الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ممارسات نظام الأسد وفساده

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:44:06

من زمن أتذكر أنه في مستشفى الأسد الجامعي حين كنت أداوم هناك أثناء الماجستير، أنزلنا الدكتور محمود زغيبة، وكنت سنةً أولى في الماجستير، وهي وظيفتي ;"شوفير (سائق) إضبارة"، ويأخذ

المريض من مكان لمكان، ولا يحق أن يمارس شيئًا، وأنا كنت أدرس وأهتم بنفسي، وقال لي الدكتور

محمود زغيبة، قال: أنت حريري غدًا تذهب إلى غرفة التنظير القصبي، والشباب الذين معي تفاجؤوا،

في السنة الثالثة والرابعة وأنا صرت أحلم أنَّني غدًا سأذهب إلى غرفة التنظير، لماذا أنا؟ وأنا فهمت

فيما بعد، فهو رأى أنَّني طبيب مهتم، وأحب أن يحفز هذا الاهتمام، ولدوافع أخرى عرفتها ثاني يوم،

واليوم الثاني قال لي: تعال أمسك المنظار، وادخل، والله يرحم الذي أنت على اسمه.

وهو ذكرني بشيء أنا كنت أعرفه وهو أن اسمي على اسم نصر الدين الحريري، ابن محمد خير بيك

الحريري، وهو من زعماء حوران، ولقبه الشائع أبو الخير، واسمه الحقيقي أبو النصر، لأن ابنه الكبير

اسمه نصر الدين، و[هو] دكتور توفي في حادث على طريق درعا - دمشق، وأنا تسميت باسمه من

محبة الناس له، وسمي أبو الخير وهو من زعماء المقاومة ضد الاستعمار، ومن زعماء الإصلاح،

والسعي دائما للخير والإصلاح دائما وأي مشكلة في المحافظة كان له دور كزعيم فيها (إنهائها)، ولذلك

اسمه: أبو الخير، بينما اسمه الحقيقي: أبو النصر.

وكان هو عضو في (البرلمان) مجلس الشعب، وفي فترة الاحتلال، حُكم بالإعدام، وهرب إلى الأردن

مع عائلته، وبعد ذلك عاد بعد ما صلحت الأمور، ومن هذا الجو في المحافظة، وأبي منذ نحن [كنا]

صغارًا مرضعنا كره هذا النظام، وكره مبرر للأسباب التي تكلمت عنها، وكنا دائمًا حقيقةً وهذه ليست

مبالغة، كنا نخجل حين أحد منا يستلم منصبًا عند النظام، وكنا نكتفي بما لدينا في شؤون حياتنا.

مثلا أنا طبيب أمارس عملي في المستشفى، ولكن أبي يعتبر أي شخص يشارك هذا النظام في مناصب

فهو شريك مع هذا النظام، بإجرامه وقمعه للسوريين وبتخليه عن القضايا الحساسة في حياة السوريين،

ومنها قضايا الجولان السوري المحتل.

نحن في هذا الإطار عانينا، يعني الملاحقات الأمنية لم تتوقف وأخي الدكتور: ياسين الكبير حين سجل

على الاختصاص أتاه الرفض، مع أنَّ الكل الذي طلع له في المفاضلة يحق له حسب معدلاته، وحين

ركضنا وراء الموضوع، رأينا أنَّ الرفض أمني، لأنَّ لدينا قريبًا اعتُقل سياسيًا 8 سنوات، أعتقد من

1981 إلى 1989 وهو مدرس لغة عربية، واعتقل بتهمة الإخوان المسلمين، وهذا ليس صحيحًا، وكل

القرية تعلم ولكن النظام أي أحد يريد أن ينتقم منه يقول له ذلك، ومن سيراجع النظام أصلًا!

وكذا مرة ألقيت محاضرةً عن التدخين في إحدى المدارس بدعوى من المركز الثقافي، ولم أخلص من

المراجعات الأمنية، وكانوا يتهموننا أنتم ضد الدولة، وضد البعث (حزب البعث)، ولا تحضروا

اجتماعات حزبيةً.

وأذكر أنه في أحد المراجعات في السويداء -وهذه من باب الدعابة- كان يقول لي: أنت ضد الدولة،

كيف تقول في المكان الفلاني: الله يلعن أبو الشوارع، [وقلت]: الشوارع محفرة، ماذا أقول: الله يسعد أبا

الشوارع، وهو اعتبر أنك انتقدت الشارع، معنى ذلك أنت تنتقد رئيس البلدية والمحافظ والدولة ورأس

الدولة، وممنوع أن تتكلم في تلك الدولة.

وفي وقت الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان في 2006 ونزوح اللبنانيين قسم كبير من الناس افتتن

بما جرى، وصارت صور حسن نصر الله نراها على الشوارع والسرافيس (الحافلات صغيرة)

والبيوت، ونحن كنا من الناس الذين حذروا من تلك الفتنة، وكنا نشرح حقيقة حزب الله، وارتباطه

بإيران، والتمثيلية التي يعملونها في المنطقة كلها بحجة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا لم يثنينا عن

واجبنا من استقبال اللبنانيين النازحين في بيوتنا، وهذا أمر إنساني مختلف عن التمثيلية التي عملها

حزب الله في أكثر من مرة وحاول أن يخدع بها الشعوب من أجل دعمه، وهذا عمل لنا مشكلةً، حتى

أننا استُدعينا أكثر من مرة أنكم تتكلمون على الشيخ حسن، ونحن علاقتنا معه جيدة، وعملنا مساءلةً

أمنيةً كبيرةً، وأخي د. عبد الله في 2006 راجع [الفروع الأمنية]، وجعلوه 15 يومًا يوميًّا مراجعات؛

لأنَّه مزّق صورةً لحسن نصر الله، وأحد أصدقائه في الجامعة بلّغ عنه، وأصبح يستدعى كلما صارت

حادثة وتم استدعاؤه أكثر من مرة في الأمن.

ومرةً عملت محاضرةً عن الإيدز في العيادة للشباب، وقالت الممرضة: هناك اثنان يريدان أن يكونا في

الآخر، حتى تنتهي، واعتقدت [أنهما] مريضان يريدان أن أهتم بهما زيادة، وتفاجأت بشخص اسمه أبو

جعفر أو أبو حيدر، وأنا لا أعرفه ومعهم دفتر، وقال: دكتور ما قصة محاضرة الإيدز؟ وقلت: المركز

الثقافي هو الذي أعطاني دعوى، وأنا من يعرف طبيعتي لا أحب البروتوكول كثيرًا، بدأت [أتحدث] في

الميكرفون لـ 10 دقائق، وبعد ذلك تركت المكرفون وبدأت التجول بين الشباب في الساحة وشرحت

المعلومة بطريقة مبسطة وودية وشبابية، وهذا جعل ارتياحًا عند الشباب، وصاروا يسألونني أكثر

ويمزحون معي أكثر، وبعد قليل صارت هيصة شبابية، وأبدوا حبهم للمحاضرة والمحاضر، وهذا

ممنوع في حزب البعث، ونحن نفَسنا وإلهنا ومياهنا وجنوبنا وشمالنا وأكلنا وشربنا ودواءنا هو حافظ

الأسد وبشار الأسد، وممنوع ذكر محمد، وكيف دكتور يصير قطب ويتجمع حوله كم طالب (عدد من

الطلاب)، فهذا ممنوع وهذا أزعجهم، وكيف تقوم بمحاضرة ولا تخبرنا! وقلت: أنا ما عملت المحاضرة

في الأردن أو في لبنان أنا عملت المحاضرة في سورية، والذي دعاني المركز الثقافي، وقال: يا دكتور،

يجب أن تخبرنا، وهذه دراسة، وأنت حر ونحن نستطيع أن نكتب ما تريد لأن هذه المحاضرة خرجت

إلى الجهات العليا وعملت لك مشكلة، وإن شاء الله نساعدك في الذي نكتبه، وقال: نريد دعمك فيما

نكتب، قلت له لماذا أنا ما فعلت شيئا فقال لي: أنت دخل إليك 21 مريض، فإذا أخذت من كل واحد ألف

فأنت جنيت 21 ألفا وكل هذا من خيرات البلد ولولا الدولة وسيادة الرئيس أنت ما درست طب ولا

صرت طبيبا وإذا أعطيت قليلًا ليس هناك مشكلة، وهو يريد مصاري (نقودًا) ولم أعطه مصاري،

وقلت: أنا لا أعمل شيئًا خطًأ، واكتبوا الذي تريدونه.

وطبعا هذه القضية معروفة هم كانوا مسلطين ضباط من طائفتهم يعني هؤلاء العناصر من طائفة هؤلاء

الأمنيين، وهم كانوا دوماً مصدر ابتزاز للناس في عيشتهم ولقمة خبزهم، ويأتي على الموتور (الدراجة

النارية) وفي حجة أن يحسِّن دراستك الأمنية يجب أن تدفع، وليس مرة واحدة بل تتحول إلى بقرة حلابة

لترضى عنك الفروع الأمنية؛ لأنه لو لم ترضى عنك فلن يكون لك أمل في الوظيفة إلا أن تعيش حياة

منغصة، وكثير من الناس للأسف الشديد خضعوا لذلك، وهذا الأمر أصبح أمرًا واقعًا، مطبقًا على حياة

السوريين، وبعد ذلك لم يعودوا يأتون، وصاروا يطلبون منك أنت أن تأتي، وصار هو الذي يدعوك

ويجعلك تنتظر من الساعة الثامنة، حتى قبل الدوام بنصف ساعة، ويخرج شخص يقول: لم نلحق اليوم،

وتعود غدًا، ويعود بعد ذلك، ويطلب مصاري (مالًا) أو زيت زيتون.

وللدعابة، كنا مجموعةً من الشباب نجلس مع بعض كل يوم خميس، ونتعشى وبعد العشاء نتكلم شيئًا

مفيدًا، ولا نتكلم سياسةً، فهي محرمة على الجميع، وكل أسبوع أحد يطرح قضيةً ما للحل، ومثلًا هذا

جاري بحاجة لعملية قلب، وليس معه أموال، والعملية مستعجلة، ولا يمكن [الانتظار]، ونريد همتكم

ونحن أطباء ومهندسون فندفع ونجمع مبلغًا.

وواحد ثان: هناك حفرة في المكان الفلاني، أو واحدة أرملة، أو جامع بحاجة لمازوت أو هكذا.. وأتوا

مرةً من المرات قالوا: الرشوة كانت أمرًا فظيعًا، ومعقول ذلك الشخص على الطالع والنازل إذا شم

الهواء [عليه أن] يدفع! ونحن المثقفين نتحمل المسؤولية، لو نحن انتقلنا في فكرة ألا ندفع رشوةً، كل

الناس لن تقوم بذلك، واتفقنا ألا ندفع منذ الآن أبدا أبدا مهما حدث، وكان صديقنا مهندسًا، والآن صار

في أوروبا، وحظه أن يكون كبش الفداء، ويمر على دوار الحمامة في درعا، ويؤشر له الشرطي، وهو

معتاد أن يعطيه، وقف الشرطي، و[سأله]: كيف أمورك؟ وينتظر أن يعطيه مصاري، ولم يعطه، وكان

[المبلغ] معروفًا 25 ليرةً، وبعد ذلك خبط على السيارة، قال له: السيارة مخالفة، وقال: ما المخالفة؟ كل

شيء جيد! وقال: لا، هي مخالِفة. فقال له: إنها ليست مخالفة إذا كنت تريد أن تخالفني خالفني، أنا لست

مخالفًا، فيضع الشرطي أمرًا تبليًا، ويضع 500 ليرة مخالفةً، وقال المهندس: ماشي (حسنًا)، والمهندس

ترك عمله، ولف في السيارة إلى قائد الشرطة، وبدأ المهندس يغلي، وما هذه البلد! ودخل إلى قائد

الشرطة، ودوار الحمامة أوقفني وأنا شخص نظامي، وأصر [أن] أعطيه مصاري (نقودًا)، ولم أعطه

مصاري، وكتبني مخالفةً، وهذه سيارتي تحت، انظر، افحصها، وقائد الشرطة من دون أن يرى

السيارة، و[قال] "هذا الكلب والحقير" ، وهكذا يحصل وأنا في المحافظة، وقال المهندس: أنا كيفت

(سُررت)، وقال: يا سلام، وبعد دقائق أتى العنصر إليَّ في المكتب، وقال: العنصر لم يلحق أن يقول له

حاضر سيدي، وكان أول كف على وجهه، وثاني كف وأربعة كفوف، وبدأ يعفسه بقدميه قائد الشرطة،

وأنا أنتظر اللحظة لأخبر زملائي أن قضيتنا انتصرت، والرشوة سنواجهها، و[قائد الشرطة يقول]: هذا

الكلب سينتقل إلى القامشلي ولا يبقى في المحافظة، وهذا العنصر يقول: يا سيدي لن أعيدها، وصار

المهندس يتوسط لقائد الشرطة [ويقول له]: حقي أخذته وحقك على رأسي، ولكن لا تقم بفعل شيء

للشخص، و100 قبلة ذقن حتى رضي، وأعطاه عقوبةً بسيطةً، واقتنع ألا ينقله إلى القامشلي، وقال: أنا

كيفت، وما أريد إلا أن أخرج، وأقول ما هذا الإصلاح! فقال: قلت له: شكرا سيدي وجزاك الله خيرًا

وأتيت أطلع، وحين وصلت إلى الباب قال لي: مهندس يا فلان، قال: سمعت زيت السنة جيد لديكم،

وكان لديهم مشاريع زيتون، وعنب، وقال: دخيل عينك أنا ذاهب، ولن أذكر اسم محافظة الشرطي،

وقائد الشرطة، وأنا ذاهب إلى محافظتي، وأريد تنكة زيت، فقال له: سأرسل لك واحدة، فقال: لو تجعلهم

تنكتين، أكون ممتنًّا لك، وطلعنا من 25 ليرة [للشرطي] إلى قائد شرطة يسرق جهارًا نهارًا علنًا،

وأعطاهم تنكتَي زيت، فعاد وقال: يا عمي ادفعوا 25، هذه الدولة فاسدة من أساسها لرأسها، وبلد فساد.

وأنا مثلًا عائلتي ونحن 7 كلهم جامعات، ومنهم 3 أطباء ومحام ورياضيات وعلوم طبيعية،،

وأخواتي الـثلاث لم يدرسوا، وذلك لأنَّ النظام كان مخرج قانون: لا يجوز الحجابات في المدارس،

والذي رأى في الثورة درعا محافظة معتدلة، وأغلبهم من العرب السنة، وفيها من الإخوة المسيحيين،

وفيها على حسب معلوماتي قيل كلمة شيعي، وهذه الكلمة نحن لم نكن نستخدمها وفيها مجموعة نسميها

متوالية، والمتوالية وأعتقد أساسهم شيعة، وقسم أتوا من لبنان، ومناطق أخرى، وتوطنوا في منطقتنا،

وعاشوا معنا، وليست الحاضنة متطرفةً، ولا الذين أتوا متطرفين، وعشنا مع بعض وليس هناك فروق،

وهذه المحافظة معتدلة، وليس فيها تطرف، وحتى في الثورة: الجيش الحر أو المجالس المحلية أو

منظمات المجتمع المدني أو الشخصيات عبروا عن اعتدالها بطبيعتهم وليس بتصنع، فهذه شخصياتنا

وهذه حياتنا، وكان النظام مخرج قرار ممنوع الحجاب في المدرسة، ونحن متقبلون كل الأصناف، وإذا

أنا أريد الحجاب تمنعني، وأتت البنات وتضع طاقيةً مثل الحيلة، وأيضًا ممنوع، وقسم كبير من أهالي

المحافظة تركت بناتهم من المدارس، ولم يكملوا التعليم بسبب هذا القرار الجائر، والذي تم التراجع عنه

بعد سنوات.

وكثير من الحالات تم تسجيلها بأنَّه كلفوا بعض أفراد العائلة أن يكتبوا تقارير في عوائلهم، وحين خرج

شعار أنَّ الحيطان لها آذان، وفعلًا الشخص لا يعرف كيف تصل تلك المعلومة، وهي تصل من أفراد

العائلة، ويأتي شخص صف حادي عشر يفكر في الجامعة، [فيأتون ويقولون له] نحن نؤمّن لك معسكر

الصاعقة، والإنزال المظلي، ولكن إذا أردت ذلك يجب أن تقدم خدمات للدولة، وكانوا يأتون بتلك

الطريقة أو بالمال.

وبغض النظر: المحافظة أمورها المادية ميسورة، ولكن هناك فقراء، مثل كل المجتمعات، فيفعلون هذا

التجنيد لصالحهم إما عبر المال، وصار الأب يخاف من ابنه والزوجة تخاف من زوجها، و[بالنسبة]

للموافقات الأمنية، ومثلما يقول الأستاذ فيصل القاسم: إذا أحد أراد أن يفتح محل فلافل يعني محل فلافل

لا علاقة له بالحزب ولا بإسرائيل ولا بأي شيء.. فإذا أراد الشخص أن يفتح محل فلافل في قريته

بحاجة لموافقة أمنية، وإلا غضب إلهي ينزل عليك، ناهيك عن القرارات التي خرجت في الفترة

الأخيرة. 

[حول استلام بعض أبناء المحافظة للمناصب المهمة في الدولة، فإن] الموضوع العام ولا أريد أن أتكلم

فيه بشكل خاص، النظام سعى إلى تهميش المحافظة عمومًا، التي ممكن أن

تشكل خطرًا عليه حاضرًا أو مستقبلًا خصوصًا، وكان هناك من أبناء المحافظة المستلم مناصب مهمة

إذا لم يكن طرفًا من الحزب أو يناسب الجماعة غالبا لم يكن يخرج، وكان النظام يعمل شروخًا بين

العائلات، فمثلا كان يأخذ بعض الموظفين من عائلات دون عائلات، العائلات الكبرى في الغالب كانت

مهمشة، وأنا آسف أنني أتحدث بهذه اللغة، ولكن هذه حقيقة ويجب أن نتكلم بحقيقة ما يجري، النظام لم يكن لديه رغبة للعائلات الكبيرة أن تبرز وتظهر، لأنه يعتقد

بأنها تشكل خطرًا عليه، والثاني: من قبل العائلة نفسها، وأنا قلت: كان لدينا عدم قبول قيمي لنظام حافظ

الأسد وحزب البعث كله، ولم يكن لدينا ميزة أن نستلم مناصب متقدمةً في النظام، وكنا ندرك أنَّ هذا

النظام عاجلًا أم آجلًا سيسقط، فبالتالي من شارك معه في مناصب أو وظيفة سيسجل عليه تاريخيًّا،

ولذلك والدي من الصغر رضعنا كره النظام، وكان يمنعنا أن نكون مع هذا النظام في أي موقع متقدم،

يخص دولة النظام، ليس مثلا في مؤسسة الهاتف أو الكهرباء، أما يكون في مناصب متقدمة في

الحزب، والأمن أو كذا، فهذه قطعا [ممنوعة في العائلة]

ومرةً وضعوني لجنة انضباط في المدرسة، وهذه عادية، وترتيب الدور وتنظيم الصف الصباحي، كان

يعتبر أنَّ تلك المواقع تأتي بالعار، ولا يجب أننا كسوريين أو كأبناء محافظة أن نشارك مع النظام بتلك

المواقع، وأبي بقي 5 سنوات في طبريا، ومفرداته اليومية: الاحتلال والمقاومة والجولان، والأرض

المقدسة، وخاصة وأن والجولان لها قسم كبير من ذاكرتهم الأولى، حين يأخذون البقر إلى الجولان،

وعدد كبير من أبناء قريتنا لديهم بيت في الجولان، وبيت لدينا، وكان أبي يعتبر أن الجيش هو الضامن،

ومهما فسدت المؤسسات ومين [ومهما] حصل انقلاب ومن ما أتى، يبقى الجيش هو الجيش، وهو مهمته

الحدود والتحرير والمقاومة، وهكذا يذكر من أيامه، وهو أمضى كل خدمته في الجبهة، وكان يعتبر أنه

يجب أن نتطوع في الجيش ويجب أن ندخل لتلك المؤسسة التي هي الضامن لكل السوريين، والحافظة

من التدخلات الخارجية، وكان أبي يقول: يجب أن تتطوعوا، فذهب أحد إخوتي وهو كان يدرس

التمريض تحت هذا الضغط، وطبعًا الوضع المعاشي في ذلك الوقت لم يكن هناك سهلًا، وكان لديه 7

كلهم مؤهلون للدخول إلى الجامعة، وقسم دخل الجامعة، وكان أبي بحاجة لمن يساعده، وذهب أخي

بلحظة انفعال، وبحث مع كثير من الشباب من حوران، وذهبوا إلى التطوع، وتطوع في المخابرات

الجوية، وهذه لحظة قاسية في حياتنا حين [علم] أبي، وكلنا عرفنا أنَّ المؤسسات تغيرت عن

المؤسسات، والجيش لم يعد الجيش، والمهم الآن كعائلة أن يتمددوا في البلد، و[عناصر النظام] حولوا

البلد إلى مزرعة، وإلى مستعمرة لهم والصغير والكبير فيها يجب أن يعمل لعائلة الأسد، والحمد لله

ولحسن الحظ أخي أتى في منصب إداري، وكان معروفًا في المحافظة، أنه حتى هؤلاء الذين ذهبوا مع

النظام كان هناك صعوبة لدخولهم، ولكن الذي دخل إلى سلك الجيش أو الأمن يصلون إلى سقف معين

لا يتجاوزوه ويتقاعدون في مكان معين، والمناصب العليا لم تكن مفتوحة إلا لأهل الطائفة (الطائفة

العلوية) بنسبة 90 بالمئة أو أكثر، أو القلة القليلة التي أثبتت ولاءً كبير جدًا للطائفة، أو أنسابهم

وأصدقائهم وشركائهم، وحتى الذي دخل يصل لرتبة عميد ويتسرح ويذهب للبيت، وأما الآخرين

يصلون إلى اللواء، ويصلون مراتب وظيفيةً مهمةً.

وبعد أن دخل أخي حاولنا كثيرًا أن نسرحه سواءً بواسطة أو بدفع أموال، وحتى مرةً وبسبب إفلاسه

وقهره، وقال لم تنجح الواسطة ولا المصاري، وقال هناك أصدقاء تسرحوا بسبب الجنان، ومثلوا أنهم

قد جنوا وقال سأقوم بحيلة، وهو قال: أصدقائي أقنعوني أن أربط علمًا في رجلي، وأمشي به، وقلنا بهذه

تذهب إعدامًا، ونصحه أحد أقاربنا: أعرف شخصًا سجن 7 سنوات بسبب تلك التهمة، وهم لن يعرفوا

أنك مجنون فعلًا أو تمثل لتتسرح، وقلنا له: اصبر اصبر، ومن لحظة الثورة فورًا انشق مع أنه كان

على أبواب التقاعد، وكانت تجربةً مريرةً من تجاربنا مع هذا النظام، وهو كان مساعدًا في المخابرات

الجوية، ولم يكن له أي دور أمني أبدا، وكان في منصب إداري في الثورة انشق [عنه] وبعد ذلك خرج

خارج سورية ويحلم بالعودة إلى سورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/02

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمحافظة درعا قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/130-02/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سوريةمحافظة درعا-علمامحافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

الشهادات المرتبطة