الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أنماط التدين والتوجه السياسي في مدينة الميادين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:12:14

في مدينة الميادين ونحن ذكرنا في التسجيل السابق عن أنواع التدين وتكلمنا عن الصوفي والسلفي وقلنا: إنه ينتشر شيء من السلفية الجهادية في المدينة في جماعة معينة وهذا بالإضافة إلى تواجد تيار سلفي ليس جهاديًا وأغلبهم من الشباب الذين كانوا يعملون لفترة في السعودية وعادوا إلى المنطقة وحتى أنهم كانوا يتمثلون بارتداء الزي الخليجي أو السعودي وهي ليست طريقتنا بشكل أساسي مع وجود القرب وهؤلاء أيضًا كانوا متواجدين في المدينة وانتشر عندنا في المدينة -وهو أيضًا ليس من شكلها الأصلي- انتشر الخمار على الطريقة الخليجية الذي هو غطاء الوجه بشكل كامل والنقاب وهذان الأمران ليسا أصليان في المنطقة لأن اللباس الرسمي للنساء في المنطقة هو الكلابية أو العباية فوق الكلابية وأحيانًا النساء يرتدين الجلابيب والحجاب العادي الذي يكشف الوجه ولكن كان واضحًا أنه يوجد نوع من المد السلفي بانتشار الخِمار والنقاب في هذه المدينة وفي أرياف المدينة أيضًا وربما هذا بسبب العمل في الخليج.

الجماعة السلفية والصوفية في مدينة الميادين كانت تحصل بينهم دائمًا نوع من الصراعات وكان مقر الجماعة السلفية الجهادية الشباب يتجمعون في جامع الروضة في مدينة الميادين وكان يخطب فيه خريج علوم شرعية ومدرّس للديانة في ثانوية وهو الأستاذ حمادي وحمادي كان يخرج إلى المنبر دائمًا في كل جمعة ولا ينسى أن يصيبهم بشيء من السخرية سواء على الطريقة التي يتشهدون بها أو الطريقة التي يضعون أيديهم فيها بشكل أعلى من السرة وهم أيضًا لا ينسون أن يضايقونه في المسجد بشكل دائم ويتنافسون في هذا المسجد وهم يعرفون أنهم لا يستطيعون أخذ الخطابة في المسجد ولكنهم أكثر من يلتزم به وتراهم على صلاة الفجر وفي كل الصلوات متواجدون وعندما يكون هناك حاجة للمسجد ببعض التبرعات وبما أنهم التجار كانوا يقومون بجمع الأموال لتجديد السجاد في المسجد. 

وأنا أذكر عندما كنت طالبًا في الصف الـ 10 والـ 11 كان يأتينا الأستاذ حمادي ولا ينسى أن يقرّع هذه الجماعة ويسخر منهم أمامنا في الصف ولا ينسى بعض الطلاب في الصف المقربين يعني هناك يوجد جيل من الشباب يقترب من هذه الجماعة فكانوا يردون على الأستاذ حمادي داخل الصف ونحن نستطيع القول بشكل أو بآخر في المرحلة التي عشت فيها في مدينة الميادين من بداية التسعينات 1993 -1994 وحتى عام 2005- 2006 لم يكن هناك تضييق ديني حقيقي من النظام وأذكر أنه حصل مرة أو مرتين حالة اعتقال أو نوع من الملاحقة الأمنية للشباب الذين يلتزمون حديثًا بمعنى يذهبون إلى صلاة الفجر في المسجد ولكن الطابع العام لأهل المدينة هو طابع محافظ وكان يرفع من شأن التدين ويرفع من شان من يطلب العلم ويرفع من شأن حفظة القرآن وأظن شأنها في ذلك الوقت هو شأن الكثير من المناطق السورية ولذلك التدين بحد ذاته لم يكن مشكلة كبيرة وأيضًا كان من السهل جدًّا الحصول على كتب من مذاهب دينية يعني تحديدًا السلفية الجهادية وحتى الإخوانية كتب سياسية أو إصدارات أو شرائط وكان من السهل الحصول عليها ولم تكن مشكلة كبيرة أن يعلم الآخرون بوجود هذه الكتب عندك، وربما أنا ولدت أو عشت في هذه المدينة بعد عصر التضييق لأنني أذكر أن والدي كان يخبرنا بشكل دائم عن وجود تضييق على هذا النوع من النشاط من قبل البعثيين (المنتمين لحزب البعث) ولكنني لم أعشه كان التدين مسموحًا وكان وجود هذه الحركات الدينية وأنا هنا لا أتحدث عن الصوفية لأنها لم تكن شيئًا جذابًا للشباب في مدينة الميادين وكان شباب الميادين إما أنهم يتوجهون وكانوا محصورين في عوائل يعني عائلة الراوي جزء كبير منها ينتمون إلى تكية الراوي وهكذا وهو ليس جزء كبيرًا ولكن الجزء الأكبر الذي يتبع تكية الراوي أو شيخ الراوين في الميادين هم من أبناء الراوي فكان الأمر عائليًا وعشائريًا أكثر من أن يكون دعوة دينية.

أنا بالنسبة لي أنتمي إلى أخوالي وأعمامي هم من عشيرة المشاهدة وأخوالي وجدي هو شريف النايف [هو] جدي من أمي وجدي من أبي هو عبد الرحيم الحاج حميد والعائلتان يوجد بينهما قرابة، وأخوالي بشكل عام في فترة الثمانينات كانوا مقربين من فكر الإخوان المسلمين وأحد أخوالي وهو إياد النايف اعتقل لمده 4 أعوام في سجن تدمر بسبب وشاية أنه كان يحضر اجتماعات للجماعة وهو أمر ينفيه بشكل دائم أنا أعرف أنه يمكن أن يغضب مني إذا قلت هذا الشيء ولكن خالي بقي السجن يعيش في داخله حتى بعد أن خرج يعني كان يعاني من مشاكل حقيقية ونفسية بسبب 4 أعوام فقط مع وجود أشخاص آخرين في مدينة الميادين قضوا 20 و25 سنة وأُفرج عنهم من سجن تدمر، وأيضًا خالي الأكبر وهو زهير النايف وهو مدير فني في معمل ورق في دير الزور وهذا المنصب كان يسمح له بالسفر بشكل دائم إلى باكستان وماليزيا وأوروبا -بسبب طبيعة العمل على اعتبار أنها مؤسسة مميزة في سورية- استطاع خالي بشكل أو بآخر أن يكسر الهوة بينه وبين النظام بأنه من جماعة الإخوان ولكنه لم يقترب من البعث (حزب البعث) ومن المستغرب أن يبقى في مكانه ألا يكون حزبيًا وطبعًا جميع أخوالي بدون استثناء في بداية الثورة -يعني ممكن باستثناء خال واحد منهم- ولكنهم كانوا منخرطين خالي زهير كان رئيس المجلس المحلي في مدينة الميادين في فترة من الفترات وخالي زياد الذي يعيش في السعودية كان جزء من تنسيقية المغتربين من أبناء الميادين وأيضًا أخوالي الآخرين باستثناء خالي فؤاد الذي لم يقترب كثيرًا من الشق الثوري وبقي ملتزمًا بعمله التجاري وهو حتى هذه اللحظة يتنقل بين دمشق والحسكة وأيضًا هناك خالي فاروق وجميع أبنائه في الجيش الحر.

بالنسبة لأعمامي كانوا بعيدين عن السياسة يعني لا يوجد من أعمامي لا من هو حزبي ولا المتدين حركيًا يعني محافظين وتجار ولكن والدي في فترة من فترات شبابه -لا أعرف كم طالت هذه الفترة- ولكنه اقترب من حزب التحرير وتركهم سريعًا ولا أعرف كم طالت هذه الفترة ولكن في هذه الفترة بسبب اقترابه كان واضحًا أنه يوجد لديه نوع من التفكير بالدينية الحركية بشكل أو بآخر ومكتبتنا في المنزل وأظن أنه أغلق المكاتب في سورية هي بهذه الطريقة وهي مكاتب تاريخ ديني على اعتبار أن والدي خريج تاريخ وجغرافيا وحصل عليها من جامعة بيروت وأيضًا خريج معهد أحراش وغابات في اللاذقية وعمل في السعودية بشهادة معهد الأحراش والغابات وقبل أن يذهب إلى السعودية كان يعمل أستاذًا وعندما عاد من السعودية عاد إلى مهنة التجارة، فوالدي كان عنده نوع من المحافظة الدينية والتأثر بالتاريخ الديني وتأييد لهذه الحركية ولكنه لم يكن منتسبًا وأعمامي ليسوا كذلك في غالبيتهم وهم محافظون طبيعيون. 

ولهذا الشيء ربما لا يوجد أحد من أخوالي أو أعمامي متواجد في حزب البعث أو أنه حزبي… أي العائلة التي نشأت فيها كانت بعيدة عن حزب البعث ولها الحرية في داخل إطار العائلة بالحديث عن الحزب وشتمه ولم يكن يوجد مشكلة وأذكر أن المرة الوحيدة التي تعرضت فيها لتحذير من والدي كنت في الصف الابتدائي قبل أن يموت حافظ الأسد -لعنه الله- نبهني والدي لأنني تكلمت أمام والدي وشتمته (حافظ) وهو نبهني أنه هذا الحديث بيننا ممكن ولكن لا يمكنني أن أقول هذا الحديث في المدرسة وذكر لي قصة شخص في العراق تكلم بكلام أمام صدام حسين وهذا تسبب بأن تذهب (تُعتقل) كل عائلته وهذه كانت المرة الوحيدة التي أحسست فيها أن هناك سلطة ويجب أن أخاف منها وأنا أذكر هذا الأمر جيدًا ولكن بشكل عام حتى في وسط مجموعة الأصدقاء التي كنت أخرج معها لم يكن عندنا مشكلة كبيرة في الشتم وحتى أشخاص من عوائل حزبية أي كانوا يشتمون حافظ الأسد وبشار الأسد ويشاركون بالفكاهات عليهم، وهذا الكلام تغير في عام 2005 أو في عام 2005 كل دير الزور تغيرت في عام 2005 استلم جامع جامع محافظة دير الزور من النظام وهو عندما استلم استطاع الحصول على تأييد الأهالي، منصبه الرسمي لا أعلمه أظن هو مخابرات (رئيس فرع المخابرات العسكرية في المدينة- المحرر) ولكنه فعليًا هو الحاكم الفعلي في دير الزور.

قبل أن يأتي جامع جامع فعليًا لدير الزور تستطيع القول إنها منطقة لا يوجد فيها سيطرة أو سلطة حقيقية للنظام ليس انحلالَا ولكن النظام لم يكن يتدخل في المجتمع وحتى إذا حصلت سرقة في المدينة تُحل عشائريًا أو حادثة قتل كان يجتمع مجلس العشائر ويحكمون على الشخص بالديّة ويحكمون على شخص آخر أن يتم نفيه خارج المدينة لمدة 40 عامًا أحيانًا بدون تدخل النظام وأحد الحوادث الطريفة أنهم اعتقلوا شخصًا من عشيرة وضع في المخفر ولكن تعرض هذا المخفر لهجوم بالأسلحة النارية حتى أُفرج عنه، فكان النظام فعليًا موجود بسلطاته الإدارية أكثر من سلطته الأمنية الحقيقية في المدينة على الرغم من النشاط من قبل المخبرين وكاتبي التقارير ولكن لم نكن نلمس هذا الأمر بشكل واقعي بصراحة في المحافظة.

جامع جامع عندما استلم كسب تأييد الأهالي وهو أولًا حارب الأمور التي كانت تزعج الكبار بالعمر مثل الشباب الذين يطيلون شعرهم ويقودون الدراجات النارية على عجلة واحدة أو الذين يضعون الأوشام وحتى أنه أرسل الكثير من الدوريات إلى المرابع (المناطق التي يجلس فيها الشباب على ضفاف النهر يشربون الكحول) لم يكن يطبق الشريعة ولكن فعليًا الذي فعله جامع جامع أنه كسب تأييد الأهالي من هذه الناحية وأيضًا يوجد ناحية ثانية جدًا مهمة أنه عندما كان جامع جامع يعتقل أحدًا لم يكن يفرج عنه لا بواسطة ولا برشوة وهذا الشيء جعل له شعبية بين الأهالي أنه شخص لا يرتشي وفعليًا جامع جامع لا تستطيع أن تسجل عليه حادثة رشوة بقضية مثل هذه، ربما كان يرتشي بقضايا أخرى مثل الإسكان أو البناء لا أعلم ولكنه جزء من هذه المنظومة الفاسدة ومن الطبيعي أن يكون مثلها ولكن في هذه القضايا تحديدًا لم يرتشي، وأيضًا جامع جامع قام بأمر جدًا مهم للنظام في دير الزور التي كانت فعليًا الميزان الأساسي الذي قلب فكرة أن النظام يسيطر على هذه المحافظة أو لا، وهو الأشخاص المتخلفون عن خدمة العلم (الخدمة الإلزامية) الذين لا يسافرون خارج المحافظة أو عندما يسافرون يأخذون هوية أحد أقاربهم وبالتالي هو لا يخدم الجيش وبدأ يرسل لهم دوريات وكمائن لدرجة أنه في داخل مدينة دير الزور كان الكبار في العمر يحملون معهم دفتر خدمة العلم لأنهم كانوا يخافون من أن يُعتقلوا في الطريق و يأخذوا إلى الجيش لهذه الدرجة، وجامع جامع شكل حالة فعلية من السلطة للنظام في دير الزور ولذلك عندما ثارت دير الزور في بدايات الثورة كان من أشهر الهتافات هو هتاف ضد جامع جامع وكان جامع جامع بالنسبة لهم هو وجه حافظ الأسد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/02/01

الموضوع الرئیس

تاريخ مدينة وواقعها

كود الشهادة

SMI/OH/44-02/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-محافظة دير الزورمحافظة دير الزور-مدينة الميادين

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب التحرير الإسلامي

حزب التحرير الإسلامي

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

فرع الأمن العسكري في دير الزور 243

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

المجلس المحلي لمدينة الميادين

المجلس المحلي لمدينة الميادين

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة