الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التعامل الطائفي لنظام الأسد والمظاهرات الأولى في بانياس

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:32:02

من الملاحظات المهمة التي أرى لفت النظر إليها أن مدينة بانياس تعتبر نقطة وصل ما بين المدن الساحلية، ونقطة وصل أيضًا ما بين المدن الداخلية، بمعنى أنها تصل ما بين جنوب أو شمال اللاذقية: جبلة بانياس طرطوس حمص دمشق درعا، وهكذا بنفس الوقت أيضا إلى المدن الداخلية: بانياس القدموس مصياف حماة حلب وهكذا، ما يفصل كما تكلمنا مدينة بانياس أو المدن الساحلية عن المدن الداخلية هي الجبال التي تكلمنا عليها والتي قلنا إنها تحد أو تأتي في الجهة الشرقية من مدينة بانياس سلسلة جبال العلويين وهي جبال كثيرة جدًا وتحتوي على مئات القرى العلوية.

طبعًا كما قلت إن الثورة السورية التي خرجت لم تكن وليدة لحظتها، وإنما هي نتيجة لما كان يعانيه الشعب السوري بشكل عام، وشعب بانياس بشكل خاص، وقد ذكرنا أن التهميش الذي حصل والإذلال والإهانة في المؤسسات أيضًا لشباب بانياس الذين كانوا يعني من أصحاب الحاجات في المؤسسات والذين كانوا يتعرضون لإهانات الحقيقة بشكل مباشر أو غير مباشر، الإقصاء من الوظائف، الإبعاد التغييب في السجون، مدينة بانياس من سنة الثمانينات كان فيها أكثر من 50 سجين ومنهم من علق على حبال المشانق، ظلم كبير جدًا ما من بيت من بيوت الناس إلا وهو منكوب، إن لم يكن منكوبًا بشكل مادي بشخص معين كان أولاده أو أحفاده أو أقاربه الحقيقة مبعدين أو عليهم دراسات كما قلنا داتا معينة تبعده وتقصيه على أنه غير مرغوب به لا في وظائف ولا في شيء، علمًا أيضًا كما قلنا إبعادهم من الوظائف التي تكلمنا عليها والتي تضم الآلاف من الكفاءات العلمية الذين يحتاجون إلى تلك الوظائف في الوقت الذي وُظِّف به النصيريون الذين لا يمتلكون من الكفاءات ما يؤهلهم لشغل هذه الوظائف، إذا ما وظف أحد من شباب السنة الحقيقة وظف إما أن يكون آذنًا (حارس) أو في وظائف مهملة، يعني أو يضغط عليهم بحيث إنهم يخرجونه كرهًا، عندنا أيضًا يعني سأضرب مثالًا واحدًا على سبيل المثال مصفاة بانياس، مصفاة بانياس الحقيقة تستوعب أكثر من 4000 إلى 5000 موظف أعتقد لا يوجد فيها أكثر من 200 موظف سني، طبعًا مهندسون، إذا وجد بعض المهندسين الذين حاجتهم إليهم ريثما يؤمّنون غيرهم ثم يأتي إقصاؤهم، أو أيضًا في الوقت عندما يخرج أحد السنة من الوظيفة للتقاعد فيما لو أكمل وظيفته يمكن له بالقانون أن يستخلف ولده هذا الأمر كان يطبق على أهل العوائل النصيرية، بينما على السنة الحقيقة كان لا يُطبَّق، وإذا ما طبق على أحد الموظفين فكان يضغط عليه بشكل مباشر حتى يكره على الخروج من تلك الوظيفة، أيضًا مثال آخر عندنا في قرية البيضا أتكلم عندنا كان مركز البريد اسمه مركز بريد البيضا، ليس لقرية البيضا إلا الاسم بأنه مركز البيضا بينما الموظفون فيه كانوا يأتون من بعيد من جهة دريكيش أو صافيتا من تلك المناطق أو قرى طرطوس، يعني يأتون تقريبًا حوالي 50- 60- 100 كم ليداوموا في هذا المبنى بينما قرية البيضا ليس فيها ولا موظف في هذا المركز، أيضًا المياه؛ أنا ما زلت أتذكر أن قرية البيضا حفروا بئرًا بئر ماء على حسابهم يوم ونبعت طبعًا مياه غزيرة جدًا بفضل الله سبحانه وتعالى، تم إنشاء مشروع كامل على نفقة القرية آنذاك، وطبعًا تم تدشينه من قبل المحافظ آنذاك بسنة الثمانينات، وتم إرواء 26 قرية علوية من هذا البئر، المقصد من كلامي هنا أن الموظفين في هذا المشروع مؤسسة المياه أعتقد فيه من شباب قرية البيضا، اثنان أو ثلاثة وحدّ أعظمي خمسة، بينما هم الحقيقة بالعشرات من أبناء الطائفة "النصيرية" (العلوية)، هذا الأمر في الإقصاء والتهميش والإذلال والإهانة الحقيقة كان من الأسباب التي وترت الأمور عداك عن الابتزازات كما قلنا، أيضًا الحجاب؛ نزع الحجاب وفرض الاختلاط في المدارس كان له أثر كبير جدًا حيث إن أهالي مدينة بانياس معروفون بالتزامهم الديني والأخلاقي والقيمي، فهذا الأمر لا يمكن لفتاة أن تذهب إلى المدرسة وهي تخلع حجابها ممنوع لبس المانطو أو حتى لبس الحجاب ممنوع مع الاختلاط بنات وشبابًا، فهذا الأمر طبق بحرفيته في مدينة بانياس بالإجبار أو محافظة طرطوس بشكل عام هذا كان له سلبيات كبيرة جدًا على البنات، كثير من بناتنا الحقيقة أُخرجوا خارج التدريس حتى يحافظوا على دينهم على أخلاقهم حتى لا ينخرطوا في هكذا مجتمع، وبعضهم يعني رأى أنه أمر ممنهج من أجل إبعاد أهل السنة عن التعليم فكان هذا الأمر أيضًا له ارتدادات كثيرة جدًا، هذا طبعًا لم يكن حديثًا وإنما كان من عهد المقبور حافظ الأسد في سنة 1984 لما أقدم المجرم رفعت الأسد على نزع الحجاب في مدينة دمشق من خلال المظليات تلك المؤسسة التي أنشأها من أجل ابتزاز أيضًا النساء المسلمات بخلع حجابهن، آنذاك لم تنجح معهم بفضل الله كان هناك ردة فعل كبيرة جدا لكن ما مورس في مدينة بانياس أو محافظة طرطوس في خلع الحجاب والاختلاط الحقيقة كان له أثر سلبي كبير جدًا على نفوس الناس، ما استطاعوا تغييره إلا تقريبًا بسنة 2000 أو حتى بعد 2000 لكن كان هناك امتعاض، إذًا كل هذه الأسباب الحقيقة كانت أسبابًا مباشرة جعلت من الشباب يفكرون ألف مرة كيف لهم أن يقوموا بالتغيير، وخاصة أن جميع شباب بانياس عندهم أقارب من الشباب من معتقلي الثمانينات الذين قضى بعضهم على حبال المشانق وبعضهم من خرج وتكلم وعرفوا كيف فعل بهم وكيف كان النظام يتعامل مع السنة بشكل كبير جدًا، وبالتالي كل هذه الأمور الحقيقة يعني تراكمت مع بعضها وقيل أو اتفق فيما بين الشباب أنه لا بد من العمل من أجل الخلاص من هذا النظام المجرم، طبعًا لما بدأت ثورات الربيع العربي في تونس ونجحت خلال أيام الحقيقة زاد هذا الأمر من جذوة الثورة، وأن انتصارها شجعهم على العمل، بالعكس يعني خلق عندهم أملًا كبيرًا جدًا بأن الثورة إن شاء الله ستأتي إلينا، ثم انتقلت أيضًا إلى مصر وأنهت طاغية مصر آنذاك، فزاد أيضًا هذا الحماس علمًا أن الكثير من الشباب كانوا يشككون أن سورية الحقيقة بهذه القبضة الأمنية الطائفية قد يكون هناك موانع كثيرة جدًا للوصول إليها، إلا إنهم كان كانوا لا يفقدون الأمل من هذا الوضع، أيضًا كانت ثورة ليبيا والقضاء على القذافي كل هذه الأمور الحقيقة يعني جعلت من الشباب في حماس زائد، ما زاد فيها أكثر حقيقة ما حصل في الحريقة عندما في دمشق عندما خرجت يعني آلاف حتى أو مئات من الشباب وتكلموا بكل جرأة وحاولت أجهزة الأمن آنذاك أن تستوعب هذا الأمر وأن تعتذر للناس، طبعًا هنا تيقن الشباب بأنه لا بد إذًا أنه جاء وقت التغيير، طبعًا مدينة بانياس أعتقد أنها كانت من الأوائل إن لم تكن أول مدينة خرجت في الثورة أو في المظاهرات مع درعا، لكن كان هناك حراك قبل درعا وقبل أي مدينة في هذا الأمر، الحقيقة لم يظهر ولم يظهره أحد وإنما نحن من مدينة بانياس أو قرية البيضا كنا ندرك هذا الأمر عندما كُتِب أعتقد في بداية شهر آذار/ مارس كُتِب على جسر قرية البساتين وهو الأوتوستراد، هذا الجسر كان يعني يأتي على الأوتوستراد بين بانياس وطرطوس وهو جسر كبير جدًا، وكانت الخط أيضًا الذي كتب به خطًا عريضًا لا يمكن لأحد أن يخفيه بهذه السرعة "يسقط الأسد" وهذه طبعًا تعتبر كانت جريمة كبيرة جدًا، بل تعتبر من السبع الموبقات (جريمة كبيرة) عند النظام المجرم فطبعًا هذه كانت قبل أيام وما كل الناس الطلعات لأن أجهزة المخابرات الحقيقة سارعت إلى المكان وأخفته وبدأت تبحث عمن وراء هذا الأمر، إلا إنها لم تنجح بفضل الله، هؤلاء الشباب سبحان الله كانت عندهم الحقيقة يعني هم من أشعلوا الثورة آنذاك، قاموا طبعًا باستشارات لبعض النخب، علمنا بهذا الأمر فشجعناهم على هذا الأمر وحقيقة لا يمكن لأحد أن يخرج من الشخصيات الاجتماعية الكبيرة مثلما يستطيع هؤلاء الشباب أن يقوموا به، كنا اجتمعنا الحقيقة مع بعض الشخصيات على أن تكون خطب الجمعة موحدة قبل الخروج، بعضهم جزاه الله الخير الحقيقة استجاب لهذا الأمر لكن كنا من وراء حجاب لم نكن بداية وإنما كان هؤلاء الشباب، كانت طبعًا البداية من مسجد الشيخ عبد الرحمن عيروط رحمة الله عليه، معروف الشيخ عبد الرحمن هو رمز، وكان الشيخ أنس عيروط ابنه الكبير أيضًا حفظه الله، هو خطيب المسجد والذي قام الحقيقة بخطبة حماسية رائعة عن الإصلاح وعن طبيعة أو ضرورة الإصلاح في هذا المجتمع لكثرة الشكاوى وكثرة الضغوط ريثما يخفف من العبء على الناس، طبعًا خرج الشباب مباشرة بعدها كان لا بد من مبادر فكان الشاب أنس الشغري أعتقد أن الجميع يسمع هذا الاسم؛ وكان طالبًا جامعيًا الحقيقة كان كتلة من الحماس، ومعه بعض الشباب أيضًا الذين يعني أيضًا كانوا يشاركونه في هذا الحماس: حامد عرابي وحسن صهيوني وبعض الشباب، الحقيقة كانوا كتلة ليست بالقليلة إنما كانوا يعملون بحماسة كبيرة جدًا جلسنا معهم مرة واثنين وثلاثة وأربعة فكنا نخطط الحقيقة كيف ينبغي أن تسير المظاهرات وصارت الأمور بشكل كبير جدًا الشباب كان عندهم فرط في الحماسة الحقيقة على أن هذا الأمر ينبغي أن يسير وإن شاء الله النظام لن يصمد كثيرًا أمام حراك الشباب، طبعًا لم تكن المحافظات السورية الحقيقة بهذه السوية مع بانياس وغيرها، فخرجت المظاهرة الأولى وكانت كالسيل الجارف في الحقيقة بعد صلاة الجمعة في 18 آذار/ مارس 2011 على ما أظن، فسار هؤلاء الشباب بهتافات تدعو إلى الإصلاح وإلى الحرية من أجل يعني التخفيف عن الناس، والشباب كانوا في مجال الحماس الكبير جدًا توجهوا أيضًا مباشرة بهذا السيل الجارف من البشر إلى مبنى أمن الدولة الذي كان يمثل حقيقة البعبع (رمز الخوف) أمام الناس وجيء بالشيخ أنس عيروط حفظه الله أيضًا حملوه على الأكتاف وأخذت هذه المظاهرة طابع الإصلاح أو التغيير أو المطالبة بالإصلاح للأنظمة، وإنما لم تدعُ لإسقاط النظام آنذاك إنما للإصلاح، حتى تنظروا في وضع السنة لأن الأمر يبدو أنه على بداية الانفجار، طبعًا الشيخ أنس صعد إلى مبنى أو منصة أمن الدولة آنذاك وقرأ المطالب التي يريدها الشعب السوري، وكانت هي أعتقد أكثر من عشرة مطالب 12 أو 13 أو 14 مطلبًا، كان بعضها مثلًا الاعتقالات؛ لا بد من إخلاء السبيل لأن بشار الأسد هذا المجرم أيضًا قام باعتقالات كثيرة جدًا بعد 2003 لكل من ذهب إلى العراق، وكان بعض الشباب الذين كانوا يدخلون إلى الإنترنت أو عندهم أي نشاطات يعني أيضًا كانت هناك اعتقالات كثيرة جدًا وضغوط كثيرة جدًا على الشباب، فكانت المطالبة بفك أسر المعتقلين، أيضًا الحجاب؛ الآنسات اللاتي سُرِّحن من أجل أيضًا التزامهن أو وضعهن الحجاب على رؤوسهن، أيضًا لا بد من إرجاعهن، رفع حالة الطوارئ، الإعفاء من الضرائب من فواتير الكهرباء التي قضت مضاجع الناس كثيرًا، من هذه الأمور التوظيف العدل في التوظيف على النسبة، يعني كل هذه الأمور، الحقيقة يعني هذه طبعًا بعض المطالب الرئيسية، طبعًا كل هذه الأمور الحقيقة أمام تصفيق وتصديق من الشباب المتحمس، أربكت هذه المظاهرة الحقيقة كل الأفرع الأمنية في مدينة بانياس وأصبحوا يريدون أن يجدوا حلًا، لم يستطيعوا تفسير هذا الأمر هل هو أمر مدبر من قبل كيف لهذه المدينة المحاطة بكل هذه القرى العلوية والتي تحكمها تلك القبضة الأمنية أن تخرج كل هذه الجموع، الحقيقة كان أمرًا مريبًا يعني ما يدعو إلى الصدمة لهذا الأمر بنفس الوقت هؤلاء الشباب الذين خرجوا في المظاهرات زادت الثقة في قلوبهم بأن وقت تغيير قد جاء وأنه لا بد لهذا القيد من كسره على أيدي هؤلاء الشباب من خلال المظاهرات من خلال المطالبة من خلال المبادرات التي قاموا بها والتي ما زالوا يسيرون في ركابها حتى يصلوا إلى ما يريدون، بشكل عام هذه المظاهرة الحقيقة لم يخرج فيها إلا السنة لأنه كان لها وضع خاص، الناس كلهم كانوا في المسجد، والمسجد كما قلت مسجد الشيخ عبد الرحمن عيروط رحمة الله عليه فكان له رمزية خاصة، والشيخ أنس كان له أيضًا رمزية خاصة في مدينة بانياس، فبالتالي يعني يمتلئ المسجد عن بكرة أبيه، وخاصة يبدو أن الشباب كانوا هناك في تداعٍ (دعوات مسبقة) واتفاق فيما بينهم أنهم سيخرجون، فهم كانوا أخذوا الوعد بأنهم سيخرجون، وبالتالي تجمعوا مع بعضهم وخرجت، لم يكن في هذه المظاهرة من الطوائف الثانية لعدم علمها لكن لما استمرت المظاهرات وخاصة يوم الجمع الحقيقة شارك بداية من الطوائف المسيحية، نزلوا لكن كانوا على حرج لأن المسيحية يعتبرون أقلية، الحقيقة هم يرغبون في تغيير هذا النظام ويشعرون بظلمه وابتزازه وإقصائه للنخب حتى على مستوى المسيحيين لكن لا يجرؤون لأنهم أقلية قد يُستهدفون من هذا النظام الذي يعني لا يرحم أحدًا، لكن كان عندهم التعاطف فكان بعضهم يحضر الحقيقة لكن على استحياء وخارجًا أو بعيدًا عن الكاميرات، أيضًا من الطائفة النصيرية شارك البعض منهم لأن من أهل الطائفة هم عبارة عن قبائل منهم الحدادون ومنهم النجارون ومنهم الخياطون ومنهم من هكذا؛ وبالتالي أيضًا هم طبقات فيما بينهم ويحتقرون بعضهم بعضًا، وبالتالي هناك منهم من يشعرون بالمظلومية، فجاءت هذه المظاهرات من أجل إنهاء هذا الحكم وبالتالي قد تعود إليهم بعض حقوقهم، لكن هذا الأمر الحقيقة لم يدم طويلًا وإنما عمل النظام بأجهزته الأمنية على تخويفهم وعلى إرعابهم من خلال بعض المسرحيات، يعني على سبيل المثال عندما كانوا يداهمون مكانًا معينًا كانوا يأخذون معهم بعض الأسلحة ويضعونها في هذا المكان ويصورونها على أنهم وجدوا عصابات مسلحة، وبالتالي هذه العصابات أو بعض الكتابات التي تدعو إلى السلفية أو تدعو إلى القتل أو إلى التحريض، هذه كانت مسرحيات مفتعلة كما فعل هذا الأمر في قرية البيضا عندما دخلوا إلى قرية البيضا ودخلوا إلى المسجد القديم الموجود في الساحة الحقيقة وضعوا بعض الأسلحة وصوروها على أن هذا المكان وجدنا فيه تلك الأسلحة علمًا أن القرية لا يوجد فيها يعني من يتجرأ على حمل سكين؛ سكين كباس كما يقولون، لأن هذه السكين سوف تعرضك للذهاب إلى فرع واثنين وثلاثة وخمسة وعشرة، وبالتالي هم يدركون تمامًا أن هذا الأمر الحقيقة هو كله مسرحية لكن لا يستطيعون إلصاق التهم أو تأليب بقية الطوائف على هؤلاء الشباب إلا من خلال تلك الفبركة، وبالتالي لو عدت إلى أخبار قناة الدنيا آنذاك كانوا يقولون بداية إن هناك عصابات سلفية ومدعومة من بندر الشيخ بندر السعودي (بندر من سلطان - المحرر) وهكذا، من أجل أن يؤلبوا الشعب على هؤلاء الشباب، وإنما الحقيقة هو تلفيق وكذب، طبعًا أمام هذه التلفيقات والمسرحيات التي قاموا بها رجع كثير من أهل الطائفة "النصيرية" الذين شاركوا في بداية الثورة عندنا حتى من المسيحيين تحت التهديد منهم بأنكم مستهدفون ووصلت إليهم التهديدات وبالتالي عادوا خطوات إلى الوراء، ومع الأيام في الثورة زجهم المجرم بشار الأسد الحقيقة في حرب طائفية وجهًا لوجه عندما أوحى إليهم أنكم لا بد ستُقتَلون على أيدي هؤلاء الشباب، لأن هؤلاء الشباب مدعومون ويأتيهم السلاح عن طريق البواخر والغواصات بالبحر، وهذه أنا سمعتها منهم الحقيقة فحاولوا أن يشيعوا الفتن ويبثوا الأكاذيب حتى يزرعوا الفتنة ما بين الطائفة النصيرية وما بين السنة، ونجحوا إلى حد كبير الحقيقة في هذا الأمر.

لما خرجت يعني المظاهرة الأولى وأربكت قادة أو رؤساء الأفرع الأمنية؛ هنا اشتغلوا الحقيقة على أمرين؛ الأمر الأول هو التواصل مع بعض الواجهات الاجتماعية التي يمكن أن تدرس الأمر وأن ترى مطالب الناس حتى امتصاص الواقع، والأمر الآخر الحقيقة هو التهديد من جهة ثانية ومراقبة الأمور، فكانت المظاهرات الحقيقة تحضر من الأجهزة الأمنية لكن دون المساس بها نهائيًا حتى لا يصطدموا مع الناس، لكنهم كانوا يراقبونهم وقد وظفوا الكثير من الشخصيات التي يمكن أن تكتب لهم التقارير عن الشخصيات العاملة في هذه المظاهرات ومن يتكلم ومن كذا، طبعًا أنا كنت من الواجهات الاجتماعية في مدينة بانياس وقرية البيضا، هنا لما قامت المظاهرة أنا عندي محلات تجارية في مدينة بانياس تبعد عن مبنى أمن الدولة تقريبًا أقل من 100 م، وبالتالي كانت جماعة من أمن الدولة كانوا يترددون (يزورون المتاجر بتكرار)، حتى من الأفرع يترددون علي، طبعًا هذا التردد كان من الطبيعي على كل أصحاب الأموال أو الشخصيات المشهورة الاجتماعية يترددون ليعرفوا ما هو نشاطهم من يأتي إليهم من كذا، هذا الأمر العادي فما بالك في هذه الفترة، فتردد علي أحد الضباط الحقيقة وطلب مني اللقاء فالتقينا، وكان برفقتي أحد الإخوة الذي اعتذر فيما بعد من الكوادر الراقية في مدينة بانياس، الحقيقة قال: أكمل أنت معهم ونحن نبقى على تواصل حتى نستطيع أن نرتب كل هذه الأمور، الحقيقة هم كانوا يبحثون عمن يخرجهم مما دخلوا به وخاصة أن مدينة بانياس مدينة تعتبر مهمة جدًا بالنسبة لهم لا يريدون لها أن تدخل في معركة ما بين السنة وما بين علوية، علمًا أن التاريخ السابق كان مليئًا بالمعارك الحقيقة في قتل العلويين (شجار وضرب) "أكلوا قتلة" (نالوا نصيبًا من الضرب) كثيرًا جدًا أنا أتذكرها عندما كنا طلابًا في الثانوي، كان لا يمضى أسبوع إلا يأكلوا قتلة وهم خارجون إلى بيوتهم وبالتالي هذا الأمر حقيقة كان معبئًا عندهم، فجاء وقت الانتقام فكانوا يراقبون كل هذه الأمور عندما استمرت المظاهرات فكان التواصل بين بعض الشباب من الوجهاء كنت أنا واحدًا منهم ومعي أكثر من أخ من الشباب الطيبين منهم مثلًا رئيس البلدية عدنان الشغري -حفظه الله- كان عنده موقف رائع جدًا، عندنا أيضًا بعض الشباب الذين يعني ما ينبغي أن نتكلم عن أسمائهم لوضعهم، قد يكون وضعهم غير آمن وبالتالي كان هناك حراك ما يطبخ في المطابخ السياسية عندهم في الأفرع الأمنية والمحافظة، وما ينبغي أن يقوم به هؤلاء الشباب، فكنا نجلس مع شبابنا لترتيب المظاهرات لأن المظاهرة عندما تخرج لا ينبغي أن تتوقف، وكنا حريصين تمامًا على استمرارية هذه الثورة بينما النظام والمتمثل بالمحافظ ورؤساء الأفرع كانوا حريصين جدًا على توقفها، فكنا نحن نعمل كبيضة القبان بين هؤلاء وهؤلاء من أجل استمرار هذا الأمر، طبعًا هذا الأمر تطور الحقيقة مع الأيام حتى مع توسع الحراك الشبابي عندنا على مستوى بانياس وعلى مستوى المحافظات كلها والتي يمكن أن نشرحها إن شاء الله تعالى في الحلقة المقبلة وكيف تداعت الأمور وما حصل في قرية البيضا وحتى على مستوى قرية بانياس إن شاء الله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/03/27

الموضوع الرئیس

الطائفية في بانياسالحراك السلمي في بانياس

كود الشهادة

SMI/OH/159-40/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة حتى 3/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة طرطوس-منطقة بانياس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

الشهادات المرتبطة