الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال في فرع المخابرات الجوية يوم 21 آذار 2011

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:49:15

بعد انتهاء مظاهرات 18 آذار/ مارس، كان لدينا جرد حساب وقراءة للمشهد والتغيرات التي حدثت، والإجراءات التي يجب علينا أن نتابع بها الحراك. كانت فرحتنا كبيرة بانتشار الحراك بهذه الطريقة، وبالمشاركة الشعبية فيه من خارج إطار الأشخاص الذين كنا ننسق معهم، ونرتب معهم للمظاهرات، والمشاركة الشعبية كانت مفرحة، والتلقي الإعلامي للحراك من قبل الإعلام الدولي والعربي كان جيداً، وبدا الناس أكثر استعداداً للمشاركة، ولقبول التحدي في مواجهة النظام، ولا سيما بعد خبر سقوط الشهيدين في درعا. كان الناس لديهم نقمة في الحقيقة، وشعور بالانزعاج الشديد، وغضب على قتل قوات النظام للشابين في درعا (الشهيدين)؛ فبدأنا التحرك فوراً باتجاه شرائح عادة لا يكون النقاش معها في قضايا الشأن العام، ودعنا نسميها الصفوف الثانية من المثقفين والنخب في سورية، مثل: أساتذة المدارس، والمدرسين، والأطباء، والمهندسين. بمعنى الشرائح التي لديها استعداد للاستيعاب والتعاطي مع وعي المطالب الديمقراطية المستحقة في سورية، في مواجهة النظام، وبنفس الوقت، هي متعلمة وجاهزة لتنظم حراكاً، أو تشارك في توعية الناس الآخرين إلى أهمية هذا الحراك.

كان الناس أكثر قبولاً واستعداداً للسماع لمناقشة مطالب هذا الحراك وتبنيه، ومع وصولنا ليوم 20 آذار/ مارس وصلتني كاميرات سرية، تلك التي كنا قد طلبناها من الدكتور أيهم حداد (صديقنا المقيم في أميركا)، وبعثهم إلى بيروت، ومن بيروت عبر صديقنا الشاعر والناشط عمر سليمان وأحد معارفه، تمكنا من تهريبها، وكان صديقنا تاجر أحذية، وهربهم (أدخلهم بشكل غير شرعي) من لبنان إلى سورية، ووصلتني مجموعة إضافية أيضاً من الكاميرات بنفس اليوم من لبنان، عن طريق أخي محمد علي إدلبي الذي كان مقيماً في لبنان، واشترى لنا كاميرات سرية. واتفقنا أنا وأبو جعفر (بدوي المغربل) وعمر سليمان وعبد الكريم الصبح أن نوزع جهودنا لتوزيع الكاميرات على المناطق السورية، وكان من المفترض أن أوزعهم في اتجاه السلمية ومصياف والقصير، وأعتقد أن عمر نزل (سافر) إلى دمشق، وأبو جعفر ذهب إلى حلب وحماة، وكان لدي مشوار آخر، فقد كنت أنوي الذهاب إلى دير الزور إلا أنه اعتقلت.

ذهبت إلى السلمية، إلى منزل الناشط (صديقنا ياسين)، واجتمعنا بعدد من نشطاء السلمية، وسلمناهم مجموعة من الكاميرات. وبنفس اليوم، أنا غادرت من السلمية إلى مصياف، وفي مصياف أيضاً، كان لدينا مجموعة من الناشطين الشباب بقيادة أحد الشباب، وهو عضو في حزب العمل الشيوعي في وقتها. وأوصلت الكاميرات إلى مصياف، وهو تولى نقل كاميرتين منها إلى اللاذقية وإلى بانياس. وكان من المفترض أن أرجع في اليوم الثاني مباشرة إلى القصير، وذهب عمر سليمان باتجاه دمشق، وأخذ الكاميرات، وذهب أبو جعفر (بدوي المغربل) باتجاه الشمال، وكان يفترض أن أذهب إلى القصير في اليوم الثاني، في 21 آذار/ مارس، ولكن صباح 21 آذار/ مارس كان يوم عيد الأم وعيد الشعر العالمي، وعلى اعتبار أنني شاعر؛ كرمني فرع المخابرات الجوية بأن اعتقلني! واحتفلت بيوم الشعر وعيد الأم في فرع المخابرات الجوية، وبقيت في الفرع حتى يوم 25 آذار/ مارس.

وهم اعتقلوني ومن المفترض أن لديهم معلومات بأنني أساهم بالحراك على الأرض، ولا سيما في مظاهرات 15 و18 آذار/ مارس. وحاولوا أن يأخذوا مني اعترافاً بأنني كنت في هذه المظاهرات، وأنني كنت أنظمها. وقلت لهم في وقتها: إنني مثل الآخرين، لست منظماً، ولم أكن مشاركاً، فقد كان هناك مظاهرة خرجت من الجامع بينما كنت أصلي بالصدفة، وشاركت فيها، ولكن لست المنظم. وفي ذلك الوقت، كانت التحقيقات حول الهتافات التي أطلقت، وتناقشت فيها مع رئيس الفرع، العميد جودت أحمد، وهو مجرم، وواضح أن الرجل أحد أشرس المجرمين في نظام بشار الأسد، وهو الآن أعتقد مساعد مدير المخابرات الجوية في سورية. وانتقل من حمص، وقال بشكل واضح: ما هذه الشعارات التي تهتفون بها؟ فقلت له: أين المشكلة فيها؟ فشعار: "الله سورية حرية وبس" أين المشكلة فيه؟ بمعنى هل أنت ضد سورية، أم ضد الحرية، أم ضد الله؟ فكان من الواضح أنه يقول لي: أنتم تلعبون على الألفاظ، وهذا ضد النظام وضد الدولة، وهو لا يستخدم كلمة نظام، وإنما كلمة دولة.

لم أتعرض إلى أي تعذيب أبداً في السنوات الأخيرة، في فترة ما قبل الثورة أبداً، لم يكن هناك تعذيب، واعتقلت عدة مرات، لم يكن هناك تعذيب، وفي يوم 25 آذار/ مارس يبدو أنه كان هناك توجيه في وقتها من القيادة؛ فأطلقوا سراح الكثيرين ممن كانوا موجودين على ذمة الاعتقالات في بداية الثورة، بمعنى أن كل شخص اعتقل في البداية أُطلق سراحه، ومن دون أي تحويل إلى محكمة إرهاب، ولا أي إجراء قانوني.

[أعلنت وسائل الإعلام في وقتها اعتقالي] وفي وقتها طلبني جودت أحمد، وهو العميد (رئيس الفرع)، وقال لي: إنك على تواصل مع قنوات في الخارج، وكيف عرفوا أنك اعتقلت؟ وفي وقتها، أعلنت" أورينت" و"الجزيرة" خبر اعتقالي وقلت له ببساطة: أنت تعتقلني من منزلي، وأمام الناس، فالإعلام سيعرف ذلك ببساطة، وهل يجب أن أكون بلا حماية؟ وهل يجب عدم إبلاغ وسائل منظمات المجتمع المدني؟ وهل يجب ألا أبلغ منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان؟ لماذا ممنوع ذلك؟ وكنا نناقشهم بجدية، على اعتبار أننا معارضون أصلاً، وهم يعرفون أننا معارضون، وكان يوجد معتقلون كثيرون في نفس الوقت، وموجودون في فرع المخابرات الجوية، البعض أعرفهم، والبعض لا أعرفهم، وأطلق سراحهم بنفس الوقت. أطلق سراحنا في 25 آذار/ مارس الذي كان يوم جمعة، ويفترض أننا جاهزون للمظاهرات، وخرجت نتيجة عدم التواصل مع الشباب لعدة أيام، فلا أعرف أين مكان المظاهرة، وأين المكان الذي اتفق الشباب عليه من أجل المظاهرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/29

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/4-12/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة طرطوس-منطقة بانياسمحافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةحلب-حلبمحافظة حماة-محافظة حماةمحافظة دمشق-محافظة دمشقمحافظة حمص-منطقة القصيرمحافظة حماة-منطقة السلمية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب العمل الشيوعي في سوريا

حزب العمل الشيوعي في سوريا

فرع المخابرات الجوية في حمص / المنطقة الوسطى

فرع المخابرات الجوية في حمص / المنطقة الوسطى

الشهادات المرتبطة