من ربيع دمشق إلى الربيع العربي وإرهاصات الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:18:17
أنا الدكتور سليم نمور، طبيب جرّاح، واسمي في الثورة هو صخر الدمشقي، وهذا اسم عزيز علي، ونتكلم عنه لاحقًا.
أنا طبيب جرّاح، تخرجت من جامعة دمشق، كنت أعمل في مستشفى تشرين العسكري، وأنا أحد السوريين الذين كان عندهم طموح بأن البلد يجب أن تنتقل من عهد الديكتاتورية إلى عهد الديمقراطية، وربما في عام 2000 عندما بدأ عهد بشار الأسد كان هناك تفاؤل عند السوريين أنه ربما بعد غياب حافظ الأسد عن المشهد أن يكون هذا الرئيس الشاب هو بوابة نقلة نوعية للانتفال إلى الجمهورية الثانية في سورية، فنتخلص من حالة الطوارئ وحالة الحزب الواحد، و[تصبح] حالة حرية الرأي والتعبير هي المدخل فيما بعد لكل الإصلاحات وتنمية البلد. وبدأ حراك "ربيع دمشق"، وأنا كنت أحد المتفائلين جدًا في"ربيع دمشق"، كانت لي مشاركات محدودة على الهامش، ولي أصدقاء، وحضرنا بعض النشاطات، ولكن وُوجِه هذا الربيع بالقبضة الأمنية والعقلية الأمنية التي لم تتغير، وبدأت مرحلة بشار الأسد تنتقل من مرحلة حكم الحزب الواحد، ودخلنا بعدها في مرحلة حكم الطائفة، ثم دخلنا في مرحلة حكم العائلة ومافيا العائلة وتوزيع خيرات البلد على هذه المافيا العائلية.
هذا كان الوضع في سورية، وكل من كان يفكر بالشأن العام في سورية كان يعرف أن البلد ذاهبة بهذا المسار وذاهبة باتجاه الهاوية، ولا بد من أن يكون هناك إصلاح أو بداية خطوات، وخصوصًا أننا في وقتها كنا نسمع بالتجربة التركية والتجربة الماليزية، وكان يحدونا الأمل أن تمشي سورية بنفس الخطوات بشكل هادئ وسلمي، وتبدأ بإرادة حتى السلطة نفسها، وتبدأ خطوات الإصلاح. الذي اكتشفناه فيما بعد أنه هذا النمط من الأنظمة غير قابل للإصلاح؛ لأن أي خطوة إصلاحية تعني بداية نهايته، وهذا الذي أثبتته الأحداث فيما بعد.
نأتي لعام 2011، كان هناك حراك المجتمع السوري من أيام "ربيع دمشق" وصولًا إلى عام 2011 (مرحلة الاعتقالات)، كانت هناك الوقفات المتنقلة التي نسمع بها كل فترة، سواء عند مجلس الشعب أو وزارة الداخلية، وكان يغلب عليها وقوف الناشطات أو زوجات أو عائلات المعتقلين وسجناء الرأي، كانوا في أكثر من مناسبة يطالبون بإطلاق سراح المعتقلين وتعديل مواد الدستور المتعلقة بالحزب الواحد وحالة الطوارئ. وطبعًا، هذا الكلام كان يجمع حوله طيفًا واسعًا، ولكنه صامت وخائف، لكن مع بدايات الربيع العربي والإنجازات التي حدثت في تونس ثم سقوط نظام مبارك، أصبح هناك شكل من أشكال الغليان في المجتمع السوري، فنحن أيضًا شعب حي والشعوب التي استطاعت أن تنجز ثورات، واستطاعت أن تصل للتغير لسنا أقل منهم، على العكس نحن لدينا موجبات أكثر؛ لأن حجم الفساد والظلم والديكتاتورية الموجودة ببلدنا أكبر بكثير من الذي كان موجودًا في مصر وتونس، ورغم ذلك ثارت الشعوب، واستطاعت الوصول لنتيجة.
مع أحداث الثورة المصرية وسقوط مبارك ثم ظهور "الربيع العربي" في ليبيا، بدأ الحراك يأخذ الشكل المبطّن، فكان هناك شيء يتبلور في المجتمع السوري، شيء يتبلور في الوعي الجماعي بأنه يجب أن نفعل شيئًا، وهنا بدأنا نرى إرهاصات، يعني أن هناك ميلًا للتمرد وإظهار الرأي، وأصبح هناك وقفات، مثلًا: أمام السفارة الليبية عندما بدأ القذافي باستخدام الجيش ضد الشعب الليبي، وكان الشعار الملفت للنظر هو: "خاين اللي بيقتل شعبه"، طبعًا [الوقفة] كانت أمام السفارة الليبية، وعلى أساس أنها ضد القذافي، ولكنها رسالة أيضًا، وتلقفها النظام أيضًا والمجتمع السوري،[بمعنى]: إن الذي يقتل شعبه خائن. وكأنه يوجد توجس من أن شيئًا سينطلق؛ حتى لا يواجهه النظام أو السلطة بالعنف والقوة.
الأمر الآخر: كان هناك حادثة "الحريقة" بدمشق -أعتقد في شباط/ فبراير 2011- وهي مشاجرة بين سائق سيارة [عماد نسب] وشرطي سير، وانتهت بضرب وتوقيف، واحتج الشارع الموجود، وانطلق هتاف: "الشعب السوري ما بينذل"، من أجل حادثة شرطي سير خرج هتاف: "الشعب السوري ما بينذل"، وهذا أيضًا مؤشر على وعي جمعي بدأ يتكوّن في المجتمع السوري، ويذهب باتجاه التمرد، أي إشهار اعتراضه على الوضع القائم. وحادثة "الحريقة" لأول مرة بتاريخ النظام فمن أجل حادثة صغيرة يأتي وزير الداخلية [اللواء سعيد سمور] ليحلّها، وفي وقتها خاطب المتظاهرين، ويوجد فيديوهات ظهرت عن هذه القصة، وتداولها كل السوريين (مشهد حادثة الحريقة)، وكان يقول لهم: "هذه صارت مظاهرة عيب يا شباب"، وكان النظام عنده رعب حقيقي من أن تخرج مظاهرات في سورية، وكان النظام على ما يبدو أنه يبني خياراته وخطته الأمنية على أن هذا الحراك سيشمل الشارع السوري.
بعدها نسمع بحادثة أطفال درعا، وهي كانت الشرارة التي كسرت حاجز الخوف، وأنه آن أوان التحرك في الشارع. وحادثة أطفال درعا كل العالم يعرفها، فهم أطفال كتبوا كتابات [على الجدران] يقولون فيها: "إجاك الدور يا دكتور"، وهؤلاء الأطفال كانوا [مجرّد] أطفال، وكانوا يقرؤون الذي يحدث في مصر وتونس وليبيا، وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون للجيل الذي تربى على الخوف: "آن الأوان أن يتحرك الشارع عندنا أيضًا ويطالب بحريته". وطبعًا، النظام تعامل بالعقلية الأمنية، وتعرضوا للتعذيب والإهانة وأهاليهم [كذلك]، وهذا ولّد رد فعل شديد جدًا في المجتمع السوري.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/04
الموضوع الرئیس
إرهاصات الثورة السوريةكود الشهادة
SMI/OH/52-01/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2000-آذار 2011
updatedAt
2024/04/08
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-مدينة درعامحافظة دمشق-الحريقةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
وزارة الداخلية - النظام
جامعة دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي
مجلس الشعب - نظام
مشفى تشرين العسكري
السفارة الليبية في دمشق