاري لخالد بن الوليد. عندها أصبح عدد المتظاهرين أكثر من مائة شخص، وبدأ عدد الناس يزداد، وكانت قوات الأمن ترافقنا بالخروج، وتحاول منع الناس أن تخرج باتجاه الساحة الخارجية، وعندما وصلنا للساحة الخارجية كانت أعدادهم قد أصبحت كبيرة جداً، وبدؤوا يضربوننا، وأعتقد أن الفيديو موجود، فيديو توثيق المظاهرة، وكان الناس يهتفون: "الله سورية حرية وبس" فقط، وليس أي هتاف آخر.
بالمناسبة، شعار: "الله سورية حرية وبس" كان متفقاً عليه بين كل المجموعات، كنا متفقين ألا نهتف أي هتاف آخر،[أن نهتف] "حرية" و "الله سورية حرية وبس" لقد تم اختيار الهتاف؛ لأننا كان لدينا رغبة بأن يكون الهتاف جامعاً، وأن يكون هتافاً مناقضاً، بوضوح" لهتاف مؤيدي النظام، و الذي هو: "الله سورية بشار وبس" ونحن كنا نقول هتافاً يحمل خطاباً واضحاً مناقضاً لخطاب النظام الذي يختصر سورية بشخص بشار الأسد، بينما نحن كنا نعيد الاعتبار لسورية، ونعيد الاعتبار لشعب سورية، بأن هذه هي سورية فقط، و ولا تكنى باسم أحد. فكان الشعار الوحيد الذي تم هتافه في مظاهرة حمص بتاريخ 18 آذار/ مارس 2011 هو: "الله سورية حرية وبس". وبالمناسبة، هذا الهتاف كان أيضاً الهتاف الأساسي لكل المظاهرات التي انطلقت في 18 آذار/ مارس 2011 في مظاهرة درعا، وفي مظاهرة بانياس، وفي مظاهرتي دمشق. وفي مظاهرة يقال إنها -وأنا لست متأكداً من ذلك- خرجت في دير الزور، في نفس الوقت، وأنا لست متأكداً لأنه لم يكن هناك توثيق لها، والناشطون في دير الزور الذين كنا على تواصل معهم، وكنت على تواصل مع مجموعة من دير الزور، وكان يفترض أن تخرج بالفعل يوم 18 آذار/ مارس، ولم تتمكن المجموعة. ويقال: إنه يوجد مظاهرة أخرى، أنا شخصياً لم أستطع أن أتوثق من وجود مظاهرة في 18 آذار/ مارس، في دير الزور.
بالعودة لهذه المظاهرة، جرى اعتقال عدة أشخاص في الخارج، وأتذكر أنني شاهدت اعتقال سبيع شوفان الذي هو أحد الشخصيات المقربة من حزب الشعب الديمقراطي في مدينة حمص، وتم اعتقاله واعتقال شخصين آخرين لا أعرفهم؛ لأن المظاهرة إلى أن وصلنا إلى الساحة الخارجية لجامع خالد بن الوليد أصبحت أكبر من عددنا نحن الناشطون الذين نعرف بعضنا، والناس انضمت لها، وأصبحت كبيرة. وبعد قليل، فقدنا التواصل مع بعضنا كناشطين لأننا كنا نعرف بعضنا، وجرى فض المظاهرة، والناس تفرقت. وأذكر أن من كان يصور المظاهرة هو أبو جعفر المغربل، وصور المظاهرة، وكان يقف في مكان واضح، بمعنى أنه مرتفع أكثر من الناس بقليل، وكان يحاول تصوير الجموع، وعدنا إلى منازلنا مساء لقراءة الذي حصل، وكيف يمكن الاستفادة من هذه المظاهرة بالتحديد، والتي كانت أخبارها قد انتشرت مثل النار في الهشيم.
وهذا اليوم لم ينته عند ذلك، ورجعنا لأحيائنا، وكل شخص إلى منطقته، بعد مظاهرة 18 آذار/ مارس، بعد صلاة الجمعة. وبدأت تتوارد الأخبار وتتفاعل [حول] مظاهرات درعا، وقبل المغرب بوقت قصير تقريباً، كنت أتواصل مع أحد الناشطين: عامر أبازيد، وعامر شفيع. وهم شخصان ناشطان في درعا، وأبلغاني هاتفياً بأن شهيداً قد سقط، وبعد وقت قصير جداً، تم إبلاغي بسقوط الشهيد الثاني. وكنت أقوم بمداخلة على قناة "BBC"، أتحدث عن المظاهرات التي حصلت في ذلك اليوم، وعندها أبلغت بأن الشهيد الثاني سقط؛ فأعلنت فوراً على قناة "BBC" في وقتها بأن هناك شهيداً، وأن شهيداً آخر سقط الآن، وأعلنت أسماءهم فوراً. وكانت -في الحقيقة- صدمة كبيرة بالنسبة لنا؛ حيث سقط شهيدان في 18 آذار/ مارس، وهما الشهيدان: حسام عياش، وأكرم جوابرة. كانت صدمة كبيرة في الحقيقة؛ أن يكون هناك شهيد ودم، كان الموضوع مؤلماً. وبعد أن أعطيت هذا التصريح لقناة "BBC"، كنت أتكلم باسمي (عمر إدلبي)، وكان الناس يظنون بأن هذا الاسم مستعار، وهو اسمي الحقيقي، يظنون أن (الإدلبي) اسم مستعار، وكنت أتكلم من حمص باسمي. نزلت الى الشارع ووجدت أنه عند كل زاوية هناك ناصية يقف فيها مجموعة من الشباب، في منطقة البياضة بحمص، وأغلب الشباب يعرفونني تقريباً، على اعتبار أنني شاعر وصحفي، وإلى حد ما الناس يعرفونني، وأصبح الناس يأتون إليّ، ويقولون لي: يا أستاذ، أنت كنت تقول: كذا. هل صحيح أن هناك شهيد في درعا؟ ويسألونني لأنني كنت أتكلم بهذا الأمر على التلفزيون: هل صحيح هناك شهيد؟ وقلت لهم: نعم، يوجد شهيدان، ويوجد تكسير، وتحطيم، وضرب للناس. فبدأ الناس يتهيجون، ويفقدون صبرهم، وعدت للبيت قليلاً (خمس دقائق)، وسمعت هتافاً في الشارع، وخرجت مظاهرة في البياضة، في يوم 18 آذار/ مارس، عند أذان المغرب تماماً، في حي البياضة. كانت المظاهرة نصرة لدرعا، وهذا أصبح شيئاً آخر، فالناس عندها بدؤوا يتضامنون مع الشهداء الذين سقطوا على الأرض في يوم 18 آذار/ مارس 2011.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/29
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حمصجمعة الكرامةكود الشهادة
SMI/OH/4-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
آذار 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-جامع خالد بن الوليدشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب الشعب الديمقراطي السوري
قناة ال BBC