الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التواصل مع المعارضة الرسمية ومواجهة الطائفية في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:32:01

في الحقيقة، حتى يوم 25 آذار/ مارس كانت صلاتنا، بما يتعلق بالحراك الثوري، مع المعارضة ليست جيدة. وهم كانوا مترددين، فقادة المعارضة في العموم كانوا مترددين في المشاركة بالمظاهرات، فموقفهم ليس ضد المظاهرات، ولكن كان لديهم تخوف من المظاهرات، على اعتبار أنها تفتح المجال للنظام بأن يقوم بتصفية كل المعارضة في الشارع، وإلى حد ما هذه المخاوف كانت في محلها. ولكن الحقيقة هي أن نمط الحراك الثوري الاحتجاجي الشعبي في الشارع يختلف تماماً من حيث العقلية والترتيب والآليات عن النمط الذي اعتادوه كمعارضة تقليدية بالعمل السياسي المعارض. فهم لم يكونوا يستوعبون أن النزول إلى الشارع عمل لابد منه، وهذا وقته، ويوجد رياح ديمقراطية تجري في المنطقة؛ فيجب -على الأقل- الاستفادة منها؛ لتحقيق شيء ما للشعب السوري.

بعد 25 آذار/ مارس، وبعد هذه الكثافة الشعبية التي كانت في حمص، وفي كل المحافظات السورية، وأنا لا أتكلم عن حمص فقط؛ لأن صلاتنا كانت بهم على نطاق سورية كلها، وبدوا هم أكثر استعداداً لنقاش المواضيع معنا بالتنظيم والانخراط في العمل. وبدؤوا يقولون لنا: ماذا تنوون؟ وطبعاً، هذا الاتصال في وقتها مع محمد محفوظ، وهو كان مسؤول إعلان دمشق في مدينة حمص، والأستاذ عبد الحفيظ الحافظ الذي هو الأمين العام لحزب العمال الثوري، وكان أحد قيادات تجمع إعلان دمشق، وهذا على مستوى حمص. وطبعاً، على مستوى الخارج، كان التواصل مع الأستاذ عبد العزيز الخير مباشرة -فك الله أسره- وجرى النقاش مباشرة حول: ماذا يمكن أن يقدم لهذا العمل الثوري في الشارع؟ والذي جعلهم يتواصلون معي ليس لأنني كنت في الشارع فقط، فأنا كنت أخرج (أظهر) على وسائل الإعلام، وأتكلم باسمي عن كل التفاصيل التي كانت تحدث في الشارع من قمع قوات الأمن للناس.

لم يكن هناك تواصل مع ابن العم الأستاذ رياض أبداً، وحتى الآن [لم نتواصل أبداً]، وكنت أنسق مع رزان (زيتونة) سابقاً قبل هذا الأمر، وكان يوجد تنسيق بيني وبين رزان طوال الوقت، وكذلك مع سهير (الأتاسي)، ومع مازن درويش، وكان يوجد تنسيق مع قيادات.. أوس مبارك، والشباب الذين كانوا موجودين في دمشق، فكان هذا التواصل موجوداً طوال الوقت عبر غرف الدردشة. وأما كقيادات معارضة، مثلاً: تحدثت مع فاتح جاموس، وكان موقفه متردداً في البداية، ثم تحول إلى موقف مضاد للحراك الثوري، ومع بسام سفر الذي هو عضو مكتب سياسي في حزب العمل الشيوعي، ومع فراس يونس عضو المكتب السياسي في حزب العمل الشيوعي، ومع الأستاذ غياث عيون السود، ومع حزب الشعب، ومع الأستاذ رجاء الناصر في الاتحاد الاشتراكي. وهذا الأسبوع منذ 25 آذار/ مارس فما بعد، كان تواصلنا مكثفاً معهم بشكل دائم، وكانوا في الحقيقة سباقين في الحديث حول ما نحن بحاجة إلى أن نقوم به، وماذا يجب علينا أن نفعل؛ حيث بدأت المعارضة تفكر بشكل جدي بمخاطر تحرك الشارع؛ فتحرك الشارع، على الرغم من إيجابياته، ولكن يوجد مخاطر تنتج عن تحرك الشارع بشكل غير منضبط، ويجب أن نكون موجودين حتى نساعد الشارع على أن يكون منضبطاً بهتافات وطنية غير طائفية، وبنفس الوقت غير مستفزة لقوات الأمن؛ لأنها ستوغل بالقتل أكثر.

[كان معنا أشخاص من الطائفة العلوية] علي ملحم هو شاب علوي معروف، وسهف عبد الرحمن، ويوجد الكثير من العلويين. في الحقيقة، كان عددهم كبيراً جداً، فعلى عكس ما يتوقعه الناس، كان عدد الناشطين العلويين معنا كبيراً جداً، ولا أريد أن أبالغ كثيراً، ولكن -في الحقيقة- كان عددهم شبه مساو لعددنا. في بدايات الحراك الثوري، لم يكن هناك أي تردد ضمن الناشطين السياسيين الذين لهم نشاط سابق بمعارضة النظام، لم يكن لديهم تردد بالمطلق، كانوا ينزلون إلى الشارع من كل الطوائف، وجميعهم كان لهم حضور فعال وجدي.

في بداية المظاهرات، سرت شائعات -تحديداً في حمص- على اعتبار أنها خط صدع طائفي، تحمل خليطاً هائلاً من الطوائف، وجرى تعزيز الحضور الطائفي العلوي من قبل النظام في السنوات الأخيرة بشكل مستفز للطائفة السنية في مدينة حمص. ونحن كسياسيين وناشطين كنا خائفين جداً من هذه الناحية، وكنا حريصين على أن نعمل شيئاً استباقياً لعدم ظهور شقاق طائفي أصلاً، ونحن لاحظنا، ولا سيما في مظاهرات 25 آذار/ مارس 2011، أن نزول المؤيدين من الأحياء التي هي ذات غالبية علوية إلى ساحة المظاهرات التي كانت في ساحة الساعة الجديدة في مدينة حمص بهتافات لها بعد طائفي تقريباً ومظاهر شبه طائفية مستفزة للناس كان يجب أن نلاقيها (نواجهها) بعمل وطني مشترك، ونحاول أن نساعد فيه. وبناء عليه، كان يوجد لجنة ليست رسمية، ولكن لجنة ذات طابع متنوع من المعارضين السياسيين، ومنهم: الأستاذ محمد محفوظ، والأستاذ محمود عيسى، والأستاذ منصور أتاسي كان موجوداً فيها على ما أعتقد، ونجاتي طيارة، وياسر الملحم، وأنا شاركت بها اسمياً (شكلياً)، ولكن بعدها لم أستطع[المشاركة]؛ لأنني أصبحت ملاحقاً، فهم يستطيعون التحرك بشكل واسع؛ لمواجهة شائعات انطلقت في تلك لفترة بشكل كبير جداً، [مثلا] عن وجود سيارة "بنمرة" (لوحة) سعودية، أطلقت الرصاص على الناس في حي الزهراء، فقتلت الناس. وسيارة أخرى هتفت هنا لتنظيم القاعدة، وفلان يحمل صورة ابن لادن، ومشى بها، وفلان قتل فلان. كلها كانت إشاعات غير صحيحة، وتسببت بتوتر الأجواء الطائفية في بداية الثورة في حمص. فكانت هذه المجموعة على هيئة عمل وطني مشترك، كنا من المفترض أن نتحرك باتجاه الشخصيات الكبيرة اجتماعياً وثقافياً في كل الأحياء لطمأنة الناس بأننا معهم، ويمكننا بهذه الجهود المشتركة مواجهة أي حالة طائفية أو شاذة خارقة للنسيج الوطني أو مهاجمة للنسيج الوطني المشترك بهذه الطريقة. وفعلاً، نجحت اللجنة إلى حد ما لأنه بعد تشكيلها بأيام.......[لم أستطع المشاركة بشكل فعلي].

أعتقد أنها تشكلت في 27 آذار/ مارس للرد على هذه الادعاءات؛ لأن هذه الادعاءات بدأت تكثر جداً. ولاحقاً، حدثت أحداث طائفية فعلاً، يبدو أن النظام كان يهيئ لها بإشاعات، وفيما بعد انتقل للفعل عندما لم يستجب لها الناس؛ لأن الناس لم يتحركوا شعبياً ضد بعضهم. فالنظام حرك بعمليات أمنية محددة من اغتيالات وما شابه. فهذه اللجنة -أعتقد- في بداية الحراك الثوري أنجزت إنجازاً جيداً، وامتصت غضب الناس ضد بعضهم وهواجس الناس ضد بعضهم. والناس مشكورون، فهناك قيادات في المعارضة كان لها دور فعال على هذا الصعيد، وذكرت بعض أسمائهم، إضافة لأشخاص آخرين ربما كانوا موجودين، لا أذكر من كان موجوداً أيضاً ضمن هؤلاء الناس.

هذه اللجنة التي تكلمت عنها هي لجنة مشكلة من طوائف، كل شخص من طائفة إلى حد ما. ولاحقاً، في 26 من الشهر  [آذار/ مارس]، كان يوجد حملة اعتقال واسعة جداً في حمص، وإذا رأيت المدينة [ستشعر أنها] أصبحت خاوية على عروشها، ولم يعد الناس يخرجون من بيوتهم، أو أنهم اختبأوا، وتشعر أن المدينة بدأت تشعر بمخاطر الحراك ومضاعفاته الأمنية.

من ضمن الأشياء التي أتذكرها، أنني خرجت من المعتقل يوم 25 آذار/ مارس، وأريد أن أعرف ما يحدث، ومن بإمكانه أن يساهم معنا في النشاط، و [معرفة] مكان النشاط وكذا... إحدى الناشطات، وقبل أن نلتحق بالمظاهرات أعطتني اسم شاب وقالت لي: إن هذا الشاب زميلنا في الجامعة، أو تعرفه من خلال دورات تعليمية أو شيء له علاقة بدراستهم، وقالت لي: إن هذا الشاب ناشط جداً، ويتحرك في أحياء حمص الجنوبية التي هي أحياء حمص القديمة الجنوبية، مثل: باب السباع، والورشة. وقالت: تواصل معه عبر برنامج "النمبوز". وبعثت له، وتعرفت عليه. كان اسمه خالد أبو سعود، الشاب ذو "كاريزما": كان جميلاً وذو شخصية جذابة، وعندما قلت له: إنكم مجموعة شباب. فقال لي: نحن لسنا مجموعة شباب، وإنما عشيرة، فنحن عدد كبير من الناشطين، ونحن جاهزون، أين المظاهرة حتى ننزل؟ ونحن كنا سنخرج في الحارة، فقلت له: لا، النية في قلب المدينة. وفعلاً، نزل هو ومجموعة من الشباب تتجاوز العشرات، وعددهم كبير، وكان حضورهم فعال جداً، وكان ذو "كاريزما" وجميلاً، ويبدو أنه يمتلك حس القيادة، واستشهد الشاب لاحقاً في يوم اعتصام الجلاء، يوم 17 نيسان/ أبريل 2011 الذي تلاه فيما بعد اعتصام "ساعة حمص" الذي حدثت فيه المجزرة الشهيرة، وهذا الشاب أحد الأشخاص الذين فقدناهم مبكراً؛ لأنه كان ناشطاً جداً. بالإضافة إلى شخصية أخرى أيضاً، تواصلت معها في وقتها، عبر أحد الأشخاص اسمه ضياء النجار، كان يقوم بالتجهيز لمظاهرات في حي القصور، وفي وقتها طلبت منه: أن نقوم بمظاهرة في القصور بدلاً من التجمع كلنا في الساحة؛ لأن الساحة كانت في وقتها مفتوحة، أو غير مختبرة [من قبل المتظاهرين]، أننا من الممكن أن نخسر. وفعلاً، نزل هو ومجموعة كبيرة -استشهد ضياء فيما بعد أيضاً، أعتقد في 22 نيسان/ أبريل، في حي القصور- من حي القصور إلى المظاهرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/29

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/4-14/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة