الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مواجهة نظام الأسد للنقابات وحركات المجتمع المدني

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:46:07

في مطلع 1978 أصدرت السلطات قرارات فيما يتعلق بقواعد المرور والسير في البلد أدى لأعمال شرطة المرور استعملوا القرارات بشكل غير صحيح، وبدأ صدام مع بعض أصحاب السيارات الذين منهم محامين ومنهم أنا، واستعملت حالة قانون الطوارئ وحالة الطوارئ المعلنة استعملت ضد المواطنين في مسألة مرورية ليس لها علاقة بالأمن، فأنا على أثر ذلك يمكن في نيسان/ أبريل 1978 كتبت خطابًا وجهته إلى فرع نقابة المحامين في دمشق، وكان رئيس الفرع ذلك الوقت الأستاذ إحسان مارديني طلبت فيه من حيث النتيجة دعوة الهيئة العامة للاجتماع لمناقشة الطوارئ والأحكام العرفية، نزلت بالخطاب إلى قصر العدل قاعة نقابة المحامين خلال 4 ساعات فقط حصلت على توقيع ربع أعضاء الهيئة العامة، أخذت هذا الكتاب مباشرةً إلى نقابة المحامين وسجلته في السجل الوارد رسميًا حتى لا يُقال انه ضاع أو فُقد، فسجلته بسجل الوارد ومضيت إلى شأني.

 كان عندي سهرة أسبوعية يحضر فيها إخوة وأصدقاء من طبقة مثقفة عالية الثقافة قرابة عشرة أشخاص، منهم إحسان مارديني كان رئيس الفرع منهم محمود الجبان من أكابر المحامين وشاعر والأستاذ رياض المالكي عبد الجواد السرميني الدكتور مصطفى البارودي أستاذنا في الجامعة الدكتور هيثم الخياط الدكتور محمد هواري نخبة من المجتمع الدمشقي، فالأستاذ إحسان مارديني الحقيقة خاف وأبدى أنتم ستعملون محل الأحزاب والنقابات لتأخد دور الأحزاب، هذا عمل سياسي وهذا ُمخيف ويؤدي إلى مشاكل المهم صار نقاش حامي، كان النقاش معي ليس سهلًا بطبيعة تفكيري ومنطقي، بالأخير ضغطوا عليه وخاصة -الله يرحمه -الأستاذ رياض المالكي ضغط عليه وليس لك حق يا أستاذ إحسان هذا نص قانوني وقدم لك توقيع أعضاء الهيئة العامة بالذات الهيئة العامة ما في خيارات، استمر الحديث تقريباً أسبوعين بعد ذلك وافق إحسان مارديني ودعا الهيئة العامة للاجتماع.

 هذا العمل عملت فيه مع ثلاثة محامين زملاء نزار عرابي من القوميين العرب سمير كحالة مسيحي لم يعمل معنا مسيحي كان يُدير المضحك المبكي، والمضحك المبكي من أهم الصحف السياسية الساخرة صاحبها حبيب كحالة والده لسمير ومروان الحصري، مروان الحصري بعثي سابق فنحن أربعة كنا نجتمع في المكتب عندي ولما تحدد موعد الاجتماع اتفقنا على صياغة وثيقة بيان أو قرار وأعطيناه رقم واحد للقرار تماهياً مع بلاغات العسكريين لما يقومون بانقلاب، يقولون بلاغ رقم واحد عسكري فصغنا قراراً في منتهى القوة والروعة، أنا أقول هذا الكلام الحقيقة وأنا أفخر أننا عملنا هذا القرار، اجتمعت الهيئة العامة والقاعة امتلأت والناس على الواقف بما فيهم البعثيين، فالأصول عندنا في النقابة بالقانون النقابة إدارة النقابة تطرح مشروعًا إذا نجح انتهى الموضوع وإذا لم ينجح تلجأ للمشاريع الأخرى، فطرح إحسان مارديني كانوا مهيئين لقرار معين في لغة حلوة ترجي استعطاف كلام من هذا القبيل. طبعًا القرار طُرح للتصويت فحصل يمكن على أصوات المجلس مجلس الإدارة ويمكن المحامين خمسة أشخاص عشرة أشخاص فقط، فقال لي إحسان: أستاذ هيثم تفضل قدم مشروعكم، أنا اعتليت المنصة وتليت المشروع، المشروع من حيث النتيجة محصلة فيه كلام كبير، اعتبرنا حالة الطوارئ أصبحت مؤسسة سرية تستخدمها السلطة لقمع المواطنين وطلبنا من حيث المآل رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، وسمينا بعض الأسماء كان من أبرز الأسماء التي أطلقناها في ذلك الوقت زميلنا زهير الشلق، زهير الشلق كان عندهم تجمع اسمه الكتلة الدستورية في سورية، فلوحقوا واضطهدوا وقسم هرب وقسم اعتقل، وهو هرب للبنان كان يكتب في جريدة "الحياة" كاتب -الله يرحمه- يكتب كلامًا جميلًا، فكتب آخر مقالة وأشار فيها لحافظ الأسد (أسد علي وفي الحروب دجاجة) صغره عن النعامة، فاختطف من لبنان سنة 1968 خطفوه من لبنان أحضروه إلى الشام حاكموه في المحكمة العسكرية حكموا خمس سنوات سجن، أمضى عشر سنوات 1978 كان له عشر سنوات بنفس السنة خطف النظام خليل مصطفى بريز الذي كتب كتابين عن سقوط الجولان حكموه أيضًا لخليل بريز وحكمته المحكمة 15 سنة  لكن سُجن 28  سنة.

 نحن من جملة مطالبنا طالبنا بإطلاق سراح زهير شلق باعتباره محامي زميلنا وهذا لا يجوز، طبعًا السلطة استجابت للطلب وأطلقت سراحه وأعطوه 3 ساعات ليودع والدته يذهب خارج القطر ممنوع الإقامة في سورية، فطُرد من سورية وخرج الرجل خارج سورية.

 ونسجل هنا موقف كثير مهم، أكرم العجة له صلة قرب بعيدة لكن زهير الشلق كان وكيل الشركات الكبرى في سورية، الحقيقة غادر ولم يسأل عنه أحد، لكن أكرم العجة وهذه أُسجلها له فتح له حساب مصرفي وكلما ينقص يزد له إياه، وأعطاه بطاقة فيها أسماء الفنادق التي هو شريك فيها أو يملكها ينزل بأي فندق في العالم فول بورد على حساب العجة هذا حتى تُوفي الرجل توفي الله يرحمه زميلنا المحامي.

 المهم نحن أطلقنا القرار رقم واحد وصوت عليه البعثيون هذا موضوع كان غريبًا جدًا، في اليوم الثاني الأمن يستدعي كل المحامين البعثيين يعمل لهم توبيخ، كيف تُصوتون على القرار، هذا قرار مهم، بعد أن صدر القرار بأيام أرسلت القرار للأستاذ سليمان الحديدي نقيب محامين الأردن، فلما قرأه قال: أف هل يوجد أحد في بالشام يحكي هذا الكلام، لأنه في الحقيقة قرار مدهش من يريد أن يطلع عليه ممكن من خلال الغوغل أو بمذكراتي سيجد القرار كاملًا، القرار كان رائعًا جدًا، على أثر صدور هذا القرار اتحاد الحقوقيين الدولي يبعث رسالة لإحسان مارديني نقيب المحامين صديقنا يُشيد بالقرار رقم واحد ويدعو نقيب المحامين السوريين لزيارة باريس ويطلب تحديد موعد ليحددوا له برنامج خاص، بعد شهر "ليموند ديبلوماتيك" ترجمت القرار ونشرته بـ"الدبلوماتيك" في باريس، هذا موضوع مهم.

 وبدأنا من تاريخ صدور القرار رقم واحد حتى أول 1980 نحن كل فترة ندعو لمؤتمر للمحامين ونبدأ بالضغط ممارسة الضغوط على السلطة لتنفيذ القرار، أخر شيء كان رئيس وزارة من العائلات الدمشقية المشهورة، وقت أعلنا الإضراب في أول 1980 طار عقل السلطة ارتجت أركان السلطة في سورية، تنفيذ القرار لأنهم لا ينفذونه، فهذا كان رئيس وزراء لا أتذكر اسمه كان لئيمًا، المهم أرسل خبر لنقيب المحامين بعدما أعلنا الإضراب، وقال له: أعطوني مهلة ثلاثة أيام إذا لم أُحقق لكم مطالبكم سأخرج معكم مظاهرات، فعبد الرؤوف الكسم وقتها طار عقله حافظ الأسد صار كل أسبوع يطرق خطاب كل أسبوع، وجاءه في أول 1980 الشاذلي بن جديد رئيس الجزائر زار حافظ الأسد، ووقف إلى جانبه قال له: جئنا نتعلم العنف الثوري منكم، رئيس الجزائر جئنا نتعلم العنف الثوري منكم أمام الناس.

 أنا في اعتقادي هذا بعدما عملنا الحركة هذه في دمشق، وانتقلت هذه العدوى إلى كل فروع نقابة المحامين بكل سورية واتخذوا قرارات مشابهة، ثم انتقلت إلى نقابة الأطباء فالمهندسين فالمعلمين، عندها صار الوضع خطرًا، وأنا وجهة نظري كان ممكن تنجح الخطة لولا العنف في الشارع، العنف أثر على حركة النقابات وعلى حركة المجتمع المدني في سورية.

 ما بين 1978 -1980 أهم حركة بالإطلاق منذ الاستقلال إلى يوم اعتقالنا في أول 1980 أهم حركة مجتمع مدني في سورية، أولًا أنا أعتز بهذه الحركة كوني أنا الذي وضعت حجر الأساس في العمل النقابي، وكذلك أنا أعتز بحركة القضاة 1965 وأعتز بأنني تصديت لحافظ الأسد في نظام الطلائع الذي فرضه على الأولاد.

 أنا أقول أن حافظ الأسد بعد ذلك أصدر مرسوم بجواز حل النقابات من قبل رئيس مجلس الوزراء، كان وقتها الزعبي (محمود الزعبي) رئيس مجلس الوزراء أظن الزعبي، وحُلت النقابات وزُج بنا في السجون.

 اعتقلت في 1أيار / مايو 1980 الزملاء الحلبية اعتقلوا قبلي في آذار/ مارس أحضروهم من حلب للشام، كان رئيس فرع المخابرات الداخلية محمد ناصيف، أخذوني لعند محمد ناصيف من أمام بيتي أنا ونقيب المحامين- الله يرحمه - المحامي موفق الدين الكزبري نحن الثلاثة أخذونا لعند محمد ناصيف والباقي أخذوهم على السجن مباشرة.

 يبدو محمد ناصيف كان عنده رغبة أول شيء ليتعرف علي لم يكن يعرفني، قال لهم: أُريد أن أعرف من هيثم المالح هذا؟         

أنا في نهاية 1979 ألقيت كلمة في نقابة المحامين أثناء الاجتماع قلت لهم: أنا أعتقد السلطة تسير باتجاه اعتقال المحامين وغيرهم في المجتمع المدني وقد أكون أنا من بين المعتقلين، كنت أعرف أنني سأعتقل، فأنا أقول للأمن:

                  فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن                 على شرجع يعلى بخضر المطارف

                 ولكن قبري بطن نسر مخيله في                   جو السماء في نسور  عواكف

                وأمسي شهيدًا ثاويًا في عصابة                    يصابون في فج من الأرض خائف

               عصائب من شتى تؤلف بينهم                        تقى الله نزالون عند التزاحف

                إذا فارقوا دنياهم وفارقوا الأذى                   وصاروا إلى موعود ما في المصاحف

 فمحمد ناصيف لما اعتقلت وأخدوني لعنده قال لي: أنت تتحدانا، قلت له: أنا تحاسبني على الماضي أو على الحاضر قال: على الحاضر ونحن سجلنا كلمتك، قلت له: أحضرها لنرى الكلمة، هذا ما حصل.

نحن اعتقلنا أنا وغيري بحركة النقابات بدون محاكمات حتى ولا تحقيق، أنا صار معي دردشة الحقيقة ثلاث مرات أنا لا أسميها تحقيق عبارة عن كلام عادي لا توقيع ولا ضبط ما في شيء ، بالتالي لا يوجد تحقيق.

 أنا في الحقيقة أنا قبل أن أُعتقل كنت أعلم أنني سأذهب للسجن، اعتقلوا ابني قبلي عند محمد ناصيف اعتقلوه على باب الجامعة كان سيدخل ليرى علاماته في الجامعة، ولا يحمل هوية الجامعة فاشتبك مع عناصر الأمن على الباب، من حيث النتيجة اعتقلوه، جاء رفيقه كان معه أخبرني ابنك أمسك الأمن به، اتصلت بصباح ركابي نقيب المحامين، قال لي: من اعتقله؟ قلت له: لا أعلم من اعتقله؟ بعد فترة اتصل بي وقال: ابنك في الفرع الداخلي عند محمد ناصيف، وقال لي: أخذت منه وعد قطعي لا يمسوه بأذى، قلنا له: خير إن شاء الله، ما طول أيام أُطلق سراحه، قال له محمد ناصيف: سنشرب فنجان قهوة مع أبيك، طبعًا هذه أول رسالة، بعدها كنت عند السبع بحرات وقفت سيارة لاند روفر ونزل السائق قال لي: أنت مطلوب، قلت: طيب، جاء واحد من الأمن  لعند ابن أختي كان عنده سوبر ماركت قال له: خالك مطلوب، أحد البعثيين القدامى قال لي: يا هيثم إذا تأكدت ستُعتقل لا تسلم نفسك ولا بأي ثمن، إذا دخلت السجن لن تخرج، لأمر يريده الله كان معي جواز سفر وعليه ثلاث فيز ألمانية نمساوية فرنسية لسنة، وعندي تأشيرة خروج وما خرجت لأنه ليس بيدي ليست عنترية، لكن محمد ناصيف فكرني أعمل عنترية قال لي: أنت تتحدانا بعثت لك أخبار كيلا تأتي لكن أنت أبيت إلا أن تأتي، وأنا حاقد عليك حاقد علي لأنني لم أسمع كلمته وتواريت عن الأنظار، وأنا هذا البعثي قال لي: عندي بيت بالمزة لا يعرفه احد أُعطيك مفتاحه وانزل فيه غيب عن الساحة، لم يُقدر الله.

 كان لدي اثنين متدربين أحدهم أنهى وترك وفتح مكتبًا، والتاني كان في المكتب وقع يوم اعتقالي أو ثاني يوم اعتقالي وانكسرت رجله فالمكتب لا يوجد به أحد، ابني اضطر ليتابع أعمالي في المكتب قدر الإمكان حتى فصلوه من الجامعة يغيب كثيرًا ثم اضطر للسفر لأمريكا ليكمل دراسته.

 حين كنا في السجن أول شيء صار تحرك دولي لإطلاق سراحنا، لكن التحرك على خجل تحرك بطيء، لكن صار في 1980 أول اعتقالنا اجتمع اتحاد المحامين العرب الهيئة العامة في المغرب وحضرت النقابة المعينة -لأن النظام عين نقابة المحامين بدل النقابة التي حُلت -اتحاد المحامين العرب فطردوا من قاعة الاجتماع نقابة المحامين هذا فقط اتحاد المحامين العرب بقية الاتحادات الأطباء مهندسين لم يفعلوا شيئًا، فطردوهم وفصلوا النقابة، قالوا: هذه نقابة لا تمثل المحامين وبالتالي فصلوها من الاتحاد.

 بقيت الأمور كل سنة اجتماعات ومؤتمرات والنقابة السورية لا تحضر، إلى أن صار في 1986 مداولات خلف الستارة بين الكواليس مع اتحاد المحامين العرب على أن يأتي فاروق أبو عيسى أمين عام اتحاد المحامين العرب جاء ثلاث مرات لدمشق ولم يقبل بمقابلته حافظ الأسد، مع أن فاروق أبو عيسى كوزير خارجية السودان ويعرف حافظ الأسد شخصيًا، وهو يساري من التيار اليساري في السياسة السودانية.

 أول شخص قابله عبد الحليم خدام، وقال له: المرة القادمة يستقبلك المحامين لأنه لم يستطع مقابلته، فقابله عبد الله الأحمر ثم قابله توفيق صالحة كاتب بالمحكمة صار بعد ذلك رئيس محكمة أمن الدولة، فالكل لم يستطيعوا فعل شيء، وعندما علمت أن حافظ الأسد لم يستقبله عرفت أنني لن أخرج.

فصار مثلما قلت بين الكواليس وجاء اتحاد المحامين العرب إلى دمشق، وقبل أن يأتي علمت الموضوع فكتبت رسالة مسودة رسالة على ورق كلينكس وهذه طريقتنا في إرسال الرسائل وأعطيتها لابنتي التي زارتني مع أمها، أعطيتها الرسالة وقلت لها: اطبعيها على ورقة من أوراقي و اختميها بختمي و توقيعي وسلميها لاتحاد المحامين العرب، طالبت فيها الأمين العام لاتحاد المحامين العرب وخلاصة الموضوع إذا كان ثمن الإفراج عنا الاعتراف بالنقابة السورية فأُفضل البقاء بالسجن، ولا تعترفوا فيها، لكن اتحاد المحامين العرب والضغوط عليه من جوانب متعددة لم يرد على رسالتي، لكن رسالتي محفوظة في ملفي حتى اليوم موجودة.

خرجت من السجن في  30 تشرين الثاني / نوفمبر 1986 كان أهلي باعوا مكتبي، لم يساعد أهلي أحد لم يطرق أحد الباب أو سأل: هل يلزمكم شيء؟ لم يهتم أحد بأهلي للأسف، كنت تركت لهم بعض النقود، وكان لدي سيارة وشقة سكنية في اللاذقية ومكتب كبير باعوها كلها وصرفوا على أنفسهم، وكان ولدي سافر لأمريكا ليتابع دراسته أيضًا أرسلوا له بعض النقود.

 وجدت منزلًا في حي الحلبوني استأجرته كمكتب وبدأت العمل، حين خرجت من السجن أيام حافظ الأسد كنت مدينًا بـ 300ألف ليرة سورية أيامها كان الدولار بـ 20 ليرة سورية.

جهزت المكتب، ثم سافرت في 1987 إلى أمريكا لعند ولدي، والتقيت بأعضاء من الكونجرس ومحامين وشخصيات متعددة وطلبوا مني البقاء في أمريكا، وقالوا لي: أنت وضعك خطر وحياتك بخطر إذا رجعت إلى سورية، بعض الصحف والمجلات كتبت عني الكثير، طبعًا لم أستمع لأحد حتى أحد المحامين ليلة سفري زارني عند ابني، وقال لي: أتمنى أن ترجع للولايات المتحدة الأمريكية. رجعت إلى سورية، كان في سورية بالسجون 50000 معتقل وكنت واحدًا منهم، طبعًا خرجت من السجن وأمام عيوني مشروع واحد هو إطلاق سراح المعتقلين، هذا كان بالنسبة لي أمر مهم جدًا.

 خرجت من سورية زرت امنستي إنترناشونال (منظمة العفو الدولية) في لندن وتعاونت معهم في شتى المجالات وكنت أُرسل لهم تقارير من دمشق بواسطة إحدى السفارتين السويدية أو الهولندية، وانتسبت للمنظمة.

 في أحد اللقاءات في كوبنهاغن يمكن بعد بضع سنوات تحدثت تقريبًا ساعة أو ساعة ونصف بالإنجليزية وكل الحضور كانوا ليسوا عربًا ولا مسلمين، تحدثت وبكيت أنا متألم كثيرًا، قلت لهم: نحن نعمل بجد لكن عملنا هذا لا يصل إلى إطلاق سراح المعتقلين، ونظام حافظ الأسد لا يفقه إلا منطق القوة لذلك يجب أن نستعين بالدول الكبرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على النظام من أجل إطلاق سراح المعتقلين.

 في أول اجتماع لجورج بوش الأب بحافظ الأسد في جنيف طلب منه إطلاق سراح المعتقلين، وقدم له لائحة فيها 1800 اسم، وبعد هذا الحادث بمساعييّ الخاصة تم اجتماع رتب له القذافي بين زهير شاويش أحد قادة "الإخوان المسلمين" سابقًا و حافظ الأسد في طرابلس في ليبيا، وزهير شاويش طالب حافظ الأسد بإطلاق سراح المعتقلين كل المعتقلين ليس المعتقلين الإسلاميين فقط، وقال له حافظ الأسد: الآن لدينا انتخابات نيابية بعد الانتخابات نرى الوضع لم يعطِ وعدًا، لكن من حيث المبدأ على أثر لقاء زهير أطلق حافظ الأسد 145 سجينًا،  يعني أول دفعة تخرج، ثم صار يطلق سراح الناس من حين لآخر، نحن لم نتوقف، أنا لفيت الدنيا كلها على حسابي الخاص لفيت كل عواصم العالم وتحدثت عن سورية وتحدثت عن الإجرام الواقع في سورية وطالبت الناس بالضغط لإطلاق سراح المعتقلين، تصوري أنا حققت نتائج كثيرة في هذا الميدان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/12

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي قبل الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/92-04/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

1978 -1987

updatedAt

2024/07/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

اتحاد المحامين العرب

اتحاد المحامين العرب

منظمة طلائع البعث

منظمة طلائع البعث

نقابة المحامين في دمشق

نقابة المحامين في دمشق

الشهادات المرتبطة